صفحة 6 من 12 الأولىالأولى 1234567891011 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 76 إلى 90 من 178

الموضوع: مذكرات عاشق

  1. #76
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: مذكرات عاشق

    تسلمين اختي على المتابعه .. وانشالله تعجبج احداث الفصلين 17 و 18

  2. #77
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: مذكرات عاشق

    الذكرى السابعة عشر :
    بقيت طريح الفراش لأيام بعد الصدمة التي تلقيتها .. لا افعل شيئا سوى ذرف دموع ساخنه .. تنحدر على وجنتي بهدوء وبطء .. دمعة .. دمعة .. بدون نشيج او عويل .. بدون حتى ان يرف لي جفن .. فلم اكن انام او اكل .. ففقدت الكثير من وزني .. واحاطت بعيني هالات سوداء داكنه .. وشحب لوني بشكل كبير ..
    كل ماكنت افعله هو التحديق في سقف الغرفة بصمت .. مسترجعا كل ذكرياتي معها .. بقيت استرجع هذه الذكريات اياما وايام .. وكأنني اريد تعذيب نفسي بتذكرها .. كنت اقرأ المذكرات خشية ان اكون قد نسيت تفصيلا صغيرا من تفاصيل الأحداث التي جرت بيننا .. حتى انني اصبحت احفظ هذه المذكرات عن ظهر قلب ..
    كنت اتخيلها امامي .. تحدثني .. تضحك لي .. كما كانت تفعل في السابق .. فتزداد دموعي انهمارا حين ادرك بأنها ليست هنا .. حين ادرك بأنها مجرد سراب .. كدت افقد عقلي من اثر الحزن والهلوسات التي اصابتني .. فقلق علي اهلي كثيرا .. وحاولوا إخراجي من هذه الحلقة المفرغة التي ادخلت نفسي بها.. ورغم انني كنت اسمعهم واراهم امامي .... إلا انني كنت شبه فاقد للوعي .. لا اشعر بوجودهم حولي ..
    اخذني والدي إلى مكة لأداء العمرة .. وهناك تحسنت بي الحال قليلا .. وعدت إلى الدوحة بنفس صافيه .. مستسلمه لمشيئة الله وقدره .. وبدأت استمع لنصائح اهلي .. وافكر مجددا بمستقبلي الذي يجب أن لا يضيع كما ضاعت حور مني ..
    عودتي إلى هناك ورؤيتها باتت مستحيله .. فلم اعد ارغب ان يلتقي طريقي بطريقها مجددا .. ولذلك بعثت برسالة إلى الكلية طالبا نقلي إلى أحد الفروع الأخرى خارج المدينه .. وما ان جاءتني الموافقة على النقل حتى بدأت ابحث عن شقة مناسبة لي .. عن طريق زوج اختي الذي كان متواجدا هناك ..
    رتب لي زوج اختي امر الانتقال إلى الشقة الجديده .. ودفع كل المستحقات على شقتي الحاليه .. بشرط ان تبقى امتعتي فيها إلى أن آتي لأنقلها بنفسي قبل بداية العام الدراسي الجديد ..
    شعرت بالقلق لأنني سأضطر للعودة إلى هناك مجددا .. وإن كان لبضع ساعات فقط .. فلم اكن اريد ان امر بأي مكان جمعني بها في يوم من الأيام .. كان مجرد المرور بشارع مشينا فيه سويا يجلب لي الألم والعذاب .. إلا انني لم اترك هذا القلق يسيطر علي .. فلا بد ان اتجلد واتحلى بالقوه لأتمكن من تخطي الأزمة التي امر بها .. ومهما كان حزني وانكساري كبيرين .. لن اسمح لها برؤيتي مهزوما او كسيرا ..
    وها انا الآن اجلس على مقعدي في الطائره متجها إلى هناك .. لألملم ما تبقى لي وارحل دون رجعه .. إن الوقت يمر بطيئا حين يكون المرء قلقا او مترقبا لأمر ما .. وانا الآن اشعر ببطء مرور الوقت بشكل لم اشعر به في السابق مطلقا .. ولا حتى حين كنت اشتاق إلى حور ..
    ادرت جهاز الراديو في الخاص بي .. واخذت اقلب في المحطات لأبحث عن اغنية تناسب المزاج الكئيب الذي امر فيه .. وبسرعة وجدت ضالتي .. اغنيه لطالما احببتها .. إلا انني لم اشعر بصدق كلماتها إلا في هذه اللحظه ..
    ماذا اقول .. لأدمع سفحتها اشواقي إليكِ ..
    ماذا اقول .. لأضلعٍ مزقتها خوفا عليكِ ..
    ءأقول خانت ؟! ءأقول هانت ؟
    ءأقولها ؟ لو قلتها اشفي غليلي ..
    ياويلتي لا .. لا لن اقولها .. لا تقولي ..
    ،،،،،
    لا تخجلي .. لا تفزعي مني فلست بثائرٍ ..
    انقذتني من زيف احلامي وغدر مشاعري ..
    ورأيت أنك كنتِ لي قيدا حرصت العمر الا اكسره .. فكسرته ..
    ورأيت انك كنت لي ذنبا سألت الله ان لا يغفره .. فغفرته ..
    ،،،،،،
    كوني كما تبغين لكن لن تكوني ..
    فأنا صنعتك من هواي ومن جنوني ..
    ولقد برأت من الهوى ومن الجنون ..
    ولقد برأت من الهوى ومن الجنون ..
    أخذت اردد المقطع الأخير من الأغنية مرات ومرات .. وشعرت بانفجار بداخلي .. شعرت بأنني بركان ثائر انبثقت حممه إلى السطح فجأه .. وكأن هذا البركان كان يهدد بالانفجار بين لحظة واخرى .. وكأن ركوده كان لفترة قصيره فقط .. فتجمعت الدموع في عيني .. إلا انني حبستها ولم اسمح لها بأن تتغلب علي هذه المرة .. فلم يعد للدموع مكان في حياتي بعد اليوم .. يجب ان ابدأ حياة جديدة ومرحلة جديده لا شيء فيها سوى الجد والاجتهاد فقط ..
    ****
    وصلت اخيرا واتجهت في طريقي لشقتي القديمة .. مارا بكل الشوارع التي الفتها واعتدت عليها .. فنظرت إليها متأملا .. مودعا .. لأنها ستكون اخر مرة اراها فيها ..
    بدأت الملم اشيائي .. وارتبها في الحقائب .. فوجدت بطاقة اهدتني إياها حور في عيد ميلادي الماضي .. فقرأتها .. وتذكرت وعودها .. تذكرت بأنها وعدتني يوما بأنها لن تتخلى عني مهما حدث بيننا .. فابتسمت هازءا ومزقت البطاقة ورميت بالقصاصات من نافذة غرفتي .. واخذت اراقبها وهي تطير في الهواء وتتبعثر ثم تختفي ..
    وهاقد حانت لحظة الوداع والرحيل .. فالوداع ياشقتي .. الوداع ياكليتي .. الوداع يا .. حور .. لم يعد لكم مكان في حياتي ..
    *****
    إن سألتني يا مفكرتي عن شعوري نحو حور في هذه اللحظه .. لأخبرتك بأن كل الحب الذي كنت اكنه لها يوما قد تحول إلى كره وحقد شديدين .. إلى درجة انني اتمنى لو كان بإمكاني إيذاؤها كما آذتني .. اتمنى لو كنت استطيع ان انتقم لما فعلته بي .. اتمنى لو اجعلها تندم وتزحف على ركبتيها طالبة مني العفو والسماح .. ولكن لتعلمي يا مفكرتي بأنني إن قلت ذلك فإنما انا اغالط نفسي . لأنه لازال هناك جزء صغير في داخلي يردد لي بصوت ضعيف .. بأنني لازلت احبها .. واتمنى لها السعادة والتوفيق ..
    أحاول إسكات هذا الصوت الضعيف .. ولكنه يزداد قوة ووضوحا شيئا فشيئا .. حتى ماعدت قادرا على مقاومته ..فاستسلمت له واعترفت بأنني فعلا .. لا اتمنى لها إلا الخير أينما ذهبت .. ومهما كان حجم الألم الذي الحقته بي .. لأنني فعلا أحببتها من كل قلبي .. ومن عرف الحب يوما .. لا يمكنه ان يكره من احب مهما سبب له من أذى ..

  3. #78
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: مذكرات عاشق

    الذكرى الثامنة عشر:


    ها قد بدأ العام الجامعي وانتظمت في الدراسة من جديد .. فشغلت وقتي كله بالمذاكره .. لأنني لم اكن اريد التفكير في اي شيء يجلب لي الحزن والضيق .. كما انني لم اكن مستعدا بعد للخوض في حياة إجتماعيه منفتحه .. ففضلت العزله .. ولم اتعرف إلى أي من الطلبة الدارسين معي في الكليه ..

    هدوئي وانعزالي اصبح محط الأنظار .. فوجد الشباب في الكلية ذلك شيئا مغيظا .. واعتبروه تكبرا وغرورا مني .. بينما وجدت الشابات في الكلية ذلك امرا مثيرا وغامضا .. وجاذبا في نفس الوقت .. وبذلك أثرت فضول الكثير من حولي .. دون ان اتعمد ذلك .. ودون ادنى رغبة مني فيه .. فكل ما كنت اريده هو ان ابقى وحيدا .. بعيدا عن كل ماقد يجلب لي الألم من جديد ..

    *****

    هل يشعر كل من فقد شخصا أحبه بمثل ما اشعر به الآن ؟! فراغ ووحده قاتلين ،، بؤس و ضياع لا مثيل لهما ؟؟ أم انني انا الوحيد الذي يشعر بذلك ؟!

    اشعر بأن هناك ما ينقصني .. أنني لم اعد انا .. لقد اعتدت على ان يكون هناك شخص يحبني .. شخص يهتم بي .. يستمع إلي .. يشاركني افراحي وآلامي .. شخص اشتاق انا إليه .. اقلق عليه .. احبه من اعماق قلبي .. آه كم افتقد الشعور بالحب وبالاهتمام .. آه كم افتقدك يا حور .. ترى .. ماذا تفعلين الآن ؟! اتفكرين بي كما افكر بك ؟ ام انك نسيت كل شيء عني وانشغلت بخطيبك وبمشاريع الزواج ؟!

    ترى كيف السبيل للقضاء على هذا الشوق .. على هذا القلق .. على هذه الوحدة والفراغ ؟ ايكون الحل في حبٍ جديد ؟! لا .. لا .. لست مستعدا لجرح آخر .. يكفي ما اصابني من جروح لم تندمل بعد .. ربما الحل يكمن في الصبر والنسيان .. في الانغماس اكثر وأكثر في المذاكره ..

    ولكن .. إنغماسي في المذاكرة لم يجلب لي الراحة التي انشدها .. فها قد مر شهران منذ بدأت الدراسه .. ولا ازال على نفس الحال من البؤس والشقاء .. اشعر بأن روحي تائهه .. ضائعه .. فقدت القدره على الاستكانة والاستقرار .. ترى .. أين يكمن الحل لهذا التوهان والضياع ؟!

    ******

    وصلتني رسالة منذ قليل .. فأصابتني بالإرتباك .. والخوف .. والصدمة .. فلا أزال حتى هذه اللحظة احدق في الرسالة غير مصدق لما ارى .. كيف اجيب على هذه الرسالة .. هل اجيب عليها .. ام اتركها وكأني لم اقرأها ابدا ؟!

    لقد كانت الرسالة من حور .. تقول فيها :

    سيف .. ارجو ان تسامحني على مافعلت بك .. فلم اقصد الإساءة إليك او إيذاءك .. لقد تصرفت بطيش وتهور .. وانا الآن في اشد حالات الندم والحسرة .. إنني أحبك .. وسأظل احبك للأبد .. فإن كنت لا تزال تحبني .. ارجوك .. عد إلي وانسى كل ما حدث .. ولنعد كما كنا في السابق ..

    إن كنت تسامحني ... فسأترك كل شيء من أجلك .. سيف ،، إن عرسي غدا .. ارجوك .. قل بأنك لا زلت تريدني .. وانا مستعدة لإلغاء كل شيء والمجيء إليك زاحفة ..
    محبتك للأبد ،، حور ..

    هكذا !! بهذه البساطة ؟! اتظن بأنني سأعود إليها وكأن شيئا لم يحدث ؟! اتظن بأن الناس لعبة في أيديها تحركها كما تشاء !!! إلى متى ستظل بهذه الأنانية ؟! ألم تفكر في ردة فعل خطيبها وكيف سيتصرف إن هي ألغت العرس في اللحظة الأخيره !!! ألم تفكر في الفضيحة التي ستسببها لأهلها !! يا إلهي .. كيف تفكر هذه الفتاة يا ترى !!!!

    انتابني شعور بالغثيان حين فكرت فيم قد تفعل حور استجابة لنزواتها .. فكرت للحظة بالموافقة والرضوخ لهذه النزوه .. ولكنني عدت وحزمت أمري .. لا للعودة من جديد للألم والعذاب .. إنتهى كل مابيننا حين وافقت على الارتباط بغيري .. ولست من يسرق خطيبة الغير ..

    لن اوافق على هذه النزوة .. لن اسمح لها باللعب بي وبخطيبها في آن واحد .. سأرد عليها ردا قاسيا .. لأنني اعرفها جيدا .. واعرف بأن ردي القاسي كفيل بأن يجعلها تتم الزواج وتسير فيه حتى النهاية ..

    طبعت ردي عليها بأصابع مرتجفه .. وضغطت على زر الإرسال بسرعة قبل ان اتراجع واغير رأيي .. فكتبت لها :



    ياللي خذلتي مدمعي .. إن كان ودك ترجعي ..
    عندي طلب لا ترجعي ..
    ياللي خذلتي مدمعي .. إن كان ودك ترجعي ..
    شرطي صعب ..
    لو تجمعين آهات قلبي اللي انجرح ..
    وتنسي السعاده والفرح ..
    تتعذبي .. وبعد العذاب تتعذرين ..
    وإن مارضيت .. او ماخذيت ..
    منك الغدر ومالك جدى .. كود الصبر ..
    جاءني رد حور على الفور .. ولم يكن ردها مفاجئا لي .. فابتسمت باستهزاء متألم .. ومسحت الرساله التي قالت فيها ..

    كنت اظنك تحبني .. ولكنك لا تعرف معنى الحب .. لقد بعتني مرة .. فكيف افترض بأنك لن تبيعني ثانية .. لقد اخطأت حين رضخت لقلبي وسامحتك لما فعلت بي .. لقد اخطأت حين اردت العودة إليك .. فأنت لا تستحق ان احبك .. سأتزوج غدا .. وسأجعلك تندم لبقية حياتك لأنك فرطت بي وبحبي ..

    شعرت بالألم حين قرأت كلماتها القاسية .. لكنني لم اكرهها .. ولم ألُمها لهذه الكلمات .. فهي غاضبة .. والغاضب قد يقول اكثر من ذلك .. ودعوت لها بالسعادة والاستقرار .. فقد انتهى كل شيء .. ولم يعد امامي سوى ان اتمنى الخير لها ..

    زواجها سيتم غدا .. يا إلهي ما اكبر الألم الذي اشعر به .. لقد كانت الفرصة سانحة امامي لاستعادتها .. ولكنني لم افعل .. ترى .. هل انا غبي لأنني لم افعل ؟! ام انني فعلت الصواب !! لا ادري .. سأترك الحكم للأيام .. وسأرى ماتخبؤه لي من آلام ..

  4. #79
    التسجيل
    01-08-2005
    المشاركات
    14

    مشاركة: مذكرات عاشق

    ألف ألف ألف شكر لكِ أختي على هذه القصة الروعة وأرجو أن تكملي القصة بأسرع وقت لأن الدراسة بدأت وأنا لاأستطيع الجلوس على النت في وسط الأسبوع لأني أريد معدل عالي واهلي لايسمحوا لي بالجلوس إلا في الويك إند



  5. #80
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: مذكرات عاشق

    إن شاء الله اختي زمردة الخليج .. اخلص القصه في اقرب فرصه ممكنه .. عموما مابقى فيها كثير .. تقريبا 8 فصول زياده وتخلص ..

    وانشالله تعجبج القصه للنهايه

  6. #81
    التسجيل
    28-08-2005
    الدولة
    افتخر بكوني كويتي
    المشاركات
    683

    مشاركة: مذكرات عاشق

    الف شكر لك والقصه جميله انا انتظر التكمله
    رجاء ضعي التكمله في اسرع وقت

  7. #82
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: مذكرات عاشق

    تسلم اخوي .. وانشالله اكملها بسرعه ..

  8. #83
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: مذكرات عاشق

    الذكرى التاسعة عشر :



    ( وداوها بالتي كانت هي الداء ).. كثيرا ما يتردد صدى هذه الكلمات التي قالها لي عمر ، في أذني في الأيام الأخيره .. وخاصة بعد ان مر اسبوع على زواج حور .. فحين اتصل بي عمر في يوم زفافها .. مواسيا .. (بعد ان طلبت منه زوجته هلا الاتصال بي والاطمئنان على صحتي) .. نصحني بأن افضل وسيلة لنسيان حور .. هي ان ابدأ حياتي من جديد وأبحث عمن تستحق حبي .. وإخلاصي ..



    وفي حقيقة الأمر .. أجد ان نصيحة عمر تناسبني في الوقت الراهن .. لأنني اشعر بحاجة ملحة إلى قلب حنون .. يتفهمني ويحنو علي .. ينتشلني من الضياع الذي اشعر به .. يشاركني همومي وأحزاني .. يعيد إلي الابتسامة التي افتقدتها منذ مدة .. ربما قد آن اوان المحاولة مرة أخرى .. والسماح للأمل بالتسرب إلى قلبي الذي كنت قد اقفلته ..



    ترى يا مفكرتي .. هل سأجد الحب من جديد ؟! هل سأجد قلبا صادقا يحبني .. هل هناك من تستحق فعلا ان اهديها قلبي ،،، ام ان الحب هو مجرد وهم وسراب !!!



    *****



    يبدو يا مفكرتي بأنني قد وجدت ضالتي أخيرا .. فمنذ اليوم الذي أخبرني فيه عمر بأن زواج حور قد تم فعلا ،وأنا ابحث عن فتاة .. أي فتاه .. لم اكن اشترط شكلا معينا .. او جنسية معينه .. او حتى مستوى محدد من الجمال ... فلم اكن اكترث كثيرا لذلك .. ربما لأنني كنت كالغريق الذي يرغب بالتشبث بأي قطعة خشب طافية على سطح الماء لينجو من الغرق .. او ربما لأنني كنت مستعدا بالقبول بأي فتاة تبدي ميلا نحوي .. او تعاطفا من نوع ما ..



    حسنا .. لم يطل بحثي كثيرا .. فلم يمر سوى اسبوعان منذ زواج حور .. وها انا قد اتخذت قراري .. واخترت الفتاة التي اريد .. لقد لفتت الفتاة انتباهي فعليا في اليوم التالي لزواج حور .. ليس لأنها أعجبتني .. لا .. فأنا لم اكن اكترث بأي فتاه مهما بلغت من الجمال .. ولكن .. لنقل بأنها هي التي اختارتني .. وليس العكس .. فأنا لم اكن انوي حينها التقرب إليها .. ولم تخطر ببالي مطلقا ... إلا بعد مكالمة عمر .. وبعد تفكير عميق فيما نصحني به ..



    والآن .. سأخبرك كل شيء عن تلك الفتاة .. وكيف رأيتها .. ولم وقع اختياري عليها دون سواها .. ولكن قبل ان اخبرك عنها يجب ان اشرح لك الموضوع منذ البداية بكل ظروفه وملابساته ..



    منذ ان التحقت بالكلية هنا في هذه المدينه .. وانا اذهب إلى المكتبة باستمرار .. وأقضي اوقاتا منتظمه هناك .. في البحث والمطالعه وتدوين الملاحظات .. كنت اذهب يوميا في الساعة الواحدة ظهرا .. وأخرج في الرابعة مساءا متجها إلى قاعة المحاضرات .. (لأن محاضرات الماجستير عادة تكون في الفترة المسائيه) .. ولكن .. هذا لا يهم .. المهم هو انني حين اقرأ كتابا او ادون ملاحظة ما .. فأنا افقد الشعور بكل ما يحيط بي .. فلا اعود احس بالأشخاص المتواجدين حولي في المكتبه ... ولا احس حتى بمرور الوقت .. ولولا منبه هاتفي الجوال الذي اضبطه على الساعة الرابعه باستمرار ... لما كنت سأنتبه إلى موعد مغادرتي المكتبة أبدا ..



    وهكذا .. بقيت مبرمجا وقتي على هذا الأساس طوال الفترة السابقه .. فلا شيء اقوم به سوى المكتبة والمحاضرات ..



    انغماسي في القراءة لم يعطني مجالا لملاحظة الفتاه .. التي يبدو انها تأتي يوميا إلى المكتبة .. مثلي تماما .. وفي نفس الوقت الذي أحضر فيه .. لتنصرف كذلك في نفس الوقت الذي انصرف فيه ..



    لا اعرف ماهو اسم الفتاه .. ولذلك سأطلق عليها لقبا هنا حين اتحدث عنها .. سأسميها .. عاشقة الأحمر .. نعم .. فهذا هو انسب اسم يمكن ان اطلقه عليها .. وخاصة أن اللون الأحمر هو اكثر ما لفت انتباهي إليها .. فأول مرة رأيتها فيها .. كانت ترتدي فستانا أحمر ..



    لا بأس .. اعرف بأن ارتداء فتاه لفستان احمر لا يعني بالضرورة بأنها تعشق اللون الأحمر .. ولكنني أظن بأنها فعلا تعشق اللون الأحمر .. ليس فقط بسبب الفستان .. فأنا اراها منذ نحو اسبوعين .. واعتقد بأنها لبست ملابس حمراء تقريبا في كل المرات التي كنت اراها فيها .. ( احمر واسود .. احمر وابيض .. احمر واحمر واحمر .. ) كل ملابسها يجب ان يطغى عليها اللون الأحمر .. وليس هذا فقط .. بل انها تحمل دوما حقيبة حمراء .. تضع بداخلها دفترا احمر .. قلما احمر .. ومحفظة حمراء ...



    أفلا تعتقدين إذن بأن لقب عاشقة الأحمر مناسب لها .. اظن بأنك اصبحت توافقينني الرأي الآن .. وتعذرينني لهذه التسميه ..



    والآن .. إليك كيف لفتت انتباهي عاشقة الأحمر إليها أول مره .. كان ذلك في اليوم الذي يلي زفاف حور كما اخبرتك .. كنت مشتتا .. واشعر بالبؤس والضياع .. ولكنني اتجهت إلى المكتبه كعادتي كل يوم .. فدخلت وتوجهت مباشرة إلى رفوف الكتب للبحث عن احد المراجع التي أريد الاطلاع عليها وأخذ بعض المعلومات المهمة منها .. وحين وجدت المرجع الذي اريد .. مددت يدي لالتقاطه .. إلا انني فوجئت بيد اخرى تمتد وتسبقني إليه .. فتلامست أيدينا .. فتلعثمت وشعرت بالحرج فاعتذرت للفتاة التي انقضت على المرجع الذي أريد .. ولكنني في نفس الوقت كنت حانقا لأنها أخذت مني المرجع الذي جئت من أجله ..



    نظرت إلي مبتسمة .. وقالت : لا بأس .. انا اسفه .. فقد خشيت ان تسبقني إلى الكتاب وقد كنت ابحث عنه منذ مدة .. فازداد حنقي عليها .. لأنها كانت تعرف بأنني كنت انوي أخذه .. إلا أنها سلبته مني بوقاحه .. ولكنني حافظت على هدوئي .. وابتسمت لها ابتسامة صفراء .. قائلا لها .. بأنني لا امانع .. فقد سبقتني إليه .. ولذلك فهو من نصيبها ..



    أدرت ظهري إليها .. واتجهت إلى رف آخر للبحث عن مراجع أخرى .. بما أنني لم اتمكن من الحصول على اهم مرجع لهذا اليوم .. وكدست مجموعة كبيرة من المراجع امامي .. وبدأت ادون الملاحظات من هذه المراجع .. ولكن .. لم يكن تركيزي كبيرا هذا اليوم .. ربما ببساطة لأنني كنت متألما مما كان قد حدث في اليوم السابق ..



    فكنت اسرح بين الفينة والأخرى .. وأقلب انظاري في المتواجدين في المكتبه .. وفجأة لمحت عاشقة الأحمر على إحدى الطاولات المقابلة لطاولتي مباشرة .. لم تكن تقرأ في الكتاب .. بل كانت تختلس النظرات إلي .. فاستغربت الأمر .. إلا انني لم اعره أي اهتمام .. فربما الموقف الذي حصل بيننا هو ماجعلها تنظر إلي ..



    إلا أنني .. وفي الأيام القليلة التالية .. بدأت انتبه لوجودها اليومي في المكتبه .. وألاحظ انها تدخل في نفس الوقت الذي أدخل فيه .. وتخرج حالما الملم انا اشيائي للخروج .. كانت دوما تختار طاولة مقابلة لطاولتي .. مهما غيرت مكان جلوسي .. كانت تبتسم لي أحيانا .. فأصد عنها مستغربا جرأتها .. وشاعرا بأنها تتطفل علي وعلى وحدتي وخصوصيتي .. فكنت اسأل نفسي .. ماذا تريد مني هذه الفتاه ؟! لم تحدق إلي بهذا الشكل ؟! الا يكفيها بأنها سرقت مني مرجعي في ذلك اليوم ؟!




  9. #84
    التسجيل
    03-09-2005
    المشاركات
    45

    مشاركة: مذكرات عاشق

    مشكور على جهودك
    ارجوا لك التوفيق

  10. #85
    التسجيل
    27-06-2005
    الدولة
    Between The Flowers..AND...Roses..
    المشاركات
    3,899

    مشاركة: مذكرات عاشق

    أختي maaaaaadry
    اولا قلمك جميييل ورقيييييق جدا
    ماشاء الله عليييك قصتك في قمة قمة قمة الروعة وأكثر من ذلك
    لكن أين البقيييه...
    أرجوك لا تطولين على بالتكمله
    بصراحه أنا قرأت قصتك اليوم ولم أستطيع أن أتركها إلا عند أخر فصل قريته
    بصراحه كلااامك جميييييييل جدا جدا
    "ومن عرف الحب يوما .. لا يمكنه ان يكره من احب مهما سبب له من أذى"
    هذه الكلمه خاااصة..
    وأعجبني كمان رسالة سيف لـ حور بعد ما قالت له أنها أنخطبت
    كل القصة روعه روعه .. طبعا دمعت عيناي عن أكثر من مقطع
    لأن هذا قلم الفنان والمبدع هو الذي يستطيع أن يحرك المشاعر عند القارئ
    "إعذريني" على الاطاله بردي لكن
    قصتك لا يلائمها الرد الصغييير لأنها قصة راااائعه

    أرجوووك لا تطولييين علينا بالتكمممممله...


  11. #86
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: مذكرات عاشق

    ماخفي كان أعظم
    العفو .. وشكرا على الرد ..

    BATTRFLY
    تسلمين اختي على الإطراء والكلام الجميل .. وانشالله تعجبج التكمله وتكون عند حسن الظن ..

  12. #87
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: مذكرات عاشق

    الذكرى العشرون :


    ها قد عدت إليك مجددا لأخبرك بالمزيد عن عاشقة الأحمر.. وكيف انني اخترتها دونا عن كل الفتيات بالرغم من نفوري منها في أول الأمر ..



    لم انفر منها فقط لأنها كانت تحدق بي .. او لأنها كانت تجلس على مقعد مقابل لي وتتطفل علي .. بل لأنني كنت اشعر بأنها شديدة الثقة والاعتداد بنفسها .. والذي كان واضحا جدا من طريقة اختيارها للألوان .. ( أحمر ) .. وكأنها تقول لكل الناس من حولها .. ( انظروا إلي ) .. إنه لون يكاد يفقأ عين كل من يراه ليجبره على النظر والتركيز به .. وهو لون جريء جدا من وجهة نظري .. ويحتاج جرأة كبيره من الشخص الذي يقرر ارتداءه علنا ..



    كنت دوما افضل الفتاه الساذجة البريئه .. التي يوحي مظهرها بالضعف والرقه .. على الفتاة الجريئة المحنكة الواثقة من نفسها .. لا ادري لم بالضبط .. ربما لأنني كنت احب التضاد بين قوة الرجل وضعف الأنثى .. فالأنثى لا تكون أنثى إن لم تكن بحاجة إلى رجل قوي يحميها ويدللها .. ربما !!!!



    حسنا .. والآن .. إليك كيف بدأت بتقبل الفتاة .. والميل لها .. حين أصبحت اراها كل يوم .. بدأت افقد تركيزي الكبير على ما اقرأ .. ولم اعد ادون الملاحظات بكثره كما كنت افعل في السابق .. فوجودها كان يشتت تركيزي وانتباهي .. ولأكون اكثر صراحة وواقعيه .. كان غرور الرجل في داخلي ينتشي فرحا حين اجدها تنظر إلي .. باهتمام وتركيز .. بالرغم من انني ظاهريا كنت ابدي الضيق والتململ ..



    وفجأة .. منذ نحو اربعة ايام .. اختفت الفتاة عن الأنظار .. فلم تعد تأتي إلى المكتبه .. كان ذلك بمثابة ضربة قاسية لي .. ولغروري .. فاكتشفت بأنني فعلا اهتم لأمرها .. واشعر بالسعادة حين أدخل إلى المكتبة فتدخل خلفي مباشره .. وحين أنهض مغادرا فتنهض هي الأخرى ...



    باكتشافي هذا .. أدركت أخيرا بأنني لا انفر منها حقيقة .. قد لا تكون من الصنف الذي افضله .. ولكن لها جاذبيتها وشخصيتها الخاصه على كل حال .. ثم .. كيف لي ان احكم عليها وانا لا اعرفها بعد ؟!



    أدركت أيضا بأنني لست منيعا ضد الفتيات كما كنت اظن .. وأنني لم افقد القدرة على فتح ابواب قلبي من جديد بعد فقدي لحور .. فها هو قلبي قد بدأ يخفق مجددا .. ببطء .. نعم .. وبتردد .. ولكنه على الأقل لا يزال يخفق .. ولم يتوقف نبضه للأبد ..



    ******



    لم تحضر الفتاة إلى المكتبة إلاّ اليوم .. وحين حضرت .. كدت اطير فرحا بقدومها .. لدرجة أنني لم اتمالك نفسي .. فابتسمت لها مرحبا بعودتها .. فردت إلي ابتسامتي بابتسامة اكبر منها .. وكأنها لم تصدق بأنني ابتسم لها اخيرا .. كنت اريد ان اذهب إليها واحادثها.. ولكنني لم اجرؤ على ذلك .. لأن موقفي سيكون محرجا جدا أمامها .. وخاصة أنني كنت اتظاهر باللامبالة في الفترة السابقة .. فصرفت النظر عن هذه الفكره .. وبقيت اختلس النظر باتجاهها بين الحين والآخر ..



    فضولي نحوها .. جعلني أدقق في سجل الحضور والانصراف .. لأن لقب عاشقة الأحمر .. لم يعد يكفيني .. فأنا اريد ان اعطيها اسما حين اتحدث عنها .. فظللت اتتبع اسماء المتواجدين إلى أن لمحت اسمها .. تحت اسمي مباشرة ..



    اسمها ريم .. ليس اسما غريبا .. ولكنه جميل رغم ذلك .. إذن .. فساكنة قلبي الجديدة تدعى ريم .. ارتحت حين عرفت اسمها .. وذهبت بعدها إلى محاضرتي وأنا مطمئن البال ..



    ******



    اليوم كاد ان يتوقف قلبي عن الخفقان .. لجرأة ريم .. يا إلهي لم ار في حياتي فتاة بجرأتها وثقتها بنفسها .. إنها تشعرني بالضعف والعجز أمامها .. وياله من شعور صعب على أي رجل احتماله !!!!



    كنت جالسا كالعادة في المكتبه .. سعيدا بوجودها هناك .. مبتسما لها بين الحين والآخر.. ثم فجأة .. نهضت ريم من مقعدها متجهة إلى حيث أجلس .. فصعقت .. وبدأ قلبي يخفق كالرعد .. إنها متجهة نحوي؟ ماذا تفعل ؟! أحقا تنوي التحدث إلي؟ لا .. مستحيل .. لا بد انها متجهة إلى رف الكتب خلفي .. ( اخذت اردد ذلك محاولا طمأنة نفسي وتهدأة وتيرة خفقات قلبي المتسارعه ) ولكنها لسوء حظي .. لم تكن تقصد رف الكتب .. بل كانت تقصدني أنا .. وانا بالتحديد ..



    طأطأت رأسي حين رأيتها قادمة.. متظاهرا بعدم رؤيتها .. او عدم الانتباه إلى وجهتها .. إلا أنها حين وصلت إلى الطاولة التي أجلس إليها .. ظلت واقفه .. تطل علي من الأعلى .. منتظرة مني أن ارفع رأسي .. دون ان تنطق بحرف واحد .. إلى ان اضطررت لرفع رأسي أخيرا معترفا بإدراكي لوجودها .. فابتسمت لي .. وقالت لي مرحبا .. فلم اعرف بم اجيبها من هول الصدمة .. فتلعثمتُ .. وظهر علي الارتباك .. وفقدت القدرة على النطق لبضع ثوان .. فضحكت ومدت كفها إلي .. قائلة بأن اسمها ريم .. وانها طالبة في الكلية وتدرس التمويل .. لم أعرف حينها .. ءأمد كفي إليها .. ام اترك كفها معلق في الهواء بانتظار مصافحتي لها ..

    إلا أنني اتخذت قراري سريعا .. فمددت كفي بتردد .. قائلا بأن اسمي سيف .. وانني ادرس الماجستير في التمويل والبنوك ..



    بعد التحايا والتعارف المبدأي .. اضطررت إلى دعوتها للجلوس .. فرحبت بالدعوة وجرت الكرسي المقابل لي .. وجلست عليه .. ثم قالت لي مازحه .. ( بصوت خافت .. حيث ان الحديث في المكتبات العامة ممنوع ) بأنها ستلجأ إلي لأساعدها إن استعصى عليها فهم شيء من مواد تخصصها ..



    فقلت لها بأنني لا امانع ابدا .. وانني مستعد لمساعدتها في اي شيء تريده وأنني لن اتأخر إن كنت قادرا على المساعده ..



    فشكرتني على عرضي .. ثم طلبت مني مغادرة المكتبة إلى اي مكان نستطيع فيه التحدث بحريه .. لأنها تنوي استغلال عرضي لمساعدتها .. وتريدني ان اساعدها في بحث تقوم بإعداده ..



    فوجئت بطلبها .. لأنني لم اتوقع ان تأخذ عرضي على محمل الجد .. إلا أنني كنت قد حشرت نفسي في مأزق.. يبدو انني لن استطيع التخلص منه بسهوله .. فلملمت أغراضي .. ونهضت متجها إلى باب الخروج .. بعد ان سمحت لها بالمرور أمامي ..



    إتجهنا إلى مقهى قريب جدا من المكتبه .. يرتاده زوار المكتبه الذين يقضون وقتا طويلا فيها .. فطلبنا كوبان من القهوة .. ثم جلسنا على إحدى الطاولات .. نحتسي القهوة بصمت ..



    لم تقل ريم شيئا في أول الأمر .. وبقيت أنا صامتا كذلك بانتظار أن تبدأ بالسؤال عما تريد .. مرت الدقائق ببطء .. وسط الصمت والسكون المخيمان علينا .. ثم .. تكلمت ريم أخيرا .. وشرحت لي اساسيات بحثها الذي تقوم بإعداده .. ثم سألتني بضع اسئلة عن اشياء لم تتمكن من فهمها حين قرأتها في المراجع .. فشرحت لها ما استعصى عليها .. واندمجت في الشرح .. إلى درجة أنني لم اشعر بمرور الوقت .. وخاصة أن الاطمئنان والراحة قد بدءآ يتسربان إلى نفسي شيئا فشيئا ..


  13. #88
    التسجيل
    10-01-2005
    الدولة
    qatar
    المشاركات
    226

    مشاركة: مذكرات عاشق

    الذكرى الحادية والعشرون :



    حين عدت بالأمس إلى الشقه .. اخذت استرجع ما جرى بيني وبين ريم .. وضحكت حين تذكرت الارتباك والتلعثم اللذان اصاباني حين فاجأتني بإلقائها التحية علي .. لقد كانت جرأة كبيرة منها .. ولكنها اعجبتني على أي حال .. فلم اكن لأبادر انا بالحديث إليها .. ليس بهذه السرعه .. فأنا بالكاد بدأت ألملم شتات نفسي بعد حور .. وماكنت سأقدم بهذه السهولة على الخوض في التعرف إلى فتاة جديدة .. رغم انني كنت قد بدأت اشعر بوجودها والميل لها ..



    حين انتهيت بالأمس من الشرح لريم ماسألتني عنه .. اتفقنا على اللقاء اليوم في المكتبة .. ولكنني .. لا ادري إن كانت تقصد بأنها فعليا ستراني في المكتبة .. ام انها ستعود للجلوس بمفردها على إحدى الطاولات البعيده .. لم أجرؤ على سؤالها عن قصدها بالضبط .. وتركت الفضول يتآكلني إلى هذه اللحظة لأعرف ما هي خطوة ريم التالية ..



    ******



    يبدو ان ريم كانت جادة حين وعدتني باللقاء ثانية في المكتبه .. فقد بدأنا نلتقي بشكل منتظم .. يوميا .. اولا في المكتبة ثم نخرج إلى اي مكان اخر .. أحيانا إلى مطعم .. واحيانا إلى مقهى .. واحيانا إلى السينما .. واصبحت علاقتنا قوية جدا .. إلى الحد الذي جعلني أسألها دون حرج .. عن سر ارتدائها للون الأحمر باستمرار .. فأجابتني قائلة بأن اللون الأحمر يجعلها تظهر بمظهر قوي وجريء.. أمام الجميع .. وأنها تحب هذا الإيحاء .. لأنها تتمنى لو كانت قوية بالفعل ..



    لم افهم ماقصدته ريم بقولها أنها تتمنى لو كانت قوية بالفعل .. واستغربت لقولها هذا .. ولكنني لم اعلق عليه .. وتناسيت الموضوع تماما .. بحيث اصبح ارتداء ريم للون الأحمر دائما .. من أكثر الأشياء طبيعية بالنسبة إلي ..



    بدأت اخرج إلى الدنيا أكثر .. وأختلط بالناس بشكل كبير .. وقد عرفتني ريم بكل اصدقائها وزملائها ... فأصبح لي اصدقاء من جديد .. وأصبحت احب الخروج برفقتهم ..



    وبفضل ريم .. عدت مجددا للحياة .. وعادت لي ثقتي بنفسي التي فقدتها بعد حور شيئا فشيئا .. وبالطبع كنت قد اخبرت ريم بكل شيء عن حور .. وعن حالتي بعدها .. فوعدتني ريم بأن تساعدني وتقف إلى جانبي إلى ان اتمكن من نسيانها ونسيان كل الآلام التي سببتها لي ..



    كنت اشعر بالامتنان نحو ريم .. لأنها ساعدتني بالفعل على تخطي الأزمة التي كنت امر بها .. ولكن .. كان حبي لحور لا يزال مسيطرا على مشاعري .. فظل حاجزا بيني وبين ريم .. لا أنكر بأنني حاولت نسيان حور .. وحاولت اكثر ان احب ريم .. ولكنني لم اتمكن من ذلك ..



    كنت اعرف بأن ريم تحبني .. وكنت اخشى اللحظة التي ستبوح فيها بمشاعرها .. ترى بم سأرد عليها ؟ هل اقول لها بأنني احبها ؟ هل اقولها فقط كي لا اجرح مشاعرها و كي لا اخسرها ؟! إن قلتها فلن اكون صادقا .. لن اكون صادقا حتى مع نفسي .. فأنا واثق ومتأكد بأنني لا احبها فعلا ..



    بدأ الشعور بتأنيب الضمير ينتابني .. وكان صوت صغير يتردد صداه في رأسي باستمرار قائلا لي .. ( انت مخادع .. مخادع ) .. فبدأت اشعر بالضيق .. وبالقلق .. مما اثر كثيرا على تعاملي مع ريم ..



    نعم .. شعوري بالذنب وبالتقصير في حقها .. جعلني اختلق اعذارا .. اي أعذار .. للشجار معها .. وخلق المشاكل .. لتخاصمني .. وتبتعد عني .. وقد كنت انجح في ذلك لفترة.. أشعر خلالها بأنني قد أزحت حملا ثقيلا عن كاهلي .. لتعود ريم مجددا إليّ مسامحةً .. متناسيةً كل الأخطاء التي كنت اقترفها بحقها ..



    كنت استغرب من عطاء هذه الإنسانة .. ومن إخلاصها في حبها .. فبالرغم من علمها بأنني لا أحبها .. وبالرغم من جرحي المستمر لمشاعرها .. فهي لا تزال صابرة .. محتملة كل الأذى مني ..



    هل هذا هو الحب ؟! هل يهدر الحب كرامة المرء وكبرياءه ؟ بالأمس كنت استغرب ثقة ريم واعتدادها بنفسها .. كنت استغرب صراحتها وصلابتها .. كنت اجدها جافة نوعا ما .. ولكنني اكتشفت بأنني كنت مخطئا .. فحبها اكثر قوة وثبات من حب حور .. حبها اعاد إلي ماكنت افتقده .. اعطاني الشعور بالأمان الذي كنت احتاج إليه ..



    ولكنني كنت خائفا .. خائفا من شبح حور الذي لا زال يطاردني .. فرفضتها .. ورفضت حبها ... اخبرتها بذلك .. اخبرتها بأنني لا اقدر ان احبها .. اخبرتها بأنني احب حور بحيث لم اعد قادرا على رؤية سواها .. اخبرتها بأنني لست مستعدا بعد للارتباط بها .. لأنني لست واثقا من قدرتي على حبها او حب اي امرأة أخرى ..



    طلبت من ريم ان تمهلني بعض الوقت .. طلبت منها ان تعطيني الفرصة لأبتعد عنها .. وأعرف إن كنت قادرا على الحب من جديد .. طلبت منها ان نعود أصدقاء كما كنا في بداية تعارفنا .. لأنني أنوي اكتشاف مشاعري بعيدا عنها ..



    حين انفجرت بريم .. قائلا لها كل ما اشعر به دفعة واحده ودون مقدمات .. ذهلت ريم .. ولم تتمكن من النطق .. إلا أنها تمالكت نفسها .. وأجابتني بصوت متحشرج .. بأنها موافقة .. موافقة على أن نعود أصدقاء كما كنا .. بشرط أن امهلها بعض الوقت ..



    لم افهم ماكانت تقصد حين طلبت مني إمهالها بعض الوقت .. إلا انني فهمت ذلك .. حين اكتشفت بأنها غادرت المدينة .. عائدة إلى الدوحة .. تاركة كل شيء وراءها .. عرفت ذلك من اعز صديقاتها .. التي اخبرتني بأن ريم قامت بحذف الفصل الدراسي بأكمله .. لأنها لم تطق البقاء هنا بسببي .. وأخبرتني أنها لا تعرف إن كانت ريم ستعود مجددا أم لا .. اخبرتني بذلك بكل حقد وغضب .. واتهمتني بأنني كنت سببا في تحطيم صديقتها التي لم يسبق لها ان رأتها بهذا الضعف ..



    كنت في حالة ذهول ... وصدمة .. اردت إصلاح ما افسدته .. اردت ان اطلب منها ان تسامحني .. ولكنني كنت اعرف بأنني إن فعلت فلن ازيد الأمور إلا سوءا .. لأنها ستعرف حينها بأنني ماعدت إليها إلا شفقه ..



    قررت ان انتظر .. واترك الأيام تداوي جرح ريم من ناحيتي .. فالأيام وحدها كفيلة بمداواة أصعب الجروح .. ولكنني وعدت نفسي بأن لا انساها ما حييت .. وان ارد لها المعروف الذي صنعته بي .. يوما ما ..



    ترى .. هل ستتمكن ريم فعلا من مسامحتي على ما فعلت .. هل ستعود إلى هنا مجددا ؟ هل سأراها واتمكن من الاعتذار لها ؟! ام انني لن اجرؤ على مواجهتها ؟!


  14. #89
    التسجيل
    01-08-2005
    المشاركات
    14

    مشاركة: مذكرات عاشق

    بصراحة القصة رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعة بل أروع من الروعة ما شاء الله عليك أختي أسلوبك رائع ولي طلب صغير منك لاتتأخري علينا بالتكملة (عارفة إنك مليت من هالنغمة بس ماعليه) وشكراً
    ملاحظة:
    قد تستغربين أني أرد عليك في وسط الأسبوع مع أنيّ قلت لكِ بأني لاأدخل النت إلا في الويك إند لكن أهلي ماخذين( قيلولة ) وبعد ماتأكدت بأنهم رايحين بسابع نومة دخلت النت إليّ بالمكتب لأن اللاب توب تبعي ليس معي وألف شكر لكِ على القصة الروعة وبليييز لاتتأخري أنا مستنيه على جمر:vereymad:
    ................................ولكِ حبي

  15. #90
    التسجيل
    28-08-2005
    الدولة
    افتخر بكوني كويتي
    المشاركات
    683

    مشاركة: مذكرات عاشق

    انا من المتابعين للقصه الجميله لو لدي الوقت لكنت اصف هذه القصه ولكن ليس لدي الوقت
    وألف شكر

صفحة 6 من 12 الأولىالأولى 1234567891011 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •