لفهم لماذا انا اعارض الديمقراطية فيجب ان نفهم مكونات نظام الحكم الذي اتحدث عنه
و هو مكون من ثلاث امور:
كيف يتم اختيار من سيحكم؟
كيف يتم اختيار بماذا سيحكم؟
كيف يتم ازالة من سيحكم؟
و قد اشرت سابقاً الى ان نظام الحكم الاسلامي الذي اتحدث عنه يجيب عن هذه الاسئلة باجابات مثل:
يتم الموافقة على من سيحكم من قبل "اهل الحل و العقد"
و من هم اهل الحل و العقد؟ هم اهل العلم و الفضل
كيف تم اختيارهم من قبل؟ في زمن الخلافة الراشدة كان من عرفوا بمزيد فضل و علم ووجاهة عن غيرهم, كالعشرة المبشرين و غيرهم من كبار الصحابة و رؤساء الاوس و الخزرج و كبار الصحابة هم اهل الحل وا لعقد
و بعد ذلك كان في كل زمان يبرز ائمة و علماء اكابر ليكونوا هم اهل الحل و العقد, و كانت مواقف هؤلاء الائمة تخيف الحكام و تغير من الواقع السياسي
طبعاً في هذا الزمان الامر اختلف, و لعل من الطرق التي يتم اختيار فيها اهل الحل و العقد
ان تقوم رابطة العلماء في كل دولة باختيار خياراها ليقوموا بهذا الامر,
و لو صرنا دولة واحدة - و ما ذلك على الله بعزيز - فرابطة العالم الاسلامي ممن يفعل ذلك,
....
و في الدولة الاسلامية لو عين الرئيس السابق رئيساً لاحقاً خلفه فانه لا تصح له الخلافة الا بمبايعة من قبل اهل الحل و العقد
فلو بايعوا صحت الخلافة له, و الا اختار اهل الحل و العقد غيره
و لو اخذها عنوة و بالسيف وجب على الجميع السمع و الطاعة, لكن وجب ايضاً الانكار من قبل اهل الحل و العقد بما يملكون من وسائل "سلمية" و لم يجب عليهم مبايعته
فان قاتلهم لاجبارهم على البيعة فلهم حق الدفاع عن النفس بقتاله
كيف يتم اختيار بماذا سيحكم؟
ثم لابد للحاكم ان يحكم بكتاب الله و سنة رسوله, الا وجب على اهل الحل و العقد الانكار, و اقامة الحجة عليه, فان كفر وجب عليهم ازالته ولو بالسيف ما لم تترتب على ذلك مفسدة اكبر
كيف يتم ازالة من سيحكم؟
ان وصل اليها بطريقة مشروعة , اي بمبايعة من اهل الحل و العقد فمعنى ذلك انه ممن توفرت فيه جميع الشروط من ديانة و شجاعة او غير ذلك, و لذا فلن يحتاج المجتمع الاسلامي الى الخروج عليه الا لو كفر, فيخرج عليه بقرار من اهل الحل و العقد ولو بالسيف
و اما لو ظلم و فسق فلا يخرج عليه بل يناصح و ينكر اليه الى ان يتوب او يموت او يكفر
و ان وصل بطريقة غير مشروعة كانقلاب او توريث او "تصويت ديمقراطي!" فان بايعوا له لوجود الشروط و الواجبات لم نخرج عليه
و ان امتنعوا فتجب طاعته و الانكار عليه الى ان يترك الحكم سلماً او يصحح الخطأ (و هذا وقع في التاريخ الاسلامي في دولة المماليك على ما اذكر)
فان كفر وجب الخروج عليه ولو بالسيف بقرار من اهل الحل و العقد
.............. الان سنجيب عن نفس الاسئلة بالنسبة للديمقراطية, و نبين في كل نقطة ما هي الامور المحرمة ...............
هذا هو نظام الحكم في الاسلام - كما افهمه -
اين الشعب من ذلك كله؟ اقول لا مانع لا شرعاً و لا عقلاً من سماع رأيهم, لكن لا يجب على اهل الحل و العقد الالتزام برأييهم بل يعملون بما يرونه الأنسب