الحمد لله وكفى وصلاةً وسلاماً على النبي المصطفى هادي الورى وإمام أهل التقى ..
أما بعد ..
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..
أدخل في صلب الموضوع مباشرة حول علاقة الرجل مع المرأة ( كناية عن لفظ الولد والفتاة ) ..
فأقول وبالله التوفيق ..
جاء الإسلام كاملاً مكملاً استناداً لقوله سبحانه : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ..
وقد أتم الإسلام وأكمل علاقة الرجل بالمرأة ووضع لها الأسس والحدود التي لابد من أن تصير عليها ولا تفترق عنها ..
فشرّع الزواج وحث عليه وحرم الزنى ونهى عنه ..
وبدأ بالنهي عن المقربات إلى الزنى والنظر الحرام ..
فأول الأمر كلمة .. وآخره مصيبة من مصائب الدنيا ..
فالإسلام لم يترك شيئاً إلا ووضحه حتى في طريقة التعامل والكلام ..
نأتي الآن إلى العلاقة التي غلفت بمسمى الصداقة بين الرجل والمرأة وحورت من حرام إلى حلال ..
العلاقة بين الرجل والمرأة كعلاقة من مبدأ صداقة علاقة باطلة ..
كيف لمجتمع مسلم يتمسك بتعاليم دينه بأن يسمح بمصادقة الرجل للمرأة ..
تحت مسمى علاقة عامة أو علاقة بعيدة عن علاقة الحب والعاطفة ..!
المرأة لها إحساس وغريزة وكذلك الرجل ..
إذا كانت الخلوة التي هي مجرد الخلوة قد حرمت فما بالك بالصداقة بين الاثنين ..
إن ذلك لأدعى أن يكون من رمي الجنون ..
الصداقة أولها مسمى صداقة ..
ثم تتطور العلاقة وتتطور إلى أبعاد وحدود لا يعلمها إلا الله ..
الشيطان له أساليب وله قدرات وله طرق ..
هل تعرف كيف يخطط الأعداء للإطاحة بجيش ..؟!!
هكذا يخطط الشيطان ..
يأتي إلى الرجل ويقول له .. علاقتك مع فلانة علاقة عادية .. مجرد علاقة صداقة ..
وهكذا يأتي للمرأة من نفس الطريق ..
لكن الشيطان لا يخطط لهذا .. إنه يخطط لما هو أعظم ..
ألا وهو الوقوع في الحرام .. إذ لا تكتمل لذة الشيطان إلا برؤيته للرجل يعصي الله وهو يعتقد بأن ما يفعله صواب ..
وكذلك الأمر بالنسبة إلى المرأة ..
الشيطان يسول للرجل بأن مكالمته للمرأة حلال .. إذا كانت مكالمة صداقة ولكن الشيطان لا يريد هذا ..
بل يريد ما هو أعظم ..
كلمة منه وكلمة منها وهما يعتقدان الحل فيما يفعلان ولا يعلمان أن ما يفعلانه لأمر كبير وفحش عظيم ..
أولها كلمة وآخرها مصيبة والمستفيد شيطان ذليل لعنه الله وطرده من رحمته ..
قال تعالى ( واستفزز من استطعت من بصوتك وأجلب عليهم بخليك ورجلك .. ) إلى آخر قوله تعالى ..
فالمجتمع الحريص على التمسك بدينه لهو أبعد من هذا الضلال والقول الفاسد الصادر عن من لا يفقه في الدين مثقال ذرة ..
انظر للمجتمعات الغربية كيف تعيش ..
تعيش مثل البهائم في حظيرة .. لا دستور ولا قانون ولا دين ..
تسلخوا من حدود الإنسانية ورموا بالأديان خلف الظهور واختلقوا القوانين من رؤوسهم فعاشوا كمعيشة التيوس في حظائرها ..
نسأل الله السلامة ..
بالنسبة إلى العلاقة بين الرجل والمرأة عبر ما يسمى اليوم بالمسنجر لا صوت ولا صورة بل مجرد الكتابة ..
أيضاً يعتبر من مثيرات الغرائز والنفوس .. وإن كان الكلام المتبادل بينهما بعيداً عن هذا ..
فاليوم الأول مجرد علاقة عابرة وكلام عابر واليوم الثاني يتطور الأمر وهكذا وهكذا حتى يصل إلى ما لا تحمد عقباه ..
فالأفضل للإنسان أن يقطع علاقته مع أي امرأة عرفها عن طريق المسنجر .. وأن يتخير الرفقة الصالحة التي تعينه على أمور دينه ودنياه ..
فكما أنك أخي الكريم لا تريد من أحد أن يحادث أختك على المسنجر فهناك غيرك من لا يرضى لأخته هذا ..
فسبل الضلال كثيرة وسبل الحرام كثيرة والطرق متعددة والسعيد من نجا منها واتقى ربه وانتهى ..
إلا إذا كانت العلاقة علاقة دعوة إلى الله عز وجل كالدعوة إلى الإسلام فهذا لا بأس به إن شاء الله ولكن من الأفضل أن تكون هناك متابعة من الأهل أو من أحد أصحاب العلم والمعرفة بالدعوة إلى الله ..
على كل حال أنصح كل شاب تعرف بفتاة على ما يسمى بالمسنجر أن يقطع هذه العلاقة ..
فالشيطان له وسائل وله سبل .. فاقطع عليه الطريق تكن أقرب إلى السلامة والنجاة ..
هذا وصلى الله علي سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ..
الحسام المهند ..
.