السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أيها الاخوة الكرام
ٍان أصل العبادات التي يقوم بها المسلم في حياته ما شرعه الله لنبينا عليه الصلاة و السلام .
و لا يخفى عليكم ان شرع الله القويم يتكون من كتاب الله تعالى و سنة نبيه عليه الصلاة و السلام و ان من المعلوم من الدين بالضرورة ان العبادات توقيفية.
المسألة التي بين ايدينا هي قول القائل : لقد حددت ليلة القدر و عليه فٍان كل مطلع لما ذكر يعلم ليلتها بدون شك.
من الناحية الفقهية هذا الامر ان صح يسمى اجتهاد و اجتهاد الفقهاء ليس معصوما من الخطاء و قد يصيب الفقيه و قد يخطيء...
ان رسولنا عليه الصلاة و السلام هدانا الله به لما هو اقوم و قد دلنا عليه الصلاة و السلام على المنهج الصحيح في التعامل مع ليلة القدر و امرنا عليه الصلاة و السلام بقيام الليالي العشر الاخيرة من شهر رمضان المبارك و بين انها في وتر تلك الايام.
ثم ان نبينا عليه الصلاة و السلام كان يقوم تلك الايام العشر كما دل حديث عائشة رضي الله عنها و قد تقدم ذكره و افاد ان النبي صلى الله عليه و سلم كان و اهله يقومون الليل و يعملون الصالحات و يجتهدون في ذلك أكثر من غيرها من ايام رمضان.
ثم لما جاء جبريل عليه السلام الى رسول الله صلى لله عليه و سلم و اخبره بوقتها و اراد عليه الصلاة و السلام ان يبلغ الوحي المنزل عليه في شأنها لأمته فو قع مراد الله الذي شاء ان ينسى رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أخبره به جبريل عليه السلام فامرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بأن نرقبها في العشر الاواخر و قال كلمة الرجاء الموجبة :و عسى ان يكون خيرا.
ان العبادات توقيفية بمعنى نتوقف عند حدود النص و حدنا في هذا الامر قول الرسول فارتقبوها ....و رسول الله لم يحدد و هو اعلم منا بشرع الله .
لقد اختلف صحابة رسول الله صلى عليه و سلم في شأنها و كلهم مصيبون لانها في تلك الايام التي حددوها شانها كشأن اختلافهم في الصلاة في بني قريضة ....
ان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم رغم اجتهادهم في ذلك يقولون في ختام الكلمة الله أعلم.
و ينبغي لنا ان نتاسى بهم في قيام ليالي رمضان كما كانوا يفعلون بدون تحديد ليوم خاص لأن ذلك يدعو الى الابتداع في دين الله تعالى و نسيان رسول الله صلى عليه و سلم لها حكمة ارادها الله في ذلك .
هذا و ما امركم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته