الوحدة أقوى فريق في البلاد ولا نخشى المنافسين
دائماً ما تكون تصريحاته الصحافية مثار جدل، وتصرفاته موضع حيرة من الجميع.. هو شخص من يعرفه عن بُعد يتخوّف من التقرب إليه، نظراً للعصبية التي يظهر بها دائماً، وحين يعرفه عن قرب يغيّر رأيه فيه لدماثة خلقه واحترامه للجميع..
إنه عبدالله صالح مدير فريق الوحدة، البعض يتهمه بالغرور والتعالي على الجميع، وأنصاره يرون فيه غير ذلك، فالوحداويون يرونه شخصاً محباً لناديه غيورا عليه، تهمة الغرور ليست هي الوحيدة التي وجهت لأبو بدر، بل هناك مجموعة من التهم الأخرى التي طالته في مقدمتها انه هو المسيطر على فريق الوحدة ويتدخل في ما لا يعنيه في الأمور الفنية.
«البيان الرياضي» حرص على اللقاء بعبدالله صالح لمواجهته بتلك التهم الموجهة إليه وإعطائه الفرصة الكافية للدفاع عن نفسه في حوار أشبه بالمحاكمة القضائية، وكعادته دائماً تحدث بصراحة وسدّد بتصريحاته في كل الاتجاهات من خلال هذا الحوار الجريء:
* كيف ترى استعدادات الوحدة للموسم الجديد؟
ـ أعتقد أن استعدادات الفريق لم تختلف عن استعدادات الأندية الأخرى، فقد أقمنا معسكراً لمدة 26 يوماً بألمانيا، وخضنا 6 مباريات ودية، وأتمنى أن يأتي المعسكر ثماره، خاصة في ظل قوة التجارب الودية أمام فرق أوروبية قوية أمثال بروسيا دورتموند وغيرها من الفرق الألمانية، فضلاً عن منتخب رواندا.
* وما رأيك في التعاقد مع الألماني هورست كوبيل؟
ـ أنت تعرفني جيداً لا أحب المزايدة، لكن بكل صراحة من خلال الفترة التي قضيتها مع كوبيل بمعسكر ألمانيا أرى أنه مكسب كبير نظراً للخبرة الكبيرة التي يتمتع بها، فقد سبق له وأن قاد أندية ألمانية لها اسمها ووزنها بالدوري الألماني، وأتمنى أن يكون التوفيق حليفه، فالتجارب علّمتنا ضرورة توافر الحظ مع المدرب مهما كان اسمه كبيراً في عالم التدريب.
* هل تعتقد أن كوبيل هو المدرب الذي يستحق طموحات العنابي؟
ـ عن نفسي أرى أن شخصية هذا المدرب تتفق مع أهداف نادينا، فهو طموح ويحب الأفضل دائماً.
* لكن البعض يردد أن التعاقد معه جاء إجبارياً بعد فشل التعاقد مع أربعة مدربين سبقوه؟
ـ أعترف معك أننا لم نوفق في التعاقد مع أكثر من مدرب قبل كوبيل لظروف مختلفة، لكن لا يعني ذلك أننا أجبرنا على اختياره، فهو كان ضمن قائمة المدربين المرشحين لقيادة الفريق، لكن دعني أقول «ربّ ضارة نافعة»، فمن يعلم، ربّما يكون الإخفاق في التعاقد مع سابقيه هو خير للنادي.
* هل تعتقد أن الفترة التي سيقضيها المدرب مع اللاعبين قبل انطلاق الموسم كافية لانسجامه وتعرفه على اللاعبين؟
ـ كرة القدم الآن أصبحت علماً يمكن للإنسان دراسته، لكن قدرته على الاستيعاب هي التي ستحدد الفترة التي تؤهله لحمل شهادة هذا العلم، وأرى أن كوبيل مدرب ذكي، ولاعبينا متميزون، لذا فالتوافق والانسجام بينهما سيكون في أقل فترة ممكنة، و40 يوماً قبل بداية الموسم كافية جداً لكلا الطرفين للتعرف على الآخر.
* الوحدة نجح مع هولمان وحقق له إنجازات كثيرة، وكوبيل من الجنسية نفسها، فهل ترى أن الفريق يجد نفسه مع المدرسة الألمانية؟
ـ بكل صراحة المدرسة الألمانية هي أفضل مدارس التدريب في العالم نظراً للجدية والجهد الذي يبذلونه في عملهم، لذا أرى أن الألمان ينجحون مع أي فريق، وليس الوحدة فقط، وكرة القدم تعطي من يعطيها.
* كيف ترى التعاقد مع باكايوكا وكروبي؟
ـ نادي الوحدة عوّد جماهيره دائماً على استقطاب النجوم والتعاقد مع لاعبين أجانب متميزين، ومن خلال الفترة التي قضاها باكايوكا وكروبي بمعسكر ألمانيا أرى أنهما من النوعية الجيدة، لكن تلزمهما فترة زمنية للتأقلم مع الفريق، وأتمنى أن يكون الحظ حليفهما أيضاً.
* لكن السيرة الذاتية لباكايوكا تؤكد أنه مهاجم متواضع، فقد أحرز 34 هدفاً في 160 مباراة خاضها في الدوري الفرنسي؟
ـ أنت تعلم قوة دوريات أوروبا، وليس معنى عدم قدرة لاعب على إحراز العديد من الأهداف في دوري فرنسا مشكلة في دورينا، فالأمور مختلفة تماماً والأيام ستثبت لكم أن الوحدة يحسن اختيار لاعبيه.
* ما رأيك في تطبيق الاحتراف على لاعبي النادي؟
ـ بلا شك هي خطوة إيجابية ونابعة من حرص سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان رئيس النادي رئيس مجلس الشرف الوحداوي وإدارة النادي على التقدم نحو الأمام ووضع الوحدة دائماً في المقدمة بتوفير كافة المتطلبات للاعبين وعدم البخل عليهم بأي شيء يطلبونه، وأعتقد أن توقيع اللاعبين على عقود الاحتراف قبل السفر إلى ألمانيا زاد من تركيزهم في المعسكر، وأعتقد أيضاً أننا سنرى نتائجه الجيدة في الملعب مع بداية الموسم.
* هل تعتقد أن الاحتراف سينجح في دورينا؟
ـ أتمنى أن ينجح، لكن نجاحه يتوقف على بعض الأمور، أهمها الفكر التثقيفي لدى اللاعب نفسه، وتغيير مفهومه عن كرة القدم ودخوله عالماً جديداً في كل شيء، كما أن نجاح الاحتراف يتطلب تغييراً شاملاً في نظام حياة اللاعب نفسه داخل الملعب وخارجه.
* الفريق مرّ بتجربة قاسية الموسم الماضي وخرج صفر اليدين من كل البطولات التي شارك فيها، فهل استفدتم من هذه التجربة؟
ـ بلا شك الموسم الماضي كان قاسياً جداً علينا وعلى كل الأندية نظراً لطول مدته بسبب التوقفات الكثيرة التي أخرجت اللاعبين عن تركيزهم، وأعتقد أن هذا الموسم لم يختلف كثيراً عن سابقه من حيث كثرة المشاركات في البطولات، لكن كل ما نسعى إليه هو تجهيز اللاعبين بالشكل اللائق للتأقلم مع كل الظروف التي سيتعرضون لها. أما عن الدروس المستفادة من الموسم الماضي فهي كثيرة وفي مقدمتها عدم التفريط في أي نقطة والاستبسال في البطولة حتى آخر نفس وعدم التراخي.
* هل تعتقد أن المنافسة ستكون سهلة الموسم المقبل؟
ـ إطلاقاً، فهي ستكون أشرس من أي موسم مضى، لأن كل الأندية استعدت جيداً ودعمت صفوفها وأصبح هناك أكثر من فريق يمكنه المنافسة على البطولة.
* هل الوحدة قادر على المنافسة بالشكل الذي يحقق طموحات جماهيره؟
ـ بكل تأكيد، الوحدة دائماً جاهز للمنافسة، فنحن نمتلك أفضل لاعبي الدولة ولا نخشى أي فريق مهما كان اسمه لأننا واثقون من أنفسنا وقدراتنا.
* هناك اتهام موجه إليك بالتدخل في الأمور الفنية للفريق.. ما ردّك على ذلك؟
ـ هذا الكلام ليس له أي أساس من الصحة، فكيف أتدخل في الأمور الفنية مع مدربين مشاهير وأصحاب خبرات عالية أمثال هولمان وجودار وغيرهما، فهؤلاء المدربون لا يقبلون ذلك على أنفسهم، حتى وإن قبلوا فأنا لم أفعل ذلك.
* لكنك شوهدت أكثر من مرة وأنت توجه تعليماتك للاعبين داخل الملعب في ظل وجود المدرب؟
ـ وما المشكلة في ذلك، الجميع يفعل ذلك، لكن الإعلام دائماً يسلط كاميراته عليّ فقط، وإذا تابعت الكاميرات التلفزيونية الأخرى ستجدهم يفعلون أكثر من ذلك.
* هل من اختصاصاتك التدخل في إجراء التبديلات خلال المباريات؟
ـ لا، ليس ذلك من اختصاصاتي.
* لكنك شوهدت في مباراة الشارقة الموسم الماضي تطالب بعدم تبديل لاعب كان يريد المدرب خروجه من الملعب وأنت خارج الخطوط؟
ـ أعترف معكم بهذه الواقعة، لكن هناك سببا وراء ما فعلته، هو أن المدرب كان يريد تبديل لاعب في ظل إصابة عبدالله سالم التي لم يلتفت إليها، وأردت فقط أن ألفت نظره إلى ذلك، ونفّذ المدرب ما أراده، ولو تتذكر فقد استكملنا هذه المباراة بعشرة لاعبين فقط بعد خروج عبدالله سالم مصاباً.
أود فقط أن ألفت نظر الجميع إلى نقطة مهمة ربما تكون غائبة عن أذهانهم، هي أنني لاعب دولي سابق ولديّ خبرات في الملاعب، وإذا كان الفريق في حاجة إلى إبداء رأيي، فلماذا أبخل؟ وهذا من صميم عملي كمدير للفريق، إضافة إلى أن قرب اللاعبين مني هو الذي يهيئ للبعض أنني صاحب نفوذ داخل الفريق.
* لماذا دائماً تكون تصريحاتك مثار جدل داخل الإعلام؟
ـ بكل بساطة لأن الساحة الرياضية لا تتحمل قوة تصريحاتي وصراحتها، وأعتقد أن ما أقوله في أي تصريح لي لا يجرح أحداً.
* كيف لا تجرح أحداً وخرجت في إحدى القنوات تستهزئ بأحد الحكام وتقلد تصرفاته على الملأ؟.
ـ أعترف معك أن هذا التصرف خانني التقدير فيه وأساء إلى شخصي قبل أن يسيء لشخص «فريد علي»، لكن أقسم بالله إنني كنت أتحدث مع نفسي بعد المباراة، وفوجئت بكاميرات التلفزيون ترصدني، فما ذنبي في ذلك؟
* البعض يتهمك بالغرور والتعالي من خلال تصريحاتك.. ما ردّك على ذلك؟
ـ لست مغروراً، بل واثق من نفسي ومن قدرات لاعبي فريقي، فهناك فرق بين الغرور والثقة بالنفس، فالغرور هو أن نقول ما لا نقدر أن نفعل، وأعتقد أنه ليس عيباً أن أقول إن الوحدة أقوى فريق في البلاد ولا نخشى أي منافس مهما كانت قوته، فنحن قادرون عليه.
* لكن تصريحاتك وتصريحات لاعبي النادي قبل مباراة نهائي الدوري جاءت مناقضة للحقيقة وهُزم الفريق هزيمة ثقيلة وفقد درع الدوري؟
ـ أولاً، أود أن أعترف بشيء هو أن درع الدوري ذهبت لمن يستحقها، ولكن لقاء الأهلي كانت له ظروف خاصة وخارجة عن إرادتنا أحاطت بالفريق قبل المباراة، ومع ذلك فأنا لم أصرح قبل لقاء الأهلي.
* بمناسبة الظروف التي أحاطت باللقاء، هل تعتقد أن ما أثير من مسألة رشوة لاعبي الشارقة أثر على لاعبي الوحدة؟
ـ دعنا نتفق على شيء هو أن هذا التصرف هو شخصي ولا يمت للنادي بصلة، وأعتقد أن الوحدة ليس في حاجة لهذا التصرف في ظل ما يمتلكه من قدرات تؤهلنا للتغلب على أي منافس في الدولة، وأثبتنا ذلك خلال مباراة الشارقة، لكن أعترف أيضاً أن هذه المسألة أثرت على مجريات الأمور وجعلت الجميع يقف ضدنا من دون سبب واضح.
* ما سر هجومك الدائم على الحكام؟
ـ أنا لا أتحدث عن شيء ولا أهاجم حكماً إلا عندما أشعر بأن حقا من حقوق فريقي قد ضاع خلال المباريات، وهذا شيء يفعله الجميع، لكن الإعلام هو الذي يسلط الضوء على عبدالله صالح، وإذا تابعت الآخرين ستجدهم يحتجون كثيراً، لكن ذلك لم يظهر لأن الإعلام بعيد عنهم، وأرجو من الإعلام أن «يرحمني شوية» ويبعد عني كاميراته.
* لماذا دائماً يشعر الوحدة بالظلم عندما تسند مبارياته تحكيمياً لفريد علي؟
ـ لا توجد بيننا وبين فريد علي «عداوة»، فهو مثله مثل باقي الحكام ولا نقلل من شأنه، لكن إذا كان في نفسه شيء يكنه للوحدة فعليك أن تسأله.
* ما رأيك في مشوار المنتخب في تصفيات آسيا؟
ـ بكل تأكيد المنتخب يسير بخطوات جيدة وحقق الفوز في ثلاث مباريات صعبة على عمان وباكستان والأردن واقترب جداً من الصعود، وأتمنى مواصلة هذا النجاح.
* ماذا عن «خليجي 18» وحظوظ منتخبنا فيها؟
ـ أتمناها إماراتية، لكن المنافسة ستكون صعبة للغاية نظراً لقوة المنتخبات المشاركة أمثال السعودية وعمان وقطر والبحرين، وإن شاء الله منتخبنا قادر على تحقيق الهدف وإسعاد جماهيره بالبطولة.
* متى نرى الإمارات في كأس العالم؟
ـ عندما يتحقق الاستقرار، وبصراحة اتحاد الكرة بدأ الخطوة الأولى نحو ذلك، وأتمنى أن يسير في هذا النهج ويكمل باقي الخطوات.
* هل تعتقد أن ميتسو قادر على تحقيق طموحات الكرة الإماراتية؟
ـ لا يختلف اثنان على قدرات ميتسو التدريبية، فهو مدرب ذكي وذو شخصية قوية، وأعتقد أنه قادر على ذلك إذا ما توفرت له الأجواء المساعدة.
* ما رأيك في الأزمة الأخيرة بين العين والاتحاد على اللاعبين الدوليين؟
ـ لنكن منصفين، العين محق في كل ما طالب به، لابد من إعطاء الأندية حقها في لاعبيها لأنها الآن في عصر الاحتراف وتدفع لهم الكثير.
* هل أنت مع التجنيس أم ضده؟
ـ هذه الخطوة يلزمها تخطيط مسبق وبشكل جيد حتى لا تخلق المشكلات بين الأندية التي تملك لاعبين أجانب مميزين، فبعد تجنيسهم يصبحون محليين وذلك يعطي النادي فرصة أخرى لاستقدام أجنبي جديد
