السلام عليكم,
بالنسبة لموضوع الاعتزال وترك العاب الفيديو اخي العزيز سعود, فهو امر يعود الى مزاجية الشخص نفسه والى هواياته المتقلبة والمتعددة ناهيك عن الظروف التي يمر بها الانسان والتي تزداد المسؤولية معها تبعاً لمفرزات التغير مع تقدم العمر بالانسان. باختصار وتوضيحاً لما سبق, للانسان حاجاته الخاصة والتي تتغير مع التقدم في العمر وهذه الحاجات تتغير وفق المسؤولية الملقاة على عاتق الانسان. فمثلاً, ماهي مسؤوليات شاب يبلغ من العمر 15 سنة ؟ وقارنها بمسؤوليات شاب يبلغ من العمر 25 سنة ؟ وقارنهما بمسؤوليات شاب يبلغ 35 سنة ؟
المسؤوليات في تزايد مستمر وعلى قدر هذه المسؤوليات نحدد حاجاتنا ونصنفها على حسب الاهمية. فالشاب الذي يبلغ 15 سنة لا يقع على عاتقه غالباً الا فقط مسؤولية الاجتهاد في الدراسة وبالتالي يمتلك هو حرية في تصنيف حاجاته وترتيبها على حسب اهميتها. لكن بالنسبة لشاب يبلغ 25 سنة, فهذا الشاب لديه مسؤولية تحقيق درجة اكاديمية معينة بالاضافة الى مسؤولية البحث عن العمل وكذلك مسؤولية التفكير جدياً بالزواج مما يحتم عليه ترتيب حاجاته بطريقة تختلف عمن يبلغ عمر الخامسة عشر والكلام ذاته ينطبق على الشاب ذي الخامسة والثلاثين سنة. وبالتالي كنتيجة منطقية, سنرى بأنه مع التقدم في العمر يقل الاهتمام بالهوايات الكمالية او الترفيهية ( العاب الفيديو ) ويزداد الاهتمام بالامور المصيرية ( تخرج - وظيفة - زواج - تربية ابناء وغيره ).
هذا بالنسبة للتغير في الحاجات مع التقدم في العمر لكن لو نظرنا الى التغير في الحاجة نفسها في نفس المجال ( اقصد المجال الترفيهي محور الموضوع ), فانك ستجد بعض الشباب من يغير هواية متابعة اخبار العاب الفيديو واقتنائها الى متابعة مجال ترفيهي اخر مثل الافلام واخبار الممثلين والافلام التي ستصدر لاحقاً ومتابعة نجم معين من قبله شده اليه أو الانتقال الى مجال الموسيقى والاهتمام بفن معين ومحاولة النتقال من مجرد مستمع الى مؤدٍ وممارسة احد ادوات الغناء وغيره.
فالتغيير قد يكون من جهتين: جهة تغير الحاجة من نوع الى اخر في نفس المجال ( من الالعاب الى الاغاني وغيره ) ومن جهة تغير الحاجة من نوع الى اخر في مجالين مختلفين ( ترفيه الى حاجات مصيرية ).
لكن كل ماسبق يعتبر امر نسبي يختلف من شخص الى اخر حسب الوضع الاجتماعي والتركيبة الثقافية للشخص وكذلك الظروف المحيطة بالانسان سواء اكانت ظروف يمر بها المجتمع الذي يعيش فيه أو ظروف تمر بها بيئته الخاصة.
انا ابلغ من العمر 26 سنة ومازلت متمسك بألعاب الفيديو لكنني اتجهت لأكون ناقداً ومحللاً لاقتصاديات الفيدو جيمز بدلاً من اكون ممارساً لالعاب الفيديو فقط.
عموماً, هذه حالة طبيعية جداً وهي سمة هذه الحياة فبقاء الحال من المحال وعلى الانسان ان يقبل بالتغيير.
وسبب كتابتي لهذا الرد المطول هو عدم ملاحظتي لوجود ردود اعطت للاخ سعود جواباً مقنعاً مع كامل احترامي للاعضاء.
شكراً