معيض يقيل سعد بن فيصل ويعجل برحيله
أكدت استقالة الأمير سعد بن فيصل من رئاسة نادي النصر صحة ما أشارت إليه "الاقتصادية" أكثر من مرة إلى وجود خلاف نشأ منذ بداية الموسم الحالي بمجيء الأمير سعد بن فيصل رئيسا للنصر، ما أدى هذا الخلاف في البيت النصراوي إلى نتيجة حتمية من خلال البيان الذي وزع البارحة وهي النتيجة التي آلمت العديد من محبي الكيان الأصفر والمتطلعين لصحوة له ومستقبل مشرق كلونه.
الحرب الشعواء لا تخلف إلا جملة خسائر مادية ومعنوية في ساحات المعارك فكيف إذا كان بين أعضاء مجلس إدارة ناد أو شرفيين، ليبقى بذلك أمل إعادة بناء أنقاض نادي النصر من جديد وإخضاب ما لُوث من أرضه أمرا أصعب مما كان.
وكانت تقارير صحافية قد أفادت خلال الفترة الماضية إبان رئاسة الأمير سعد بن فيصل سلفاً بالعديد من الأنباء التي تشير إلى أن ثمة خلافا نشب بين الإدارة الحالية وبين العديد من أعضاء شرف النادي وأن الأمير سعد بن فيصل تعرض للكثير من التجريح تمثلت في توجيه السباب علناً وخفيةً له ولإدارته ووصف إدارته بأوصاف لا تليق بالذكر، واتهامهم إياه بالقدوم لنادي النصر لبيع عقود نجومه واختلاس النادي دون أي مبررات تذكر إلا حسداً وغيرة وحبا للظهور، إضافة إلى ما تُطرق له أخيرا حيال تقدم العديد من اللاعبين محليين ومحترفين سابقين بشكوى ضد النصر للاتحاد السعودي وللاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، حينها ارتأى الأمير سعد بن فيصل أن في استقالته نوعا من الرد القوي لمن شككوا بأقوالهم وأقلامهم فيه وفي إدارته من دون وعي من هؤلاء بأن نادي النصر ناد يحتاج إلى العمل المضني والجهد المضاعف والهم المتعب الذي لم يقبله أحد حينها إلا الأمير سعد بن فيصل.
القشة التي قصمت ظهر البعير
تحدث لـ"الاقتصادية" أحد جماهير نادي النصر العاشقين ويقول: إذا أردتم أن تعرفوا لماذا استقال الأمير سعد بن فيصل فاسألوا معيض عامل الملابس في النادي " حيث فصل في حديثه وقال" كنت موجودا في نادي النصر كعادتي يومياً وكانت مباراة الفريق النصراوي مع نظيره أبها في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وكان يجلس في المنصة أحد أعضاء شرف النادي الذي دعا إليه معيض وقدم له مبلغا ماليا ليزيل علماً عُلق في الجهة الأخرى من الملعب صورت فيه صورة الأمير سعد بن فيصل وكتب عليه ( نبيك يا سعد وما نبيهم ) حيث اختفت الدوافع خلف ذلك الأمر الذي تلقاه العامل، إذ كان يجلس بجانب هذا العضو الأمير عبد الرحمن بن سعد نجل رئيس النادي وأظنه سمع ما قال عضو الشرف وأبلغ والده لتكون هذه القشة التي قصمت ظهر البعير ودعت سعد بن فيصل للاستقالة"
النصر.. إلى أين؟
أُثخن النصر جراحاً وازدادا ألماً إذ لم يعد لسابق أوانه بطلاً مهاباً ممتعاً أينما حل، عانى في الحقبة الأخيرة أيما معاناة عاش واتكأ على ما بناه في الماضي وظل لا يعرف بما يجابه في المستقبل، يفخر بالكثير من رجالاته بينما هم ضلوا في حرب فيما بينهم، استغلوا شهرة النصر لمصالحهم وحب الظهور، استنفعوا بذلك النصر المسكين وأضرّوه، يريدون النصر على حاله مجروحاً ليُظهِروا أنفسهم كما الأبطال المنقذين لا يريدون الناجح الذي يعمل على بناء لأنه سيكشف النقاب عن الحقيقة حينها وهذا ما حصل مع إدارة سعد بن فيصل وأعضاء الشرف.
كرسي الرئاسة .. ونقطة التحوّل
قد لا تكون استقالة الأمير سعد بن فيصل مجرد استقالة رئيس ناد دون أي ظروف محيطة يكون لها تأثيرها على النادي، وبشكل أوضح يمكن التعليق على استقالة رئيس النصر بأنها ستأثر تأثيراً كبيراً في كرسي الرئاسة في النادي فرئيس ناد كما الأمير سعد بن فيصل جاء ليعمل وبإمكانيات قوية بيد أن محاربة كبيرة واجهها ومن مختلف الجبهات ليعلن الرحيل بعد أربعة أشهر فقط واصفاً العمل في نادي النصر بالبيئة غير الصالحة سينفر بلا شك أي رئيس للنصر ينوي القدوم لكرسي الرئاسة ولو كان قد أعد عتاده وعدته لبناء النادي.
الكل يسأل: ما هو المستقبل؟
نادي النصر الذي كاد يغرق بعد أن عاش بلا رئيس أوائل الموسم الحالي أنقذته إدارة سعد بن فيصل وأعادته لشط الأمان حتى اجتاحته عاصفة الاستقالة من جديد إلى طريق الغرق، وبات العمل الواجب على محبي النادي وجماهيره وأعضاء شرفه بالذات إقناع الأمير فيصل بن تركي، أو الأمير فيصل بن عبد الرحمن أو من يقوم بمقامهما ممن عرف عنهم الإخلاص والعمل وأن يُكون محبو النادي سوراً منيعاً ضد من وقفوا في وجه نجاح النادي وإلا فإن الوجوه السابقة التي هوت بالنصر إلى الهاوية ودكت أركانه ستعود من جديد وقتها فليقل النصراويون على نصرهم السلام.