الامير عبدالله يعرض مبادرته للسلام في قمة بيروت


ولي العهد السعودي يؤكد تصميمه على دفع مبادرته السلمية إلى الامام، وسولانا يشدد على تأييد الاتحاد الاوروبي الكامل للمقترحات السعودية.


الرياض ودبي - قالت متحدثة باسم مفوض الاتحاد الاوروبي للسياسة الخارجية والامن خافيير سولانا أن ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبد العزيز أكد اليوم بأنه مصمم على دفع الخطة التي طرحها للسلام مع إسرائيل إلى الامام.

وقالت كريستينا جالاتش أن الامير عبدالله، الحاكم الفعلي في المملكة، دعا الاتحاد الاوروبي إلى مساعدته في هذا الشأن.

وعقد الامير عبدالله اجتماعا مع المفوض الاوروبي في مدينة جده المطلة على البحر الاحمر لمدة تزيد على الساعة.

وذكرت جالاتش في اتصال هاتفي من جده "لقد تحدث ولي العهد السعودي عن تصميمه على تحريك مبادرته السلمية إلى الامام. وأبلغ مستر سولانا بأنه يرغب في أن تصبح مبادرته، مبادرة للعالم العربي. وطالب الاتحاد الاوروبي بالمساعدة في هذا الشأن".

وقالت جالاتش أن ولي العهد السعودي أعرب خلال الاجتماع عن قلقه العميق إزاء الوضع في الشرق الاوسط خاصة فيما يتصل بالوضع القائم بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

وذكرت المتحدثة أن الامير عبدالله قال لسولانا أن الوضع الحرج الذي تواجهه منطقة الشرق الاوسط هو الذي دفعه لاتخاذ قراره بتقديم خطته السلمية.

وأعرب عن قلقه للحصار الاسرائيلي للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله وقال أنه يعتبر ذلك "إذلالا".

وقالت جالاتش أن سولانا أعرب من جانبه خلال الاجتماع عن تأييد الاتحاد الاوروبي الكامل للاقتراح السعودي وأكد مجددا على موقف الاتحاد الرافض لحصار عرفات.

وأضافت جالاتش قائلة "إنه هنا لتبادل الافكار مع ولي العهد السعودي والاستماع إلى وجهة نظر المملكة".

وقد استقبل سولانا والوفد المرافق له في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجده من جانب وزير الاعلام السعودي فؤاد الفارسي.

ومن المقرر أن يلتقي سولانا في القاهرة في وقت لاحق الاربعاء مع أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد نقلت عن الامير عبدالله في السابع عشر من شباط/فبراير قوله انه كان يعتزم عرض اقتراح على القمة العربية المقبلة في بيروت يهدف إلى كسر الجمود في الشرق الاوسط ووقف دائرة العنف في الاراضي الفلسطينية.

وأوضح أن هذا الاقتراح يقضي "بانسحاب إسرائيل الكامل إلى حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 طبقا لقرارات الامم المتحدة في مقابل إقامة علاقات عربية طبيعية" مع الدولة العبرية.

وقال الامير عبد الله انه تراجع عن تقديم هذا الاقتراح إلى القمة العربية "عندما رفع (رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل) شارون أعمال العنف والقمع إلى مستوى لا سابق له".

وقد اختصر سولانا زيارة كان يقوم بها الثلاثاء لاسرائيل والاراضي الفلسطينية للتوجه إلى الرياض ومناقشة خطة السلام السعودية مع الامير عبد الله، وذلك بعد أن أعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون خلال اجتماع في تل أبيب عن استعداده للاجتماع مع المسئولين السعوديين لمعرفة المزيد حول هذه الخطة.

وكان الرئيس الامريكي جورج دبليو. بوش قد أجرى اتصالا هاتفيا الثلاثاء مع الامير عبد الله أشاد فيه بمبادرة السلام السعودية.

وقد دفع الاهتمام بخطة السلام السعودية بالرئيس الاسرائيلي موشى كاتساف إلى عرض تبادل الزيارات الرسمية بين المسئولين الاسرائيليين والسعوديين لمناقشة الخطة.

غير أن الصحف الحكومية في السعودية، التي لا تعترف بدولة إسرائيل، وصفت عرض كاتساف بأنه "مزايدات رخيصة"، وأكدت أنه لا مجال لتبادل زيارات رسمية قبل تسوية النزاع العربي الاسرائيلي.

وقالت إحدى الصحف السعودية أنه إذا ما تم تبادل الزيارات الرسمية فسوف يكون ذلك فقط لدعم وتثبيت اتفاقات موقعة بالفعل.

ورفضت كذلك الصحافة في دول الخليج العربية المعتدلة الدعوة الاسرائيلية بتبادل الزيارات واتهمت تل أبيب "بالسعي لتفريغ المبادرة السعودية من مضمونها".

وأكدت صحيفة الوطن السعودية ضرورة إحداث تغيير في إسرائيل وقالت "وعلى الاسرائيليين أنفسهم إذا اتخذوا قرار السلام، إزاحة المجرمين أولا من مواقع السلطة والاتيان بحكومة تعي فعلا معنى السلام".

وكان سولانا قد قال في تصريح له الثلاثاء انه لا يقوم بوساطة بين الاسرائيليين والسعوديين لكنه أكد في الوقت نفسه أن رئيس الوزراء الاسرائيلي "يريد مزيدا من التفاصيل عن الاقتراح" السعودي.

وعبر وزير الخارجية الاسرائيلي شيمون بيريز عن ترحيبه بالمبادرة السعودية وأكد في باريس انه سلم سولانا رسالة إلى الامير عبدالله.

وقال بيريز الذي التقى سولانا يوم الاثنين الماضي في إسرائيل أن المسؤول الاوروبي "يحمل رسالة من جانبي تؤكد أن إسرائيل مستعدة لبحث كل تفاصيل الخطة السعودية".



الامير عبد الله وسولانا اتفقا على دفع المبادرة السعودية....===>>>>