ازداد الطلب مؤخرا على الينسون الصيني الذي يعتبر المصدر الرئيس لحامض شيكيميك ، المادة الفعالة في عقار تاميفلو Tamiflu الموصوف لأنفلونزا الطيور و أنفلونزا الخنازير .
و يُعرف الينسون الصيني أيضا باسم الينسون النجمي لأنه يشبه في شكله النجمة ، و يشوب طعمه نكهة عرق السوس ، و هو أحد مكونات خلطة البهارات الصينية الخمس ، و يُستعمل هذا النوع من البهارات منذ قرون بمختلف أغراض الطهي الصيني خصوصا الوجبات ذات الصلصة الحمراء .
و قد نما الاهتمام بهذا البهار مع انتشار مرض إنفلونزا الطيور الذي انتقل من آسيا إلى أوروبا ، لكن الكثير ممن يزرعونه أخذوا يفكرون في إزالة شجيراته من أجل زراعة محاصيل أكثر ربحا كالفاكهة .
ورغم أن عقار تاميفلو (تنتجه شركة روش السويسرية) لا يشفي من أنفلونزا الطيور والخنازير ، فإن حكومات مختلف الدول تسعى إلى تكديس كميات كبيرة منه ، و يأمل الخبراء أن تساعد العقاقير على خفض حدة الفيروس إذا ما تم تعاطيها مبكرا .
و كان الخوف الذي سببته إنفلونزا الطيور و الخنازير و الاندفاع من أجل الحصول على عقار تاميفلو ، قد دفع بالينسون الصيني إلى دائرة الضوء والاهتمام ، فقد ارتفع سعر علبة تاميفلو من 25 إلى 130 دولارا بهونغ كونغ في ظرف أسابيع ، و نفذت كميات تاميفلو من أرفف عيادات وصيدليات كثيرة .
كذلك تضاعفت أسعار الينسون الصيني بأكثر من ضعفين ، بل إن بعض شركات الدواء في الصين قد تحصلت على مئات الأطنان من هذا البهار العجيب أملا في استخلاص وصنع نسخة مَحَلِّـيَّة من تاميفلو أو تطوير علاجات أخرى لأنفلونزا الطيور و الخنازير .
هذا الاهتمام المفاجئ بالعالم الصغير لليانسون الصيني تمحور حول إقليم غوانكسي حيث ينتج المزارعون هناك 70% من الناتج العالمي الكلي من هذا البهار .
فمحصول هذا العام القليل بشكل غير معتاد ارتفعت أسعاره إلى مستويات لم يرها أحد من قبل ، ثم بدأت بعد ذلك في الانحدار الحاد ما أدى إلى صعوبات حقيقية للمزارعين .
لذلك يأمل الخبراء في هذه الصناعة أن تؤدي المخاوف من أنفلونزا الطيور و الخنازير إلى إنقاذ سوق محصول الينسون الصيني رغم عدم حماسة المزارعين لزراعته .
و قد أكَّدَ أطباء صينيون أنّ احتساء كوب واحد من الينسون النجمى - الفاتر و ليس المغلي - على الريق يعد أفضل وقاية من الإصابة البشرية بهذا الوباء المميت ، فيما تتعاظم فائدته لأولئك الذين يتعاملون مع الطيور الداجنة و الخنازير ، تربية أو تجارة أو ذبحاً .
و لكن!
هناكَ نوع آخر يُسمى " الينسون النجمي الياباني " و هوَ سامٌ جدا ً و يؤدي إلى تشنجات و مفعوله السام يؤثر على الجهاز العصبيّ مباشرةً ، و يُستخدم للزينة فقط!
و لا يمكن التفرقة بين النوعين الصينيّ و اليابانيّ بالعين المجرّدة ، بل بالإختبارات الكيميائيّة و الفحوصات الميكروسكوبيّة
لذا يُنصح تماما ً بالإبتعاد عن تناول هذا النوع من النباتات ، خاصةً بعد أن امتلأت نشرات الأخبار و صفحات الجرائد و المجلات و مواقع الإنترنت بفوائد الينسون الصينيّ ، دونَ حتى مجرد إشارة إلى الإحتمالات الكبيرة لإختلاطه بالينسون الياباني خاصةً مع تشابههم في الشكل!