الفصل الثامن عشر : ذكريات مدينة الراكون
في يوم 30 \ 9 \ 1998 م كنت في مهمة , فقد كنت اعمل موصل طرود للعصابات بين ولايات أمريكا , أخبرت الجميع في ذلك اليوم أنني جئت لزيارتك ولكن الهدف هو إيصال الطرد دون أن يكتشف أمري .
في ذلك اليوم كانت المدينة غريبة , فقد كانت تعج بالفوضى عكس المدينة التي اعرفها , فقد زرت مدينة الراكون عدة مرات سابقة ولم تكن يوما هكذا من قبل .
وأخيرا دخلت إلى المدينة وبالتحديد إلى فندق التفاحة .... المكان المتفق عليه ... كانت المدينة مدمرة بالكامل وكأن حربا قامت هنا , لفتت انتباهي الجثث المنتشرة في كل مكان , اقتربت من إحداها وكانت في حالة يرثا لها , ما هي إلا لحظات حتى عادت جميع الجثث إلى الحياة , كما أن بعض الجثث تمكنت من الوصول إلى سيارتي التي بها الطرد .
لم يكن بيدي حلا سوا الهروب عبر أزقة المدينة هربا من تلك المخلوقات الغريبة حتى وصلت إلى شارع كبير لم يكن به أي من تلك المخلوقات وفجأة خرج من الزقاق الموجود على اليمين أحد الرجال يرتدي زي رجال الجيش وكأنه يهرب من شيء ما وإذا بمخلوق اخضر اللون يشبه الضفدع ولكنه اكبر بكثير من الضفدع العادي يقفز نحو الرجل ويقتلع رأسه .
أخرجت السكين الذي بحوزتي وهو سكين استارز الذي أهديته لي في عيد ميلادي وكنت على استعداد بقذفه نحو المخلوق ولكن ظهر شخص آخر خرج من الزقاق يبدو كمدني عادي وليس من الجيش فقد كان يرتدي قميصا احمر وبنطال اسود اللون ونظارات طبية تساعده على النظر كما انه يحمل حقيبة بنية اللون على كتفه الأيسر .
ميغيل : ابتعد !!!!
تنحى الرجل جانبا وقذفت سكين استارز نحو المخلوق وأدت إلى موته على الفور ولكن مخلوق آخر يقف خلفه قفز نحوي وطرحني أرضا وحاول القضاء علي ولكن ذلك الرجل أمطره بطلقات نارية من رشاش الرجل الذي قتل قبل قليل وقضى على المخلوق واقترب مني ليساعدني على النهوض
الرجل : هل أنت بخير ؟؟
ميغيل : اعتقد هذا ..... شكرا
بينما كان الرجل يفحص جثة الضفدع الضخم , اتجهت إلى الحقيبة البنية الموجودة على الأرض والتي سقطت من الرجل قبل قليل وكان مكتوب عليها (( الصحفي سام كارنبي ))
ميغيل : هل أنت صحفي ؟؟
ولكن سام بادرني هو الآخر بسؤال عندما اخرج سكين استارز من رأس الضفدع
سام : استارز ؟؟؟ ..... هل أنت احد أفرادهم ؟؟ .... لا تبدو مألوفا .... هل أنت جديد في الفريق ؟؟
ميغيل : لا لا أنا لست منهم .... إنها لأختي
سام : لا بأس بذلك .... على أي حال أنا ....
ميغيل : الصحفي سام كارنبي ... أليس كذلك
أعطيت سام حقيبته البنية وهو بدوره أعطاني سكين استارز
ميغيل : وأنا ميغيل فالنتاين
سام : سعدت بمقابلتك يا ميغيل
حملنا ما نستطيع حمله من الأسلحة الموجودة لدى رجل الجيش وسرنا وسط المدينة المنكوبة منتظرين مصيرنا المحتوم .
بينما كنا نسير وسط المدينة المدمرة تجاذبنا أطراف الحديث أنا وسام ربما لأننا شعرنا بالخوف ونريد أن نطمأن بعضنا البعض
سام : ميغيل ؟
ميغيل : ما الأمر ؟؟
سام : هل حقا أنت شقيق جيل فالنتاين ؟؟
نظرت إلى سام في ذهول .... فأنا لم أخبره باسم أختي من قبل
ميغيل : وكيف علمت بأن جيل أختي ؟؟
سام : أنا اعرف أفراد فريق استارز جيدا .... ولا يوجد أحدا يحمل كنية فالنتاين غير جيل
ميغيل : ليست شقيقتي .... أختي من الأب فقط
سام : اذا والدتك تختلف عن والدتها
ميغيل : اجل
وبعد عدة دقائق أخرى من السير وسط المدينة المدمرة
ميغيل : سام .... ما الذي حدث في هذه المدينة ؟؟
سام : لست متأكدا ولكن ..... ما اعلمه أن امبريلا وراء كل هذه الفوضى
ميغيل : هل لديك فكرة عن كيفية الخروج من هنا ؟؟
سام : ليست لدي أدنى فكرة ولكن .......... ميغيل انتبه !!!!
التفت خلفي وكان احد أولئك المتحولون يتجه نحوي بسرعة كبيرة محاولا الإمساك بي ولكن سام أطلق النار على رأسه وسقط صريعا .... ولكن ازداد عدد المتحولون وبدأوا يخرجون من كل مكان .
ميغيل : لقد جاؤوا .... ماذا سنفعل !!!!
سام : أطلق النار عليهم !!!!
بدأنا بإطلاق النار عليهم وسقطوا واحدا تلو الآخر ولكنهم مازالوا يتكاثرون ويخرجون من مخبأهم
سام : من أين يأتون !!!!!
ميغيل : إنهم في كل مكان ..... ماذا سنفعل ؟؟؟
سام : ميغيل .... من هنا !!!!
ركض سام وسط حشود من المتحولون وتبعته .... فليس لدي خيار آخر , توقف سام بالقرب من بالوعة مفتوحة تؤدي إلى قناة المجاري
ميغيل : هل جننت ؟؟؟ لن ادخل إلى هنا
سام : اسمع اذا كنت تريد الموت .... إبقى هنا أما أنا سأذهب
دخل سام إلى البالوعة وتبعته فقد ازداد عدد المتحولون في الشارع ويبدو أن المخرج الوحيد هو هذه البالوعة .
كان الممر مظلم جدا بالكاد أستطيع أن أرى الطريق الذي أمامي
سام : المكان هادئ
ميغيل : علينا الحذر فقد يخرجون في أي لحظة .... هل حقا سنخرج من هذه المدينة ؟؟
سام : ميغيل اهدأ .... سنخرج بكل تأكيد
سمعت صوتا غريبا وكأنها خطوات شخص يمشي في الماء
ميغيل : سام ..... هل تسمع هذا ؟؟
سام : ماذا ؟؟
ميغيل : أنصت
بدأت أصوات الأقدام تعلو أكثر وأكثر وكأنها تقترب منا
سام : ميغيل .... احذر !!!!
لقد كانت تلك خطوات الضفادع ذات المخالب الحادة تسير وسط ممرات قناة المجاري المائية وعندما سمعت أصواتنا بدأت تهاجمنا بسرعة كبيرة
أطلق سام نحوهم وتابعت أنا السير وسط الممر ولكن أعدادهم كانت كبيرة , فتارة يركض سام وأتولى أمر إطلاق النار عليهم وتارة أخرى أركض ويقوم سام بإطلاق النار حتى وصلنا أخيرا إلى نهاية الممر حيث كان هناك درج يقود إلى الشارع .
صعدت السلالم واخذ سام يطلق النار عليهم وعندما وصلت إلى السطح بدأت أنا بإطلاق النار عليهم وصعد سام بسرعة إلى السطح وأغلقنا البالوعة خلفنا
سام : كاد الأمر وشيكا
ميغيل : لا اصدق أننا تمكنا منهم
سام : امبريلا ؟؟
وقف سام ونظر إلى المبنى الكبير المجاور لنا , حيث كان شعار امبريلا وجود فوق بوابة المبنى , ويبدو أننا خرجنا من قناة المجاري إلى مواقف سيارات هذا المبنى .
ميغيل : سام .... أين تذهب ؟؟
سام : هذا احد مباني شركة امبريلا ..... لابد من وجود شئ ما بالداخل يساعدنا على إدانة هذه الشركة
ميغيل : سام .... لا تكن متهورا هكذا .... لنفكر الآن في الهروب من المدينة
سام : اذا كنت تفكر في الهروب .... اذهب ..... لن اخرج من هذه المدينة من دون أي دليل يدين هذه الشركة
وركض نحو المبنى , بالطبع تبعته فأنا أخشى السير وحدي في هذه المدينة وخصوصا مع كل هذه المخلوقات المنتشرة في أرجاء المدينة .
عندما دخلنا إلى المبنى كانت الفوضى تعم المكان وموظفة الاستقبال ملقاة على طاولة الاستقبال ويبدو أنها ماتت قبل فترة وجيزة , المبنى مكون من خمسة طوابق هذا ما استنتجته من اللوحة الكبيرة بجانب المصعد , وقف سام بجانب المصعد وحاول ضغط الزر ولكن المصعد لم يستجيب
سام : يبدو أن المصعد معطل .... لنستخدم الدرج فهو وسيلتنا الوحيدة
ميغيل : يبدو أنها ستكون رحلة طويلة .... لن أنساها أبدا
اتجهنا أنا وسام إلى الباب المؤدي إلى الدرج وعندما صعدنا إلى الطابق الثاني وفتحنا الباب لفتنا انتباه مجموعة من المتحولين واتجهوا نحونا وتكرر نفس الأمر عندما صعدنا الطابق الثالث وعندما وصلنا الطابق الرابع
ميغيل : لست مطمئنا لفتح هذا الباب
سام : معك حق لنكمل مسيرتنا فالمتحولون اقتحموا المكان
وبمجرد أن صعدنا قليلا حتى تحطم باب الطابق الرابع وخرج منه مخلوق عملاق يرتدي معطفا اخضر اللون
سام : ما هذا الشيء ؟؟؟
ميغيل : لنخرج من هنا بسرعة فهو لا يبدو لطيفا أبدا
ركضنا أنا وسام نحو الأعلى وكانت مجموعة من المتحولين يعترضون طريقنا
ميغيل : ماذا سنفعل ؟؟
سام : فقط .... اركض !!!
اجتزنا أنا وسام مجموعة المتحولين ومازال ذلك المخلوق يلحق بنا ويضرب كل متحول يعترض طريقه
ميغيل : انه يلحق بنا ... ماذا سنفعل !!!!
اقترب ذلك المخلوق العملاق كثيرا ولكن الدرج الذي يقف عليه انهار وسقط إلى القاع وأكملنا مسيرتنا نحو الأعلى حتى وصلنا إلى السطح
ميغيل : هل أنت سعيد الآن ؟؟
سام : لم أكن اعلم بوجود هذا الكم الهائل من المخلوقات
ميغيل : جيد .... ماذا سنفعل الآن أيها الذكي ؟؟
نظر سام إلى منتصف السطح واعتلت على وجهه ابتسامة وكأنه وجد شيئا مهما
سام : اعتقد بأننا نجونا
ميغيل : ماذا ؟؟
ركض سام نحو منتصف السطح حيث كان هناك جثة وبجانبها مسدس إشارة للمروحيات , أخذ سام المسدس ونظر إلى مخزن الذخيرة
سام : جيد .... نستطيع استخدامه
صوب سام نحو السماء وأطلق إشارة , علها تلفت انتباه إحدى المروحيات المارة فوق هذه المدينة المنكوبة , ولكن لمحت شخصا ما .... أو شيء ما يقف على حافة السطح ولكن الظلام الدامس حجب الرؤية قليلا
ميغيل : سام .... انظر
بدأ ذلك الشخص يقترب منا وبدأت ملامحه تظهر شيئا فشيئا حتى اتضحت الصورة كاملة
سام : ما هذا الشيء
ميغيل : لا اصدق ..... هل هو ؟؟
كان نفس المخلوق العملاق ولكنه تغير قليلا فقد أصبح رمادي اللون وتخرج من يده مخالب مخيفة وقلبه ينبض بعنف ظاهرا على صدره . ركض ذلك المخلوق نحو سام وحاول طعنه بمخالبه الحادة ولكن سام تمكن من تفادي طعنته القاتلة ثم التفت نحو وبدأ يقترب شيئا فشيئا مني .
كنت مشوش التفكير وقتها فأنا لا اعلم ماذا يجب أن افعل .... هل أطلق النار عليه أم اهرب ولكن سام كان أكثر تركيزا مني وبدأ بإطلاق النار نحو ذلك الشيء وما هي إلى لحظات حتى انطلق صاروخ من السماء نحو ذلك المخلوق وحوله إلى كومة من اللحم المحترق .
ميغيل : ماذا حدث ؟؟
سام : ميغيل .... انظر
أشار سام نحو السماء حيث كانت مروحية تقترب من السطح
ميغيل : اعتقد أننا نجونا
تغيرت ملامح سام عندما نظر بتمعن نحو المروحية حيث لمح شعار شركة امبريلا على المروحية , ثم اشهر مسدسه نحو المروحية وبدأ بإطلاق النار عليها
ميغيل : سام ..... ماذا تفعل !!!!
سام : إنهم امبريلا ..... لن ينجو بفعلتهم هذه المرة !!!
ميغيل : سام ..... توقف !!!!
ولكن امبريلا بادرت بترحيب سام وأطلقت النار عليه وخر صريعا على الفور وهمت بإطلاق النار علي ولكني رميت بسلاحي ورفعت يدي معلنا عن استسلامي وبعد عدة لحظات ألقت المروحية بسلم نجاة إلى السطح وتمكنت من الهروب من المدينة المنكوبة . وشاهدت ذلك الصاروخ ينطلق نحو المدينة وتحولت إلى كتلة مشتعلة كبيرة تلتهم كل ما يقف في طريقها .
يتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ( حسان )ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبع