تخيلوا معي أن الإسلام نطق بلسان المقال .. فما عساه أن يقول لنا ؟ وهل يعجبه حال المسلمين مع قرآنهم ؟ هل يُسَرُّ حينما يرى طبعات المصحف المنمقة تملأ أرفف المكاتب وتستقر عليها لشهور دون أن تُحرك أو تستعمل ؟ هل سيعبر عن سروره بأن القرآن لم يعد يُتلى إلا في المآتم والأحزان ، أو فقط في رمضان ؟
اسمعوا أنينه .. فهو يتكلم فعلاً ،، بلسان الحال إن لم ينطق بلسان المقال :

أهذه حالكم يا أمتي ؟ ألهذه الدرجة غرتكم الدنيا وشغلتكم عني ؟ ألهذه الدرجة تمكن العدو منكم ؟ لِمَ .. لِمَ يا أمة القرآن ؟ يا من أعزكم الله بي .. أين أنتم من أولئك الأوائل الذين فتحوا البلاد ، وبنوا ذلك المجد العظيم ، ودانت لهم الدنيا ، عندما تمسكوا بالقرآن .. لقد كان ليلهم به قياماً ، ونهارهم به التزاماً ، أما أنتم .. فيا لقرة عين اليهود بكم ، ويا لهنائهم بهكذا مسلمين .. وضعوا القرآن على هامش حياتهم ... لقد كرمتم القرآن بهذه النسخ الكثيرة والمزخرفة التي لم تكن قبلكم ، ولكن ماذا تنفع هذه النسخ إن لم تقرؤوها ؟ إن لم تحفظوا آياتها ؟ إن لم تعلموا بمضمونها ؟ شكوتكم إلى الله ورسوله .. رسوله الذي وصاكم بالقرآن فلم تحفظوا أي وصية .. يا حبيبي يا رسول الله .. يا حبيبي يا رسول الله .. يا حبيبي يا رسول الله ....

صوت : (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ).

أمة الإسلام .. هذا نداء مني إليكم .. شفقة عليكم ، لا حاجةً لكم .. إن تمسكتم بالقرآن وتواصلتم به فإن الله سيحفظكم به ويحميكم وينصركم ، وفي الآخرة يشفع لكم .. يقول : ( يا رب .. حرمته النوم في الليل فشفعني فيه ) وإن أعرضتم .. فلكم وقفة بين يدي ربكم.. أما أنا فإن الله سيغنيني عنكم ، وسيعزني بسواكم .. سيغنيني عنكم .. سيعزني بسواكم .. سيغنيني عنكم .. سيعزني بسواكم ..

فلنصرخ من أعماق قلوبنا وصماماتها نحن أبناء هذا الدين :
لا .. لا تحزن أيها الدين العظيم .. لا تحزن يا من كنت خاتم الأديان .. يا من بعثك الله على يد خير المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، يا من جاهد فيك رسول الله وصحابته الكرام لتصل إلينا كاملاً كما ارتضاك الله لنا ديناً .. لن تخمد يا إسلام .. لن تخمد .. لن تستطيع يد الكفر أن تمتد إليك ؛ فأنت خالد.. خالدٌ ما دامت السماوات والأرض .. راياتك مرفوعة في كل زمان ومكان .. وما زال أبناؤك مخلصين ومجاهدين من أجلك لتبقى راياتك مرفوعة .. وستسمع أيها الدين تراتيل القرآن .. وتنظر إلى نور القرآن وتلمس عزة القرآن في هذا الجيل بإذن الله فأبشر .. أبشر ..
بشراك دين الإسلام .. بشراك دين الإسلام ..

بشراك دين الإسلام فحماك لا لن يُضام
ولواك يبقى مرفوع ما دامت فينا جموع
سخرها رب الأكوان كي تحفظ هذا القرآن
قرآنٌ هو في السطور محفوظٌ كذا في الصدور
كذا شاء رب الأكوان أن يبقى عبر الأزمان
نوراً وهدىً للإنسان


منقول بتصرف