*الساعة الثامنة صباحا:
مبنى البحوثات الآلية:
كان كل من (أسامة) و(ثائر) و(جسار) يراجعون الخطة ذهنيا والتي نصت على التالي:
"سيكون منفذوا العملية هم (أسامة) و(ثائر) و(جسار)، حيث أن (ثائر) سيقتحم أولاً عن طريق البحر حيث أن المركز كان على الساحل، ثم سيتوجه نحو غرفة التحكم ويقوم بفصل جهاز الإنذار للسماح لكل من (أسامة) و(جسار) بالدخول، بعد ذلك سيقوم كل منهم بعملية بحث مستقلة عن القرص حيث تم تحديد ثلاث أماكن مشبوهه، مكتب مدير المركز، والغرفة الخاصة بأعمال البحث اللآلي، وقسم فحص الأقراص".
وبالفعل كان (ثائر) يسبح في البحر مرتديا زي السباحة الكامل ومزود بأنبوبة الأوكسجين حتى وصل إلى أحد مصاريف المركز الموجودة تحت الماء، فأخرج مسدس الليزر وقام بقص فوهه تسمح بدخول جسمه، ثم سبح داخلها حتى وصل لبركة صغيرة توجد داخل المركز نفسه، بعد ذلك أخرج رأسه من الماء ليفحص المكان بواسطة منظار إلتكتروني مثبت على عينه اليمنى ناقلا نسخة عمى يشاهدة إلى حاسوب (سمر) التي كانت تراقب المهمة مع (منار)، فشاهد حارسان يقفان مع قائد الحرس الذي كان يرتدي معطفا جلديا أسود، وغطاء رأس من نفس اللون، والذي توجه نحو الباب الحديدي الكبير الموجود في آخر القاعة مخاطبا حراسه قائلا:
_ إبقوا متيقظين...فحسب المعلومات التي وصلتنا أنه سوف يأتي من هنا...أنا متأكد.
بعد ذلك خرج هذا الأخير من الباب، وتوهج لون أحمر من اللوحة الإلكترونية المجاورة للباب دلالة على إغلاقه، عندها لاحظ (ثائر) أحد الحراس وهو يضع البطاقة الخاصة بفتح الباب في جيب معطفه الداخلي، بعد ذلك بلحظات بسيطة خرج (ثائر) من البركة بهدوء قبل أن يلاحظه الحراس، واختبأ خلف أحد الأعمدة، ثم أخرج أحد القنابل اليدوية الصاعقة من حزام وسطة، وقام بتعديل مؤشر على القنبلة حيث قام بتخفيض عدد الفولتات الكهربائية، بعد ذلك ألقاها نحو الحارسين اللذان انتبهى لصوت ارتطام القنبلة على الأرض، وقبل أن ينبسى بحرف كانت القنبلة قد انفجرت بصوت مكتوم محيطة الحارسين بهالة زرقاء وضربهما بشحنات كهربائية بسيطة أدت لفقدانهما الوعي، عندها وضع (ثائر) اصبعه في أذنه على السماعة الصغيرة وقال:
_ لقد أصبحت في الداخل.
بعد ذلك قام (ثائر) بنزع عدة الغوص، وظل لابسا بنطالاُ رمادي اللون مائل إلى الزرقة و بلوزة سوداء قصيرة الأكمام تعلوها سترة مضادة للرصاص ذات لون أزرق قاتم متطورة، بالإضافة لحذاءية الأسودان المزودان بنظام الدفع الذاتي، وعلى فخذه الأيمن قام بتثبيت غمد ضام لمسدسه المفضل، وماهي إلا ثوان حتى قامت ملابسه بتشغيل نظام تجفيف أوتوماتيكي قامت بتجفيف ملابسه بالكامل، بعد ذلك توجه (ثائر) نحو الحارس لينتشل بطاقة الباب ليخرج من الغرفة إلى "غرفة التحكم".
وفي أحد فتحات التهوية الواقعة فوق غرفة التحكم مباشرة كان (ثائر) ينظر إلى جهاز الحاسوب الضخم الذي كان يعمل عليه أحد المسؤولين بالمراقبة، ومن دون أن يشعر هذا الأخير كان (ثائر) قد فك غطاء فتحة التهوية بهدوء، ونزل داخل الغرفة وطوق عنق الرجل بقوة مخاطبه:
_ قم بفصل جهاز الإنذار وإلا فصلت عنقك عن جسدك.
وبعيون مرعوبة ونفس متقطع قام المسكين بتنفيذ الأمر قبل أن يضربه (ثائر) على مؤخرة عنقه ممى سبب بفقدانه للوعي، بعدها قام (ثائر) بوضع جسد الأخير في أحد الخزن المجاورة لينظر من خلال الشاشات على كل من (أسامة) و(جسار) وهما يدخلان المركز، في نفس اللحظة التي خاطبته (سمر) قائلة:
_ أنت قريب من غرفة المدير...لذا تولى أمرها.
ففتح (ثائر) طرف الباب ليتفحص المنطقة عندما أردفت (سمر) قائلة:
_ خارج الغرقة على يدك اليمنى ستجد سلم الطوارئ، توجه به للطابق الخامس ستجد أمامك مباشرة مكتب المدير مكتوب علية (السيد المدير/ جيمس ريتشرد)، وفقك الله.
وبالفعل، نفذ (ثائر) وصف (سمر) حرفيا حتى صار واقفا أمام باب مكتب المدير الذي كان مغلقا بإحكام، عندها أخرج من جيب بنطاله الجانبي علبة مربعة صغيرة الحجم وجهها نحو الباب والتي سرعان ما أخذت تطلق أشعة زرقاء التي ما إن اصطدت بالباب حتى قامت بتحويله لشيء شفاف مكن (ثائر) من اختراقة بسهولة والذي سرعان ماعاد لحالته الطبيعيه منعا لأية شكوك.
وفي داخل المكتب كان (ثائر) يتفقد المكان مستخدما منظاره الإلكتروني عن طريق الأشعة فوق الحمراء، فلم يترك خزنة إلا وتفحصها، ودرجا إلا وفتشه، وصورة حتى تأكد من عدم وجود خزنة وراءها، فأدرك (ثائر) أن القرص ليس في المكتب فخاطب (سمر) قائلا:
_ لاشيء هنا.
فردت عليه (سمر):
_ وكذلك هو الحال مع (أسامة) و(جسار).
فقال (ثائر):
_ ما العمل الآن...أين يمكن أن يكون ؟؟
عندها أتاه صوت (منار) قائلا:
_ لم لاتسأل المدير هذا السؤال، نحن نلتقط إشارته في المستودع.
فقالت (سمر):
_ استعمل السلالم التي أتيت منها وانزل لآخر طابق، هذا هو المستودع.
ولكن ما إن خرج (ثائر) من الغرفة حتى وجد خمسة حراس يوجهون أسلحتهم الرشاشة بإتجاهه، ومن وسطهم ظهر قائدهم الذي خاطب (ثائر) بغرور:
_ لم أتوقع أن يصل أحد لهذا المكان، لقد قمت بعمل جيد ياهذا إلا أنني أخشى أنك لن تعيش لتحكي هذه المغامرة لأولادك.
فقال (ثائر):
_ إذا كنت أنا من يقف هنا، فمن هو الواقف خلفك ؟؟
فنظر هذا الأخير خلف ظهره ليجد (ثائر) واقفا هناك، فقال مندهشا:
_ مالذي......!!
وهنا أصيب الحرس بالهلع والدهشة، فاستغل (ثائر) هذه اللحظة، وأشهر سكينه من غمده ووضعه على رقبة قائد الحرس ساندا ظهره على الحائط ليحميه وقال:
_ ألقوا أسلحتكم على الفور........بسرعة فقد بدأ صبري ينفذ.
وبوجه محمر وصوت مخنوق قال قائد الحرس:
_ نـ.....نفذوا الأمر.
وفعلا، قام الحرس بإلقاء أسلحتهم في نفس اللحظة التي اختفت فيها صورة (ثائر) الإلكترونية حيث قام هو بصنعها مستخدما الجهاز الذي أعطته اياه (سمر)، بعد ذلك حاول الخروج من المكان بهدوء وهو ممسك قائد الحرس كرهينة لمنع أي محاولة مقاومة، وفجأة تنبه (ثائر) إلى حركة قائد الحرس الذي كان قد تناول مسدسه وحاول توجيهه نحو (ثائر) الذي أمسك يده، ودفع بجسد قائد الحرس نحو الأسفل مسنداً ظهره على فخذه، وقام بإزالة المسدس من يد هذا الأخير، وفي هذا الوقت كان الحراس يقفون لايدرون ما يفعلون، هل من الصواب الهجوم أم الإكتفاء بالنظر للحفاظ على سلامة قائدهم إلى أن اتخذ أحدهم قراره، فقد هجم على (ثائر) بالفعل الذي ترك قائد الحرس، وأمسك بيد الحارس الذي كان مسددا لكمة نحوه، وثناها خلف ظهره، ثم دفعه نحو حارس آخر كان يحاول تناول رشاشه، بعد ذلك التفت ليساره ليشاهد أحد الحراس قد تناول رشاشه، فما كان منه إلا أن أمسك بفوهة رشاشه ووجهها نحو الأعلى ليبدأ القطف العشوائي، ثم أدار جسد الحارس وعصر رقبته بذراعه اليسرى مستخدما يده اليمنى لإنتشال الرشاش من يدي الحارس، ويضرب وجه الحارس الرابع بمؤخرة الرشاش، وبعد ذلك كله ألقى الرشاش أرضا، وأشهر مسدسه من غمده ووجهه نحو الحارس الأخير الذي كان شاهرا رشاشه لايدري ما العمل، فأنهى (ثائر) اللقاء بأن دفع الحارس الممسك به نحو الحارس الأخير الذي تفادى زميله عند آخر لحظة، ولكنه وجد (ثائر) يقف أمامه مباشرة فما كان منه إلا أن سدد لكمة نحو (ثائر) الذي انخفض ورفع ذراعه اليمنى ليمسك بكتف الحارس ويدفعه بكل ماأوتي من قوة نحو الحائط الذي تشقق من قوة الصدمة. وأخيراً تنبه (ثائر) إلى قائد الحراس وهو يزحف محاولا الوصول لمسدسه إلا أن (ثائر) استوقفه قائلا:
_ لو كنت مكانك لما فعلت هذا يا صديقي.
فاستشاط قائد الحرس غضبا، وأشهر سكينا مهاجما بها (ثائر) الذي ركله في بطنه ممى أدى إلى انحنائه للأمام، ثم تلقى ضربة من مؤخرة مسدس (ثائر) على مؤخرة عنقه ممى أدى إلى سقوطه مغمأً عليه، فقال (ثائر) بسخرية:
_ أظنك ستعيش لتحكي هذه المغامرة لأولادك.
بعد ذلك، توجه (ثائر) نحو المستودع مستعينا بإرشادات (سمر)، إلا أنه فور عبوره من الباب المؤدي له وجد مالم يكن يتوقع، وجد سبعة جثث من الحرس ملقين بعد أن ذبحوا ببشاعة، ودماؤهم منتشرة في أنحاء المكان، عندها قال (ثائر) لنفسه:
_ مالذي حدث هنا ؟؟
؟؟؟
*****
كيف...أخبروني شو رأيكم ؟!