أحوال العالمي تُحيّر جماهيره وتطرح العديد من التساؤلات:
حصانة الحارثي والحقباني دوناً عن اللاعبين أما آن لها أن تنتهي؟

الانتقادات طالت الحارثي والحقباني بعد التراجع
كتب - محمد العمري:
الاستغناء عن بعض الأسماء التي لم يعد لديها جديد في النصر عين العقل والمنطق هو من يقول كذلك وليست الأهواء والمجاملات التي طالما عصفت بهذا النادي وأدخلت إدارته في دوامة مع أنصاف لاعبين تحسبهم جماهيرهم مفاتيح فوز، وهم في الحقيقة يخذلونه فمتى ما فاز النصر جير باسم هؤلاء وإذا ما انهزم الفريق عادت الجماهير النصراوية على خط فريقها الخلفي المغلوب على أمره وهاجمته حد الشتم والسب حتى أصبح خط دفاع النصر الشماعة التي يعلق عليها الفريق خسائره.
عندما يتعالى مهاجم كسعد الحارثي على ناديه فإن الجمهور يعرف العك الكروي الذي يمارسه الحارثي ومنذ مباراة فريقه التي جمعته بالاتحاد وانتهت بستة لا تنسى كان أحد أسبابها سعد الذي كان يترك طريق المرمى ليلعب على الجنب ويرفع الكرات رغم أن ديميتروف حينها اعتمده رأس حربة مهاجم، ولكن ماذا يمكن القول أمام ثقافات كروية ضعيفة وعك كروي لم يشهده خط هجوم الأصفر منذ زمن بعيد ومع ذلك لا تزال جماهير النصر تطبل لهم ولم تنته حتى بعد الذي أجراه مدرب منتخبنا الأول باكيتا على خارطة الأخضر عندما رفض إشراك سعد في مواجهة المرمى مفضلاً إعادته للعب على طرف الملعب وفقاً لإمكانياته.
وما يثير الدهشة أيضاً المساومة التي يقوم بها الحقباني بدر تجاه إدارة ناديه مقابل مستويات لا تشفع لأي لاعب المطالبة بثمنها الذي وإن جاء فإنه حتماً سيكون بخساً قياساً على أداء ولياقة الحقباني الذي يشغر مركز زميله صاحب القدم الفولاذية والتكوين الجسماني الجيد ضياء هارون، لا يمكن للحقباني أن يستأثر بمكان خالد عزيز في الهلال أو تيسير الجاسم في الأهلي أو سعود كريري في الاتحاد، وحينها فإنه لن يكون هناك أمام "بدر" سوى أندية الدرجة الأولى والثانية إذا ما نجح أولاً في إقناعهم بأن بإمكانه إعطاء المزيد بعد حاجز الثلاثين الذي يهم باجتيازه، ولا يمكن أيضاً لهؤلاء إغفال أعينهم عن الأخطاء القاتلة التي يقع فيها الحقباني ويغض النصر الطرف عنها، فلو سألت أصغر مشجع سعودي من أشهر لاعب وسط تتسبب كراته المقطوعة في ولوج الأهداف مرمى فريقه؟ لأجابك الحقباني، مستدلاً بالهدية التي منحها الحقباني برأسه لمهاجمي الأهلي وتساهل مع تبعاتها المضحكة الحكم الجروان.
ما رأي الجماهير النصراوية في لاعب وسطها الشاب محسن القرني والموهبة التي يمتلكها؟، والمشاكس بندر تميم الذي لا بد وأن تحل مشكلته اللياقية؟، وماذا سيحصل مع أحمد المبارك فيما لو آزرته قليلاً الجماهير النصراوية ورفعت من معنوياته؟ لم لا وهو أكثر لاعبي الوسط إبهاراً واختراقاً حتى الوصول لمرمى الخصم إلا أن التفرقة التي يطلقها المدرج والمنتديات النصراوية سرعان ما تئد الكرة بين أقدام المبارك، وكذلك الحال بالنسبة للظهيرين اليافعين أحمد سعد وإبراهيم الشراحيلي.
آن الأوان لأن يبحث النصراويون عن لاعبين أفذاذ مخلصين من طراز ماجد عبدالله، فهد الهريفي، يوسف خميس، محيسن الجمعان، توفيق المقرن، وهاشم سرور.
لم تسمع الجماهير النصراوية آنذاك واحداً من نجوم فريقها الكروي يساوم النادي ورمزه الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله فيطلب النقد دون الشيكات رغم وجود أعضاء داعمين كثر حينها.
تغير الحال تماماً اليوم وأصبح الحقباني والحارثي يمليان ويتظاهران على ناد لو لم يكن لما أصبحا، لذا فإنه من المزعج أن تبقى الإدارة النصراوية مكتوفة الأيدي حيال لاعبين بات أمر بقائهما تأليباً بحد ذاته، فاللاعبون ينزلون إلى أرض الملعب ولا هم لهم سوى النجاة من الجمهور في الوقت الذي يتمتع فيه قلة من اللاعبين بحصانة مجهولة الأسباب ومن جمهور ما يظهر أنه يجهل هو الآخر المعايير والمقاييس الفنية التي ينبني عليها تقييم اللاعبين، وهذا لن يطور الأصفر ويقدمه لمنصات التتويج، بل إن بقاء لاعبين لا يعطون الولاء لناديهم ويبحثون إفساد مخططات النادي الرامية إلى الفوز بلقب محلي هذا العام للعودة إلى جادة البطولات مجدداً هي إحدى الطرق المؤخرة إن لم تكن تؤدي إلى مهاوي الهبوط.
للاعبين الحق في البحث عن مستقبلهم، وللأندية أيضاً الحق في البحث عن عناصر النجاح ومسببات الارتقاء إلى مصاف الأبطال، وعدم الخنوع لمطالب العجزة ومدرسي العك الكروي الذي أضحى في زمن نفوق النجوم فناً لا يقارن.