تأكيدًا على نزاهته..الخرطوم تدعو خبراء أجانب للتحقق من نظامها القضائي
دعت الخرطوم على لسان وزير العدل السوداني عبد الباسط سبدرات, خبراء أجانب لفحص نظامها القضائي؛ للتأكد من قدرته على محاكمة متهمين بارتكاب جرائم حرب في دارفور.
وكان المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية قد طالب باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور؛ الأمر الذي رفضته حكومة الخرطوم وقامت بشن حملة دبلوماسية لمواجهته.
وقال وزير العدل السوداني: إن السودان سيستأنف محاكمة المتهمين بارتكاب جرائم حرب في دارفور وإن لم يحدد موعدا لذلك.
وأضاف: إن الدعوة وجهت بالفعل لخبراء الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية. وأن الحكومة السودانية دعتهم للحضور والتعرف بأنفسهم على النظام القضائي في السودان.
وأشار الوزير إلى أن البشير قدم هذا الاقتراح للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى خلال زيارته للسودان في الأسبوع الجاري.
وكان السودان قد وافق في وقت سابق على محاكمة أي شخص يشتبه في أنه ارتكب جرائم في دارفور أمام المحاكم السودانية, كما زار الرئيس عمر البشير دارفور وأكد على استمرار مساعيه بشأن إحلال السلام في الإقليم, متحديا في نفس الوقت مطالبات المحكمة الجنائية الدولية بمحاكمة مسئولين سودانيين.
البشير: اتهامات المحكمة الدولية ذريعة لتنفيذ مخططات استعمارية
واصل الرئيس السوداني عمر البشير، اليوم الخميس، الزيارة التي بدأها إلى دارفور أمس في سعيه لإظهار مدى الدعم الشعبي الذي يتمتع به بعد الاتهامات التي وجهها له مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية ومطالبته باعتقاله.
وقد انتقل البشير اليوم الخميس إلى "الجنينة" ثالث عواصم إقليم دارفور الثلاث قرب الحدود التشادية برفقة كبار المسؤولين وعدد كبير من الصحافيين، بعد أن زار أمس "نيالا" و"الفاشر".
وأكد البشير أمام تجمع غفير في مدينة "نيالا" عاصمة جنوب دارفور "أن شعب دارفور هو الأقدر على حل مشكلاته، لأنه شعب موجود منذ قرون، قبل أن توجد دولة أمريكا نفسها". ودعا الرئيس السوداني كافة الفصائل المسلحة في دارفور للدخول في مفاوضات لحل مشكلة الإقليم. وأضاف : "لا نريد أن نعزل أحدا من أهل دارفور، ... وكل الإخوان في الفصائل المسلحة الموقعين وغير الموقعين سنشركهم في المفاوضات".
وقاطع العديد من الحضور البشير مراراً بهتافات مثل "لن نذل ولن نهان، ولن نطيع الأمريكان"، "نحن معاك يا بشير" وغيرها.
واعتبر البشير في خطاب أمام حشود بالآلاف في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، أن ما يتهم به هو ذريعة لتنفيذ مخططات دول استعمارية بالسودان، وقال: "عندما وقعنا اتفاق السلام في أبوجا اتفقنا على السلام، لكن أعداء السودان وأعداء الإسلام ودارفور لم يعجبهم كلامنا، ويرون أن مشكلة دارفور هي القضية الوحيدة التي تمكنهم من تدمير السودان وتنفيذ أجندتهم، ونحن نقول لهم نحن في السودان أجمعنا على تحقيق السلام في دارفور". واستطرد "الحقيقة إننا عندما نخطو خطوة ونحاول تحقيق سلام هم يحاولون إحباطنا وشغلنا بقضايا هامشية ودعاوى كاذبة".
و قال البشير إنه "غير قلق" من الاتهامات التي وجهتها له المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب في الإقليم. وأضاف في خطاب جماهيري في مدينة "الفاشر" ثاني عواصم إقليم دارفور الثلاث: "حديث أوكامبو لا يهمنا، نحن نعلم من يقف خلفه ومن يدفعه". ووعد البشير في خطابه بإنشاء المزيد من المشاريع التنموية والتعليمية في دارفور، مضيفاً "سنواصل التنمية في دارفور وسنستخرج بترولها