?كلام من ذهب على فراش الموت ?
!محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم!
في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول للسنةالحادية عشرة للهجرة كان المرض قد أشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم و سرت أنباءمرضه بين أصحابه ، و بلغ منهم القلق مبلغه و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قدأوصى أن يكون أبو بكر إماما لهم ، حين أعجزه المرض عن الحضور إلى الصلاة .
و فيفجر ذلك اليوم و أبو بكر يصلي بالمسلمين ،لم يفاجئهم و هم يصلون إلا رسول الله و هويكشف ستر حجرة عائشة ، و نظر إليهم و هم في صفوف الصلاة ، فتبسم مما رآه منهم فظنأبو بكر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد أن يخرج للصلاة ، فأراد أن يعودليصل الصفوف ، و هم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم ، فرحاً برسول الله صلى اللهعليه و سلم ، فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و أومأ إلى أبي بكرليكمل الصلاة ، فجلس عن جانبه و صلى عن يساره، وعاد رسول الله إلى حجرته ، و فرحالناس بذلك أشد الفرح ، و ظن الناس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أفاق منوجعه ، و استبشروا بذلك خيرا . و جاء الضحى، و عاد الوجع لرسول الله صلى الله عليهو سلم ، فدعا فاطمة: فقال لها سرا أنه سيقبض فيوجعه هذا ، فبكت لذلك ، فأخبرها أنهاأول من يتبعه من أهله ، فضحكت ، و أشتد الكرب برسول الله صلى الله عليه و سلم .. وبلغ منه مبلغه، فقالت فاطمة : وا كرب ابتاه . فرد عليها رسول الله قائلا : لا كربعلى أبيك بعد اليوم. و أوصى رسول الله صلى الله عليه و سلم وصيته للمسلمين و هو علىفراش موته : الصلاة الصلاة .. و ما ملكت أيمانكم. الصلاة الصلاة و ما ملكت أيمانكم، و كرر ذلك مرارا
و دخل عبد الرحمن بن أبي بكر و بيده السواك ،فنظر إليه رسولالله ، قالت عائشة : آخذه لك؟ ، فأشار برأسه أن نعم، فأشتد عليه،فقالت عائشة : ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم. فلينته له ...
و جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل يديه في ركوة فيها ماء ، فيمسح بالماء وجهه و هو يقول : لا إله إلا الله،إن للموت لسكرات .
و في النهاية ... شخُصَ بصر رسول الله صلى الله عليه و سلم ... و تحركت شفتاه قائلا : مع الذين أنعمت عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء والصالحين ، اللهم أغفر لي و أرحمني، و ألحقني بالرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى ..اللهم الرفيق الأعلى
..اللهم الرفيق الأعلى، و فاضت روح خير خلق الله .. فاضت أطهر روح خلقت إلى ربها .. فاضت روح من أرسله الله رحمة للعالمين وصلى اللهم عليه وسلم تسليما.
!أبو بكر الصديق رضي الله عنه!
حين وفاته قال : "و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنتمنه تحيد"
و قال لعائشة : انظروا ثوبي هذين ، فاغسلوهما وكفنوني فيهما ، فإن الحي أولى بالجديد من الميت .
و لما حضرتهالوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلا : إني أوصيك بوصية ، إن أنت قبلت عني : إن للهعز و جل حقا بالليل لا يقبله بالنهار ، و إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل ، وإنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة ، و إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه فيالآخرة بإتباعهم الحق في الدنيا،و ثقلت ذلك عليهم ، و حق لميزان يوضع فيه الحق أنيكون ثقيلا ، و إنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة بإتباعهم الباطل ، و خفتهعليهم في الدنيا و حق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا.
!عمر بن الخطاب رضى الله عنه!
جاء عبد الله بن عباس فقال: يا أميرالمؤمنين،أسلمت حين كفر الناس ،
و جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حينخذله الناس،و قتلت شهيدا و لم يختلف عليك اثنان ،
و توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنك راض .
فقال له : أعد مقالتك فأعاد عليه ، فقال : المغرور من غررتموه ،
والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع .
و قال عبد الله بنعمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه .
فقال : ضع رأسي على الأرض .
فقلت : ما عليك كانعلى الأرض أو كان على فخذي؟!
فقال : لا أم لك ، ضعه على الأرض .
فقال عبد الله : فوضعته على الأرض .
فقال : ويلي وويلأمي إن لم يرحمني ربي عز وجل.
!عثمان بن عفان رضي الله عنه!
قالحين طعنه الغادرون و الدماء تسيل على لحيته : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت منالظالمين .
اللهمإني أستعذيك و أستعينك على جميع أموري وأسألك الصبر على بليتي .
ولما استشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيهاصندوقا مقفلا . ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوبا عليها
(هذه وصيةعثمان)
بسم الله الرحمن الرحيم
عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد . عليها يحياو عليها يموت و عليها يبعث إن شاء الله .
!علي بن أبي طالب رضيالله عنه !
بعد أن طعن علي رضي اللهعنه
قال : ما فعل بضاربي ؟
قالوا : أخذناه
قال : أطعموه من طعامي ، و اسقوه من شرابي،فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي ، و إن أنا مت فاضربوه ضربةواحدة لا تزيدوه عليها .
ثم أوصى الحسن أن يغسله و قال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لا تغالوا في الكفن فإنه يسلب سلباسريعا
و أوصى : امشوابي بين المشيتين لا تسرعوا بي،و لا تبطئوا ، فإن كان خيرا عجلتموني إليه ، و إن كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم
ســـــــــــــبحــــــــــــــان الله وبــــــحــمـــــده.... ســـــــــــــبحــــــــــــــان الله البعظيم