تابع..
الجرافيكس و المؤثرات البصرية
النقطة الأضعف و الأسوأ في " ميتشغين " ، الجرافيكس برؤية شاملة ضعيف جداً حتى بالمقارنة مع العاب صدرت عام 2002 أو 2003 م بل ان الجرافيكس ضعيف جداً بالنسبة الى العاب جهاز خارق كالبلاي ستيشن 2 الذي أثبت في مئات الالعاب قدراته التضليعية الخارقة كاونيموشا 3 ، فاينل فانتسي ، ريزدنت ايفل اوتبريك ، سايلنت هيل 3 ، ميتل جير سوليد ، جيتواي و الكثير من الالعاب الأخرى المتميزة في هذا الجانب ، ورغم ان العاب البلاي ستيشن 2 الصادرة منذ منتصف العام 2003 م تمتعت بجرافيكس و محركات رائعة و صلبة بفضل برمجيات التطوير المعدلة و التي وزعت على الشركات الا ان " ميتشغين " بدت و كأنها لعبة قديمة نوعاً ما في الناحية الرسومية ، وهذا واضح بشكل رئيسي في نظام التضليع الثلاثي الابعاد للشخصيات الرئيسية و تضليع المجسمات و الايقونات الثلاثية الابعاد في المراحل و كذلك تصميم العوالم الافتراضية بشكل عام كان يبدو قديماً جداً و يعيدنا الى العاب البلاي ستيشن 2 الصادرة في عام 2001 و 2002 م .
أول خطأ في هذا المجال كان في الشاشة الرئيسية و التي يفترض ان تكون هي شاشة الرؤية للكاميرا ، فكان يجب ان تكون قد نقلت بطريقة مختلفة ربما مليئة بالبيانات مثل تاريخ الاحداث ، فنحن نعرف ان كاميرات الفيديو تحتوي على هذه الخاصية و لكن " غراس هوبر " لم تزودها بذلك ، ايضاً كان يجب ان يكون هناك فرق واضح بين الالوان ، فعند الرؤية من خلال عدسة الكاميرا لا يحصل المصور على تلك الرؤية الرقمية التي حصلنا عليها هنا ، كانت بعض المؤثرات الخضراء و التشوش جيدة لمحاكاة شاشة كاميرا الفيديو و لكن هذا الأمر لم يحدث ، نحن نعرف ان اللعبة تفترض كاميرا من النوع القديم و ليست كاميرا هاندي كام من سوني لذا كان يجب ان يتم تعديل شاشة اللعب لمحاكاة واقعية التصوير من خلال كاميرا فيديو مخصصة للتلفزيون ، هيا يا مبرمجي غراسهوبر شاهدوا اياً من البرامج الوثائقية أو احملوا كاميرا حقيقية .
الشخصيات الثلاثية الابعاد صممت بنفص واضح في المضلعات ، وبلغ معدل المضلعات للشخصية الواحدة نحو 4000 مضلع فقط وهو معدل منخفض خصوصا ان تم استخدامه باسلوب خاطئ كما حدث هنا في " ميتشغين " ، تصميم الشخصيات عانى من مضلعات حادة و بارزة خصوصا في الاجزاء الطويلة و المتحركة ، كالرقبة و الذراعين و الساقين ، ويمكن ملاحظة تلك الاجزاء المدببة و البارزة و التي تدعى مضلعات غير مخفية ، طبعاً هذا الأمر مزعج خصوصا لمن أعتاد على رؤية العاب من العيار الرسومي الثقيل كسايلنت هيل الثالثة أو ريزدنت ايفل اوتبريك ، لن يكون أعتيادك على المضلعات البارزة و الشخصيات التي تبدو و كأنها رسمت باداة هندسية بدائية سهلاً و هذا الأمر اعتيادي طبعاً في كافة العاب الفيديو ، نحو 15 دقيقة بمشاهدتك للعبة ستدفعك للانسجام مع النوعية الرسومية و الاسلوب الخاص للجرافيكس و لكن هذا لا يعني ان اللعبة لم تخطئ هنا .
رغم ان 4000 مضلع قادرة على صقل شخصيات رقمية مضلعة مقبولة في ايامنا هذه الا ان " غراس هوبر " أعتمدت على اضافة الكثير من المضلعات الفيزيائية المتأثرة بالحركة في الشخصيات ، حيث ترى ان هناك اجزاء من اجساد الشخصيات تتحرك تلقائياً بما فيها الملابس و الشعر و غير ذلك و هذا يكلف الكثير من المضلعات على حساب نوعية التصميم العام للشخصية ، المشكلة تكمن في طريقة تشكيل الشخصية الثلاثية الابعاد بالمضلعات فاستهلاك المضلعات هكذا أمر يؤدي الى نقص جودة و واقعية اشكال الشخصيات و هذا ما حدث فعلاً هنا ، لاحظ أن المراسلة " باولا Paula " هي الشخصية المضلعة الوحيدة في اللعبة التي نالت تضليع متقن قليلاً و خصوصا في اضافة ايقونات مركبة الى ملابسها الامر الذي يضيف الى واقعية الشخصيات .
في الحقيقة هناك امر متناقض جداً ها هنا ، التصميم التضليعي ضعيف ، و لكن التحريك العام للمضلعات كان ممتاز للغاية ، ويبدو أن السبب يرجع الى محرك اللعبة الصلب ، تحريك المراسلات و الشخصيات المختلفة جيد للغاية ، مع الكثير من التحريك المرتكز على انظمة اقتباس الحركة Motion Capture حيث يمكن ملاحظة الفرق بين بعض حركات الشخصيات و بعض التحريك الذي تم عبر تقنية نقل الحركة من ممثل حقيقي الى الشخصية المضلعة عبر نظام نقل التحريك الرقمي ، و هذا الامر كان جيداً حيث أضاف الكثير من الواقعية المفقودة بسبب نقص المضلعات في الشخصيات اليها ، التحريك الكامل للشخصيات المضلعة ضمن مشاهد الفيديو غير التفاعلية تمت عبر تقنية اقتباس الحركة من الممثلين الحقيقيين ، وهذا يشمل على مشهد الافتتاح و مشاهد النهاية للمراحل المختلفة .
ونعود الى مشكلة المضلعات من جديد ففي العوالم الافتراضية المختلفة بدءاً من الشوارع الرئيسية و صولاً الى الكنيسة ، سترى ان كل شيء تم رسمه أو بناءه تضليعياً بطريقة ضعيفة ، فالسيارات تبدو عبارة عن كومة كبيرة من المضلعات المتكسرة على شكل مكعبات و لن تلمح اية واقعية في تصميمها بل حتى ان نوافذها مجرد لطخات من الالوان الضوئية و كذلك مصابيحها ، و هذا تصميم بدائي جداً للايقونات الثلاثية الابعاد ، حتى ان الامر ينتقل الى اللوحات و الادراج و الكؤوس و الهدايا و الادراج المتواجدة في كافة مراحل و عوالم اللعبة الافتراضية ، فالكلااسي تبدو كانها مجرد قطع مكسرة مركبة و كذلك الكؤوس التي لا تحمل اية شفافية او طابع واقعي ، و هذا يعيدنا الى ذكريات الدريم كاست ، مع الأخذ بفارق القدرة الهائل بين الجهازين ، الامر يكون مزعج جداً هنا ، و هذا يزداد ايضاً .
في اثناء التجول الخارجي سترى ان كل شيء قد تم تصميمه بسرعة و باهمال واضح ، و الغرف الداخلية في بعض مناطق اللعبة تبدو فارغة كلياً من المحتوي ، لا يوجد ذلك الاهتمام بالتفاصيل الذي وجد في لعبة تقرير الكارثة Disaster Report ، فكل شيء يبدو مجرد عمل سريع لأحد هواة التصميم ببرامج الجرافيكس الثلاثية الابعاد ، بل ان هاوي يمكنه ان يصنع نماذج أفضل من الكراسي و الكؤوس مما شاهدناه في هذه اللعبة ، طبعاً هذا الامر يؤثر على الاستكشاف كثيراً ، فانت تلعب بدور مصور أو آلة تصوير و سترتكز مهمتك على الرؤية و تكبير الصور و التسجيل لذا من السيء أن كل ما تراه هو مجرد عمل ثلاثي الابعاد من المستوي الثالث ، أن الامر سيء و كان على " غويتشي سودا " ان يدرك انه يصنع لعبة على جهاز متطور .
بعكس ذلك كانت المؤثرات البصرية قمة في المستوى ، الاضاءة الخاصة بالغرف رائعة و واقعية الى درجة حميمة للغاية ، اضاءة الشوارع كانت كئيبة برؤية مارتن سويرسيزي ، هذا يشمل ايضاً الاضاءة الديناميكية للغرف و المراحل بشكل عام ، المؤثرات البصرية الأخرى كالضباب كانت رائعة ، آثار الوحوش مقنعة جداً و مؤثرات الاصابات و الجروح كانت رائعة كمؤثرات الدماء تماماً ، تشكيل المؤثرات البصرية الضبابية في الظلام باللون الابيض او الرمادي لم يكن خيالياً كثيراً رغم انه كان يجب ان يكون واقعياً اكثر مما تم تقديمه به ، على اية حال ساهمت المؤثرات البصرية الخاصة في زيادة نقاط مستوى الجرافيكس قليلاً ، و لولا وجود تقنية تحريك الشفاه الرائعة و التي تقدم ضمن مشاهد الفيديو لكان تقديرنا للجرافيكس أقل بكثير مما تحدثنا عنه خصوصا ان تقنية التحريك المقتبس كانت حافظت ماء الوجه للجرافيكس في اللعبة .
متشيغن Michigan قدمت مستوى جرافيكس ضعيف ، شخصيات مضلعة بطريقة قديمة ، لم تقدم هذه اللعبة تحديات الى معالج البلاي ستيشن 2 لا من حيث عدد الشخصيات المتحركة على الشاشة و لا من حيث السرعة و روعة الخدع البصرية ، كان بالامكان تقديم " ميتشغين " بجرافيكس يضاهي ذلك في لعبة " فيتال فريم 2 " أو " سيرين " دون حدوث أية مشكلة ، فبرؤية قصة اللعبة فاغلب الاوقات لا يمكننا رؤية أكثر من شخصيتين فقط على الشاشة ، و هذا الأمر كان يجب أن يؤخذ بعين الأعتبار عند تصميم اللعبة ، نحن نعرف ان اللعبة صممت سريعاً و كانت مشروع ثانوية بجانب مشروع اللعبة الرئيسية لغويتشي سودا و لكن هيا يا سودا ، لقد قام هيدو كوجيما بتصميم ثلاث العاب في وقت واحد و كانت جميعها متميزة في الناحية الرسومية .
نحن نقدم العذر للالعاب التي تمنح معالج الجهاز تحديات ضخمة ، فمثلاً جيتواي قللت مستواها الرسومي في النسخة النهائية لتضمن تحريك عدد هائل من المضلعات على الشاشة و تقديم عالم افتراضي ضخم دفعة واحدة و كذلك الحال مع تلك المدعوة درايفر و في ديفل مي كراي 2 ايضاً ، ولكن ما هو التحدي الذي قدمته " ميتشغين " لمعالج الجهاز و الذي تسبب في تقليل مستوى اللعبة الرسومي ، طبعاً لا شيء ، فتصميم المراحل ليس بالضخم و لم يتم تصميم المراحل كصندوق واحد و كذلك لا يوجد تعالم لعدد هائل من المضلعات هنا و لا توجد سرعة كبيرة تتطلب تقليل المضلعات في اية مكان من اللعبة ، لذا فلماذا تفعل " غراس هوبر " ذلك ؟
الحقيقة قد لا تتمثل في استعجال تصميم هذه اللعبة او كتصميمها على انها لعبة ثانوية او جانبية ، لكن يبدو أن " غراس هوبر " فعلاً لا تملك فريق عمل جيد على المستوى التضليعي وهو امر اتضح من خلال اللعبة السابقة للشركة ( فلاور ، صن ) التي لم تتميز بالمستوى الرسومي و كذلك في اعتماد لعبة الشركة المقبلة Killer 7 على نظام الجرافيكس الضوئي سيل شداد cel-shaded وهو نظام رسومي يعرف بتسهيله الكبير على المصممين و الرسامين خصوصا انه يعتمد على الضوء و يلغي أهمية المضلعات و تصميم الاشكال الثلاثية الابعاد المضلعة التقليدية ، ما يؤكد لنا ذلك هو ان " ميتشغين " كانت متميزة في عنصر الاضاءة و المؤثرات الضوئية في حدث متناقض جداً ، و ان كانت نظريتنا صحيحة هنا فهذه مشكلة حقيقية تتعرض لها شركة " غراس هوبر " خصوصا ان العاب السيل شداد الجديدة تدمج بين المضلعات التقليدية و الايقونات الضوئية على غرار لعبة " كريسمون تيرز " من سبايك نفسها .

الموسيقى التصويرية ، المؤثرات الصوتية و الدبلجة ..
أحدى نقاط القوة في رائعة غويتشي سودا الجديدة ، و بمعرفتنا بطموح " سودا " لصنع لعبة فيديو بطابع سينمائي على غرار العاب العبقري كوجيما ، فقد كان لسودا النجاح الكامل في تضمين اللعبة لأركان هذا النوع من الالعاب ، فاللعبة تميزت اولاً باداء صوتي رائع لكافة الممثلين و خصوصا للممثلات اللواتي قمن بالاداء الصوتي التمثيلي لشخصيات المراسلات التلفزيونيات الأربع ، اضافة الى الممثلين الآخرين الذين قاموا باداء التمثيل الصوتي لكافة الشخصيات في اللعبة ، قد تكون المشكلة الاساسية في هذا الامر كله ان كافة الأصوات في هذه اللعبة تقدم بدبلجة يابانية فقط لا غير وهو أمر لا يمكن أن يمثل نقطة سلبية خصوصا اننا نراجع اللعبة اليابانية NTSC J المخصصة للسوق الياباني فقط وهو أمر يضع الخطأ في جانبنا و ليس في جانب شركة غراسهوبر التي بلا شك ستقدم لنا نسخة أمريكية او نسخة اوروبية خصوصا ان الامريكيون يعشقون هذا النوع من الالعاب و لان احداث اللعبة تدور في مدينة ميتشيغين بولاية شيكاغو و هذا بديهي .
رغم الدبلجة اليابانية الكاملة و الاحترافية ، و رغم المستوى الركيك لمترجمنا العتيد الملقب بالعينان فقط و الذي يبدو ان معرفته بالكانجي قد اندثرت كلياً منذ فترة ، الا انني كنت سعيد بهذا الاداء الرائع للاداء التمثيلي الصوتي المتقن الذي تم تزويد اللعبة به ، لا أعرف بصراحة من هم نجوم التمثيل الصوتي لهذه اللعبة و لكن لقد تم ذلك بطريقة رائعة ، و عندما يكون الاداء التمثيلي الصوتي متقن و محترف فان الممثل و الذي يتحول الى شخصية رقمية يمكنه ان ينقل اليك احساسه بالخوف و الحزن و السعادة و الخجل و الرعب بنبرة صوته حتى و أن لم تكن تتقن اللغة اليابانية و هذا الأمر تماماً يحدث عندما تلعب في " ميتشغين " فالاداء مقنع و رائع للغاية ، للحظه تذكرت لعبة " شين مو " التي كانت نسختها اليابانية مليئة بالحيوية فيما بدت النسخة الامريكية - الاوروبية هاملة و بليدة ، نعم هناك العاب كثيرة تفشل في الدبلجة بين النسخ كاونيموشا مثلاً و فاينل فانتسي ايضاً .
في Michigan كان الاداء التمثيلي الأفضل لشخصية المراسلة الصحافية نينا Nina حيث لعبة الممثلة التي قامت بدورها جهداً كبيراً يبدو واضحاً خصوصا مع كل تلك الصرخات و التآوهات و كان ادائها رائعاً و ربما ساعدت روايتها على كونها لعبت الاداء الصوتي الافضل ، فيما كان الاداء الاضعف للمراسلة الاولى التي لا يمكنك التحكم باحداث مشهدها ، على اية حال ، الاداء الصوتي للممثلين اليابانيين المشاركين في اللعبة كان رائعاً و تمكنا رغم فرق اللغة من تمميز مشاعر الشخصيات و حالاتهم النفسية لذا فهذا نجاح حقيقي للممثلين و ستيديوهات التسجيل الخاصة بتسجيل الحوارات و كذلك لشركة غراس هوبر ، و على اية حال ففي عالم العاب الفيديو غالباً ما تكون الدبلجة اليابانية أفضل من تلك الامريكية حتى و ان استعانت هذه الأخيرة بنجوم هوليوود .
كمية الحوارات كانت كافية و هي ليست حوارات طويلة مملة و ليست حوارات قصيرة بلا فائدة ، و لعب تكثيف الحوارات أثناء اللعب دور هام جداً في اضافة طابع الواقعية على عمل المصور التلفزيوني و هو الامر الذي تحدثنا عنه في الفقرات السابقة ، لكن من الملاحظ هنا ان غراس هوبر ركزت على دمج اصوات الخلفيات بالاصوات الرئيسية للمراسلة الصحافية او ما يقترب منها لتكوين طابع يشبه فعلاً التصوير اثناء الفوضى او تصوير المشاهد في الشوارع ، و هذا الأمر رائع للغاية ، و هناك اصوات عديدة يمكن الاستماع اليها في الخلفية منها بالتأكيد صوت المصور التلفزيوني البطل الحقيقي في اللعبة و الذي يتدخل دائماً في عمل المراسلة ، هذا الأمر كان رائعاً و يضيف الى طريقة اللعب أكثر مما يكون عاملاً في التكامل الموسيقى و الصوتي للعبة .
اثناء اللعب لا وجود لموسيقى تصويرية حقيقية لكن " ميتشغين " تقدم موسيقى تصويرية في بعض اجزاء اللعبة و هي موسيقى منبعثة من مناطق الاستكشاف ، الفكرة رائعة و طليعية طبعاً هناك لعبة غراند ثيفت اوتو التي تحولت فيها الموسيقى التصويرية الى قنوات الراديو الاذاعية و لكن هنا يمكنك ان تستمع الى صوت التشويش في شاشات التلفزيون كموسيقى تصويرية او الى موسيقى فعلية تبث من مكان قريب منك كالملهى الأحمر على سبيل المثال ، وهذه فكرة جيدة ، حيث لم يتم اغفال الموسيقى التصويرية كلياً و لم تضاف الى واقع اللعبة التي قد لا تتطلب موسيقى تصويرية كاملة تفاعلية كانت او تسجيلية خصوصا ان الاحداث تدور حول تصوير لحوادث غامضة لقناة أخبار تلفزيونية فضائية و هذا الامر يمنع اي تسلل للموسيقى التصويرية و لكن ما حدث عوض ذلك بطريقة رائعة .
يمكنك ملاحظة أن " غراس هوبر " ركزت على كافة التفاصيل في ما يتعلق بالمؤثرات الصوتية ، كل شيء في العالم الافتراضي يصدر صوتاً ، محركات السيارات المتوقفة و المركونه في الطرقات ، اجهزة التلفزيون ، اجهزة الراديو و آلات التسجيل اضافة الى امكانية الاستماع و بكل وضوح الى صوت الرياح ، لاحظ أن وقع اقدام المصور التلفزيوني و المراسلة الجميلة يعلو و ينخفض مع الاسراع أو التمهل و هذا تركيز رائع للمؤثرات الصوتية في اللعبة ، كافة الابواب تصدر صريراً مختلفاً ، المناطق الخارجية من ميتشغين مليئة بالاصوات ، و رغم واقع اللعبة التي يؤكد أنها مدينة خالية من آثار الحياة الا ان هناك اصواتا مختلفة يمكن الاستماع اليها اثناء التجول ، طبعاً تشمل على انين الوحوش الرائع الذي يقطع الهدوء .
لقد كانت " ميتشغين " رائعة فعلاً في الاداء الصوتي للممثلين و الممثلات و المؤثرات الصوتية و طريقة تكوين الواقعية لمدينة أشباح كانت متفوقة فعلاً ، النقطة السلبية الوحيدة هنا تتمثل في بعض الحوارات غير اللازمة أثناء اللحظات الحرجة حيث تلتقي مع المسوخ ، فالعبارات التي تثرثر بها مراسلات اللعبة قد تشتت انتباه اللاعب ، هذا اضافة الى وجود أمر سيء يرتبط بخيارات اللعبة الجنسية الواضحة و يتعلق ذلك في كل هذه الحوارات المصطنعة في ما يتعلق بخيارات الايروتيكا و التي تبدو قذرة فعلاً و لو كانت باللغة الانكليزية فهي ستكون فعلاً مشكلة للكثير من اللاعبين العرب أمثالنا و الذين قد يفكرون بالحصول على النسخة الامريكية و الاوروبية من هذه اللعبة لتسهيل عملية اللعب .
لكن عندما تكون لعبة بهذه الصورة و اصوات و دبلجة و مؤثرات صوتية بهذه الكفاءة فلا بد ان هذا الامر يعني التزاماً واضحاً من الشركة بتقديم الجودة المطلوبة و التي فقدت هذه الايام من الكثير من الالعاب المنتظرة بما فيها العاب ضخمة التكلفة بعكس " ميتشغين " اللعبة الزهيدة التكلفة و التي صنعت كلعبة جانبية للمصمم " سودا " هذا الامر يفاجئنا حقاً هنا ، ولكن من ناحية اخرى لماذا لا نرى هذا الاهتمام في العاب أخرى زهيدة التكلفة ايضاً .

اللعب الجنسي الاباحي Erotic Point ..
كلمة آيروتيك erotic تعني الشهوة الجنسية و ربما الأدب الاباحي ايضاً ، و هذا يعني الاثارة الغرائزية فقط ، لذا لا تحتوي اللعبة على اي مشهد جنسي صريح و لا تحتوي على اي مشهد تعري كامل رغم انها تحتوي على الكثير من الأمور الأخرى ، و قد أستخدمت اللعبة هذا العنصر كثيراً ، المشكلة هي أن " ميتشغين " دمجت اللعب الاباحي مع اللعب الاساسي ، لذا ففي كل أوقات اللعب و في كل مرحلة و في أغلب مشاهد اللعب سيكون أمامك مشهد جنسي معين و حتى تلك المشاهد التي يطلق عليها بالمشاهد الساخرة تركز على تقديم لمحات جنسية .
منذ بداية اللعبة ركز " غويتشي سودا " على عرض مفاتن شخصياته الرقميات الثلاثيات الابعاد ، و ركز أثناء اللعب على عرض عدد كبير من مشاهد تغيير الملابس أو عرض الملابس الداخلية للمراسلات ، و ليس هذا فقط بل أن اللعبة ذاتها ترتكز على خيار هو خيار التصوير الشهواني أو الايروتيك بوينت Erotic point وهو القائم على تصوير المشاهد الجنسية التي تحدث اثناء اللعبة أو اللحظات المثيرة للشهوة و التي لا تخلو منها هذه اللعبة على الاطلاق ، و يطلب منا السيد " غويتشي سودا " تصوير المشاهد الجنسية في اللعبة للحصول على نقاط اضافية تستخدم لاحقاً لفتح بعض الاسرار في اللعبة ، و الغريب أن اللعبة مليئة بالمشاهد الجنسية في كل وقت و أن حاول أحد المغفلين التركيز على التصوير الشهواني و الاباحي للحصول على النقاط الاضافية فسيفقد امكانية النجاح في اللعبة .
اضافت الى عنصر التصوير الشهواني ، فهناك خيار سري ايضاً يظهر في حال الحصول على المزيد من النقاط الخاصة بالايروتيكا ، و هو خيار ملابس السباحة حيث يمكنك بدء لعبة جديدة انما مع ملابس سباحة " بيكيني " بدلاً من السترات و البذلات الرسمية للمراسلات !! حسناً اليس هذا سخيفاً ، أن كنت تريد معرفة ما العلاقة الحقيقية التي تجمع بين " ميتشيغين " و " سودا " مع كل هذه الاباحية المطلقة في هذه اللعبة فعليك ان تعلم أمراً واحداً وهو أن شركة التطوير " غراس هوبر " قد تعاقدت مع مؤسسة عارضات ملابس البحر yinling of joytoy التايوانية لضمان ظهور عارضاتهم في اللعبة ، و عارضاتهم يظهرن في خيار الايروتيكا و ملابس البحر بل وفي صلب اللعبة .
اللقطة الأخيرة ..
90 % لميتشغين ، لماذا ؟ حسناً اللعبة أولاً تتميز بكل شيء ، تتضمن اللعبة قصة مشوقة ، أحداث اللعبة سريعة و يمكن اعادة اللعب مرة تلو المرة تلو المرة و في كل محاولة جديدة ستكتشف الكثير من المفاجآت و الخفايا ، شخصيات كثيرة و مراحل متعددة رائعة ، طريقة لعب متكاملة مع امكانية اللعب الجدي أو حتى المرح و التهريج اثناء اللعب ، ابتعاد كامل عن التقليد و ابتكار متقن في كل شيء ، تصميم رائع للشخصيات و الوحوش ، موسيقى تصويرية و مؤثرات صوتية و دبلجة متكاملة رغم كونها يابانية ، أضافة الى أخراج سينمائي رائع و اخراج لعب مذهل ، أضف الى كل ذلك احتواء اللعبة على عناصر الار بي جيه ، من التطوير و الاستكشاف و التفاعل مع الشخصيات و العوالم الافتراضية و عناصر العاب الرعب و العاب الرؤية للشخص الاول و حتى العاب الالغاز أضافة الى ما تحمله اللعبة من جوانب مرحة قليلة ، نطقتنا السلبية الوحيدة على هذه اللعبة و على " غويتشي سودا " تكمن فقط في التركيز المبالغ فيه على الجنس و العري و تحويل هذا الأمر الى دعم لطريقة اللعب فيما يتعلق بخيارات الآيروتيكا ، لكن و بنظرة شاملة بعيدة عن التطرف هذه اللعبة مذهلة حقاً ، ننصح بالحصول عليها لهواة هذا النوع أو بالاحرى هذه الانواع من الالعاب ، لننتظر تحفة المخرج الرائع "غويتشي سودا "الجديدة " كيلير سفين " قريباً جداً .
منقول لكم...