
تأهل المنتخب الفرنسي للدور نصف النهائي من المونديال بعد أن قدم عرضاً قوياً تغلب فيه على نظيره البرازيلي حامل اللقب بهدف دون مقابل، بفضل تألق نجمه زين الدين زيدان الذي تلاعب بالبرازيليين طوال شوطي المباراة مقدماً واحد من أروع عروضه قبل أن يختم مسيرته الكروية بعد المونديال.
سجل تيري هنري هدف الفوز لفريقه في الدقيقة 57 عندما قابل كرة عرضية ممتازة من زيدان، وأنهاها بتسديدة قوية بيمناه داخل شباك الحارس ديدا.
في المقابل قدم المنتخب البرازيلي عرضاً متواضعاً ولم يستطع مجاراة مهارات لاعبي المنتخب الفرنسي، ليودع المونديال أمام نظيره الفرنسي للمرة الثالثة على التوالي بعد خروجه أمامه في ربع النهائي مونديال عام 1986 وخسارته في نهائي مونديال 1998.
بدأ البرازيليون المباراة بقوة وأضاع رونالدو فرصة افتتاح التسجيل لفريقه في الدقيقة الحادية عشر عندما قابل الكرة العرضية الرائعة من رونالدينيو برأسه وأرسلها فوق العارضة.
وبدأت فرنسا بعد هذه الهجمة في دخول أجواء المباراة وشكلت تحركات هنري خطورة كبيرة على الدفاع البرازيلي الذي أبعد عدة كرات خطرة من داخل منطقة جزائه.
ولكن في الوقت الذي تألق فيه قلبا الدفاع لوسيو وخوان، أعطت سرعة الجناحين فرانك ريبيري وفلوريان مالودا المنتخب الفرنسي تفوق واضح خلال الشوط الأول خاصة مع بطء مدافعا الأجناب في البرازيل روبرتو كارلوس وكافو.
وشهدت الدقائق التالية التحامات قوية بين لاعبي الفريقين وعدة تسديدات حول المرميين، حتى الدقيقة 38 عندما أرسل زيدان كرة عرضية قابلها مالودا برأسية رائعة اعتلت العارضة البرازيلية.
ثم قدم زيزو لمحة فنية رائعة قبل نهاية الشوط الأول بدقيقة عندما راوغ ثلاثة لاعبين برازيليين ثم مرر كرة ماكرة لباتريك فييرا الذي انطلق نحو المرمى البرازيلي قبل أن يعرقله المدافع خوان ويحصل على بطاقة صفراء. وتلقى رونالدو بطاقة صفراء هو الأخر بعد أن أعترض تسديدة هنري بيده.
وفي الدقيقة الأولى من الشوط الثاني، أرسل ريبيري كرة عرضية من الناحية اليمنى اقتنصها فييرا برأسه وأرسلها فوق العارضة البرازيلية بسنتيمترات قليلة، وواصل الفرنسيين الضغط وسجل هنري هدفاً في الدقيقة 53 ألغاه الحكم بداعي التسلل.
ثم جاءت الدقيقة 57 لتشهد هدف الفوز الفرنسي، عندما أرسل زيدان كرة عرضية رائعة من الناحية اليسرى، مرت من فوق كل لاعبي البرازيل لتجد القناص هنري الخالي من الرقابة في انتظارها، الذي سجل هدفه الشخصي الثالث في مونديال ألمانيا.
وفي الدقيقة 61، وصلت الكرة لريبيري في الناحية اليسرى، فراوغ المدافع لوسيو بمهارة بالغة قبل أن يلعب كرة عرضية اصطدمت بالدفاع البرازيلي وكادت أن تدخل المرمى، لكنها مرت إلى ركنية.
وكاد ريبيري أن يسجل الهدف الثاني في الدقيقة 70، عندما انطلق هنري في الناحية اليمنى ومرر له كرة رائعة على أطراف المنطقة، لكن الحارس البرازيلي ديدا خرج من مرماه وتصدى للكرة ببراعة.
وسيطرت البرازيل على الربع ساعة الأخيرة من المباراة، ولكن عابها اللمسة الأخيرة أمام المرمى، في الوقت نفسه اعتمدت فرنسا على الهجوم المرتد الذي شكل خطورة واضحة على المرمى البرازيلي.
وأضاع البديل روبينيو فرصة تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 80، عندما قابل كرة عرضية ممتازة من رونالدينيو، وسددها برعونة فوق العارضة الفرنسية.
وسنحت للبرازيل فرصة ذهبية للتعادل في الدقيقة الأخيرة من المباراة عندما منح الحكم الإسباني لويس ميدينا كانتاليخو ركلة حرة مباشرة على أطراف المنطقة، لخص فيها رونالدينيو أداءه المتواضع في المونديال عندما لعبها فوق العارضة.
وشهد الوقت بدل الضائع قمة إثارة، عندما مرر زيدان الكرة للبديل لويس ساها داخل المنطقة البرازيلية، فسددها الأخير بقوة لكن الحارس ديدا تصدى لها. وردت البرازيل بتسديدة قوية لرونالدو تصدى لها الحارس فابيان بارثيز بصعوبة.
وكان البديل سيسينيو هو بطل أخر المحاولات البرازيلية في مونديال ألمانيا عندما أرسل كرة عرضة ممتازة مرت أمام المرمى الفرنسي ولم تجد من يقابلها.
وبتأهل أربعة فرق أوروبية لنصف النهائي أصبحت هذه هي المرة الأولى منذ مونديال عام 1982 التي لا يتأهل فيها أي فريق من أمريكا الجنوبية لهذا الدور. وشهدت نسختان أخريان أيضاً أربعة منتخبات أوروبية في نصف النهائي، وذلك في أعوام 1934 و1966.
زيدان: نستحق الفوز
وقال زيدان بعد المباراة: "نستحق الفوز على البرازيل. سنحاول حجز مكان لنا في المباراة النهائية لأننا لا نرغب في التوقف هنا، أنه أمر رائع أن نتابع مشوارنا حتى النهاية. كان علينا أن نقدم مباراة كبيرة وقد فعلنا ذلك".
من جهته، قال المهاجم تييري هنري مسجل هدف الفوز: "لعبنا جيدا ولم نسرق الفوز بل كنا نستحقه. نريد المتابعة حتى النهاية".
دومينيك: أعصابي متلفة لكني سعيد
أما ريمون دومينيك مدرب الديوك فصرح: "في بعض الأحيان لا تجد الكلمات المناسبة للتعبير عما يعيشه المرء وكيف يعيشه. أعصابي متلفة لكنني سعيد جداً وأريد أن استمتع بهذا الوقت، لقد هزمنا البرازيل، أنه أمر لا يصدق. وحدها كرة القدم تجعلك تشعر بسعادة مماثلة". وأوضح "لن تكون مباراتنا مع البرتغال سهلة".
باريرا: الأهم هو المستقبل
في المقابل قال كارلوس ألبرتو باريرا مدرب منتخب البرازيل: "خروجنا من البطولة لم يكن مبكراً، لكننا لم نتوقع أن يحصل هذا الآن. لقد عانينا كثيرا في الكرات المشتركة مع أننا تحدثنا في هذا الموضوع قبل المباراة".
وأوضح: "ارتكبنا خطأ فادحا كلفنا غاليا وبالتالي فقد خاب ظننا، لن نخوض المباراة النهائية، لكن علينا أن نعود إلى العمل، بالنسبة إلينا الأهم هو المستقبل".
بيليه: زيدان كان ملهما
اعتبر أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه أن زين الدين زيدان كان ملهم منتخب بلاده في مواجهة البرازيل، وقال: "كان زيدان الملهم في المباراة. سددنا مرتين فقط على المرمى الفرنسي، أنها نسبة ضئيلة.
وكان بيليه قد شارك في الفوز الوحيد لمنتخب بلاده على فرنسا في نهائيات كأس العالم، وكان ذلك عام 1958 في السويد عندما كان في السابعة عشرة من عمره وسجل ثلاثية في المباراة التي انتهت 5-2 في نصف النهائي.
آلاف الفرنسيين يحتفلون في الشانزيليزيه
وبعد المباراة احتشد آلاف الفرنسيين في جادة الشانزيليزيه الشهيرة في باريس للاحتفال بفوز منتخب بلادهم على نظيره البرازيلي.
وتجمع مشجعو المنتخب الفرنسي الذين كانوا يتابعون المباراة في المقاهي والمطاعم المنتشرة في الجادة مباشرة فور أعلان الحكم نهاية المباراة، مطلقين العنان للأبواق وحاملين الأعلام للاحتفال بالفوز، وكانوا يهتفون باسم النجمين زين الدين زيدان وتييري هنري حسب ما ذكر مراسل وكالة "فرانس برس".
وأوضح المراسل أن أنصار المنتخب البرتغالي انضموا إلى الفرنسيين أيضا للاحتفال بفوز منتخب بلادهم بدوره على نظيره الانكليزي بركلات الترجيح.
المصدر
http://www.aljazeerasport.net/arabic...ticle3605.html