بسم اللهالرحمن الرحيم
الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونستهديه ، ونستغفره ، ونتوب إليه .
أما بعد :
هذا الموضوع ما هو إلا توضيح مختصر عن الفرق بين الإعجاب وبين المحبة في الله .
*من علامات المحبة في الله :
إخلاصها الله وحده فمن أختار صحبة أحد من الناس لابد أن يكون حبه لأخيه خالصاً لوجه الله ،كما ورد في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أن تحب المرء لاتحبه إلا لله ) فإن هذا الحب إنما يراد للآخرة .
* أما الإعجاب : فنجد أن محبتها لزميلتها ليست خالصة لله ، وإن كانت تدعي ذلك لفظاً ، لكن نجد من خلال فلتات لسانها وتصرفاتها أنها ما أحبتها إلا لجمالها أو هيئتها أو .....
* المحبة في الله : تكون لأناس أحبوا الله ، أي أناس أتقياء صالحون
* أما الإعجاب : فلا يهم المعجبة إذا كانت محبوبتها صالحة تقية أو مقصرة في حق من حقوق الله ، ومع هذا تحبها !
قال سفيان الثوري رحمه الله إذا أحببت الرجل في الله ثم أحدث حدثاً في الإسلام فلم تبغضه عليه لم تحبه في الله )
* المحبة في الله : تحتسب المحبة فيها الأجر والمثوبة من عند الله .
* أما الإعجاب : فهي أحبتها لشىء فيها ، فلا تحيسب فيه الأجر ولا المثوبة ،بل تتبع في ذلك هواها وميل قلبها لها .
* المحبة في الله : إن المتحابين إذا اجتمعا تقابلا على العمل على ذكر الله وحده ونيل مغفرة ورحمة .
* أما الإعجاب : فنجد أنهما إذا اجتمعتا لا تذكران الله إلا قليلا ، بل وقد يكون كلامهما عن الدنيا وعن المعجبة بها .
* المحبة في الله سعادة في الدنيا والآخرة ، والإعجاب عذاب في الدنيا عداوة في الآخرة :
المحبة في الله في الدنيا : يتذوق في إطارها حلاوة الإيمان ، كما وعد بذلك رسول الله إذا قال : ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسولة أحب إليه من سواهما ، ان يحب المرء لايحبه إلا لله )
أما في الآخرة : المحبة في الله توجب الجنة ، كما قال رسول الله : ( لاتدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ،ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم : أفشوا السلام بينكم )
والمتحابون في جلال الله يغبطهم كل شيء يوم القيامة : النبيون ، والصديقون ، والشهداء ، والصالحون . وهم على منابر من نور كما قال رسول الله : ( يقول الله تعلى في الحديث القدسي : المتحابون في جلالي لهم منبر من نور يغبطهم النبيون والشهداء )
* أما الإعجاب في الدنيا : هموم وغموم ونكد وحزن ، فتحزن لأن من أعجبت بها لا تلقي لها بالاً أو لأنها لم تهتم بمشاعرها تجا هها .
أما في الآخرة : فيقول الله تعالى : ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين )
* المحبة في الله تدوم ، والإعجاب يضمحل ويزول .
* التسامح والعفو بين المتحابين في الله . وإن حصل من أحدهما للآخر زلة أو خطأ التمس له العذر وأحسن الظن به .
* أما المعجبة : نجد أنه بسبب زلة أو غلطة من المعجبة تكرهها ، وتهدم ما كان بينهما من الوثائق والعهود والوعود ، وتنسى كل عبارات الغرام والهدايا والكلام المعسول كل ذلك بسبب غلطةقد تكون غير متعمدة .
الفقيرة لعفوا ربها
الدرة