سيناريو ميلاني لخطف النجم البرازيلي
برشلونة سيجهد للاحتفاظ برونالدينيو مع إعادة انتخاب لابورتا
سيضع سيلفيو برلوسكوني عام 2006 في خزانة الذكريات السيئة، فقد انتزع منه رومانو برودي كرسي رئيس مجلس وزراء ايطاليا، وما أن استعاد منصبه الرياضي كرئيس لنادي ميلان (ممنوع الجمع بين اسمي رئيس الوزراء ورئيس ناد ما) حتى تبين له ان مسؤوليه تورطوا في فضيحة التلاعب بنتائج مباريات الدوري حتى ولو أجاز الاتحاد الاوروبي لميلان خوض الدور التمهيدي لدوري ابطال اوروبا. وإذا تمكن ميلان من التصدي لمحاولة ريال مدريد الذي كان يخطط لخطف نجم خط وسطه البرازيلي كاكا فإنه لم يتمكن من الاحتفاظ بمهاجمه الاوكراني الاول اندريه شفتشينكو الذي انضم الى تشلسي.
وعانى برلسكوني “المقهور” الكثير خلال اسابيع قليلة، وكان لا بد له ان ينتفض ويرد.
في 15 مارس/آذار الماضي حضر فريق برشلونة الى ميلانو بمناسبة المباراة التكريمية لديميتريو البرتيني، ووجد رئيس الوزراء الايطالي في ذلك الوقت امام ناظريه اللاعب الوحيد الذي يمكن ان يصعد بناديه الى قمة يندر أن تتأمن لأي ناد آخر في العالم، ولذا همس في أذن البرتيني مع نهاية المباراة: “عليّ أن اصدر قانوناً طارئاً بمنع رونالدينيو من مغادرة ايطاليا”. فالملياردير الايطالي معجب به ويعلم أن جمهور ميلان يشاطره هذا الاعجاب. وخلال تلك الامسية، في سان سيرو، هتف الجمهور باسم رونالدينيو مرات عدة.
4 ملايين إضافية
بعد سقوطه في الانتخابات وعودته الى رئاسة ميلان استدعى برلوسكوني رجلي الثقة في ناديه وهما ادريانو جالياني وارييدو برايدا وكلفهما اعداد دراسة تكفل ضم رونالدينيو. وأبلغ جالياني رئيسه أن رئيس نادي برشلونة خوان لا بورتا كرر أكثر من مرة أن رونالدينيو ليس للبيع ولا يمكن ان يترك النادي الا اذا توافر شرطان: ان يكون اللاعب راغباً في ذلك وأن يدفع النادي الذي سيضمه الى صفوفه البند الجزائي المنصوص عنه في عقده الحالي وهو بين 100 و125 مليون يورو.
وحتى يستعيد ثقة رئيسه به وطي صفحة الفضيحة الخاصة بالتلاعب بنتائج مباريات الدوري وعد جالياني بتخطي العقبتين المذكورتين وأجاز له برلوسكوني الزج باسم كاكا لإتمام الصفقة لأن ميلان مستعد للتخلي عنه في مقابل ضم مواطنه.
وقبل كل شيء يجب إغراء رونالدينيو نفسه... ويعتقد الايطاليون بأن ميلانو واحدة من أكثر مدن اوروبا “اناقة” ومن عواصم “الموضة” ورجال الاعمال وبمقدورها ان تضع الكثير امام النجم البرازيلي مع عدم الاستهانة بما تقدمه له ولعائلته مدينة برشلونة. ولكن هناك من ذكّر الميلانيين بأنهم أثاروا أخيراً عاصفة واتهموا ريال مدريد ورئيسه الجديد رامون كالديرون بطعنهم في ظهرهم لأن الاسبان اقدموا على الاتصال بكاكا لدرجة ان برلوسكوني وصف كالديرون بأنه “رجل عصابات” وقد رفع النادي الايطالي شكوى بهذا الخصوص امام الفيفا.
ولم يبق امام جالياني وبرايدا الا حل واحد وهو الاتصال ب “سمسار” اعتاد القيام بمثل هذه الصفقات السرية والدقيقة وهو ارنستو برونزيتي، تم تكليفه بالاتصال برونالدينيو باسم ميلان ولكن من دون ان يظهر اسم النادي علانية. اما الراتب السنوي فهو 12 مليون يورو على ان يضاف اليه مكافآت النتائج والعائدات الاعلانية. ويتقاضى رونالدينيو من برشلونة 8 ملايين يورو سنوياً... ونقل برونزيتي هذه المغريات لوكيل اللاعب وشقيقه روبرتو دي أسيس الذي تلقى العرض باهتمام ولا سيما أن هناك مكافأة أخرى عند التوقيع لكل من اللاعب ووكيله و”مهمة” ما لرونالدينيو في الشبكة التلفزيونية التي يملكها برلوسكوني.
ثم ان مسؤولي ميلان يعلمون أن رئيس برشلونة خالف القانون الداخلي للنادي لأنه لم ينظم انتخابات قبل 30 يونيو/ حزيران الماضي. واضطر لابورتا للاستقالة وحدد يوم 3 سبتمبر/ ايلول موعداً للانتخابات الجديدة. أي ان موقع الرئاسة شاغر حالياً، وهي فرصة مثالية لميلان لشن الهجوم.
وما أن علم المدير الرياضي في برشلونة وهو تشيكي بيجيريستين بالاتصالات الدائرة بين برونزيتي وروبرتو أسيس حتى تذكر كيف انتقل البرتغالي لويس فيجو من فريقه الى ريال مدريد ولم يكن هناك رئيس لبرشلونة، أي خلال الفترة الواقعة بين استقالة خوسيه لويس نونيز وانتخاب خوان جاسبارت، وهو الامر الذي مكن رئيس ريال في ذلك الوقت فلورنتينو بيريز من أن يتحرك بحرية مطلقة.
عقد حتى 2014
بيد ان السيناريو لم يتكرر هذه المرة وإن رأى فيها روبرتو أسيس فرصة ذهبية لإعادة التفاوض مع برشلونة حول الراتب المنصوص عليه في العقد الحالي مع شقيقه. وهو “مرر” للصحف المحلية تفاصيل العرض الذي تقدم به الوسيط الايطالي برونزيتي، الامر الذي أحرج ادريانو جالياني بدرجة كبيرة فبادر الى الاعلان امام الملأ أن ما ذكره روبرتو أسيس “عار عن الصحة تماماً ومن وحي الخيال”.
وما الذي بقي من هذه “الخبرية” الصيفية؟
لقد انتظر الكثيرون موقفاً من رونالدينيو بالذات ولا سيما جمهور برشلونة، وصمته لم يعجب ابداً هذا الجمهور خلافاً لجمهور النادي الايطالي وصحفه. ثم نطق النجم البرازيلي قبل أيام قليلة: “أنا سعيد جداً في برشلونة وجمهوره يحبني ومرتاح للعيش في المدينة ولا اقدر على ان اطلب اكثر من ذلك”. ولم ينس النجم الكبير ان يذكر انه اغتبط للعرض الكبير الذي تقدم به ناد كبير مثل ميلان... وهذا يعني استبعاد الرحيل هذا الموسم ولكن من دون اقفال باب هذا الرحيل.
وسيجهد رونالدينيو وشقيقه لاستثمار الهجوم الذي شنه ميلان بحيث يجلس لابورتا عندما يعاد انتخابه ليبحث معهما تعديل الراتب. هما يطالبان بزيادة 4 ملايين يورو (12 مليوناً بدل 8) وسيرضيان بزيادة اقل شرط تمديد العقد حتى العام 2014 ليصبح اللاعب بعد ذلك سفيراً للنادي على غرار زيدان وريال مدريد.
وحتى الآن لم يستجب برشلونة لنداءات رونالدينيو وشقيقه لعدم وجود رئيس ليفاوض. وإذا ما رأت الادارة ان وجود النجم البرازيلي مهم جداً للترويج لصورة النادي فإن الجهاز الفني قد يكون من رأي يوهان كرويف: “لا يوجد لاعب لا يمكن الاستغناء عنه، وإذا كان هناك عرض جيد فيجب التمسك به”.
هذا يعني ان فوز لابورتا المتوقع سيمكن الرئيس الشاب من التوصل الى حل مع رونالدينيو حتى لا يتطلع هذا الاخير الى الخارج... بيد ان برلوسكوني لم يتعود أن يسمع عبارة “لا” من أحد.
وتالياً، فإن قضية رونالدينيو لم تكتمل فصولاً.
المصدر