السّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته
كتبَ لي عضو في أحد المنتديات التي يكثر فيها المتأثرين بمنهج القاعدة ..
فقلتُ راداً عليهِ ، ناصحاً لهُ .. و لكل من يحملُ فكره .وهذه لابن طريسان
http://img340.imageshack.us/img340/8199/020202.jpg
"غفر الله لك أخي أبو دجانه ...
رسمتك هذه هل هي في رضى الله سبحانه وتعالى ؟
اسـأل نفسـك ، و أجب بينك وبينها سراً ، فالسـر مدعاةٌ للصدق و الإنسـانُ أصدقُ ما يكون حُــكماً .. عندما يكونُ حَــكَمــاً على نفسـهِ لا سيما إنّ كان في أمرٍ عظيم.. وهو دينُ الله الذي رُفِعتْ من أجلهِ السماء و خُـلِقَ الكون ، و قُـطِعتْ أجـسادُ عبادِ الله الصادقين دفاعاً عنهُ ونشراً له ، وهو أعـزُ شيءٍ على الله - سبحانه - في هذهِ الدنيا .
فإنَ لم يصدق الإنسـان في هذا .. ففي أي شيءٍ يصدق !!؟
أخي الكريم: أشـهد الله و ملائكته وحملة عرشه .. أني أحبكَ فيه .. و أحـبُ كلَ الإخـوةِ هنا ، لأنـي أعـلمُ أنهم ما سطروا حروفهم وكلماتهم هنا إلا حباً لله - عز وجل - و نـصرةً لدينه ، و أنا أحبُ الله ورسوله وعباده الصالحين .. وهذا الحب - يشهدُ الله - أنه أمتزج بلحمي ودمي وعروقي ... و أرجو من الله أن يكتب لي رحمته بهذا الحب .. و أن يتجاوز بهِ عن زللي و إجرامي وتقصيري في حقه سبحانه .
لكني أرى بعضهم سلكـوا الطـريق الخطـأ .. ومن لوازم هذه المحبة أنّ أبينَ لهم الخطأ الذي أراهم وقعوا فيه ..
أيها المكـرم ... دينُ اللهِ - جل شأنه - لا يـنصرُ بالتفـجير و التدمير .. و بقتل الأبـرياء !!
اسأل نفسك .. كم قـتلَ أنـصارُ القاعدة من بريء ..؟
كم قتلوا من مسلم ؟ [ وحسبك بعظم حرمة دم المسلم عند الله سبحانه ]
كم تيتم بسببهم من أطـفال المسلمين .. كم ترمل من نساءِ المسلمين ؟
كم من أسرةٍ تفككتْ وتشردت .. وصار أبنائها عالةً يسألون الناس بعد أن قتل أنصارُ القاعدة عائلها؟
أإلى هذا دعانا الله - سبحانه وتعالى ؟
أهذا فِــعلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
متى تصحون من سباتكم .. ؟
أذكركم بآيةٍ واحدةٍ من كتاب الله - جل شأنه - وهي كافيةٌ لمن في قلبهِ مثقالٌ ذرةٍ من تعظيم الله سبحانه و تعظيم أمره ونهيه
قال الله جل شأنه { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا }
تأملوا جيداً .. لم يهددهم سبحانه وتعالى بجهنم - و كفى بها زاجراً -
و لم يهددهم بغضبه عليهم - وكفى به مقطعاً لنياط القلب -
و لم يهددهم باللعنةِ فقط - وكفى بها -
بل جمعها كلها لهم وزاد عليها .. أنهُ أعد لهم عذاباً عظيماً
و ما بالكم بعذابٍ أعده الله - سبحانه - ووصفه بأنه عظيم !؟
فالله سبحانهُ وتعالى عظيم .. وهو بكل شيءٍ عليم ، ولا يُطلِقُ - سبحانه وتعالى - وصفاً على شيء إلا كان كما وصفهُ الله جل شأنه .. لأنـهُ أصـدقُ القائلين و أحكم الحاكمين سبحانه وتعالى .
قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله: " فهذا الذنب العظيم - أي قتل المؤمن - قد انتهض وحده أن يجازى صاحبه بجهنم، بما فيها من العذاب العظيم، والخزي المهين، وسخط الجبار، وفوات الفوز والفلاح، وحصول الخيبة والخسار.
فعياذًا بالله من كل سببٍ يبعدُ عن رحمته ... فعياذاً بالله من كل سببٍ يبعدُ عن رحمته"
المصدر: تفسير ابن سعدي ( ص 193 )
و قال الشهيد سيد قطب رحمه الله: " إنها جريمة قتل لا لنفس فحسب - بغير حق - ولكنها كذلك جريمة قتل للوشيجة العزيزة الحبيبة الكريمة العظيمة ، التي أنشأها الله بين المسلم والمسلم . إنها تنكر للإيمان ذاته وللعقيدة نفسها .
ومن ثم قرنت بالشرك في مواضع كثيرة؛ واتجه بعضهم - ومنهم ابن عباس - إلى أنه لا توبة منها"
المصدر: في ظلال القرآن ( 2 / 215 )
و أخـرجَ أحمدُ والنسائي عن عن أبي إدريس قال: سمعت معاوية يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل ذنب عسى الله أن يغفره، إلا الرجل يموت كافرًا، أو الرجل يقتل مؤمنًا متعمدًا"
أخرجه أحمد ( 6/99 ) و النسائي (7 / 81)
هل تعرفون هذا الرجل في الصورة ؟
هذا أخـوكم - نعم أخوكم - عبيد الشمري أصـيب قبـل سبع سنوات برصاصةٍ من يوسف العييري - سامحه الله و تجاوز عنه - .. و من يومها وهو مصابٌ بشللٍ كامل .. علماً بأنهُ ربٌ لإسـرة ، و علماً بأنّ العييري قتل اثنين من رجال الأمن المسلمين قبل أن يـُقتل .
هل تظنون أنّ عبيداً ومن هم مثله و والديهم و أبنائهم و إخوانهم - و كثيـرٌ هم - سيتكرون من اعتدى عليهم .. و ظلمهم .. و حرمهم مما يحبون !!
لا والله .. بل أجـزمُ بـأنّ أكـف المكلومين تتـرفع ليلاً ونهاراً إلى موالها .. تطلبه بـأنّ ينتقم لهم ممن نقد عليهم حياتهم .. و أنّ يذيقه سوء العذاب ، وبعداً ثم بعداً لرجلٍ يـزعمُ أنـهُ صالح مطيعٌ لله .. و أيدي المؤمنين ترتفعُ إلى الله و تشكوا إلى ربها ظلمه وتعديه !!
و أسـألُكم باللهِ كلكم .. هل تتمنون أنّ يختمَ لكم بما خُتِمَ بهِ لليوسف العييري - سامحه الله و تجاوز عنه -
هل تتمنون أنّ تكون آخرُ أعمالكم من الدنيا قَتلُ مُسلمين وإصابةُ ثالـثٍ بشللٍ رباعي ( كلي ) ... كيفَ سيقفُ أمام الله من ختمَ لهُ بهذا ، و كيف سينجو !؟
الله جل شأنه توعد من قتلَ مؤمناً واحداً بالخلود في جهنم ، وبغضب الله عليه ، و بلعنة الله عليه ، و بعذابٍ آخر عظـيم لم يبين لنا.. كل ما نعرف عنه أنه مُـعدٌ لمن تجرأ على هذا الفعل.. اللهُ وحده أعـلم بهِ وبشدته .
فكيفَ بمن قتل اثنين ، كيف بمن قتل ثلاثة ... بل كيفَ بمن نظر و أسس فكـراً يدعوا لقتل المؤمنين و سفك دمائهم !؟
لا تقولوا دفـعَ الصائل ، فقد قرر علمائنا وفي طليعتهم أعضاءُ هيئة كبار العلماء - حفظهم الله ووفقهم وجزاهم خيراً - بأنّ فرار الجنود ورجال الأمـن من مواجهة الإرهابين يعتـبرُ من التولي يومَ الزحف .. فهل تريدون إخوانكم من رجالِ الأمن أن يتركوا فتوى علماء - حقاً وصدقاً - أخذوا العلم من أهله و عرفوا بهِ من صغرهم .. و أفنوا أعمـارهم في تعلمه وضبطه .. ثم نشره في الآفاق ، من أجل رأي لشابٍ غر لم يعرف بالعلم ولا بطلبه ... بل لا يعرف لـهُ شيخ يستحق أنّ يطلق عليه لقب عالم !!
إنّ أعـزَ شيءٍ على الله في هذه الدنيا دينه ، و الله جل شأنه يغارُ أنّ يتصدى لتفسير دينه وشرعه من ليسَ أهـلاً .. لذلك قرن القول عليه بلا علم بالشرك في غيرما موضعٍ من كتابه .. و من تجرأ على ذلك أذاقهُ الله من عذابِ الدنيا .. وفي يوم القيامة يقالُ له و لمن على شاكلته { هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ }
نعوذ بك اللهم من تلبيس إبليس .. فكم أضل من عابد و أغوى من صالح
اللهم هذه زفرات مهوم ، و أناتُ مكلوم .. اللهم اجعل لهذه الأحـرف وقعاً في قلوب اخواني .. اللهم اهدني وإياهم للحق يا خير الراحمين .
اللهم أنتَ أكـرمُ من أن ترد من صدقكَ في طلب هداك يا رحمان يا رحيم "