الحكومة الإيطالية تدعو لـ"مصالحة" في مستعمرتها الصومالية السابقة
دعت الحكومة الإيطالية اليوم الأطراف المتحاربة في الصومال إلى وقف إطلاق النار، مؤكدة على دعم روما لمؤتمر مصالحة وطني في البلاد .
وأوفدت روما الدولة التي استعمرت إيطاليا القرن الماضي مبعوثة رفيعة المستوى إلى مقديشو للتمهيد لتدخل إيطالي في الأزمة الصومالية التي عصفت بأجواء الأمن التي توافرت إبان حكم المحاكم الإسلامية قبل عام
والتقت "باتريسيا سنتنيلي" نائبة وزير الشئون الخارجية بإيطاليا الرئيس الصومالي عبد الله يوسف ورئيس وزرائه علي محمد جيدي خلال زيارتها للعاصمة الصومالية مقديشو من أجل المساهمة في وقف إطلاق النار لوضع حد للتدخل الأمريكي الإثيوبي في مستعمرتها القديمة.
وقالت سنتنيلي "لا يمكن تحقيق الأمن إلا من خلال وقف إطلاق النار" .
كما دعت إلى عقد مؤتمر للمصالحة في منتصف يونيو القادم يضم مئات المندوبين من جميع أنحاء الصومال، وقالت: اتفقنا على أن تختار القبائل ممثليها بحرية واستقلالية، وتلقينا وعدا رسميا بأن المؤتمر سيعقد بشكل متجانس .
وكان قد تقرر عقد مؤتمر شبيه في أبريل الماضي إلا أنه تأجل بسبب عنف القتال في مقديشو، والذي تحول إلى هجمات فردية بأسلوب حرب العصابات خلال الأيام الماضية.
وتمثل الحكومة الصومالية الحالية المتواجدة في الصومال، الحكومة رقم 14 منذ عام 2004 حين أطاح زعماء الفصائل بالديكتاتور محمد سياد بري عام 1991.
من جهتها رحبت الحكومة الصومالية المؤقتة بالدعوة الإيطالية والتي وصفها المتحدث الرسمي باسم الحكومة الصومالية بـ"الدعم الإيطالي"، وأعرب عن سعادة بلاده باستعداد إيطاليا للمشاركة في إنجاح المؤتمر . كما رحب الرئيس عبد الله يوسف بفكرة المؤتمر وقال: "إن أي شخص محل ترحيب لحضور المؤتمر حتى لو كان هؤلاء الأولاد الذين يتجولون بأسلحتهم في الشوارع؛ عليهم أن يتركوا أسلحتهم ويحضروا" .
ولا تزال القوات الأثيوبية متواجدة على الأراضي الصومالية، برضا من الحكومة الصومالية المؤقتة ودعم خارجي، في حين أعربت الفصائل المقاومة من الشعب الصومالي وعلى رأسها المحاكم الإسلامية أنها لن تكف عن المقاومة بكل سبيل حتى إخراج القوات الأجنبية من البلاد .
في الوقت نفسه تحاول الولايات المتحدة الأمريكية تشويه صورة بعض قادة المحاكم الإسلامية عند عامة الصوماليين بزعم كونهم على اتصال بها، الأمر الذي نفاه زعماء المحاكم، بعد أن أسفر تدخل الولايات المتحدة في شؤون الصومال إلى تخريب البلاد ووضعه على حافة مجاعة كبيرة
يذكر أن الدول "الاستعمارية" السابقة تسعى للعودة إلى مستعمراتها السابقة استنادا إلى اتفاقات بين "المستعمرين" تحترم أحيانا وتخرق أحيانا أخرى بحسب موازين القوى بينهم
http://www.almoslim.net/figh_wagi3/show_news_main.cfm?id=18457