إخوتي الأعزاء: أرجو منكم السماح لتأخري في كتابة هذا التقرير ، فالامتحانات على الأبواب وسأكتفي بهذا القدر الى أن تنتهي بسلام ، لا أستطيع أن أعدكم بشيء جديد الى أن تنتهي الامتحانات ، اعذروني يا اخوتي...
ها نحن نصل إلى آخر تقرير من وقائع مدينة الرعب الهائلة ، حيث ملأت تلك الوقائع أنفسنا بالإثارة المشتعلة ، وصوّرت لنا ما لم نكن نراه عادة باللعبة نفسها ، حيث أن قصص هؤلاء الأبطال أصبحت أكثر تشويقا أكثر مما كنت أتوقع ، والآن أضع بين أيديكم أحداث آنيت ، نعم آنيت زوجة ويليام بيركين ، تلك الشابة الجميلة الباحثة في منظمة أمبريلا ، أمّ لطفلة بريئة فاتنة ، وزوج لوسيم نابغة ، محظوظة بأسرتها ، وضحية بمقر عملها ، وكما خُدع ويليام بمكائد الشر ، سقطت هي الأخرى في شباك المنظمة ، ونتج عن ذلك مقتل حبيبها بعد أن تحوّل إلى مفزع متحرك ، وضياع فلذة كبدها دون أمان ، وموتها هي قهرا وحسرة بغض النظر عن وفاتها بسبب زوجها الهائم….
قصة محزنة ومؤثرة جدّا ، لطالما كرهت لمثل هذه المواقف لما ينتج عنها من آلام وجروح لا تألم مهما طال الزمن ، ولكن هذه الحياة ، وهي يومان…يوم لك يفرحك ويسعدك بلا حدود ، ويوم عليك يهاجم الفؤاد ويقتل السهاد ولكنه يختفي بمرور الوقت ، وبحالة آنيت هي ذاتها لم ترد للجرح أن يضمد ، وإنما جعلت منه شرخا لا يمكن شفاءه ، وأعترف أن ضياع شيري الصغيرة كان بسبب أمها ، فكانت على الدوام مطرقة رأسها على مكب الأوراق في العمل ، وجنون قلقها حول زوجها ، ولكن كانت مسببات الشر أقوى بكثير منها ، إلى أن سقطت صريعة في أروع لحظات صباها….
ذكريات آنيت:
خطت آنيت داخل الباب المفتوح ، تعجّل الوصول إلى زوجها المجروح ، صدمت المسكينة حين رأت بركة من الدماء حيث كان محبوبها ويليام ، جلست وهي تتفحص الدم الجاف ، ولمع شيء معدني في الضوء الخافت ، حدّقت أنيت فيه، محاولة فهم الجسم الذي غير بعيد عنها ، لم يصدّق عقلها “ حقنة….! ” وقعت الكلمة كالسمّ برأسها “ أوه ، وليام…ماذا فعلت؟ ” بدأت الدموع بالتشكل ، وملأت حافة مقلتها ، التقطت الأرملة الشابة الحقنة من فوق بركة الدم الدبقة وحملتها إلى حضنها ، وضمتها بقوة وهي تحسّ بالدفء الذي طالما كان دفء زوجها ، جرت الدموع تشق وجهها بعنف وهي تعلم لم حوّل ويليام نفسه إلى سلاح حيّ من عمله “ أمبريلا…اللعينة هي الملامة ، إذا لم يكن بسبب الجي فيروس ، ويليام سيظل بجانبي ، دفئه ما زال معي… ”
نهضت أنيت من على الأرض ، ولمحت مسدس ويليام على الأرضية ، أخذته سلاحا ضد مجهول ، لسبب غريب شعرت الأرملة الحنون بأن زوجها مازال معها ، غضبه لأمبريلا أصبح يحتدم بشدّة في قلبها ، توقف ذرف الدموع الحزينة وآنيت تنظر نحو الباب ، تتذكّر أعضاء القوات الخاصة الذين تجاهلتهم وهي عابرة ، أسرعت نحو الباب المعدني ، تجري خلف الوكلاء الذين قتلوا زوجها العزيز ، تمرّ عبر المداخل الرئيسية عابرة المختبر الذي جاءت منه ، لمحت عيونها حطام تجارب ، أجسام وعيّنات كثيرة متفرّقة خلال الغرفة الكبيرة ، وعلمت بأنها على الأثر الصحيح ، كان ذاك الحطام بسبب ويليام ، كان يطارد أعضاء القوات الخاصة للانتقام لروحه التي دمّرت ، وأخذت من قبل أمبريلا ، زئير ويليام العالي مزّق سكون المكان ، غرق قلب أنيت حتى وصل إلى الحضيض آملة أن يكون الزئير لا يخص زوجها البتة…
وقفت بينما هي تركض واتجهت نحو حائط الشاشات الضخم ، الشاشات توضّح ممرات وغرف التجارب والفيروسات في مختلف أنحاء المختبر ، عيون الحزينة آنيت في أربع وعشرون شاشة ، تبحث عن زوجها الميت ، وتحدّق في إحدى شاشات العرض ، غطّت الشاشة بالثلج لكنّها ما تزال واضحة بعض الشيء وتستطيع أن ترى الصورة ، الباب الفولاذي العملاق للممر 6 ، تحرّك شيء خلفه ، جسد ضخم ، زاوية الباب اليمنى قوّست كما حطّمه يدّ بمخالب ضخمة خلاله ، رأت كتف الوحش ، طويل وهائل ، لفّت طبقات اللحم المكشوفة حوله مثل حلوى القطن ، فتح في منتصف الكتف شتم عين مرعبة عملاقة التي تحرّكت لليسار وبعد ذلك إلى اليمين ، تتحرك مثل عين حقيقية ، دفعت ذاك الذراع الباب ، يمزّق الحائط مثل رقائق المعدن ، دخل الجسد الكبير للوحش خلال الضوء ، دموع الجنون عادت للوجه الحنون وهي ترى منظر البشع من زوجها اللطيف….
خطا المخلوق العملاق قليلا خارج المدخل ، ضوء شديد جاء من نهاية المدخل الأخرى ، طبعت أنيت بسرعة على لوحة المفاتيح ، توسّع وجهة نظر آلة التصوير ، موضحا عضو القوات الخاصّ الذي أطلق النار على ويليام “ ذكي وخائن أليس كذلك ، في الحقيقة… لقد كان يعلم بأنّ وليام سيتبعه ، لذا تخلّف عن الباقين لإبقاء ويليام بعيدا عن الطريق ، هكذا يكمل مهمّته بدون مشاكل ” ، وفي غمضة الغضب ، ضحكت آنيت مطولا “ على الأقل….سيحصل ويليام على الانتقام ” ، ماتت أفكار أنيت بينما هي تراقب المعركة المستمرة ، طلقات رشاش الوكيل انتهت ، وقام بقذف المجلة بعيدا ، فتّش الغريب عبر حزام مرفقه ، يحاول إيجاد مجلة جديدة قبل أن يصله ويليام ، قفز ويليام عبر السقف ، محطما السقف بسهولة ، وقف الوكيل غاضبا ، هرع إلى السلّم ، واختفى بلمح البصر ، فحصت أنيت شاشات آلة التصوير مرة أخرى ، محاولة إيجاد وجهة وليام ، وملأها الغضب حين رأت إثنان من أعضاء القوات الخاصة يندفعان خلال نظام المجاري يحملان الحقيبة المعدنية التي أخفت الجي فيروس….
لم تجد آنيت حلاّ يخرجها من حسرتها ، الحقيقة المرة صعقتها مرة أخرى ، زوجها لم يعد ذاك اللطيف ، الذي كان رجلا حنونا يوما ما ، هو الآن وحش عديم الروح ، عادت آنيت مشيا إلى المختبر ، ومسكت قنينة الحبوب المنومّة لتخفيف بعض آلامها ، تسقط حبّتان في يدها ثمّ تلقمها ، أصبحت الحبوب سارية المفعول في دقائق ، جاعلا من المنهارة دائخة وزائغة العينين ، جلست على الأرض وهي تسحب سيقانها نحو معدتها قائلة “ ويليام….ارجع إلي. ” تقولها بينما تذهب في نوم عميق ، استيقظت آنيت وجسدها مرهق ، فركت عيناها المتعبة ، تخلّصها من نومها الثقيل ، نظرت آنيت حول الغرفة محاولة الوقوف ، لكن عضلاتها ما زالت مرتخية ، أجبرت نفسها على الوقوف ، متسائلة كم من الوقت كانت نائمة ، آهة كبيرة جعلتها تقفز بسرعة ، استدارت أنيت ونظرت عبر النافذة البلاستيكية التي توضّح النهاية الأخرى للمختبر....
ظهر رجل لابسا معطف مختبر قذر ، ضرب ببطء على النافذة بذراعه ، خطت أنيت إلى الباب ، وفتحت الباب المعدني بصوت يئز “ ماذا تريد يا هذا؟ ” تقولها أنيت بنعاس ، أظهر الرجل آهة مخيفة ، ثمّ شيء غريب لاحظته أنيت به ، جلده كان شاذّ من الأبيض ، عيونه محّ صفراء ، ملابسه توسّخت وتلطّخت بالدمّ ، كانت تحاول فهم ماذا يجري معه…! ، كان يمشي ميتا ، زلّ الرجل نحوها ، وعقل أنيت ما زال يتسابق لإيجاد الجواب ، مسك الزومبي رسغها ، كأنه يقدّر حجم ذراعها ، صرخت وسحبت يدها من قبضته المؤلمة ، تمايلت إلى الخلف بينما يخطو الرجل نحوها ، وكأنه يشتكي من الجوع ، رفعت المسدس الذي كان في يدّها ، غير مدركة أنه مازال بيدها ، أعفت ثلاث طلقات ، ارتكزت طلقة في صدر المخلوق ، الأخرى في الكتف ، والثالثة تفجّر عينه اليسرى ، ويسقط الدبق على الأرض ، هدأت أعصاب أنيت وهي تحاول إراحة نفسها “ كيف يحدث هذا في أربعة أيام فقط؟ تسرّب الفيروس ، المختبر الأرضي أصبح خطرا بأكمله ، سأحتاج إلى ذخيرة أكثر ، يعلم الله ما خارج هذا المكان ”….
اتجّهت آنيت الى أحد الأدراج تبحث عن ذخيرة علّ وعسى أن تجد ما يحميها ولحس الحظ وجدت صندوق مليئ بالرصاص ، وضعته في سترتها وإستعدّت للمصير الذي ينتظرها خارجا ، خرجت من المختبر والرائحة الكريهة الثقيلة للزومبي قد ملأت الكان بشدة ، شعرت آنيت بالغثيان لشدة الرائحة ، ثلاثة وحوش تجوّلوا حول الغرفة الدائرية الكبيرة بدون هدف ، كلّهم لبسوا معاطف المختبر ، أدركت آنيت بأنها لا بدّ أن تتصرّف بسرعة إذا كانت ستعبرهم دون شد انتباههم ، أخرج أحدهم أنينا حادّا ، تردد صداه عبر الجدران الفولاذية ، أسرعت آنيت إلى المدخل ، بدأ أحدهم يلاحظ تحركاتها ، ثمّ أطلقت سيقانها للريح بسرعة لتصل الى غرفة الأمن مرة أخرى ، أغلب آلات التصوير كانت معطلة ، لكن تستطيع أن ترى الصور المعروضة لبعضها ، استطاعت آنيت تحريك وتغيير موقع آلات التصوير ، ملأ الماء الجاري المظلم المكان بشدة ولكن يوجد شيء يتحرك ، المتسكّع الأسمر المغطّى بالدمّ إندفع خلال الماء ، لطم الألم أنيت مرة أخرى ، تعرفت على المتسكّع الأسمر القبيح ، كان ذلك ويليام ولكنه اختفى بسرعة مثلما ظهر بسرعة ، تتمتم المسكينة نفسها ويجب عليها أن تجده ، يجب أن تعيده لمساعدته قبل أن يصل إلى شيري....
مرّت أنيت عبر الباب وخرجت ، راقبت المنطقة لتفادي الأخطار وأسرعت نحو المجاري ، شدتّ أنيت الباب بقوة ، واذ بها تسمع الصوت العالي لخرير الماء ، نظرت آنيت عبر المجاري وتجده قد أغرق بالماء العكر المظلم ، خطت قليلا في الماء ، وقدمها ينهال على شيء متكتّل والناعم ، إنزلق تحت وزن قدمها ، ولاحظت بإنّها خطت على جسم ما ، جسد أخضر داكن وجدته أسفل طريق سيلان الماء ، تعرّت آنيت على ذاك الجسم ، وهو يعود إلى أحد أعضاء القوات الخاصة ، تسخر أنيت من موت الجندي وتقهقه عاليا ، تعلم بأنّ ويليام كان عند إنتقامه ، هرولت الشابة خلال الماء الثقيل ، تشقّ طريقها إلى البوّابة الفولاذية التي أغلقت ذلك القسم ، عناكب كثيرة زحفت عبر الحائط ، وكأنه يهسهس بغضب ، بهدوء تحركت آنيت عبرهم ، لا تقوم بأيّ حركات مفاجئة ، تجاوزت العناكب وتابعت مسيرها خلال ممر صغير ، وتقوم بتسلق الحافة....
وصلت آنيت الى نهاية الممر ، وبنفحة الهواء العليل ، انفتح الباب بهدوء ، واصلت آنيت المسير وهي تسمع الدمدمة العالية لنزول مصعد صغير ، “ الجواسيس... ” صرخ عقل آنيت ، رأت كلاهما في المصعد الصغير وكذلك استطاعا رؤيتها ، تركض آنيت إلى الخلف نحو الباب الذي قدمت منه ، تحاول خداعهما لمطاردتها ، تصبح باحة المطاردة مكانا لاطلاق النيران ، وبينما يخطيء الجاسوسان الهدف ، إستغلّت آنيت الفرصة واتجهت نحو الباب بسرعة ، صعدت أنيت السلّم الفولاذي وكان يمكن أن تسمع الخطوات الجارية لشخص ما وراءها بينما هي تكمل مسيرها نحو غرفة تحكم المجاري ، إستدارت آنيت ورفعت سلاحها ، تستهدف أولئك المزعجين ، رمت آنيت الرصاص واذ به يضرب بندقية ما لم تتوقعه بالحسبان...
تقول آنيت بصوت ماكر “ أنت وراء الجي فيروس...أليس كذلك؟ ” ، ويخرج صوت ناعم غير محسوب “ الجي فيروس؟ عن ماذا تتكلمين؟! ” ترد ايدا وهي مضطربة وكذلك آنيت فلم تظن أن ايدا كانت وراءها أيضا ، تواصل آنيت “ لا تتحامقي معي ، لقد تحققت من هويتك المزيفة ، أعرف بأنّك إقتربت إلى جون وأصبح صديقته لكي يمكن أن تتجسّسي على نشاطات أمبريلا من دون أن يلاحظك أحد ، بالمناسبة جون قد مات ، أصبح واحدا من أولئك الزومبي الشرسين ، تعازيي الحارة لك ” ردت عليها آنيت وبدأت بالكلام ثانية قبل أن تجيب ايدا “من أين حصلت على تلك...إنها لشيري! ” تصرخ آنيت بينما هي تحدق إلى المعلقة الذهبية الذي في رقبة ايدا ، قفزت آنيت نحو المعلقة لكن ايدا كانت أسرع منها ، كافح الإثنان بشدة يحاول كل منهما رمي الأخرى من الجسر ، رفعت ايدا يدها ولكمت آنيت بشدة في وجهها ، قوة اللكمة جعلت من آنيت ترتد وترتطم بالجسر الفولاذي....
الألم والوجع إحتدما بشدّة في ظهرها ، رفعت آنيت نفسها ببطء ، وقفت وإستمعت إلى صوت الماء الجاري ، وكان من الممكن سماع خطوات على الماء وهو يقترب ، “ تلك الجاسوسة ترجع ، يجب أن أتوارى عن الأنظار ” تضع أنيت ظهرها المؤلم على الحائط تنتظر الوكيلة السرّية التي تريد بحث زوجها ، فتح الباب ولكن....هذه ليست ايدا ، شابّة جميلة دخلت ، رفعت أنيت بندقيتهاللتأكد فقط بأنها ليست منهم ، بشكل هادئ ومريح قالت الشابة: “ أنت...لا بد أن تكوني آنيت ” ، ردت آنيت: “ هذا صحيح ، زوجي هو ويليام بيركين ، هو الرجل مسؤول عن صنع الجي فيروس ” ، “ الجي فيروس؟! ” تستجيب كلير لها بهدوء....
“ إنه بحث زوجي الأخير ، يمكن أن يخلق السلاح الحيوي الأقوى ، إمكانيته أعظم بكثير من ذلك التي فيروس ، يجب أن أجد زوجي ، إنه يلاحق شيري ، إنه قادر على زراعة الجنين في أولئك الذين اختصّوا بالصنع الوراثي من بعده ، وبما أن شيري ابنته فسوف يورثها هذا الشيء الفظيع ” تحاول آنيت شرح الموقف لكلير بعد أن أصبحت هي الأمل الوحيد لها ، “ لقد رأيت شيري في مكان ما في نظام المجاري ، فقدتها قبل فترة قليلة ” تقولها كلير ويخالجها شعور بالرعب ، “ شيري....! ” تصرخ آنيت بينما تجري عبر كلير وتخرج من المكان ، “ يجب أن أعود إلى المختبر وأحصل على اللقاح إذا كنت سأنقذ حياة شيري ، ليس هناك طريقة للتغلب على ويليام وهو في ذلك الطور ، والبديل الوحيد هو ايجادها وتلقيحها قبل أن ينتشر الفيروس خلال جسمها.... ”
ثبت قطار المصعد في الضوء الخافت للقمر ، يتألّق معدنه في أشعّة الضوء الباهت ، صعدت آنيت اليه وشغّلته ، اهتز القطار للحظات ثم توقف ، فحصت أنيت الضوء الذي بالباب ، واذ به يشير على أن المحرك ساخن ، خرجت المرهقة من الكابينة وقد انشرح نفسها من الهواء البارد ، وجدت رصيفا فولاذيا يؤدي الى طريق الخروج فقفزت اليه ، بدأ القطار يتحرّك ثانية مما يجعلها تنظر إلى الخلف ، علمت آنيت بأن أولئك الجواسيس مازالوا يتبعونها ، تسلّقت عمود المنفس الصغير ونزلت إلى الأرضية ، انتظرت لبضع ثوان وأرادت الإنتقام من الإثنان ، مزّق زئير بشع الهواء الهادئ ، يجعل من الجوّ شاذّا عكرا ، إنضمّت الطلقات النارية إلى ذلك العواء الشيطاني ، تسابقت الأفكار في عقلها ، " لا بد أن يكون ذاك هو ويليام ، لقد عاد مرة أخرى ولكن من يقوم برميه هكذا؟! "....
توقف اطلاق النيران وأنيت يمكن أن تسمع المنفس المعدني يرتفع وأحدهم يزحف الى الخارج ، شخص ذو لباس أزرق ظهر للعيان ، كان ذلك الشرطي الذي رمته في وقت سابق ، “ قتلت زوجي...! ، أعرف ما جئت تبحث عنه ، جئت من أجل الجي فيروس ، أنت لن تأخذه منّي ، هذا تراث زوجي.... ” تصرخ آنيت بهستيرية في الشابّ ، “ أرى بأنّك إنضممت إلى تلك الجاسوسة... ” أضافت آنيت ، “ ماذا تتحدّثين عنه؟ ” سأل الشاب في ذهول واستغراب شديدين ، “ أنت حقا لا تعرف شيئا ، هي إحدى مشاركو الشركة الذين أرسلوا إلى هنا لإسترجاع الجي فيروس ” تحاول آنيت أن توضّح الموقف ، لكن ليون يصرخ في آنيت نافيا “ تلك أكذوبة....أعرف إيدا ، لن تقوم بمثل هذا العمل ”....
يزيد غضب آنيت وترفع بندقيتها نحو ليون قائلة “ لا....إنها الحقيقة ، لقد قمت بتحقيق هويتها وإكتشف بأنّها كانت تتجسّس على نشاطات أمبريلا ، والآن حان الوقت لتموت” ، وقف ليون مذهولا أمام كلمات آنيت ، وقد أصابته في الصميم قبل أن يلاحظ أنها تريد أن ترديه قتيلا ، وفجأة تحول السقف الى حطام وغبار بفعل مخلوق ضخم قفز خلاله بقوة ، فرحت آنيت لنجاة زوجها وبينما هو يقترب من ليون ، إستدارت هي لتدع المخلوق يقوم بالقتل الأفضل الذي كادت تفعله ، عادت إلى المختبر فهي لا بدّ أن تجد اللقاح قبل فوات الأوان ، قبل أن تموت شيري....
طلقات نارية تنبيء بالقادم ، إنتظرت آنيت لتستعلم الموقف ، فتح الباب بفحيح ، ودخلت تلك الشابّة التي التقتها مسبقا ، ووجهها لا يعرف سوى الحزن ، “ آنيت...أحتاج الى اللقاح ، شيري مريضة ، رجاء إني أحتاجه الآن” تتذرّع كلير لآنيت التي كانت تحدّق في عيون كلير الخائفة ، عواء عكّر الصمت ، زئير تعرفه آنيت جيّدا ، “ ويليام.... ” تنسال الكلمة شفاه آنيت بعذوبة ، قفز العملاق عبر السقف ثانية تاركا وراءه سديم خفيف ، نظرت آنيت للوحش ، دون أن ترى شيئا يدل على أنه زوجها ، لقد وصل الى طور اختفت فيه ملامحه أيضا ولم يترك لزوجته سوى الحسرة والألم ، وأدرك قلب آنيت أنه زوجها قبل أن تدركها حواسها الأخرى ، مازالت المسكينة في وضع لا يحسد عليه تتأمل القبيح وهو يهدر بالغضب....
تتفوه آنيت بكلمات للمتحجّر غير مبالية بمصيرها " آآه يا ويليام ، الحمد لله لم يستطيعوا قتلك ، ارجع الي أرجوك... " ، رفع يده المليئة بالمخالب المرعبة في الهواء وأصاب آنيت بضربة شديدة سريعة ، رشّ دمها على الحائط ، وهي تترنح من الندم قبل الألم ، تردد اسم محبوبها بهدوء بينما قفز ذاك المجرد من الروح عبر الفتحة التي جاء منها ، يتقطّر دمها القرمزي الدافئ من شفتها بينما تظهر إبتسامة المنتصر ، هرعت كلير اليها ومسكت يدها تستمع لآخر كلماتها “ إليك....هذا هو اللقاح ، رجاء أنقذي شيري وأخبريها بأني كنت أعلم أنني أمّ فظيعة ، لكنّي ما زلت أحبّها ، وسأحبها الى الأبد ” بالكاد عبرت كلمات آنيت الأخيرة شفاهها الرطبة ، انسحبت الأميرة النائمة ببطء في السواد ، وأعيد شملها من جديد مع ويليام....
لا يوجد تعليق لهذه القصة المحزنة ، أتمنى أن يكون هذا التقرير الأخير قد نال رضاكم يا أحبتي...ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام.. ;-)