عذاريب
الخطيب الذي نريد
عبد الله العجلان
شدني - كما الكثيرين - إمام وخطيب صلاة الجمعة الأخيرة الشيخ سعود التمامي، وهو يتحدث بحرقة وبنبرة حزينة وبأسلوب مقنع ومؤثِّر عن واقع شباب اليوم وما يجري - للأسف الشديد - في الاستراحات والشوارع من ممارسات تعصف بهم وتسيء لمجتمعهم وتقضي على مستقبلهم، وتطرَّق لغياب المتابعة الأسرية وضعف الجانب التربوي والتأثير التعليمي المدرسي والثقافي والاجتماعي عموماً.
الوضع صعب وفي غاية الخطورة ويمثِّل النسبة الأعظم والشريحة الأكبر من مكونات المجتمع السعودي وهم شباب اليوم ورجال المستقبل، وهنا لا يكفي ولا ينبغي اختزال المشكلة وتوجيه التهمة نحو جهة بعينها أو طرف دون غيره، بقدر ما تحتاج أولاً إلى أن نعترف جميعاً كل في موقعه وبمختلف الصفات والمسؤوليات المهنية والشخصية بالتقصير وعدم الاهتمام بما يجري وما هو متوقع أن يكون.
في المقابل لا بد من إدراك أن هؤلاء الشباب أمام فراغ هائل وقاتل، وبالتالي البحث عن مسبباته وإيجاد الوسائل الكفيلة باحتوائه ومحاولة الاستفادة منه بطريقة تختلف عن تلك الجامدة والمنغلقة والبعيدة عن قراءة واستيعاب واقعهم، الأمر الذي يتطلَّب التخلّص من بعض الأفكار القديمة والعاجزة عن التغيّر والتطور والتي ما زالت ترفض التعايش والتحاور والتواصل مع كثير من فئات المجتمع وخصوصاً الممارسين والمهتمين بالشأن الرياضي.
أعود لبداية الموضوع وأشير إلى أهمية خطبة صلاة الجمعة، وضرورة استثمارها بلغة متجدِّدة ومضامين تحاكي ظروف ومشكلات العصر وتخاطب عقول الناس وتتفاعل مع همومهم، وذلك في إطار دورها التوعوي الكبير النابع من قيم ومبادئ وتعاليم ديننا الإسلامي العظيم.
وانتصر صوت العقل
كسبت (الجزيرة) الرهان، وأثبتت سلامة موقفها ومصداقية توجهاتها حينما اختارت الأمير الخلوق والنصراوي العقلاني المثقف جلوي بن سعود ليكون صوت النصر القادر على الارتقاء به وبطموحاته وتطلعاته والمهندس المؤهل لإعادة توهجه ورسم ملامح مستقبله وجودة بنائه، والقلم النابه والحكيم القافز فوق أفكار المرجفين وعقليات المتعصبين..!
ها هو الأمير جلوي يبادر إلى احتواء الأزمة وينجح بإقناع الرئيس الذهبي الأمير فيصل بن عبد الرحمن ليعود رئيساً ومنقذاً نادي النصر من كارثة كادت أن تحطّمه وتزيد من معاناته وسنوات إخفاقه.. فعلها الأمير جلوي في وقت تخلى فيه الأدعياء والأوصياء وتلعثمت لغة الصراحة واتضحت الحقيقة بأدق تفاصيلها.
بعيداً عن أطروحاته الواعية وأفكاره الإدارية الراقية، لو لم يفعل الأمير جلوي للنصر سوى هذا الموقف لكفاه دليلاً على وفائه وإنكاره لذاته.
العلة المغيبة!
نخطئ كثيراً إذا تصوّرنا أن المدرب (باكيتا) أو أي مدرب عالمي آخر أفضل وأشهر منه سوف يضمن لنا ويحقق مع منتخبنا كل ما نحلم به في مونديال ألمانيا صيف 2006م.. ونخطئ أكثر إذا اعتبرنا أن طيب الذكر (كالديرون) يشكِّل عقبة في طريقنا نحو ألمانيا وأن رحيله سينهي كافة مشاكلنا الفنية والإدارية الحالية والمستقبلية.
قضيتنا لا تنحصر فقط في المدرب، ومسألة تجاربنا المخيفة مع عشرات المدربين ستجعل الكرة السعودية في دوامة مزعجة، وتحجب أنظارنا عن اكتشاف ومعرفة العلل الحقيقية المطلوبة معالجتها، طالما أن المدرب هو وحده المسؤول الأول والأخير عن كل صغيرة وكبيرة في المنتخب.
مع باكيتا أو غيره لن ينجح المنتخب إلا في حالة استقراره والعمل على انسجام وتجانس عناصره قبل مدة كافية تسبق المونديال وتتضمن العديد من المباريات التجريبية القوية، ولنا في مونديال 2002م العبرة وكيف أن المنتخب لم يستقر على قائمة أساسية طيلة مرحلة إعداده فلعب مباريات كأس العالم بعدد من اللاعبين الذين لم يشاركوا مع بعض في تشكيلة واحدة من المباريات الودية السابقة.. وكما لم يتم التأكد من سلامتهم بدنياً ومستوياتهم فنياً ولياقياً، فحدث ما حدث وخسرنا كل شيء؟!
ليس مهماً الانشغال في موضوع مستوى المدرب أو عدم اختياره لهذا النجم أو ذاك، وإنما المهم أن يستمر المنتخب على قائمة مثالية متجانسة لا تتغيّر إلا في الحدود الضيقة والظروف الطارئة.
اللجنة سر الفشل
من المحتمل أن الحكم ممدوح المرداس كان يبحث من خلال قراراته العكسية الغريبة في لقاء الهلال والشباب عن أجواء إعلامية وجماهيرية صاخبة وردود أفعال زائدة تجعل اسمه يتردَّد بكثرة كأحد المشاهير بغض النظر عمّا يُقال عنه ويُوجَّه إليه ولأنه على علم مسبق بأن أخطاءه ستجد من يبررها ويدافع عنها بعبارات: أن الحكم بشر وأن أخطاءه غير مقصودة ولا يمكن التشكيك أو الطعن بنزاهته..!!
هذه الحالة تعد قياساً منطقياً يمكن الأخذ به للوصول إلى حقيقة ما يعانيه التحكيم المحلي، وأن فكرة تبرئة الحكم وإبعاده عن الشكوك مهما كانت أخطاؤه لم تعد مقبولة ويصعب فهمها والاقتناع بها، في ظل ما نشاهده ويرتكبه الكثير من الحكام مراراً وتكراراً دون أن نلمس أي تدخل أو إجراء يتعامل مع أداء الحكم بأسلوب أفضل من مجرد إيقاف أو تبرير لا يغيِّر في الأمر شيئاً.
برأيي أن علة التحكيم هي في الأساس إدارية وتتمثَّل ب(اللجنة الرئيسية) ولا أدري لماذا الإصرار على أن تُدار بالكامل بطاقم من الحكام السابقين؟! وما الذي يمنع من أن يكون رئيسها وعدد من أعضائها ليسوا حكاماً؟! وهل هي بالفعل مستقلة في قراراتها وبرامجها وبنودها المالية..؟!
لأن التحكيم عنصر رئيسي وعامل مهم يحدِّد مسار الكرة السعودية ونوعية مخرجاتها سلباً أو إيجاباً، نتمنى من اتحاد الكرة أن يعيد النظر في الأسلوب القائم حالياً بالنسبة لاختيار اللجنة الرئيسية، وأن يمنحها الدعم المالي والمعنوي، كما أن الاستعانة بالحكم الأجنبي في الأدوار النهائية خطوة جيدة وضرورية لكنها ليست حلاً كافياً ولا تغني عن الحكم السعودي الذي سيكون الخيار الوحيد والموجود دائماً في أغلب المباريات وفي مختلف الدرجات.
غرغرة
* احتفلت وأشادت القنوات العربية والعالمية بمشاركة سامي الجابر في المباراة العالمية الأخيرة، بينما الأقلام المتشنجة ما زالت غارقة في وحل شتائمها..!
* مسكين الطائي كلما كثرت شكواه زادت معاناته من التحكيم!
* ما قاله رئيس الرائد المحترم عبد العزيز التويجري عن فريق التعاون كلام مستغرب منه لا يليق بموقعه الإداري وشخصيته الراقية.
* الشلة إياها ستنظر لباكيتا على أنه مدرب للهلال وليس للمنتخب..!!
* يقول رئيس اللجنة مثيّب الجعيد: الحكم المرداس كان شجاعاً واعترف بأخطائه ضد الهلال.. هكذا تتحدث وتتعامل اللجنة مع كوارث حكامها..!
* هناك مباريات في الدرجة الأولى أهم وأجمل وأقوى من بعض مباريات الدوري الممتاز.. فما المانع من نقلها تلفزيونياً..؟!
مقالات
القرار المناسب
مي عبد العزيز عبد الله السديري
كنت قد كتبت في مقالي السابق أن باكيتا مدرب بحجم الزعيم، وقد أشرت إلى قدرات باكيتا التي جعلت الزعيم يحصد أربع بطولات متتالية.
وقد جاء قرار (وجه السعد) سلطان الرياضة بتكليف باكيتا لقيادة المنتخب السعودي تأكيداً لقدراته الفنية وأنه يتناسب مع المرحلة القادمة والمهمة للمنتخب السعودي، لقد أغلق صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم بهذا القرار كل الأبواب وأوقف كل الاجتهادات التي قد بدأت والتي ستبدأ في المستقبل لو بقي السيد كالديرون مدرباً لمنتخبنا خصوصاً بعد الفجوة النفسية بينه وبين اللاعبين والجماهير.
لذلك نرى أن تعيين باكيتا قرار إيجابي يحمل أكثر من معنى، فالعامل النفسي قد يكون هو الأهم، بالإضافة إلى العوامل الفنية التي تميّز المدرب الجديد.
باكيتا في اعتقادي مدرب ذكي وقادر على التعامل مع إمكانيات اللاعبين وتقديم عروض جيدة تعكس المستوى الحقيقي للمنتخب السعودي، المدرب لا يحتاج إلى جهد كبير في اختيار اللاعبين ومعرفة قدراتهم، فهو على علم بكل العناصر الجيدة في كل الأندية السعودية من خلال عمله كمدرب للزعيم.
هنا لا بد أن أشيد بتوقيت القرار وأهميته بالنسبة للجمهور السعودي والعربي الذي يتطلع إلى تقديم أجمل العروض في ألمانيا. نقدِّر لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد وجميع أعضاء الاتحاد السعودي على هذا القرار المناسب، وكنا نتمنى أن يطول التغيير بعض العناصر الإدارية التي أرى أنا شخصياً أن الوقت حان لإبعادها، فلدينا كوادر إدارية متميّزة وعلى كفاءة عالية تعمل في المجال الرياضي لو أعطيت مثل هذه الفرصة التي أعطيت لباكيتا لاكتمل عقد النجاح.كما نتمنى من لجنة المنتخبات إعادة النظر في أسلوب استعداد المنتخب السعودي، فقد أثبتت المعسكرات الطويلة أنها تؤدي بالفريق إلى تدني المستوى وخصوصاً أنها تجعل اللاعب تحت تأثير الضغوط النفسية التي يصعب عليه التخلص منها.
إخفاقات متكررة
كثر الحديث عن رئيس نادي الاتحاد منصور البلوي خصوصاً بعد أن وجّه انتقادات حادة للاتحاد السعودي لكرة القدم، وأنا شخصياً اعتبر أن مثل هذه التصريحات لا قيمة لها لأكثر من سبب.
فالاتحاد السعودي لكرة القدم والمسئولون فيه وعلى رأسهم سيدي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز لا ينتظرون شهادة الآخرين لهم وهم يؤدون عملهم بكل اقتدار ومسئولية وتفان في الإخلاص لخدمة كل الأندية، ودليل على ذلك مكانة الرياضة السعودية وما حققته على كافة الأصعدة ولولا هذه المكانة وهذا الدعم لم يصل الاتحاد إلى اليابان.
الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز لم يدعم الأندية السعودية فقط، بل تجاوز دعمه للأندية العربية من خلال ترؤسه للاتحاد العربي وربما أن الأستاذ (عثمان السعد) يعرف من الأسرار الشيء الكثير في هذا الشأن، وكثير من الرياضيين العرب سواء من إعلاميين وإداريين ولاعبين تعرضوا لأزمات خاصة كان الأمير سلطان بن فهد خير معين، وكثير من الأندية العربية في مختلف الدول كانت تطلب المعونة فلا يتردد سلطان الرياضة العربية والسعودية في الدعم المتواصل، وما تجده الأندية السعودية التي يرعاها سموه ويعمل على إزالة كل المعوقات التي تواجهها حتى وهو في أثناء إجازاته الخاصة في خارج المملكة.
أما العامل الآخر فصاحب هذا التصريح معروف بأنه يحمل مفاهيم رياضية خاطئة في كثير من الأحيان، فهو يريد أن يرأس ناديين في آن واحد، وهو أمر خارج عن كل الأنظمة واللوائح المتعارف عليها في كل العالم باستثناء (عالمه الوحيد).
باعتقادي أن صاحب مثل هذه المفاهيم الرياضية الخاطئة يجب أن لا نعيره أي اهتمام لأن كلامه لا يستقيم مع العقل والمنطق اللذين هما أساس لأي طرح موضوعي فإذا تخلّى الإنسان عنهما لا نجد إلا أن نردد بيت أبو الطيب المتنبي:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
زعيم الوفاء
الجماهير الهلالية في المدرجات كالشعر الذي يلامس الأحاسيس، بل كأنهم حبات المطر حين تأتي والهة لمعشوقتها الأرض.
هذا ليس مديحاً مجرداً أو غناءً منفرداً وليست عواطف ممزوجة بالخيال، إنه الزعيم الذي ملأ الدنيا وشغل الناس.
إنه الزعيم النادي العريق العملاق.
أيضاً هم رجالات الزعيم هذه الكوكبة العظيمة الكبيرة المتراصة المخلصة في حب النادي، هذا هو الهلال الذي يتميّز عن غيره بالوفاء والتكاتف، لقد كان يوماً عظيماً يوم اعتزال الكابتن يوسف الثنيان. ظهرت فيه قوة التلاحم الكبير بين جميع أعضاء الشرف وبين اللاعبين والجماهير ولمع الوفاء الذين هو معدن الهلاليين.
هذا هو الهلال متميّز في كل شيء في رجالاته وجماهيره ولاعبيه لم أذكر أن هناك إدارة لم تحقق بطولة ولم أذكر أن هناك عضواً امتنع عن الدعم، بل الجميع حتى لو اختلفوا في وجهات النظر يتوحّدون في النهاية عندما تكون مصلحة الهلال هي الأهم.
من هنا جاءت زعامة الزعيم وستبقى طالما تماسك أعضاء الشرف من أجل ناديهم، شاهدنا الأمير عبد الله بن مساعد وهو يتحمّل مصاريف اعتزال الكابتن يوسف وشاهدنا الأمير محمد بن فيصل وجميع أعضاء الشرف متراصين داعمين مخلصين للون الأزرق والأبيض، إنها سر الزعامة لنادي يستحق الزعامة بلا منازع.
الحكم المهزلة
لم أر في حياتي حكماً سيئاً مثل حكم مباراة الهلال والشباب هذا الحكم الذي تجنى على كرة القدم بقانونها وجمهورها.مثل هذا الحكم يسيء إلى الرياضة السعودية بصفة عامة وإلى الدوري السعودي الذي يتابع في كل الدول العربية.مطلوب من الاتحاد السعودي لكرة القدم حلول عاجلة لمشكلة التحكيم بشكل جذري حتى لا يشوِّه مثل هؤلاء الحكام فنون كرة القدم ومذاقها الخاص.
المعجزة
ليس غريباً أن يكون لاعب منتخب البرازيل ونادي برشلونة الإسباني رونالدينهو هو أفضل لاعب في العالم.
هذا اللاعب المعجزة كما يسميه البعض يملك 75% من إمكانيات حصول البرازيل على كأس العالم وحسم البطولة للمرة السادسة، المراقبون والنقاد الأوروبيون يتوقّعون إذا شارك هذا اللاعب في المونديال دون أن تحدث استثناءات تبعده عن المشاركة كالإصابة فسيكون حظ البرازيل كبيراً للغاية ويصعب على أي فريق الوقوف أمام منتخب السامبا.
اللاعب الخارق للعادة يتميّز بكم عال من المهارات مع السرعة الفائقة تجعله لاعباً استثنائياً كذلك امتدح عدد كبير من النقاد الأوربيين لاعب البرازيل كاكا الذي وصفوه بأنه لاعب جيد الانضباط التكتيكي ويطبِّق تعليمات المدرب مع تركيز ذهني كامل طوال فترة المباراة.
هؤلاء الكوكبة من النجوم المرصعة في منتخب السامبا قريبون من اقتناص الذهب للمرة السادسة، فمن الصعوبة أن لا يكونوا طرف النهائي في أقل تقدير وبكنباور ألمح في الأسبوع الماضي إلى أن المنتخب البرازيلي لا يقاوم.
رسائل قصيرة
* كل الذي أخشاه أن يقترح الزميل عبد الكريم الجاسر على الإدارة الهلالية التعاقد مع كالديرون.
* أعجبتني التغطية الإعلامية ل(الجزيرة) لمونديال اليابان.
* أشكر كل من تواصل معي من القراء الذين أبدوا إعجابهم وشجعوني على المواصلة وأخص بالذكر الأخ سلطان الحميد والأخ فهد الغنام بما قدماه من ملاحظات جديرة بالاهتمام