النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: ليس دفاعاً عن سيد قطب فحسب..بل دفاعاً عن منهج أهل السنة في نقد الرجال ومؤلفاتهم !!..

  1. #1

    Smile ليس دفاعاً عن سيد قطب فحسب..بل دفاعاً عن منهج أهل السنة في نقد الرجال ومؤلفاتهم !!..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

    الحمدلله..القائل في محكم كتابه: ((وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ))..والصلاة والسلام على خير البرية ومُنقذ البشرية..سيد ولد آدم ..نبينا وقدوتنا محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام ..أما بعد..

    **مقدمة الموضوع**

    كثرُت في الآونة الأخيرة بعض الكتب التي ترمي كبار علماء الأمة بـ أمور يندى لها الجبين..

    حتى وصل بعض ممن يدعون أنهم طلاب علم بل يدعون أنهم سلفيين بأن يتكلمون عن العز بن عبدالسلام رحمه الله..وهذه إحدى قصص العز بن عبدالسلام رحمه الله وعفا عنه..جاء في الطبقات للسبكي: "ان خلافا نشأ واشتد, وخصاما طفق منذرا بالكيد والحرب بين الأخوين: سلطان الشام الملك الصالح اسماعيل, وسلطان مصر الصالح نجم الدين أيوب وقد أوجس اسماعيل خيفة من نجم الديت أيوب فاستعان بالصليبين أعداء الاسلام, وتحالف معهم على قتال أخيه, وأعطاهم مقابل ذلك مدينة صيدا على رواية المقريزي وغيره, وأمعن اسماعيل في هذه الخيانة فسمح للصليبين أن يدخلوا دمشق ويشتروا منها السلاح وآلات الحرب وما يريدون, وأثار هذا الصنيع المنكر استياء المسلمين وعلماءهم. فهب الشيخ" العز بن عبد السلام" واقفا في وجه الخيانة والخائنين, وأفتى بتحريم بيع السلاح لهم, وصعد على منبر جامع الأموي بدمشق في يوم الجمعة, حيث كان خطيبه الرسمي وأعلن الفتوى وشدد في الانكار على السلطان يومئذ, وصار يدعو بدعاء " اللهم أبرم لهذه الأمة ابرام رشد يعز فيه أولياؤك ويذل فيه أعداؤك ويعمل فيه بطاعتك وينهى فيه عن معصيتك" والمصلون يضجون بالتأمين على دعائه, ولم يكن السلطان حاضرا لتلك الخطبة, اذ كان خارج دمشق, ولما أعلمه رجاله بذلك أمر بعزل الشيخ عن خطبة الجمعة واعتقاله مع صاحبه الشيخ ابن الحاجب المالكي لاشتراكه معه في هذا الانكار.
    وكان أنصار الشيخ قد أشاروا عليه بأن يغادر البلاد وينجو بنفسه من يد السلطان وأعدوا له وسائل الهرب, ولكنّه أبى ذلك, وألحّوا عليه, فأصر على الاباء, فعرضوا عليه أن يختبىء في مكان أمين لا يهتدي اليه السلطان ورجاله, فرفض هذا الغرض أيضا وقال: " والله لا أهرب ولا أختبىء وانما نحن في بداية الجهاد ولم نعمل شيئا بعد, وقد وطنت نفسي على احتمال ما ألقى في هذا السبيل, والله لا يضيع عمل الصابرين".
    ثم لما قدم اسماعيل الى دمشق أفرج عنهما بعد الاعتقال, ولكن العز بن عبد السلام أُمِر بملازمة داره وأن لا يفتي ولا يجتمع بأحد البتة, فاستأذنه في صلاة الجمعة مؤتما بامامها وأن يعيد اليه طبيب أو مزين اذا احتاج اليهما وأن يدخل الحمام فأذن له في ذلك, ومرّت الأيام والشيخ في اقامته الجبرية وقد منع من الافتاء والاتصال بأحد من اخوانه أو طلابه, وتعطلت هوايته المفضلة وواجبه المقدّس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فطلب الهجرة من دمشق قاصدا مصر. وأفرج عنه بعد محاورات ومراجعات فأقام بدمشق ثم انتزع منها الى بيت المقدس. فوافاه الملك الناصر داود في الفور فقطع عليه الطريق وأخذه وأقام بنابلس مدة وجدت لهم معه خطوب, ثم انتقل الى بيت المقدس حيث أقام مدة, ثم جاء الصالح اسماعيل والملك المنصور صاحب حمص وملوك الفرنج بعساكرهم وجيوشهم الى بيت المقدس يقصدون الديار المصرية, فسير الصالح اسماعيل بعض خواصه الى الشيخ بمنديله, وقال له: تدفع منديلي الى الشيخ وتلطف له غاية التلطف وتستنزله وتعده بالعودة الى مناصبه على أحسن حال, فان وافقك فتدخل به عليّ, وان خالفك فاعتقله في خيمة الى جانب خيمتي. فلما اجتمع الرسول بالشيخ, شرع في مسايسته وملاينته.
    ثم قال له: بينك وبين أن تعود الى مناصبك وما كنت عليه زيادة أن تنكسر للسلطان وتقبل يده لا غير.
    فقال الشيخ العز بن عبدالسلام : والله يا مسكين ما أرضاه أن يقبل يدي فضلا عن أقبّل يده,يا قوم أنت في واد وأنا في واد الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به.
    فقال الرسول: يا شيخ قد رسم لي أن توافق على ما يطلب والا اعتقلتك.
    فقال الشيخ: افعلوا ما بدا لكم. فأخذه واعتقله في خيمة الى جانب خيمة السلطان وكان الشيخ يقرأ القرآن في معتقله والسلطان يسمعه.
    فقال يوما لملوك الفرنج: تسمعون هذا الشيخ الذي يقرأ القرآن؟.
    فقالوا: نعم.
    قال: هذا أكبر قسوس المسلمين, وقد حبسته لانكاره علي تسليمي لكم حصون المسلمين وعزلته عن الخطابة بدمشق وعن مناصبه ثم أخرجته فجاء الى القدس وقد جددت حبسه واعتقاله لأجلكم!!.
    فقالت له ملوك الفرنج: "لو كان هذا قسيسنا لغسلنا رجليه وشربنا مرقتها"."..ا.هـ ..
    ولله در القائل:
    كم سيدٍ متفضلٍ قد سـبـه.. من لا يـساوي غرزةً في نعلهَ..
    فالبحر تعلو فوقه جيف الفلا..والـُدر مدفون بأسفل قـعره..
    ورحِم الله العز بن عبدالسلام وعفا الله عنه..نعم كان الشيخ العز بن عبدالسلام رحمه الله أشعرياً..لكن هل يعني هذا أن يُنتقص من قدرِه كما يفعل بعض من الجامية(المرجئة الخوارج)؟!..
    ليس موضوعي العز بن عبدالسلام ..لكني حبيت أن أفتتح به موضوعي..حتى أُبين للبعض أن سلطان العلماء العز بن عبد السلام تجرأ عليه بعض من يدعون العلم ..فما بالك بـ الأستاذ الشيخ سيد قطب رحمه الله وتقبله شهيداً؟..
    نعم ..الذين طعنوا في العز بن عبدالسلام هم أنفسهم الذي طعنوا في سيد قطب وأسامة بن لادن و سفر الحوالي وسلمان العودة والجبرين..وغيرهم من العلماء والمجاهدين..
    فما أخس مذهب هؤلاء..وصدق الذي قال فيهم ..مرجئةٌ مع الحكام خوارجٌ على العلماء..
    لن أُطيل عليكم بمقدمتي..
    لكن قبل أن ابدأ بسرد موضوعي..اقول أني لا أدعي العصمة للأستاذ سيد قطب أو غيره..نعم سيد يُصيب ويُخطئ..نعم له اخطاء..ولكن فضائله أكثر من اخطاءه..فلماذا تٌُذكر اخطاءه وتُخفى حسناته؟!..
    نعم نحن نقول أن سيد له اخطاء لا نوافقه عليها..ولكن هل يعني هذا أننا نخرجه من الملة كما فعل بعض السفهاء من ادعياء السلفيه؟..
    قال الإمام العلاّمة المجاهد الشيخ حمود العقلاء الشعيبي- رحمه الله- عن الشيخ الأستاذ سيد قطب-رحمه الله وعفا عنه- مايلي: " فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه الله :
    كثرت الأقوال في سيد قطب رحمه الله ، فهذا ينزهه من كل خطأ، وذاك يجعله في عداد الفاجرين بل الكافرين فما هو الحق في ذلك ؟
    الجواب :
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
    فإن المفكر الأديب سيد قطب رحمه الله له أعداء كثيرون، يختلفون في كيفية النقد وأهدافه والغايات منه، ويتفقون في مصالح مشتركة، وقبل أن أكشف بطلان مثالب الجراحين والمطاعن الموجهة إلى سيد رحمه الله ، أبين أولا لماذا يستهدف سيد قطب خاصة ؟ ومن المستفيد من إسقاطه ؟
    إن سيدا رحمه الله يعد في عصره علما من أعلام أصحاب منهج مقارعة الظالمين والكفر بهم ، ومن أفذاذ الدعاة إلى تعبيد الناس لربهم والدعوة إلى توحيد التحاكم إلى الله ، فلم يقض إلا مضاجع أعداء الله ورسوله كجمال عبدالناصر وأمثاله .. وما فرح أحد بقتله كما فرح أولئك ، ولقد ضاق أولئك الأذناب بهذا البطل ذرعا، فلما ظنوا أنهم قد قتلوه إذا بدمه يحيي منهجه ويشعل كلماته حماسا، فزاد قبوله بين المسلمين وزاد انتشار كتبه، لأنه دلل بصدقه وإقدامه على قوة منهجه، فسعوا إلى إعادة الطعن فيه رغبة منهم لقتل منهجه أيضا وأنى لهم ذلك.
    فاستهداف سيد قطب رحمه الله لم يكن استهدافا مجردا لشخصه، فهو ليس الوحيد من العلماء الذي وجدت له العثرات، فعنده أخطاء لا ننكرها، ولكن الطعن فيه ليس لإسقاطه هو بذاته فقد قدم إلى ربه ونسأل الله له الشهادة، ولكن الذي لا زال يقلق أعداءه وأتباعهم هو منهجه الذي يخشون أن ينتشر بين أبناء المسلمين .
    وإني إذ اسمع الطعن في سيد قطب رحمه الله لا أستغرب ذلك لقوله الله تعالى: { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا } فكل من معه نور من النبوة أيضا له أعداء من أهل الباطل بقدر ما معه من ميراث نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، فما يضير سيدا طعن الطاعنين، بل هو رفعة له وزيادة في حسناته، ولكن الذي يثير الاستغراب هو فعل أولئك القوم الذين يدّعون اتباع الحق ومع ذلك ينقصون الميزان ولا يزنون بالقسطاس المستقيم والله يقول: { ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون } , فأولئك إذا أرادوا مدح أحد عليه من المآخذ ما يفوق سيدا بأضعاف قالوا كلمتهم المشهورة "تغمس أخطاؤه في بحر حسناته" وقالوا "إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث" وغير ذلك، وإذا أرادوا ذم آخر كسيد رحمه الله الذي يعد مجددا في باب( إن الحكم إلا لله ) سلكوا معه طريق الخوارج وكفروه بالمعاصي والزلات .
    وسيد رحمه الله لا ندعي له العصمة من الخطأ، بل نقول إن له أخطاء ليس هذا مجال تفصيلها، ولكنها لا تخل بأصل دعوته ومنهجه، كما أن عند غيره من الأخطاء التي لم تقدح في منزلتهم وعلى سبيل المثال ابن حجر والنووي وابن الجوزي وابن حزم، فهؤلاء لهم أخطاء في العقيدة إلا أن أخطاءهم لم تجعل أحدا من أبناء الأمة ولا أعلامها يمتنع من الاستفادة منهم أو يهضمهم حقهم وينكر فضائلهم ، فهم أئمة إلا فيما أخطئوا فيه، وهذا الحال مع سيد رحمه الله فأخطاؤه لم تقدح في أصل منهجه ودعوته لتوحيد الحاكمية وتعبيد الناس لربهم.
    والقاعدة التي يجب أن تقرر في مثل هذه الحالات هي ما يستفاد من قول الله تعالى { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما } فكل من حقق ما يجب تحقيقه من أصل الدين، ينظر بعد ذلك في سائر منهجه فإن كان خطؤه أكثر من صوابه وشره يغلب على نفعه فإنه يهمل قوله وتطوى كتبه ولا تروى ، وعلى ذلك فالقول الفصل في سيد رحمه الله أن أخطاءه مغمورة في جانب فضائله ودفاعه عن ( لا إله إلا الله )، لا سيما أنه حقق أصول المعتقد الصحيح ، وإن كان عليه بعض المآخذ وعبارات أطلقها لا نوافقه عليها رحمه الله .
    وختاما لا يسعني إلا أن اذكر أنني أحسب سيدا والله حسيبه يشمله قوله عليه الصلاة والسلام ( سيد الشهداء حمزة، ورجل قام عند سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله ) فنحسب أن سيدا رحمه الله قد حقق ذلك الشرط حيث قال كلمة حق عند سلطان جائر فقتله .. وأنقل كلمة له رحمه الله قبل إعدامه بقليل عندما أعجب أحد الضباط بفرح سيد قطب وسعادته عند سماعه نبأ الحكم عليه بالإعدام "الشهادة" وتعجب لأنه لم يحزن ويكتئب وينهار ويحبط فسأله قائلا : أنت تعتقد أنك ستكون شهيدا فما معنى شهيد عندك؟ أجاب رحمه الله قائلا : الشهيد هو الذي يقدم شهادة من روحه ودمه أن دين الله أغلى عنده من حياته، ولذلك يبذل روحه وحياته فداء لدين الله .
    وله رحمه الله من المواقف والأقوال التي لا يشك عارف بالحق أنها صادرة عن قلب قد مليء بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب التضحية لدينه، نسأل الله أن يرحمنا ويعفو عنا وإياه.
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    قاله / حمود بن عقلاء الشعيبي
    16 / 5 / 1421هـ )) أ . هـ

    أقول..رحِم الله شيخنا حمود العقلا..وأسكنه فسيح جناته هو والأستاذ سيد قطب..
    ورد الشيخ المجاهد عبدالله عزام رحمه الله على الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني رحمه الله عندما رمى سيد قطب بأنه يقول بوحدة الوجود..فقال الشيخ عبدالله عزام : "اطلعت في مجلة المجتمع [العدد ؛ 520 ، المؤرخ 11جمادي الأولى سنة 1041ه] على مقابلة مع الشيخ الألباني يقول فيها : ( إن قول سيد قطب في تفسير سورة الإخلاص وأول سورة الحديد : هو عين القائلين بوحدة الوجود . . كل ما تراه بعينك فهو الله ، وهذه المخلوقات التي يسميها أهل الظاهر مخلوقات ليست شيئا غير الله . . وعلى هذا تأتي بعض الروايات التي تفصل هذه الضلالات الكبرى بما يرى من بعض الصوفيين القدماء من كان يقول " سبحاني ما أعظم شأني " والآخر الذي يقول " ما في الجبة إلا الله " . . . هذا الكلام كله في هذين الموطنين من التفسير ) انتهى كلام الشيخ الألباني .
    ولقد هزني من أعماقي أن تنشر المجتمع على صفحاتها هذا الكلام لقرائها في العالم ، والمجتمع بالهيئة المشرفة عليها تدرك أن قراءها هم تلاميذ الأستاذ سيد قطب .
    ولقد حز في النفوس أن ينسب هذا الكلام - القول بوحدة الوجود - إلى الأستاذ سيد الذي جلى حقيقة التوحيد من كل غبش ، بل ركز معظم كتاباته على شرح معنى " لا إله إلا الله " ، ونقل المعنى النظري للتوحيد إلى واقع حي متمثل في سلوك وحركات ، ودماء وتضحيات ، ولقد كانت حياته المليئة بصور الإعتزاز بالله ، والتوكل عليه والإلتجاء إليه خير شاهد على أن توحيد الربوبية - التوحيد العملي والنظري في القلب والنفس ، توحيد المعرفة والإثبات - قد جمع معه توحيد الألوهية - التوحيد العملي بالفعل - في واقع الحياة مشاعر وشعائر وكلمات ومواقف ، حتى غدا المؤمن بهذا التوحيد كالشم الرواسي لا يزعزعه قوى الأرض ، ولا يهزه جبروت الطغيان .
    وحسبك منه تلك الكلمات التي كانت تنبثق من أعماقه معبرة عن استقرار التوحيد في طياته ، تسمعه وهم يعرضون عليه الوزارة ، وهو رهين القيود يقول : ( إن إصبع السبابة التي تشهد لله بالوحدانية في الصلاة لترفض أن تكتب حرفا تقر به حكم طاغية ) .
    تصغي إليه وهم يحاولونه أن يسترحم فيقول : ( لماذا أسترحم ؟! إن كنت محكوما بحق فأنا أرتضى حكم الحق ، وإن كنت محكوما بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل) .
    ولقد حدثت شقيقته حميدة أمامي فقالت : ( يوم الأحد - 28 أغسطس1966م - جاء قرار الإعدام موقعا من رئيس الجمهورية - عبدالناصر - ولكنهم كما يبدو أوعزوا إلى مدير السجن الحربي حمزة البسيوني أن يحاوله الإعتذار حتى آخر لحظة ) .
    قالت حميدة : ( دعاني حمزة البسيوني وأطلعني على مصادقة عبد الناصر على قرار الإعدام فارتعشت أوصالي ، لأني كنت احب سيدا حبا يملك علي نفسي ، ثم قال حمزة : أمامنا فرصة أخيرة لإنقاذ هذا العلامة لأن إعدامه خسارة كبرى للعالم الإسلامي ، فإذا اعتذر فإننا نخفف حكم الإعدام إلى السجن ثم يخرج بعفو صحي بعد ستة أشهر ، فبادري إليه لعله يعتذر ) .
    قالت حميدة : ( فدخلت عليه وقلت له: إنهم يقولون: إن حكم الإعدام سيوقف فيما إذا اعتذرت. قال سيد : عن أي شيء أعتذر ؟! عن العمل مع الله ، والله لو عملت مع غير الله لاعتذرت ، ولكنني لن أعتذر عن العمل مع الله ، ثم قال: إطمئني يا حميدة ، ان كان العمر قد انتهى سينفذ حكم الإعدام ، وإن لم يكن العمر قد انتهى فلن ينفذ حكم الإعدام ولن يغني الإعتذار شيئا في تقديم الأجل أو تأخيره ).
    يا لله ! حبل المشنقة يلوح أمام ناظريه ، ولا تهتز أوصاله ، ولا يضطرب موقفه ، ولا يتراجع عن كلمته ، إنها القمة السامقة التي أحله فيها التوحيد ، إنها الطمأنينة التي سكبها الإيمان بالله في أعماقه ، وهو كما يقول في مقدمة " في ظلال القرآن " [ص13 دار الشروق] : ( ومن ثم عشت في ظلال القرآن هادئ النفس ، مطمئن السريرة ، قرير الضمير ، عشت أرى يد الله في كل حادث ، وفي كل أمر ، عشت في كنف الله وفي رعايته ، عشت أستشعر إيجابية صفاته تعالى وفاعليتها … { أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء } أي طمأنينة ينشئها هذا التصور؟ وأي سكينة يفيضها على القلب ؟ وأي ثقة في الحق والخير والصلاح أو أي استعلاء على الواقع الصغير يسكبها في الضمير؟ ) .
    نحن لا ننزه سيدا من الخطأ ، وحاشا لله أن ندعى له العصمة ، إذ ما من إنسان إلا ويؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم - كما كان يردد إمام المدينة وعالمها مالك - ونحن قد نجد في الظلال وغيره بعض الألفاظ التي قد تحتاج إلى دقة أكثر لتتفق مع المصطلحات الشرعية في العقيدة الإسلامية ، وهذا لا بد أن يكون مادام بشرا يخطئ ويصيب.
    أما : أن يصل بنا الأمر أن ننسب إليه تلك العقيدة الفاسدة الضالة ، وهي : القول بوحدة الوجود ، هذه القولة التي تكاد تخر لها الجبال هدا ، سبحانك يا رب هذا بهتان عظيم .
    إن وحدة الوجود تعني أن الخالق والمخلوق شيء واحد ، وأن الأثر هو المؤثر ، وأن الصانع قد ظهر في المصنوع لا انفصال ولا تباين .
    إن وحدة الوجود تعني أن الحجر هو الله ، وأن الصحن هو الله ، وأن الحيوانات هي الله ، فلم يعد هنالك فرق بين من عبد الحجر والصنم والشمس وبين من يعبد الله ، لأنها كلها صور لشيء واحد هو الذات الإلهية - تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا -

    هل يصدق عاقل أن سيد قطب كان يعتقد أن عبد الناصر هو الله ، وأن حمزة البسيوني وشرطته هم صور الله ، وأن صفوت الروبي الجلاد هو الله ، وأن لا فرق بين من يعبد ابن غوريون ودايان ، وبين من يعبد الرحمن .
    هل يصدق ذو لب أن سيد قطب كان يعتقد أن السجن الحربي هو الله .
    أو يدخل في عقل عاقل أن سيد قطب كان يظن أن الشجر والحجر والقرد ، و الخنزيز والكلب صور لله عزوجل -سبحانك يا رب ! إنها لإحدى الكبر -

    والآن لا بد أن نقف على بعض الأقوال لمن قالوا بوحدة الوجود ، وقبل أن أدخل معك لأطلعك على أقوالهم ، أحب أن أبين أن سيد قطب قد هاجم القول بوحدة الوجود بالنص .
    يقول رحمه الله في تفسير قوله تعالى : { وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه ، بل له مافي السموات والأرض كل له قانتون ، بديع السموات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون } [البقرة:117] ، يقول في تفسيرها [ص106/ج1/دار الشروق] : ( والنظرية الإسلامية أن الخلق غير الخالق ، وأن الخالق ليس كمثله شيء . . ومن هنا تنتفي من التصور الإسلامي فكرة وحدة الوجود -على ما يفهمه غير المسلم من هذا الإصطلاح- أي بمعنى أن الوجود وخالقه وحدة واحدة ، أو أن الوجود إشعاع ذاتي للخالق ، أو أن الوجود هو الصورة المرئية لموجده ، أو على أي نحو من أنحاء التصور على هذا الأساس . والوجود وحدة في نظر المسلم على معنى أخر : وحدة صدروه عن الإراد ة الواحدة الخالقة ، ووحدة ناموسه الذي يسير به . . . ) .
    والآن لنرجع إلى أقوال الذي قالوا بوحدة الوجود ، هؤلاء قوم كانوا يرون أن المصنوعات كلها صور للصانع حتى بلغ الأمر ببعضهم أن لايبصق على الارض ولا يستنجي بالحجارة لأنها في نظره صور لله -عزوجل- وتعالى عما يقولون علوا كبيرا . [أنظر قاسم غني ص56، تاريخ التصوف في الإسلام] .
    يقول أبو يزيد البسطامي - سنة 260هـ - : ( خرجت من الله إلى الله ، حتى صاح مني في يا من أنا أنت ، سبحاني ما أعظم شأني ) . [أنظر كتاب الوكيل: هذه هي الصوفية ص 64، عن تذكرة الأولياء ص160] .
    وتحدث البسطامي عن حوار بينه وبين الله تعالى فقال : ( ورفعني فأقامني بين يديه وقال لي : يا أبا يزيد إن خلقي يحبون أن يروك ، فقلت : ربني بوحدانيتك ، وألبسني أنانيتك ، وأرفعني إلى أحديتك ، حتى إذا رآني خلقك قالوا : رأيناك لتكون أنت ذاك ، ولا أكون أنا هناك ) . [هذه هي الصوفية للوكيل ص112، نقلا عن اللمع للسطوسي ص383] .
    وقال الحسين بن منصور الحلاج سنة - 309 هـ - : ( مزجت روحك في روحي كما تمزج الخمرة بالماء الزلال ، فإذا مسك شيء مسني ، فإذا أنت أنا في كل حال ) .
    وقال الحلاج :
    أنا من أهوى..ومن أهوى أنا

    نحن روحان..حللنا بدنا

    فإذا أبصرتني أبصرته..وإذا أبصرته أبصرتنا

    [هذه هي الصوفية للوكيل ص49 نقلا عن الطوسين للحلاج ص122-123، الصلة بين التصوف والتشيع / كامل الشيبي ص85].

    هذا كلام البسطامي والحلاج في وحدة الوجود ، والقول ظاهر لامجال فيه لتأويل متأول ، ولا لتفسير مفسر ، أن الخالق هو المخلوق ولم يعد هنالك انفصال ولا تمايز و لا تباين ، بل الصور هي الله ، والأشياء هي الله. فعبادة الأشياء هي عبادة لله .
    أين هذا الكلام من عقيدة سيد قطب التي يصرح فيها مئات المرات في ظلال القرآن بالفرق بين الخالق والمخلوق ، والتباين بين مقام الالوهية ومقام العبودية ؟ .
    والآن تعال معي نقتبس بعض عباراته :
    يقول في خصائص التصور الإسلامي [خصائص التصور ص308 ط الإتحاد الإسلامي العالمي] : ( يقوم التصور الإسلامي على أساس أن هناك الوهية وعبودية . . . ألوهية يتفرد بها الله سبحانه ، وعبودية يشترك فيها كل من عداه . . . وكما يتفرد الله -سبحانه- بالأولوهية ، كذلك يتفرد تبعا لهذا بكل خصائص الألوهية ، وكما يشترك كل حي وكل شيء بعد ذلك في العبودية ، كذلك يتجرد كل حي وكل شيء من خصائص الأولوهية . . فهناك إذن وجودان متميزان . وجود الله ، ووجود ما عداه من عبيد الله ، والعلاقة بين الوجودين هي علاقة الخالق بالمخلوق وإلاله بالعبيد ) .
    أرأيت إذن : إن عبارة نصه تقول : ( فهناك إذن وجودان متميزان ، وجود الله ، ووجود ما عداه من عبيد الله ، والعلاقة بين الوجودين هي علاقة الخالق بالمخلوق والإله بالعبد ) ، هل بقي قول لقائل أن يدعي بأن سيد قطب يخلط بين الله وبين عبيده ، وأن الله قد تجلى في صور مخلوقاته ، وأن الخالق والمخلوق شيء واحد لا فرق بينها ولا تمايز ؟! .
    ويقول سيد - رحمة الله عليه - في تفسير آية الإسراء { سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى } [أنظر في ظلال القرآن ط/دار الشروق2211] : ( وتذكر صفة العبودية { أسرى بعبده } لتقريرها وتوكيدها في مقام الإسراء والعروج إلى الدرجات التي لم يبلغها بشر ، وذلك كي لاننسى هذه الصفة ، ولا يلتبس مقام العبودية ، بمقام الألوهية كما التبسا في العقائد المسيحية بعد عيسى عليه السلام ، بسبب مالابس مولده ووفاته ، وبسبب الآيات التي أعطيت له فاتخذها بعضهم سببا للخلط بين مقام العبودية ومقام الأولوهية . . وبذلك تبقى للعقيدة الاسلامية بساطتها ونصاعتها وتنزيهها للذات الإلهية عن كل شبهة من شرك أو مشابهة ، من قريب أو من بعيد ) .
    ويقول رحمه الله عند آية : { لن يستنكف المسيح أن يكون عبد الله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا ، فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله ، وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ، ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا } [النساء:172] : ( لقد عني الإسلام عناية بالغة بتقرير حقيقة وحدانية الله سبحانه ، وحدانية لا تتلبس بشبهة شرك أو مشابهة في صورة من الصور ، وعني بتقرير أن الله سبحانه ليس كمثله شيء ، فلا يشترك معه شيء في ماهية ولاصفة ولاخاصيه ، كما عني بتقرير حقيقة الصلة بين الله سبحانه وكل شيء - بما في ذلك كل حي - وهي أنه صلة الوهية وعبودية ، الوهية الله وعبودية كل شيء . . والمتتبع للقرآن كله يجد العناية ، فيه بالغة بتقرير هذه الحقائق -أو هذه الحقيقة الواحدة بجوانبها هذه- بحيث لاتدع في النفس ظلا من شك أو شبهة أو غموض ، ولقد عني الإسلام كذلك بأن يقرر أن هذه هي الحقيقة التي جاء بها الرسل أجمعون ، تقررها في سيرة كل رسول ، وفي دعوة كل رسول ، وجعلها محور الرسالة من عهد نوح عليه السلام إلى عهد محمد خاتم النبيين -عليه الصلاة والسلام- تتكرر الدعوة بها على لسان كل رسول : { يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره } وكان من العجيب أن اتباع الديانات السماوية -وهي حاسمة وصارمة في تقرير هذه الحقيقة- يكون منهم من يحرف هذه الحقيقة وينسب لله - سبحانه - البنين والبنات ، أو ينسب لله سبحانه الإمتزاج مع أحد من خلقه في صور الأقانيم ، اقتباسا من الوثنيات التي عاشت في الجاهليات ! ألوهية وعبودية . . . ولا شيء غير هذه الحقيقة ، ولا قاعدة إلا هذه القاعده ولا صلة إلا صلة الألوهية بالعبودية وصلة العبودية بالالوهية ولا تستقيم تصورات الناس -كما لا يستقيم حياتهم- إلا بتمحيص هذه الحقيقة من كل غبش ، ومن كل شبهة، ومن كل ظل ، أجل لا تستقيم تصورات الناس ولا تستقر مشاعرهم إلا حين يستيقنون حقيقة الصلة بينهم وبين ربهم ، هو إله لهم وهم عبيده ، هو خالق لهم وهم مخاليق . . هو مالك لهم وهم مماليك . . وهم كلهم سواء في هذه الصلة لا بنوة لأحد ، ولا امتزاج بأحد . . ومن ثم لا قربى لأحد الا بشئ يملكه كل أحد ويوجه إرادته إليه فيبلغه " التقوى والعمل الصالح " . . وهذا في مستطاع كل أحد أن يحاوله ، إن المسيح عيسى بن مريم لن يتعالى عن أن يكون عبدا لله ، لأنه -عليه السلام- وهو نبي الله ورسوله خير من يعرف حقيقة الألوهية وحقيقة العبوديه ، وإنهما ماهيتان مختلفتان لا تمتزجان. وهو خير من يعرف أنه من خلق الله فلايكون خلق الله كالله أو بعضا من الله ) . [أنظر تفسير الآية{ لن يستنكف المسيح . . . } في طببعة دار الشروق، في ظلال القرآن/المجلد 2/ص881-820] .
    والآن دعنا نرجع إلى بعض أقوال القائلين بوحدة الوجود ، الذين خرجوا من دين الله بأقوالهم هذه ، إذ أن عباراتهم واضحة جلية في الكفر الصراح البواح ، وبمنطوقهم الصريح لا لبس فيه أنهم يعتبرون الخلق هم عين الخالق ، والأشياء هي حقيقة الله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا :
    يقول ابن الفارض - سنة 632 هـ- في قصيدته التائية وهو يصف الله ويتكلم عنه كأنه يتكلم عن معشوقته ويتغزل بحبيبته :

    لها صلواتي بالمقام أقيمها..وأشهد فيها أنها لي صليت..

    كلانا مصل واحد ساجد إلى..حقيقته بالجمع في كل سجدة..

    وما كان لي صلى سواي ولم..تكن صلاتي لغيري في إدا كل ركعة..

    إنه ينطق بعبارة صريحة أنه يصلي لله والله يصلي له ، فكلاهما مصل واحد وساجد واحد ، فأبن الفارض صلى لنفسه ولم تكن صلاته لغيره ، فهو وربه حقيقة واحدة ، وشئ واحد ، تعالى الله عما يقول الفارض.
    ويقول ابن عربي - 638 هـ - : ( فوجودنا وجوده ، ونحن مفتقرون إليه من حيث وجودنا ، وهو مفتقر إلينا من حيث ظهوره لنفسه : من يحمدني وأحمده ويعبدني واعبده ) . [ هذه هي الصوفية للوكيل ص43 ، نقلا عن فصوص الحكم لابن عربي 1/83 ] .
    ويقول [ هذه هي الصوفية للوكيل ص174 نقلا عن الفتوحات المكية لابن عربي الباب 129 ] :
    العبد رب والرب عبد..يا ليت شعري من المكلف!!

    ويقول [مدارج السالكين1/60] : ( لا تراقب ، فليس في الكون إلا واحد لعين ، فهو عين الوجود ، ويسمى في حالة باله ، ويسمى في حالة بالعبيد ) .

    وأما جلال الدين الرومي - سنة 672 هـ- فهو يقول [قاسم غني ص153] : ( يا من تبحثون عن الله ، إنما أنتم الله ، ليس الله خارجا عنكم ، هو أنتم أنتم ، اعتكفوا في الدار ، ولا تدوروا هنا وهناك لأنكم أنتم الدار ، وأنتم رب الدار ، أنتم الذات ، وأنتم الصفات ، فالذي لم يلد ولم يولد هو منكم ، أنتم الأطهار والقيومون المنزهون البعيدون عن التغيير ) .
    ويقول صدر الدين القونوي - سنة 673 هـ- : ( فالإنسان هو الحق ، وهو الذات ، وهو الصفات ، وهو العرش وهو الكرسي . . . وهو الموجود وما حواه . . . وهو الحق وهو الخلق ، وهوالقديم وهو الحادث ) [هذه هي الصوفية للوكيل] .
    هذه عبارات القائلين بوحدة الوجود ، هي واضحة صريحة بمنطوقها ونصها أن الخالق هو المخلوق ، وأن الإنسان هو الله - سبحان الله عما يشركون -
    أهذه العبارات تشبه عبارة سيد قطب التي حملوها فوق ما تحتمل ، وفسروها تفسيرا يفضي إلى الكفر ، كما يقول الألباني : ( نحن لانحابي في دين الله أحدا . . . نقول هذا الكلام كفر!! ) .
    يقول الأستاذ سيد في تفسير آية الحديد : { هو الأول والأخر والظاهر والباطن } : ( هذا الوجود الإلهي هو الوجود الحقيقي الذي يستمد منه كل شيء وجوده ، وهذه هي الحقيقة الأولى التي يستمد منها كل شيء حقيقته ، وليس وراءها حقيقة ذاتية ولا وجود ذاتي لشيء في هذا الوجود ، إذن فهما وجودان: وجود الله ، ووجود الأشياء الذي استمد وجوده من الله ، وهما حقيقتان: حقيقة الله ، وحقيقة الأشياء ) .
    وهما وجودان متمايزان، كما يقول في خصائص التصور [ خصائص التصور الإسلامي ص308 ط/الإتحاد الإسلامي العالمي] : ( ووجود ماعداه من عبيد الله والعلاقة بين الوجودين هي علاقة الخالق بالمخلوق والإله بالعبيد ) .
    وما كان لكاتب المعالم والظلال ، وخصائص التصور ومقوماته إلا أن تكون عقيدته صافية بهذا الشكل ، فهو يقول في تفسير آية : { يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق . . . } [النساء: 171] : ( والله سبحانه تعالى عن الشركة ، وتعالى عن المشابهة ، ومقتضى كونه خالقا يستتبع - بذاته - أن يكون غير الخلق ، وما يملك ادراك أن يتصور إلا هذا التغاير بين الخالق والمخلوق ، والمالك والملك ) [في ظلال القرآن ص816 المجلد 2] .
    أرأيت هذه العبارة الأخيرة لعملاق الفكر الإسلامي : ( وما يملك إدراك أن يتصور إلا هذا التغاير بين الخالق والمخلوق ) ، أي: لا يمكن لعاقل في رأسه ذرة من تفكير أو بقية من لب أن يتصور أن الشيء وخالقة واحد ، ولا يمكن الإنسان سوي أن يمر بذهنه أو قلبه لحظة أن الحجر والشجر هو ذات الله -عز وجل- بل لقد كان المشركون الذي يعبدون الأصنام يقولون : { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } ، وكانوا يقولون : ( لبيك اللهم لبيك لاشريك لك ، إلا شريكا هو لك ، تملكه وما ملك ).
    ثم يقول الأستاذ رحمه الله في سورة الحديد : ( ولقد أخذ المتصوفة بهذه الحقيقة الأساسية الكبرى ، وهاموا بها وفيها ، وسلكوا إليها مسالك شتى ، بعضهم قال : أنه يرى الله في كل شيء في الوجود ، وبعضهم قال : أنه رأى الله من وراء كل شيء في الوجود ، وبعضهم قال : انه رأى الله فلم ير شيئا غيره في الوجود ، وكلها أقوال تشير إلى الحقيقة ، إذا تجاوزنا عن ظاهر الألفاظ القاصرة في هذا المجال ) [سورة الحديد في ظلال القرآن 6/3408 ط/الشروق] .
    إن ذكر كلمة المتصوفة في هذا المجال هو الذي جعل المنتقدين بهذه العبارات ينتفضون ، والمتصوفة يقولون بوحدة الوجود ، اذا فسيد قطب يقول بوحدة الوجود!!
    هذه عبارات أدبية خرجت مع قلم سيد قطب السيال بهذا النص ، هو يريد أن يوضح القضية الكبرى التي تجعل الإنسان يعبر على مسيرة الحياة بالمبادئ الربانية والشريعة الإلهية ، هذه القضية أن الله عزوجل هو الفعال لما يريد ، وكل فعل ممن عداه لايستحق أن ينظر إليه ، لانه صغير ، حقير ، وهو بجانب قدرة الله وفعله لايساوي شيئا ، بل كأنه غير موجود ، وكما يقول في مقدمة " في ظلال القرآن " : ( ومن ثم عشت في ظلال القرآن ، هادئ النفس ، مطمئن السريرة ، قرير الضمير ، عشت أرى يد الله في كل حادث وفي كل أمر) [مقدمة الظلال ص13].
    ويقول في تفسير { قل هو الله أحد } : ( ومتى استقر هذا التصور الذي لا يرى في الوجود إلا حقيقة الله ، مستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كل وجود آخر انبثق عنها ، وهذه درجة يرى فيها القلب يد الله في كل شيء يراه ، ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئا في الكون إلا الله ، لأنه لاحقيقة هناك يراها الآ حقيقة الله ) [في ظلال القرآن 6/4003 ط/دار الشروق].

    العبارات أدبية بأسلوب رائع رصين وفيها خفاء في المعنى وبعض الإبهام وهي تتضمن في ذاتها الفرق بين الخالق والمخلوق ، فهو يقول : ( مستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كل وجود آخر انبثق عنها ) ، إذن فهما وجودان: وجود الله ، ووجود كل شيء آخر انبثق من إرادة الله .
    هذه واحدة ، والشيء الآخر أن المسألة والقضية هي: مجرد مشاعر ورؤية قلبية فالعبارات تقول : ( وهذه درجة يرى فيها القلب يد الله في كل شيء يراه ) ، وأما إذا أردنا الوقوف على ظاهر الألفاظ فهل يرى القلب يد الله ؟
    قال ابن القيم في مدارج السالكين [1/451] : ( الفناء: هذا الإسم يطلق على ثلاث معان : أ - الفناء عن وجود السوى - غير الله - : فهذا فناء الملاحدة القائلين بوحدة الوجود ب- الفناء عن شهود السوى : فهو الفناء الذي يشير إليه أكثر الصوفية المتأخرين ، وهو الذي بنى عليه أبو إسماعيل الأنصاري كتابه ، وليس مرادهم فناء وجود ما سوى الله في الخارج ، بل فناؤه عن شهودهم وحسهم ، فحقيقته: غيبة أحدهم عن سوى مشهوده - الله - ج- الفناء عن إرادة السوى: وهو فناء خواص الأولياء وائمة المقربين ، فيغنى بمراد محبوبه منه عن مراده هو من محبوبه ) .
    ولابن القيم كلام قريب من هذا أن الأمر الذي يريد سيد قطب إقراره في القلب - هو: إرجاع الأمر كله إلى الله { قل إن الأمر كله لله } - ويريد أن يوهن أمر الأسباب حتى لا يعلق بها القلب البشري ، فهي صغيرة ، ضئيلة لا قيمة لها ولا وزن بجانب الإرادة الفعالة - ارادة الله - { فعال لما يريد } ، فوجود هذه الأشياء والأسباب والقوى التي تستعلي في الأرض صغير أمام الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء .
    إن سيد رأى تخاذل الناس أمام قوى الطغيان التي تستعبد الناس في الأرض ، فأراد أن يغرس في النفوس أن هؤلاء بقواهم وعددهم لا ينظر إليهم إذا نظرنا إلى وجود الله وقوة الله ، فكأنهم غير موجود ، لأن القلب المرتبط بالله ينظر إلى القوة الحقيقية ، ينظر إلى جبار السموات والأرض إلى الذي يمسك السموات أن تزولا ، فما هذا الغثاء وما بال هذا الزبد يطفو وينتفش ويستعلي على عباد الله ، وهو في حقيقته كأنه غير موجود.
    ويصرح سيد بهذا المعنى الذي يريد إقراره في النفوس في تفسير سورة الإخلاص : ( كذلك سيصحبه نفي فاعلية الأسباب ، ورد كل شيء وكل حدث ، وكل حركة إلى السبب الأول الذي منه صدرت ، وبه تأثرت.. وهذه هي الحقيقة التي عني القرآن عناية كبيرة بتقريرها في التصور الإيماني ، ومن ثم كان ينحي الأسباب الظاهرة دائما ويصل الأمور مباشرة بمشيئة الله { وما رميت إذا رميت ولكن الله رمى } ، { وما النصر إلامن عندالله } ، { وما تشاءون إلا أن يشاء الله } هذه هي مدارج الطريق التي حاد لها المتصوفة فجذبتهم إلى بعيد ) [تفسير سورة الإخلاص ، في ظلال القرآن 6/303] .
    وما أجمل لو أضاف سيد هنا وهو ينتقد الصوفية عبارة " فجذبتهم إلى بعيد بالقول بوحدة الوجود " ثم يضيف عبارته التي أوردها في سورة البقرة في تفسير { قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه } : ( والنظرية الإسلامية: أن الخلق غير الخالق ، وأن الخالق ليس كمثله شيء . . . ومن هنا تنتفي من التصور فكرة وحدة الوجود . . . .أي بمعنى أن الوجود وخالقه وحدة واحدة ، أو أن الوجود إشعاع ذاتي للخالق ، أو أن الوجود هو الصورة المرئية لموجده ، أو على أي نحو من أنحاء التصور على هذا الأساس ) [في ظلال القرآن مجلد1 /106 ط/دار الشروق] .
    وما أجملها من عبارة له -رحمه الله- يقول فيها : ( وعقيدة أن لله - سبحانه - ولدا عقيدة ساذجة ، منشؤها قصور في التصور يعجز عن إدراك الفارق الهائل بين الطبيعة الإلهية الأزلية الباقية والطبيعة البشرية المخلوقة الفانية ، والقصور كذلك عن إدراك حكمة السنة التي جرت بتوالد أبناء الفناء ، وهي التكملة الطبيعة لما فيها من نقص وقصور لايكونان لله ) [في ظلال القرآن مجلد 3/1805 ط/دار الشروق] .
    ويقول : ( الحقيقة الإعتقادية التي تنشأ في النفس من تقرير حقيقة الوحدانية . . حقيقة أن الوهية الخالق تتبعها عبودية الخلائق . . وأن هناك فقط الوهية وعبودية ، الوهية واحدة وعبودية كل شيء ، وكل أحد في هذا الوجود ) [في ظلال القرآن مجلد2/818 ط/دار الشروق] .
    هذه عبارة سيد قطب : يهاجم فيها بالنص " القول بوحدة الوجود " ويصرح فيها باللفظ مئات المرات ، أن مقام الإلوهية غير مقام العبودية ( وأن الخالق غير الخلق . . . فهناك إذن وجودان متمايزان . . وجود الله ووجود ما عداه من عبيد الله ) .
    فهل هذه تلتبس وتشبه عبارات القائلين بوحدة الوجود مثل ابن عربي ( ويسمى في حالة بإله ويسمى في حالة العبيد ) [الفتوحات المكية لابن عربي الباب 129].
    أو تشبه عبارات سيد ، عبارة جلال الدين الرومي!! ( يا من تبحثون عن الله ، إنما أنتم الله ، ليس الله خارجا عنكم.. هو انتم أنتم) [قاسم غني في كتابة تاريخ التصوف في الإسلام ص 153].
    أو هناك تماثل بين عبارات سيد الناصعة ، وبين قول فريد الدين العطار : ( اندمج أنت فيه ، فهذا هو الحلول.. فادخل الوحدة واجتنب الإثنية ) [قاسم غني في كتابة تاريخ التصوف في الإ سلام ص75] .
    أو هناك تقارب بين النصوص التي كتبها سيد وبين قول عبد الكريم الجبلي : ( إن الحق تعالى من حيث ذاته يقتض إلا يظهر في شيء إلا ويعبد ذلك الشيء ، وقد ظهر في ذرات الوجود ) [كتاب هذه هي الصوفية للوكيل ص38 نقلا عن الإنسان الكامل للجيلي2/83] .
    كان الأولى والأورع في دين الله ، قبل أن نتهم سيد قطب بالقول بوحدة الوجود ، أن نقرأ له أولا ، ثم بعد ذلك: نقدم المنطوق الصريح له على المنطوق غير الصريح ، ونقدم المفسر من قوله على القول المبهم له ، ونقدم بالترجيح المنطوق على المفهوم ، ونقدم عبارة النص على إشارة النص .
    هذه من القواعد الأساسية في علم الأصول للخروج بأحكام ، فإذا تعارضت النصوص لا بد من الجمع أولا ثم النسخ ثم الترجيح ، فهل حاولنا أن نقرأ تفسير جزء واحد من ثلاثين جزء من ظلال القرآن حتى تحكم على الرجل .

    إن سيد قطب لم يقل: إن كل ما تراه بعينك فهو الله ، وهذه المخلوقات التي يسميها أهل الظاهر مخلوقات ليست شيئا غير الله . إن سيدا يقول : ( ومتى استقر هذا التصور الذي لايرى في الوجود إلا حقيقة الله ، فستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كل وجود آخر انبثق عنها ، وهذه درجة يرى القلب فيها يد الله في كل شيء يراه ، ووراءها الدرجة التي لايرى فيها شيئا في الكون إلا الله ، لأنه لا حقيقة هناك يراها إلا حقيقة الله).
    إذن لم يقل -كما قال الشيخ الألباني- إن كل ما تراه بعينك فهو الله ، بل قال : ( يرى القلب فيها يد الله في كل شيء ) ، وشتان شتان بين رؤية القلب ورؤية العين .

    وقال سيد : ( ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئا في الكون إلا الله ) ، وفاعل " يرى " في هذه الجملة الثانية: ضمير مستتر تقديره " هو " يعود على القلب في الجملة الأولى ، فعبارة الأستاذ سيد : تصور ، رؤية القلب ، إحساس داخلي .
    وإن الإمام ابن القيم لا يعتبر هذا ولا أكثر منه صراحة من قبيل القول بوحدة الوجود ، يقول ابن القيم في مدارج السالكين [1/152] : ( وفرق بين إسقاط الشيء عن درجة الوجود العلمي الشهودي ، وإسقاطه عن رتبة الوجود الخارجي العيني ، فشيخ الإسلام - يعني الهروي صاحب منازل السائرين- بل مشايخ القوم المتكلمين بلسان الفناء هذا مرادهم ) ، هذه شهادة من إمام من أئمة السلف الذين يتذوقون أساليب البيان ، وتذوقوا طعم الأنس بالله من خلال السير صعدا على مدارج السالكين .
    يقول ابن القيم هذا الكلام السابق في تفسير عبارات الهروي صاحب المنازل ، يقول الهروي صاحب منازل السائرين : ( الفناء : هو اضمحلال ما دون الحق علما ، ثم جحد ، ثم حقا ، وهو على ثلاث درجات) .
    قال ابن القيم في تفسيرها : ( الفناء اضمحلال ما دون الحق جحدا ، لا يريد به أن يعدم من الوجود بالكلية ، وإنما يريد اضمحلاله في العلم فيعلم أن ما دونه باطل وأن وجوده بين عدمين ، وأنه ليس له من ذاته إلا العدم فعدمه بالذات ، ووجوده بإيجاد الحق له ، فيفني في علمه ، كما كان فانيا في حال عدمه ، فإذا فني في علمه ارتقى إلى درجة أخرى فوق ذلك ، وهي جحد السوى وإنكاره ، وهذه أبلغ من الأولى لأنها غيبته عن السوى فقد يغيب عنه وهو غير جاحد له ، وهذه الثانية جحده وإنكاره. ومن ههنا دخل الإتحادي وقال: المراد جحد السوى بالكلية ، وإنه ما ثم غير بوجه ما. وحاشا لشيخ الإسلام من الحاد أهل الإتحاد ، وإن كانت عبارته موهمة بل مفهمة ذلك ، وإنما آراء بالجحد في الشهود لا في الوجود ، أي يجحده أن يكون مشهودا فيجحد وجوده الشهودي العلمي ، لا وجوده العيني الخارجي ، فهو أولا يغيب عن وجوده الشهودي العلمي ، ثم ينكر ثانيا وجوده في علمه وهو اضمحلاله جحدا ، ثم يرتقي من هذه الدرجة إلى درجة أخرى أبلغ منها وحب اضمحلاله في الحقيقة ، وأنه لا وجود له البتة ، وإنما وجوده قائم بوجود الحق ، فلو لا وجود الحق لم يكن هو موجودا ، ففي الحقيقة : الموجود إنما هو الحق وحده ، والكائنات من أثر وجوده ، وهذا معنى قولهم : إنها لا وجود لها ولا أثر لها ، وإنها معدومة وفانية ومضمحلة ) [مدارج السالكين شرح منازل السائرين ح1/148-150].
    أين عبارات سيد قطب من عبارات الهروي ؟
    كل الذي قاله سيد : عدم رؤية القلب للأشياء لأنه متعلق بالحق ، بالوجود الحق ، فهذه الأشياء والمخلوقات لا يعلق بها القلب لأنه مشغول بالله ، فهي صغيرة حقيرة لا يراها القلب ولا يأبه لها فكأنها غير موجودة ، فالقضية بأختصار: إحساس قلبي ، ومشاعر نفسية ورؤية داخلية ببصيرته ببصره .
    أما عبارات الهروي : ( اضمحلال ما دون الحق علما ، ثم جحدا ، ثم حقا ) ، ( فإذا فني في علمه ارتقى إلى درجة أخرى فوق ذلك وهي جحد السوى وإنكاره ) ، أي إنكار ما سوى الله وجحده ، والعبارة واضحة في وحدة الوجود ، ومع هذا فإن ابن القيم رحمه الله يقول : ( وحاشا لشيخ الإسلام -الهروي- من إلحاد أهل الإتحاد ، وإن كانت عبارته موهمه بل مفهمة ذلك ، وإنما أراد بالجحود في الشهود لا في الوجود ، أي يجحده أن يكون مشهودا ، فيجحد وجوده الشهودي العلمي ، لا وجوده العيني الخارجي ) .
    ماذا نقول في سيد قطب لو قال بالدرجة الثالثة : ( ثم يرتقي من هذه الدرجة إلى درجة أبلغ منها وهي: اضمحلاله في الحقيقة ، وإنه لا وجود له البتة ) ، هذه عبارة ابن القيم في تفسير عبارة الهروي : ( ثم اضمحلاله حقا ) ويزيد ابن القيم في توضيح العبارة : ( وإنه لا وجود له البتة ، وإنما وجوده قائم بوجود الحق ، فلولا وجود الحق لم يكن هو موجودا ، ففي الحقيقة : الموجود إنما هو الحق وحده ، والكائنات من أثر وجوده ، هذا معنى قولهم : إنها لا وجود لها ولا أثر لها ، وإنها معدومه وفانية ومضمحلة ) .
    هل سمعت عبارة ابن القيم ؟ ( ففي الحقيقة: الموجود إنما هو الحق وحده والكائنات من أثر وجوده ) .
    ولقد دافع ابن القيم عن عبارات وأبيات للهروي خطيرة جدا [مدارج السالكين لابن القيم 1/ 147] .
    يقول الهروي :

    ما وحد الواحد من واحد..إذ كل من وحده جاحد

    توحيد من ينطق عن نعته..عارية أبطلها الواحد

    توحيده اياه توحيده..ونعت من ينعته لأحد

    قال ابن القيم : ( ومعنى أبياته: ما وحد الله -عزوجل- أحد توحيده الخاص ، الذي تفنى فيه الرسوم ويضمحل فيه كل حادث ، ويتلاشى فيه كل مكون ، فإنه لا يتصور منه التوحيد إلا ببقاء الرسم - وهو الموحد ، وتوحيده القائم به - فإذا وحده شهد فعله الحادث ورسمه الحادث ، وذلك جحود لحقيقة التوحيد ، الذي تفنى فيه الرسوم ، وتتلاشى فيه الأكوان ) .

    ثم يقول ابن القيم : ( رحمة الله على أبي إسماعيل ، فتح للزنادقة باب الكفر والإلحاد فدخلوا منه. وأقسموا بالله جهد أيمانهم: إنه لمنهم وما هو منهم ، وغره سراب الفناء . . . وحاشا شيخ الإسلام من إلحاد أهل الإتحاد ) .
    هذا موقف إمام السلف - ابن القيم - من عبارات تكاد تكون صريحة في وحدة الوجود ، فليتنا إذ لم نقف موقف ابن القيم وهو موقف الدفاع والتوضيح وإزالة الغبش والغموض ، أقول : ليتنا وقفنا موقف المحايد من الأستاذ سيد قطب ، لا الموقف الذي يحمل العبارات التي فيها شيء من الخفاء والإجمال على أسوأ تفسير وأخطر محمل فنقول : ( نحن لا نحابي في دين الله أحدا ، هذا الكلام كفر ) ، ولو تركنا هذه المسألة دون إثارة مافهم أحد من الناشئة أن هذا الكلام يشير إلى وحدة الوجود.
    لقد رأيت عبارات لابن تيمية قريبة من كلام سيد قطب يقول في دقائق التفسير [دقائق التفسير لابن تيمية تحقيق محمد الجليند، دار الأنصار1/201] : ( ومن المأثورعن أبي يزيد رحمه الله أنه قال: استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة الغريق بالغريق ، وعن الشيخ أبي عبد الله القرشي أنه قال : استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة السجين بالسجين ، وهذا تقريب وإلا: فهو استغاثة العدم بالعدم ) . هذا كلام ابن تيمية : استغاثة المخلوق بالمخلوق ، استغاثة العدم بالعدم ، فالمستغيث عدم والمستغاث به عدم ، إذا حملنا هذا الكلام على ظاهره فإنا نقول : إن المخلوقات لا وجود لها ، ولكن المقصود أن الوجود الحقيقي هو لله -عزوجل- فهو صاحب الإرادة والمشيئة الفعالة التي لا وجود لأية مشيئة أو إرادة إزاءها.
    وكثيرا ما يقول ابن تيمية -رحمه الله- الإنسان ليس له من نفسه إلا العدم ، ولعلك لاحظت الأدب الجم في النقل -عن أبي يزيد- مع أنه يقول بوحدة الوجود.. ( ومن المأثور عن أبي يزيد ) .
    ولقد رأيت أن شيخ الإسلام -ابن تيمية- وابن القيم يتلمسون الأعذار لبعض من قالوا بوحدة الوجود فيعاملونهم معاملة المسلمين ، لأنهم يعتبرون أن كلماتهم صدرت أثناء الغيبوبة ، ولذا فإن عبارة شيخ الإسلام عن أبي يزيد البسطامي الذي صرح بوحدة الوجود صراحة لا تأويل فيها ولا مواربه ، قال ابن تيمية عن أبي يزيد -رحمه الله- ، والدعاء بالرحمة لا يجوز إلا للمسلم مع أن أبا يزيد صرح صراحة جلية بوحدة الوجود .
    قال أبو يزيد : ( خرجت من الله إلى الله حتى صاح مني في ، يا من أنا أنت : سبحاني ، ما أعظم شأني ) [هذه هي الصوفية للوكيل 64] ، ( ما في الجبة الآ الله ) [مدارج السالكين 1/154] ، لكن ابن تيمية ينقل عنه وبأدب رفيع جم فيقول : ( ومن المأثور عن أبي يزيد رحمه الله ) .
    ويقول ابن القيم في المدارج : ( ولكن في حالة السكر والإصطلام والفناء قد يغيب عن هذا التميز ، وفي هذه الحال قد يقول صاحبها : ما يحكى عن أبي يزيد أنه قال : سبحاني أو ما في الجبة إلا الله ، ونحو ذلك من الكلمات التي لو صدرت عن قائلها وعقله معه لكان كافرا ، ولكن مع سقوط التمييز والشعور قد يرتفع عنه قلم المؤاخذة ) .
    وكثيرا ما كنت أقول بيني وبين نفسي: إن عبارات الكفر التي نقلت عن القائلين بوحدة الوجود لا يمكن أن تكون صادرة عن عاقل ، لأنها تصطدم مع أبسط العقليات ، وتناقض كل البديهيات ، وهذا الأمر الذي كنت أقوله بيني وبين نفسي - والله أعلم - إن لم ينطبق على كثير منهم فهو ينطبق على بعضهم .
    إن هذه الأقوال تصدر عنهم في حالات الغيبوبة أو كما يسميها إبن القيم في : ( حالة السكر والإصطلام والفناء ) ، فلا عقل ، لا تفكير ولا شعور ولا تمييز ، لا يمكن لعاقل مهما كان عقله أن يعتقد أن الخالق هو المخلوق ، وأن العابد هو المعبود ، وأن الله هو الإنسان ، فمن اعتقد هذا فهو إما مجنون أو زنديق كافر.
    إن استنباط حكم في أية مسألة يقتضي جمع النصوص التي تتعلق بالمسألة وبعدها ننظر لنخرج بالحكم بعد الإحاطة - على قدر الإمكان - بما ورد فيها من النصوص.
    فإذا سمعنا الحديث الذي رواه البخاري عن أم عطية رضي الله عنها قالت : ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقرأ علينا { أن لا يشركن بالله شيئا } ونهانا عن النياحة ، فقبضت امرأة يدها . . . ) [فتح الباري10/262] ، لا يجوز أن نأخذ حكما بمفهوم المخالفة للحديث ، فقبضت امرأة يدها أن غيرها صافح الرسول صلى الله عليه وسلم في البيعة ، لأن هذا المفهوم يعارض المنطوق الصريح لحديث البخاري الآخر ، قال عروة : قالت عائشة : ( فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات ، قال لها رسول الله صلى الل هليه وسلم : قد بايعتك كلاما ، ولا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط في المبايعة ، ما يبايعهن إلا بقوله: قد بايعتكن على ذلك ) . وبعد أن نطلع على الحديث الثاني نفهم الأول أن المراد من فقبضت امرأة يدها كناية عن تأخرها عن قبول شروط البيعة.
    إن الحكم على منهاج رجل أو عقيدته أو اتجاهه أو مسلكه أو لغته لايتم من خلال قراءة عبارة مقطوعة مبتورة من احدى صفحات كتبه ، ان الخروج على الناس بحكم على مفكر لا يجوز أن يتم قبل مطالعة كتبه ، ومعرفة المتقدم والمتأخر منها .
    ومن المعلوم كما بلغني من الثقات أن الشيخ الألباني كان يقول : ( إن خير من كتب عن التوحيد في هذا العصر هو سيد قطب ) ، وكان ينصح بقراءة " معالم في الطريق " لأنه يرى أن الكتاب وضح التوحيد .
    وسواء شهد لسيد قطب الناس أم لم يشهدوا ، فالحقيقة أكبر من أن تغطى ، لأن الشمس لا تغطى بغربال ، إن سيدا نذر حياته لشرح حقيقة التوحيد وهذا لا يعصم الإنسان من الخطأ أحيانا ، أو يمنع من أن يكون في بعض عباراته غموض ، وهذه العبارات الغامضة أو المبهمة تحمل على السيل الجارف من النصوص الموضحة للتوحيد والتي تتجلى فيها العقيدة الصافية للسلف بلا غبش ولا غموض .
    وكثيرا ما كان ابن تيمية رحمه الله يتمثل بهذا البيت الذي يحضرني في هذا المجال :
    وليس يصح في الأذهان شيء..إذا احتاج النهار إلى دليل

    وختاما :
    ما أجمل أن ننهي هذا المقال بهذه الصورة التي تلوح لسيد في مخيلتي وهم يسوقونه إلى خشبة المشنقة ، يتقدم إليه شيخ من المشايخ الرسميين الذين يمثلون عادة ، ليلقنوا الذي سيعدم كلمة الشهادتين ، إذ أن هذا من مراسيم عملية الإعدام ، تقدم الشيخ إلى سيد فقال له: ( يا سيد! قل أشهد أن لا إله الآ الله ) ، فالتفت إليه الأستاذ سيد قائلا : ( حتى أنت جئت تتم المسرحية ، نحن نعدم لإننا نقول لا إله الآ الله ، وأنتم تأكلون خبزا بلا إله الأ الله ، إتق الله يا هذا ، ولا تبق سيفا للظالمين ) .

    وختاما فليس هذا إلا دفاعا عن الحق - والله يشهد - وليس تعصبا لسيد قطب ، وإن كنت أعتبر سيدا أكثر مفكر في النصف الأخير من القرن العشرين أثر في البشرية وهز الجيل فانتفض بإسلامه ، ورسم " معالم الطريق " ، وأقام " الظلال " لتستريح الأجيال المسلمة من هجير الجاهلية ولفحها وتتقي حرها وصلاءها - نرجو الله أن يغفر لنا أجمعين - ووضح " خصائص التصور " وبين " المقومات " ، حتى يكون لل " شخصية المسلمة " خصائصها ومقوماتها ، وبشرنا أن " المستقبل لهذا الدين " بعد أن وضح لنا حقيقة " هذا الدين " .
    لقد هال الأستاذ سيد الصمت الرهيب المطبق من قبل الجماهير المتفرجة على قمع الحركة الإسلامية واجتثات الإسلام من الجذور على يد الطواغيت المسمين بأسماء المسلمين ، وفكر طويلا في سر موقف الجماهير غير عابئه ولا آبهة بما يجري للمسلمين من إبادة بين ظهرانيهم ، فخرج بنتيجة : أن الجماهير لم تفهم " لا إله الآ الله " ، ومن هنا نذر بقية حياته المباركة لتوضيح معنى لا إله إلا الله وتعميقها في النفوس حتى تؤتي ثمارها جنية مباركة في واقع الحياة.
    فغير كثيرا في الطبعة الثانية من " الظلال " ، وكتب " هذا الدين " ، و " المستقبل لهذا الدين " و " خصائص التصور الإسلامي ومقوماته " ، و " معالم في الطريق " .
    كان الأولى بالأستاذ الألباني أن يحاول :
    1- أن يجمع بين النصوص لسيد قطب: فيحمل المجمل على المبين ، والمبهم على الواضح .
    2- أو يلجأ إلى النسخ : فسورة البقرة التي كتبها سيد في الطبعة الثانية ، بعد سورة الحديد والإخلاص ، لأنه لم يصل إليها في الطبعة الثانية ، بل وصل إلى الجزء الرابع عشر فقط في الطبعة الثانية .
    3- أو يرجح بين النصوص المتعارضة لسيد ، فيرجح عبارة النص في سورة البقرة على إشارة النص في السورتين الحديد والإخلاص ، ويرجح المنطوق الصريح في مهاجمة وحدة الوجود على المنطوق غير الصريح في السورتين ، ويرجح المنطوق الصريح في سورة البقرة والنساء : ( أن مقام العبودية غير مقام الألوهية وإنهما متمايزان بلا امتزاج ) على المفهوم الوارد في سورتي الحديد و الإخلاص .
    4- أو يلجأ إلى إسقاط العبارتين فيسكت عما فيهما .
    وكان الأولى كذلك أن لا تنشر " المجتمع " هذا الكلام ، لأن فيه فتنة للشباب وبلبلة لهم ، لأنه " لا يحدث أحد قوما بمقالة لا تبلغها عقولهم إلا كان فتنة لهم " ، " حدثوا الناس بما يفهمون ، أتريدون أن يكذب الله ورسوله " هذه وصية السلف للخلف .
    وأخيرا أرجو الله أن يجمع القلوب ، وأن يجعل كلامنا كله خالصا لوجهه ، وأن يجمعنا مع سيد قطب -إن شاء الله - مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا ، وأن يغفر لنا وللشيخ الألباني وللسلف والخلف ولسيد قطب وللمسلمين أجمعين .
    -{ ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم }
    وسبحانك اللهم وبحمدك
    أشهد أن لا اله إلا أنت
    أستغفرك وأتوب إليك
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين"..ا.هـ .كلام الإمام المجاهد عبدالله عزام رحمه الله وتقبله شهيد..

    رحِم الله شيخنا المجاهد عبدالله عزام ..وهو والأستاذ سيد قطب أكبر مثال على العلماء العاملين..علمٌ وجهاد..وكلاهما مات في سبيل الله..فلله درهما من شيخان فاضلان..مجاهدان عالمان..
    وهذا كلام الشيخ أبو بصير حفظه الله..
    "وردني سؤال يقول :
    قد كثر مؤخراً الكلام على سيد قطب رحمه الله بين طاعن ومادح .. واختلط الأمر على كثير من الشباب .. فما تقييمكم لذلك، وما هو رأيكم في سيد .. وجزاكم الله خيراً ؟

    الجواب:
    الحمد لله رب العالمين .
    عند الحديث عن كبار أهل العلم وإرادة تقييمهم، والحكم عليهم بالجرح أو التعديل، لا بد من النظر إلى عدة أمور..
    منها : النظر إلى مجموع حسنات العالم ومجموع مواقفه وأحواله .. ومن جهة أخرى النظر إلى مجموع سيئاته أو أخطائه إن وجدت، وإجراء عملية الترجيح بينهما، وبيان أيهما يغلب ويرجح على الآخر ..!
    ومنها : رد المتشابه من أقواله وكلامه إلى المحكم .. وبناء الأحكام عليه وعلى أفكاره ومذاهبه من خلال المحكم الصادر عنه، وليس المتشابه .. حيث ما من عالم إلا وله عبارات متشابهة حمالة أوجه لو أخذت بمفردها، وحوكم على أساسها لظلم العالم وفُهم خطأ، وربما لضلل وفُسق .. ولكن عندما يرد هذا المتشابه إلى المحكم من كلامه ومواقفه، فإن الصورة تتضح أكثر، ويكون الحكم والقرار أقرب إلى الإنصاف والعدل.
    ومنها : النظر إلى مجموع مراحل الطلب والالتزام الذي مر بها العالم .. والتفريق بين مراحل ما قبل الالتزام ـ إن وجدت ـ وبين مراحل ما بعد الالتزام، واعتماد المراحل الأخيرة من حياته، واجتهاداته، وإطلاقاته .. فالعبرة بالخواتيم، وبما يُختم به على المرء.
    فمن الظلم كل الظلم أن تقيم الإنسان من خلال حياته المنحرفة أيام جاهليته ـ إن وجدت ـ وتغض الطرف عن مرحلة ما بعد ذلك من التوبة والاستقامة والالتزام والجهاد التي خُتمت به حياته..!
    ومنها : مراعاة الظروف والأجواء والملابسات المحيطة به لحظة وقوع العالم في الخطأ .. فهي تعيننا على فهم مراده وقصده مما قد أخطأ فيه .. والدافع الذي حمله على الوقوع في الخطأ!
    ثم أن هذه الأجواء والملابسات المحيطة به إن لم تمنع من تخطئته والإشارة إلى قوله أو فعله بأنه خطأ إلا أنها قد تمنع تكفيره أو تضليله وتفسيقه ..!
    ومنها : التجرد من الهوى والتحامل المجحف، والأحكام المسبقة عندما يريد الإنسان أن يقيّم إنساناً آخر، وبخاصة إن كان هذا الآخر عالماً من علماء الأمة له سابقة جهاد وبلاء في سبيل الله .. وما أقل هؤلاء المنصفين المتجردين من أهوائهم للحق في زماننا !!
    فهذا التمهيد هام وضروري بين يدي الجواب على السؤال الوارد أعلاه، والخاص بسيد رحمه الله ..
    وألخص الجواب على هذا السؤال في النقاط التالية :
    مر سيد قطب رحمه الله في حياته في ثلاثة مراحل:
    مرحلة ما قبل الالتزام : ومرحلة التحول إلى الإسلام والعمل الإسلامي، ومرحلة النضج والالتزام والانطلاق الجاد في الدعوة لهذا الدين والجهاد في سبيل الله، وهذه مراحل المتأخر منها ناسخ لما تقدم منها.
    فمرحلة ما قبل الالتزام بالدعوة والعمل الإسلامي امتدت تقريباً إلى سنة 1945 .. تقلب فيها سيد بين حزبي الوفد والسعديين، ومناصرة العقاد وأدبه وفكره .. وفي هذه المرحلة كتب سيد مقالات وأبحاث عدة، يؤخذ عليه كثير مما كتب فيها .. ولو أراد المرء أن يقيم سيد من خلال كتاباته ومواقفه في تلك المرحلة التي أنهاها بكتابه المعروف " بالتصوير الفني في القرآن " لخرج بطامات لا يستهان بها في ميزان العقيدة والتوحيد .. ولكنها حياة منسوخة بالنسبة لسيد بما صدر عنه فيما بعد من كتابات ومواقف.
    فليس من الإنصاف والعدل أن يعكف المرء على كتابات سيد في تلك المرحلة ـ التي يسميها سيد نفسه في أكثر من موضع في الظلال وغيره بأنها مرحلة الضياع ـ ثم يخرج للناس ليقول لهم انظروا ماذا يقول سيد .. وهذه هي مواقف سيد ؟!!
    أما المرحلة الثانية : وهي مرحلة التحول إلى العمل الإسلامي والتي انتهت تقريباً في نهاية عام 1950 .. في هذه المرحلة تجرأ سيد على الكتابة في مسائل لم يُسبق إليها من أحد، وقبل أن يتمكن من علوم الإسلام وبخاصة منها علمي الحديث والفقه مما أدى إلى وقوعه في بعض الأخطاء التي أخذت عليه كما في كتابه " العدالة الاجتماعية " الذي يُعتبر أول كتاب إسلامي له .. والذي كتبه عام 1948 تقريباً في أوج استفحال الاشتراكية وانتشارها في الأمصار، مما حمل بعض الدعاة آنذاك أن يتكلموا ويكتبوا عن اشتراكية الإسلام مواكبة للتيار الجارف الداعي للاشتراكية .. من جملة هذه الأخطاء التي أخذت على سيد في كتابه المذكور طعنه ببعض الصحابة وعلى رأسهم عثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين .. معتمداً في ذلك على روايات غير محققة وأكثرها موضوعة ومكذوبة ـ من صنع الروافض ـ لا تصح من حيث السند ولا من حيث المعنى ..!
    فإن قيل أن سيد قطب لم يكن يريد الطعن لمجرد الطعن على طريقة الروافض الخبثاء .. وإنما أراد أن يظهر عظمة النظام الاقتصادي في الإسلام، وما كان قد اعترى هذا النظام من فساد وانحراف في أواخر عهد الخليفة الثالث عثمان ? ..؟!
    أقول : مهما قيل عن الدافع والملابسات التي حملت سيد ـ في تلك الحقبة والمرحلة ـ على النقد الجارح لبعض الصحابة رضي الله عنهم فهو مخطئ، وخطأه مردود عليه لا يُتابع فيه ..!
    لكنها مرحلة كذلك لا يجوز أن يُقيم سيد رحمه الله من خلالها .. وبخاصة أنه يُنقل عن سيد أنه تخلى عنها وعن كثير مما كتب فيها .. كما يُنقل ذلك عن أخيه محمد قطب وغيره من الباحثين [ انظر سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد، ص 509 ]!
    المرحلة الثالثة : وهي مرحلة النضج والجهاد، والبلاء .. التي تعتبر ناسخة لجميع مراحل حياة سيد المتقدمة والتي بدأت في أوائل الخمسينيات .. وانتهت بنهاية حياة سيد معلقاً على أعواد مشانق الطواغيت، بعد عدة سنوات قضاها في سجون الظالمين !!
    وفي هذه المرحلة الناسخة صدر عن سيد رحمه الله الكتب التالية: الظلال، وهذا الدين، والمستقبل لهذا الدين، وخصائص التصور الإسلامي، ومقومات التصور الإسلامي، والإسلام ومشكلات الحضارة، وكتابه العظيم معالم في الطريق ..
    فمن أراد أن يقيّم سيد قطب، وإنجازه العلمي عليه أن يعكف على هذه المرحلة من حياته، وعلى إنجازاته العلمية التي أنجزها في تلك المرحلة الجادة من حياته.
    عند تقييم سيد ـ رحمه الله ـ ينبغي النظر إلى جميع جوانب سيد: الإبداعية العلمية منها إضافة إلى مواقفه الدعوية والجهادية، وما تعرض له من بلاء وتعذيب في سبيل الدعوة إلى الله .. كما ينبغي النظر إلى الخاتمة التي ختم عليها سيد التي تجب ما قبلها؛ وهي خاتمة خير وشهادة إن شاء الله ولا نزكيه على الله .. فهذا كله يجب أن يكون معتبراً عند التقييم، والحكم على سيد!
    فكثير من الدعاة يكتب كتابات جيدة ومنمقة .. ولكن لا يواكبها مواقف دعوية ترقى بصاحبها إلى مستوى الكلمات التي خطها في كتبه .. ولو نظرت إلى كثير من هؤلاء لوجدتهم يتوسدون عتبات الطواغيت يستعطفونهم المن والعطاء .. مع علمهم أن الطاغوت لا يمكن أن يقبل منهم مقابل ذلك العطاء أقل من الولاء والجدال عنه في الباطل والزور .. فمثل هؤلاء أنى تنفعهم كتبهم ومؤلفاته المنمقة والمدعومة .. وهم في نفس الوقت يكذبونها بمواقفهم العملية والتي هي أصدق تعبيراً عما في أنفسهم من أمراض وآفات!!
    قد وقع سيد قطب رحمه الله في أخطاء لا يُتابع فيها، ولا يُقر عليها .. ويُحذر منها ـ أي من الأخطاء ـ كل من أراد أن يطالع كتب سيد .. من تلك الأخطاء: وقوعه في التأويل المذموم وموافقته لمذاهب الأشاعرة في الصفات .. ومنها قوله بعدم حجية خبر الآحاد في العقائد وهذا بخلاف ما عليه أهل السنة والجماعة ..!
    فهذه الأخطاء لا يُتابع عليها سيد .. ويجب الاعتراف بأنها أخطاء وأن سيداً قد أخطأ في تلك المسائل .. وأنه لم يوفق إلى الحق والصواب فيها .. وهذا طبع البشر المجبولين على الخطأ .. والكمال عزيز .. وجلّ من لا يُخطئ !!
    لم يكن سيد هو أول وآخر من أخطأ في مسائل الصفات .. وكذلك خبر الآحاد .. فإن كثيراً من فحول الأمة وعلمائها الأقدمين قد وقعوا في هذا النوع من الخطأ .. وسيد متابع لهم ولأقوالهم .. وذلك لم يمنع من إنصافهم والثناء عليهم بما أصابوا فيه .. والاستفادة من علومهم وكتبهم النافعة !!
    فالإنصاف في هذه الحالة يقتضي أن يُقال: أصاب سيد في كذا .. وأخطأ في كذا .. وليس أخطأ في كذا ونعمي العين ـ لهوى متبع ـ عما قد أصاب فيه وأجاد .. وما أضخم هذا الجانب عند سيد رحمه الله ؟!!
    لسيد قطب ـ رحمه الله ـ حسنات تتمثل في جهاده وصدعه بالحق، وبلائه الكبير في سبيل هذه الدعوة .. نرجو إن شاء الله أن تكون كفارة له عما قد أخطأ فيه .. فإن الحسنات يذهبن السيئات .. وكذلك البلاء فإنه يطهر صاحبه من الخطايا والذنوب والآثام إلى أن يجعله يمشي على الأرض وما عليه خطيئة واحدة .. والبلاء بالنسبة للمؤمنين وبخاصة منهم العلماء العاملين قرينة صريحة على قوة الإيمان والدين.
    كما في الحديث:" يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلباً اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يزال بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة " وقال ?:" وما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة ". وقال ?:" أشد الناس بلاء الأنبياء ثم المثل فالأمثل ..".
    وسيد قطب ـ رحمه الله ـ قد ابتلي بلاء شديداً في سبيل الدعوة إلى الله وإلى دينه .. في سبيل شهادة التوحيد أن لا إله إلا الله .. حيث امتد اعتقاله في زنازين الطواغيت إلى أكثر من عشر سنوات .. إلى أن صدر الطاغوت بحقه حكم الإعدام شنقاً .. وكان سيد رحمه الله بإمكانه أن يريح نفسه من كل هذا العناء بكلمة اعتذار يخطها للطاغوت، كما كان يتمنى الطاغوت ذلك منه ـ كلمة اعتذار بل كلمات تبجيل وولاء وفداء يخطها كثير من الدعاة في هذا الزمان ممن ينقمون على سيد جهاده وصبره على البلاء .. من أجل فتات يسير يرميه إليهم الطاغوت، أو حظ من حظوظ الدنيا يلتمسونه عنده .. وليس من أجل أن يعتقوا رقابهم من حكم الإعدام شنقاً ـ ولكن أبى سيد إلا أن يكون صادقاً مع الكلمة التي طالما كتب ودافع عنها ألا وهي شهادة التوحيد لا إله إلا الله .. وإن أدى ذلك إلى تعليقه على أعواد مشانق الطواغيت الظالمين !
    قبل أن يلتزم سيد بالإسلام كان أديباً حاذقاً .. قد اشتغل بالأدب وفنونه كتابة وقراءة وتدريسا، حتى فاق فحول الأدب والبلاغة في زمانه .. وهذا ـ مما لا شك فيه ـ قد أثر على أسلوبه عندما كتب عن الإسلام في مراحله المتأخرة .. لذا قد يجد القارئ أحياناً بعض العبارات والاطلاقات المشكلة على الأفهام يغلب عليها الطابع الأدبي البياني .. فليس من العدل مثلاً أن يُحكم على " الظلال " هذا العمل النافع الضخم الذي تجاوزت عدد صفحاته أربعة آلاف صفحة .. بأنه " ضلال وظلام " وغير ذلك من الأوصاف الجائرة المجحفة .. من أجل تلك الاطلاقات أو العبارات المشكلة على الأفهام ..!
    ليس من العدل والإنصاف أن يُحكم على " الظلال " هذا الكتاب العظيم .. الذي تجاوزت عدد صفحاته أربعة آلاف صفحة بالحرق والتلف ـ كما يقول بذلك بعض المعاصرين المشبوهين ـ من أجل أخطاء قد تحصر في صفحة أو صفحتين ..؟!!
    ولو صح هذا المنطق الأعوج الظالم لتعين حرق كتب ومؤلفات جميع أهل العلم .. ولما بقي كتاب لعالم سالماً للأمة!
    فما من عالم إلا وأخذ عليه في مسألة ومسائل .. وما من كتاب إلا وقيل فيه ورد عليه .. حاشا كتاب الله تعالى .. والكتب الحاوية للسنة الصحيحة الثابتة عن النبي ?.
    ما وقع فيه سيد من خطأ ـ قد تقدمت الإشارة إليه ـ لم يمنع الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ من أن يثني خيراً على سيد، وأن يستدل بكلام سيد كما في مقدمة كتابه " مختصر العلو " حيث استدل بكلام لسيد قطب ـ بصيغة المدح والتأييد ـ ما يعادل ثلاث صفحات، وابتدأ كلامه: فها هو الأستاذ الكبير سيد قطب رحمه الله .. وبدأ بسرد كلامه ..!
    والسؤال : إذا كان الشيخ الألباني يصف سيد قطب بالأستاذ الكبير ويترحم عليه .. ويستدل بكلامه في أكثر من ثلاث صفحات متتاليات في مقدمة الكتاب فقط .. فكيف بربيع المدخلي ومن تابعه من المقلدة الجهال يشتمون سيداً ويرمونه بالضلال وغير ذلك من الاطلاقات الجائرة .. ويحذرون منه ومن كتبه ..؟!
    فأيهما: على حق وصواب الشيخ ناصر أم المدخلي ..؟!!
    وأيهما أدرى بمادئ وقواعد الجرح والتعديل .. الشيخ ناصر أم المدخلي ..؟!!
    وأيهما أولى بالاتباع والتقليد ـ إن جاز التقليد في مثل هذه المواضع ـ الشيخ ناصر أم المدخلي ..؟!
    وأيهما السلفي ويمثل الرأي السلفي المعاصر الشيخ ناصر أم المدخلي ..؟!
    قلتم : أن الشيخ بكر أبو زيد قد أخطأ وخرج عن السلفية .. ونصر أهل البدع .. عندما لم يوافق المدخلي على جهالاته وإطلاقاته الجائرة بحق سيد رحمه الله .. فهل تجرؤون أن تقولوا في الشيخ ناصر ما قلتموه في الشيخ بكر ..؟!
    ومما استدل به الشيخ ناصر من كلام سيد بصيغة المدح والتأييد .. هو نفسه مما ينكره المدخلي على سيد أشد الإنكار، ويعتبر ـ بسبب جهله لقواعد التكفير ـ أن سيداً قد كفر الناس
    والمجتمعات بهذه الكلمات ..!!

    وإليك الكلمات التي استدل بها الشيخ ناصر من كلام سيد رحمهما الله تعالى، فقال الشيخ ناصر: ثم ذكر ـ أي سيد ـ رحمه الله عاملين آخرين، ثم قال:" نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم . كل ما حولنا جاهلية .. تصورات الناس وعقائدهم، عاداتهم وتقاليدهم، موارد ثقافتهم، فنونهم وآدابهم، شرائعهم وقوانينهم، حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية، ومراجع إسلامية، وفلسفة إسلامية، وتفكيراً إسلامياً .. هو كذلك من صنع هذه الجاهلية .. فلا بد إذن في منهج الحركة الإسلامية أن نتجرد في فترة الحضانة والتكوين من كل المؤثرات الجاهلية التي نعيش فيها ونستمد منه ..".
    هذا الكلام يستدل به الشيخ الألباني بصيغة المدح والتأييد كما في مقدمته لكتابه مختصر العلو .. بينما المدخلي يعتبر هذا الكلام ـ بسبب جهله بضوابط وقواعد التكفير ـ أنه تكفير للناس والمجتمعات بأعيانها ..!!
    ومما حمل المدخلي على الحنق والحقد على سيد هذه العبارات وأمثالها التي تغيظ الطواغيت الظالمين .. ولكن أنظر ـ أيها الأخ السائل ـ الفرق بين موقف وفهم الشيخ ناصر لهذه الكلمات وبين موقف وفهم المدخلي لها ..؟!!
    ونعيد هنا ما كنا قد سألناه من قبل: أيهما السلفي، ويمثل السلفية المعاصرة الشيخ ناصر .. أم المدخلي .. وأيهما أكثر فهماً للسلفية الشيخ ناصر أم المدخلي ..؟!!
    وأيهما أكثر غيرة على السلفية الشيخ ناصر أم المدخلي ..؟!!
    كل ما تقدم يجعلنا نضع إشارات استفهام عديدة على موقف ربيع المدخلي المغالي تجاه سيد وكتب سيد ..؟!
    ما الذي حمله على هذا الحنق والحقد، وهذه الدعاية المكثفة ضد سيد وكتبه تحديداً .. أهو نصرة الحق والمنهج السلفي كما يدعي .. أم الرغبة الجامحة في خدمة طواغيت الحكم المعاصرين الذين تغيظهم كتب وأفكار سيد .. من خلال تنفير الناس عن فكر وكتب سيد رحمه الله ؟!
    من المستفيد من هذه الحملة الشعواء الطائشة على سيد وفكره وكتبه .. طلاب العلم .. المنهج السلفي .. أم طواغيت الحكم والكفر والجور .. الذين استهدفهم سيد في كثير من كتاباته وكلامه، ومواقفه؟!
    آتوني بطاغوت واحد من طواغيت الأرض ممن يحكمون المسلمين بقوانين الكفر والشرك والظلم .. قد تكلم عليه ربيع المدخلي كلمة واحدة .. وليس كما يتكلم على سيد .. أو ألف فيه مقالاً وأوراقاً وليس كتباً ومؤلفات كما كتب في سيد .. أو حذر الأمة من شره وكفره وخطره كما يحذر الناس من سيد ومن فكره ..؟!
    أم أن تحذير الأمة من كفر الطواغيت وإجرامهم وباطلهم لا تخدم الدعوة السلفية والشباب السلفي .. كالتحذير من سيد وكتبه ؟!!
    كل هذا مما يجعلنا نضع عشرات إشارات الاستفهام على هذه الحملة المشبوهة والمريبة التي يتزعمها ربيع المدخلي ومن معه من أتباعه ومقلديه .. كالحلبي والهلالي .. على سيد، وعلى كتب وفكر سيد رحمه الله ..؟!
    القضية لو وقفت عند نقد سيد فيما قد أخطأ فيه وبيان الحق في ذلك ـ من غير جنوح إلى إفراط ولا تفريط ـ وبتجرد وإنصاف، لما وجدت مشكلة ـ حول سيد ـ مع ربيع المدخلي ولا غيره ممن يقلدونه .. لأنه لا أحد يقول بعصمة سيد أو أنه فوق أن يُعقب عليه .. بل هو ممن يخطئ ويصيب .. يؤخذ منه ويرد عليه .. ولكن ذلك كله ينبغي أن يكون في حدود الإنصاف والعدل الذي ينبغي أن يتحلى به الباحث الإسلامي .. وهذا لم نلمسه من المدخلي عندما يكتب أو يتكلم عن سيد وجهاد سيد، وعلم سيد ..!!
    رحم الله سيد قطب رحمة واسعة .. وعفا عنه وعن زلاته وأخطائه .. وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء .. كما صدع بالحق .. وأبان الطريق .. وجاد بنفسه في سبيل الله .. وخط ببنانه الظلال ومعالم في الطريق.

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين"..ا.هـ .كلام الشيخ أبو بصير حفظه الله..
    وقد يقول البعض أن بين كلام الشيخ عبدالله عزام والشيخ أبوبصير بعض الإختلاف بخصوص موقف الشيخ الألباني من الأستاذ سيد قطب..
    أنا أقول يبدو أن الشيخ الألباني رحمه الله هو المتناقض..فهو يأخذ من كتب سيد قطب ويستفيد..ثم يأتي وينتقده..لكنه أحسن من غيره..وجزا الله علماءنا خير الجزاء..
    ----------------
    هذا واسأل الله أن يغفر لأستاذنا سيد قطب وأن يرحمه رحمةً واسعة..
    وأن يُرينا في اعداءه عجائب قدرته..

    والله من وراء القصد..
    والسلام عليكم ..
    كتبه..العميد..

  2. #2
    هذه بعض مؤلفات الأستاذ سيد قطب رحمه الله..
    2-معالم في الطريق .. http://www.sahwah.net/Download/main/said/kotob/3.zip ..
    3-خصائص التصور الإسلامي.. http://www.sahwah.net/Download/main/said/kotob/2.zip ..
    4-المستقبل لهذا الدين .. http://www.sahwah.net/Download/main/said/kotob/5.zip ..
    6-الإسلام ومشكلات الحضارة .. http://www.sahwah.net/Download/maktabah/books/71.zip ..
    لماذا أعدموني؟ .. http://www.almaqdese.com./r?c=2.3.01&i=3 ..
    له قصيدة من أجمل القصائد يقول فيها:-
    أخي أنت حرٌ وراء السدود أخي أنت حرٌ بتلك القيود
    إذا كنت بالله مستعصما فماذا يضيرك كيد العبيد
    أخي ستبيد جيوش الظلام ويشرق في الكون فجر جديد
    فأطلق لروحك إشراقها ترى الفجر يرمقنا من بعيد
    أخي قد أصابك سهم ذليل وغدرا رماك ذراعٌ كليل
    ستُبترُ يوما فصبر جميل ولم يَدْمَ بعدُ عرينُ الأسود
    أخي قد سرت من يديك الدماء أبت أن تُشلّ بقيد الإماء
    سترفعُ قُربانها للسماء مخضبة بدماء الخلود
    أخي هل تُراك سئمت الكفاح وألقيت عن كاهليك السلاح
    فمن للضحأيا يواسي الجراح ويرفع راياتها من جديد
    أخي هل سمعت أنين التراب تدُكّ حَصاه جيوشُ الخراب
    تُمَزقُ أحشاءه بالحراب وتصفعهُ وهو صلب عنيد
    أخي إنني اليوم صلب المراس أدُك صخور الجبال الرواس
    غدا سأشيح بفأس الخلاص رءوس الأفاعي إلى أن تبيد
    أخي إن ذرفت علىّ الدموع وبللّت قبري بها في خشوع
    فأوقد لهم من رفاتي الشموع وسيروا بها نحو مجد تليد
    أخي إن نمُتْ نلقَ أحبابنا فروْضاتُ ربي أعدت لنا
    وأطيارُها رفرفت حولنا فطوبى لنا في ديار الخلود
    أخي إنني ما سئمت الكفاح ولا أنا أقيت عني السلاح
    وإن طوقتني جيوشُ الظلام فإني على ثقة ... بالصباح
    وإني على ثقة من طريقي إلى الله رب السنا والشروق
    فإن عافني السَّوقُ أو عَقّنِي فإني أمين لعهدي الوثيق
    أخي أخذوك على إثرنا وفوج على إثر فجرٍ جديد
    فإن أنا مُتّ فإني شهيد وأنت ستمضي بنصر مجيد
    قد اختارنا الله في دعوته وإنا سنمضي على سُنته
    فمنا الذين قضوا نحبهم ومنا الحفيظ على ذِمته
    أخي فامض لا تلتفت للوراء طريقك قد خضبته الدماء
    ولا تلتفت ههنا أو هناك ولا تتطلع لغير السماء
    فلسنا بطير مهيض الجناح ولن نستذل .. ولن نستباح
    وإني لأسمع صوت الدماء قويا ينادي الكفاحَ الكفاح
    سأثأرُ لكن لربٍ ودين وأمضي على سنتي في يقين
    فإما إلى النصر فوق الأنام وإما إلى الله في الخالدين
    والسلام عليكم ..

  3. #3
    التسجيل
    21-10-2003
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    594

    Re: ليس دفاعاً عن سيد قطب فحسب..بل دفاعاً عن منهج أهل السنة في نقد الرجال ومؤلفاتهم !!..

    كلام جميل ...ولكن؟

    ((خش هنا----->http://qutby.cjb.net/

    والسلام عليكم...؟

  4. #4
    التسجيل
    09-09-2003
    الدولة
    مكة المكرمة - Medical Student
    المشاركات
    18,300
    جزاك الله خير أخي العميد



    للإيميل الرسمي رسالة على الخاص ..
    Out of order since 2005 ..
    Dr. Mustafa, MBBS Intern.

  5. #5
    التسجيل
    26-02-2003
    الدولة
    dxb
    المشاركات
    161
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    حتى الاموات صرت تتكلم عنهم يا محمد
    الا تخاف الله انت من المدخليه
    تعالوا ابين لكم جماعه المدخليه عندنا في دوله الامارات
    هم جماعه اكثرييتهم من امن الدوله يطلبون العلم ولا يوجد عنهم جهاد يطعنون في مشايخ الامه
    و في من الشيخ نبيل العوضي والجبيلان والقرني وغيرهم كثير لانهم اصحاب جرح وتعديل ويجب ان يبينوا اخطء العلماء ولما ذلك لشيء هو الهوى نعم الهوى
    ما تركوا احدا الا وقالوا هذا سروري وقبوري واخواني
    هل انتم تحاسبون الناس على افعالهم ام الله سبحانه وتعالى
    الا تخشون رب الارباب اتقوا في انفسكم
    ما تركوا شيخ يدعوا للجهاد الا وطعنوا فيه ومن يتكلم فيهم صغار الشباب
    ولا يعرفون انه لا يجوز ان يتكلم في الجرح والتعديل الا امام مجاز وهم مثل العصافير والببغاوات ينقلون الكلام ولا يدرون صحته بل يمدحون ويحبون شيخ وعندما يخالفهم ينقلبون عليه حتى الشيخ ربيعة المدخلي لم يسلم منهم عصبه تنقلب على معلمها وشيخها اعوذ بالله سبحانه منهم
    وهم يحاولون الان القضاء على جميع الجماعات ويوقفون الجهاد بدعوى ان النصر سياتي باذن الله سبحانه
    نعم سيأتي ولكن هل سيأتي ونحن نطلب العلم ام نتحرك ونجاهد ونقاوم
    قال المصطفى -صلى الله عليه سلم - (لا يزال الجهاد قائما في امتي حتى قيام الساعه) او كما قال صلوات الله عليه
    فأقول الرجاء واكررها 1000 مره ارجوكم لا تقوموا بالرد عليهم ولا تناقشوهم لانهم يتكلمون في امور ليسوا اهلا لها ولا يحق لهم شرعا ان يتكلموا فيه هذا ان اردتم رأي الشريعه الاسلاميه فيهم
    ام انك تتبعك هواك
    اما تخشون الله بدل ان تعلموا صغار الشباب في الفقه واداب الحديث والعباده تحشون عقولهم بالتكلم على شيخ وامام ما هذا الدرب
    حاشانا الله منكم وعافانا مما ابتلاكم
    فاقول كفوا ايديكم والسنتكم فالكل محاسب وكلامي هذا دليل لكم عن منهجهم المخالف لاهل السنه لانهم توغلوا كثيرا فيه وعظموا الامر اكثر من اللازم والذي يقودهم هنا في الامارات من أمن الدوله ولما لقمع الجماعاتت وهل الدوله تحكم بالشريعه الاسلاميه طبعا لا وذا شيء معروف للكل فكيف لاشخاص لا يحكمون بالشريعه الاسلاميه هنا قودون جماعه اسلاميه ووتحكم فيهم
    افهموها تريد ان تمشيها كيفما تريد بدعوى باطله
    والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    سبحانك الله وبحمدك اشهد ان اله الا انت استغفرك واتوب اليك

  6. #6
    أخوي مجاهد..

    تقول أنهم انقلبوا على شيخهم ربيع المدخلي..

    اقول لك بل هو كبيرهم الذي علمهم السب والشتم ..!

    كما علم فرعون قومه السحر..!

    وسبحان الله انقلب السحر على الساحر..!

    فهاهم الرافضة يستدلون بطعن ربيع المدخلي في الصحابة..!

    يقولون الرافضة في أحد مواقعهم ..
    "طعن شيخهم ربيع بن هادي المدخلي في الصحابة ، و كذا تلميذه أبو الحسن المأربي ...

    بقلم العروة الوثقى



    أما ربيع المدخلي :

    1 ـ في شريط : " الشباب ومشكلاته " وجه ( ب ) : " .... والله كان صحابة فقهاء، في أمور السياسة ما ينجحون، ما يستطيعون يستنبطون، في الإذاعة والإشاعة يقعون في فتنة، قضية الإفك طاح فيها كثير من الصحابة .... "


    2 ـ في شريط : " العلم والدفاع عن الشيخ جميل " وجه ( ب ) : " كان عبد الله ، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وابن مسعود، وغيرهم وغيرهم، من فقهاء الصحابة وعلمائهم، ما يصلحون للسياسة،معاوية ما هو عالم, لكن والله يملأ الدنيا سياسة، والمغيرة بن شعبة: مستعد يلعب بالشعوب على اصبعه دهاء، ما يدخل في مأزق، إلا ويخرج منه " اهـ


    3 ـ وفي وجه ( أ ) من هذا الشريط، " خالد يصلح للقيادة، ما يصلح للسياسة .... "


    4 ـ وفي كتاب : " التعصب الذميم وآثاره ص 31 ط / دار السلف، ذكرت المهاجري والأنصاري اللذين استنجدا بقوميهما, بعبارات سيئة : وأنهما استَغلاّ لفظة " المهاجرين " و " الأنصار " لأغراض دنيئة ، فقال:
    أ ـ " لكنها ـ أي اللقطتان السابقتان ـ لما استغلت عصبية " ب " فاللفظ الشريف إذا استُغل لغرض دنئ " فما أحقر هذا التعبير :
    ج ـ " والحافز عليها التعصب والعنصرية" د ـ " كلمة حق،أريد بها باطل"
    هـ ـ "ولما استغلت هاتين اللفظتين في الدعوة إلى الهوى والباطل" ، فانظروا جهود وكلام من هو كالشمس وضوحاً في الذب عن الصحابة !!


    5 ـ وفي كتاب " أهل الحديث هم الطائفة المنصورة " ط / دار المنار / ص ( 133 ـ 134 ) ذكر الفتنة التي جرت بين الصحابة،:
    أ ـ " فإذا أساء الظن كل من معاوية وعلي ـ رضي الله عنهما ـ بخصمه " !!
    ب ـ أيضاً : " انطلقت ألسنة الفريقين باللعن والتكفير" وسياق الكلام في الصحابة وخيار التابعين،

    6 ـ " وفي شريط : " الصدق " ذكر كعب بن مالك وصاحبيه، فذكرأن النبي صلى الله عليه وسلم ما أحسن الظن بهم، لأنهم متهمون في هذه الحالة، وقد يكونون متهمين بالنفاق !!"..ا.هـ .

    http://www.ansarweb.net/data/m3/76-12.htm

    صورة مع التحية لمسلم آخر موديل..

  7. #7
    التسجيل
    21-10-2003
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    594

    Re: ليس دفاعاً عن سيد قطب فحسب..بل دفاعاً عن منهج أهل السنة في نقد الرجال ومؤلفاتهم !!..

    بسم الله الرحمن الرحيم....والعاقبة للمتقين

    ***الحق أحق أن يتبع ...والدين دين الله والذي يخطأ ويسب الأنبياء والصحابه نبين عورته ..
    ((فاهميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن))..سمعتوا عدل!!
    @@@@@@@@@@@@@@@

    الدين مو دين أبوكم والذي ينحرف نبين ضلاله كما سنبين ضلالكم؟؟
    ..................................
    **أولا ...لا يجووووز التنابز بالألقاب

    **ثانيا...
    وأن كنت مدخليا فأنهم زكاهم العلماء وسأضعها لكم ..أما أنتم فأروني من زكاكم ..وزكى شيخكم سيد قطب

    **ثالثا..هل أعمى الله قلوبكم((الم تجدوا فتاوىالعلماء ..ماذا بكم))أقرءو الذي في الرابط وردو على العلماء ..هيا نحن بنتظاركم يا علماء ؟
    http://www.angelfire.com/ex/moo_1/40.asx

    **رابعا..هل أغضبك الحق يا (مجاهد2) ألم تغضب لسبه النبي ..ألم تغضب لسبه الصحابه ...ووالله لو سب أهلك لتقعد الليل والنهار تسبه فسبحان الله ...
    ##########################

    **الله الله عليك يا العلامه (العميد))..ماشاء الله عليك ..
    أولا--->تقول أن الشيخ ربيع طعن بالصحابيان أقول لك نعم ولكن...
    &&أعتذر وتراجع ---->>أفهمت تراجع ...وأستغفر ربه

    ثانيا---->أستشهاد الشيعه وهل نحن بحاجه لأستشهادهم ...هو طعن بهم وسواء أستشهدوا أم لا فهو أخطأ... هل فهمت !!

    ثالثا--->أسمع ما قاله الألباني أنت ومن على شاكلتك((قال أما صاحب الهوى نسأل الله أن يهديه أو يقصم ضهره))

    ***وهذه تزكيه الشيخ الألباني
    أسمع-->http://www.sahab.net/sahab/attachment.php?postid=352374

    ***وهذه تزكيه الشيخ أبن باز
    أسمع-->http://www.angelfire.com/ex/moo_1/38.asx

    ***وهذه للألباني أيضا
    أسمع-->http://www.angelfire.com/ex/moo_1/40.asx


    ***أما أنتم فلا يضركم من يدخل بالدين ماليس به ولا غيرة لكم عليه فإلى الله أمركم...


    والله من وراء القصد

  8. #8
    التسجيل
    26-02-2003
    الدولة
    dxb
    المشاركات
    161
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    اولا الذي اغضبني المرض الذي فيكم لانكم مرض وداء عضال على هذه الامه
    ولا تأتيني بتزكيه العلماء لاني ادرى بها منك واعلم الشيخ ربيع المدخلي افضل منك
    ولكنكم شوهتوا اسمه باسلوبكم هذا لانكم تثيرون الفتنه ولا تفعلون شيء غير الكلام
    والشيخ المدخلي بريء من افعالكم لانه عالم وله أجر في الفتوى ان أخطأ واجران ان أصاب اما انتم من عوام الناس وكلامكم محسوب عليكم وحتى نحن أيضا والشيخ لا ليس بنبي أو نه معصوم عن الخطأ
    أما تستحون لم تتركوا داعيه او شيخا في حاله قطعتوهم تقطيع والله
    الشيخ الجبيلان اتهمتموه بأمور وسألتم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عنه فرد عليكم بما يخالف هواكم
    فهو احسن مني ومنك
    هو يدعو الناس ويتحرك ويحثهم على الدعوه وانت تتكلم وتتهم الناس فقلي من أفضل
    نحن هنا والحمدلله نقوم بالدعوه واصلاح الشباب وانشاء جيل قوي متدرب منفتح وفي الاونه الخيره قمتم مع كلاب الدوله بتخريب دعوتنا ومحاوله اغلاق مراكز ومخيمات الخير والهدى فوالله ان الحق سوف يظهر ولو بعد حين وسوف ترون من الله ما يجزيكم بما فعلتموه وانظروا لاحد عمائلكم التي عاصرتها بنفسي :

    كان لي صديق اسمه مسود وهو شاب ملتزم خلوق خدوم يحب الخير كنت كلما أذهب للصلاه في حيهم كنت ارى عنده مجموعه من الشباب الصغار كان يتابعهم ويعلمهم حفظ القرءان ويسليهم ولم يقصر في حقهم فكان يشبع رغباتهم الدنيويه من لعب ووناسه وايضا كان يهتم ويتابع امورهم الدينيه من محافظه على الصلاه والقرءان ومن دروس وغير ذلك
    من فتره سمعت انه ذهب مع جماعه دار البر الذين يسمون بالمدخليه وهو منهم براء وبدأوا بالحش فانظروا الى الفرق
    ايهما اخير للامه الحش وتفصيل الناس ام الحركه والدعوه

    وأما عن السيد قطب بدل ان تظهر محاسنه وفضائله تظهر مساوئه وعيوبه اترضى لاحد ان يتكلم على اباك او امك فرضا (الله يطيل عمرهم في خير) وهم اموات ويذكر مساوئه كما ذكرت لي
    والله اعلم ما سوف تفعل
    اتق الله
    أين أظهروا محاسن موتاكم

    فاتق الله وارجع للصواب وهذا الكلام حجه عليك الى يوم الدين
    ودعنا من هذه المناقشات فقط لامر واحد كلام الرسول صلى الله عليه وسلم (أنا زعيم بيت في ربظ الجنه لمن ترك المراء ولو كان محقا) او كما قال
    السنا نتبع الرسول -ص- فسوف نرى من يتبعه الان واتمنى ان نتهي من المجادله والنقاش اتباعا له
    ومن يفعل غير ذلك فانه يتبع هواه نسال الله السلامه
    والسلام عليكم ورحمه اللع وبركاته

  9. #9
    التسجيل
    07-11-2001
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    936

    Post Re: ليس دفاعاً عن سيد قطب فحسب..بل دفاعاً عن منهج أهل السنة في نقد الرجال ومؤلفاتهم !!..

    لي خوي صديق اعزه كثير كان شعلة نشاط ونور وتأثير علي وعلى غيري .
    التم له على شلة مطاوعة ما يخافون ربهم ما غير تقطيع في خلق الله هذا مبتدع وهذا تبليغي وهذا اخواني وكل واحد منهم شايف نفسه امام جرح وتعديل وما فوقه احد وما فوقه احد .

    جلس مدة معاهم ثم انتكس نكسة الله لا يوريكم .

    حسبي الله عليهم . ضيعوه وضيعوا دينه . حسبي الله عليهم .

    يا اخوان . لا تظنون اني اقول لا تلتزمون لا تتدينون .

    الدين زين والدين راحة والدين سعادة لكن بعض المتدينين هم العلة .

    تلقاه ما حفظ جزءين قران ويجرح في هالمشايخ .

    حسبي الله على من سن هالسنة السيئة .

    نعم المشايخ يخطون . لكن مو كذا التعامل مع اخطأهم .

    والله من القهر ماني داري وش اكتب .

    اااااااااااااااااااااااااااااااخ وبس .


    منقول من الساحات




    بسم الله الرحمن الرحيم
    هذه مجموعة من أقوال علماء أهل السنّة والجماعة في التحذير من منهج الجاميّة نسأل الله أن ينفع بها من تبقّى على هذا المنهج الدخيل والمتناقض والذي أصبح أحزاباً شتّى متناحرة رحمة من الله تعالى بالأمّة.. وقد جمعت هذه الأقوال مع بعض التعليقات للأخ سند2003 حفظه الله :




    الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

    لقد كان أول المصنفين فيهم سماحة الشيخ الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمة الله الذي كتب بيانه المشهور وهذا نصه:

    "الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الأمين وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته إلى يوم الدين أما بعد:

    فإن الله عز وجل يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الظلم والبغي والعدوان، وقد بعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بما بعث به الرسل جميعا من الدعوة إلى التوحيد، وإخلاص العبادة لله وحده، وأمره بإقامة القسط ونهاه عن ضد ذلك من عبادة غير الله، والتفرق والتشتت والاعتداء على حقوق العباد، وقد شاع في هذا العصر أن كثيرا من المنتسبين إلى العلم والدعوة إلى الخير يقعون في أعراض كثير من إخوانهم الدعاة المشهورين ويتكلمون في أعراض طلبة العلم والدعاة والمحاضرين، يفعلون ذلك سرا في مجالسهم، وربما سجلوه في أشرطة تنشر على الناس وقد يفعلونه علانية في محاضرات عامة في المساجد وهذا المسلك مخالف لما أمر الله به رسوله من جهات عديدة منها:

    أولا: أنه تعد على حقوق الناس من المسلمين، بل خاصة الناس من طلبة العلم والدعاة الذين بذلوا وسعهم في توعية الناس وإرشادهم وتصحيح عقائدهم ومناهجهم، واجتهدوا في تنظيم الدروس والمحاضرات، وتأليف الكتب النافعة.

    ثانيا: أنه تفريق لوحدة المسلمين وتمزيق لصفهم، وهم أحوج ما يكونون إلى الوحدة والبعد عن الشتات والفرقة وكثرة القيل والقال فيما بينهم، خاصة وأن الدعاة الذين نيل منهم هم من أهل السنة والجماعة المعروفين بمحاربة البدع والخرافات والوقوف في وجه الداعين إليها، وكشف خططهم وألاعيبهم، ولا نرى مصلحة في مثل هذا العمل إلا للأعداء المتربصين من أهل الكفر والنفاق او من أهل البدع والضلال.

    ثالثا: أن هذا العمل فيه مظاهرة ومعاونة للمغرضين من العلمانيين والمستغربين وغيرهم من الملاحدة الذين اشتهر عنهم الوقيعة في الدعاة، والكذب عليهم والتحريض ضدهم فيما كتبوه وسجلوه، وليس من حق الأخوة الإسلامية أن يعين هؤلاء المتعجلون أعداءهم على إخوانهم من طلبة العلم والدعاة وغيرهم.

    رابعا: إن في ذلك إفسادا لقلوب العامة والخاصة ونشرا وترويجا للأكاذيب والإشاعات الباطلة وسببا في كثرة الغيبة والنميمة، وفتح أبواب الشر على مصاريعها لضعاف النفوس الذين يدابون على بث الشبه وإثارة الفتن ويحرصون على إيذاء المؤمنين بغير ما اكتسبوا.

    خامسا: أن كثيرا من الكلام الذي قيل لا حقيقة له وإنما هو من التوهمات التي زينها الشيطان لأصحابها وأغراها بها وقد قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا...الآية"، والمؤمن ينبغي أن يحمل كلام أخيه المسلم علىأحسن المحامل وقد قال بعض السلف: لا تظن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا.

    سادسا: وما وجد من اجتهاد لبعض العلماء وطلبة العلم فيما يسوغ فيه الاجتهاد فإن صاحبه لا يؤاخذ به، ولا يثرب عليه إذا كان أهلا للاجتهاد فإذا خالفه غيره في ذلك كان الأجدر أن يجادله بالتي هي أحسن حرصا على الوصول إلى الحق من اقرب طريق، ودفعا لوساوس الشيطان وتحريشه بين المؤمنين، فإن لم يتيسر ذلك ورأى أحد أنه لا بد من بيان المخالفة فيكون ذلك بأحسن عبارة وألطف إشارة، ودون تهجم أو تجريح أو شطط في القول قد يدعو إلى رد الحق أو الإعراض عنه، ودون تعرض للأشخاص أو اتهام للنيات أو زيادة في الكلام لا مسوغ لها، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في مثل هذه الأمور: "ما بال أقوام قالوا كذا وكذا"

    فالذي انصح به هؤلاء الأخوة الذين وقعوا في اعراض الدعاة ونالوا منهم أن يتوبوا إلى الله تعالى مما كتبته أيديهم، أو تلفظت به ألسنتهم مما كان سببا في إفساد قلوب بعض الشباب وشحنهم بالأحقاد والضغائن، وشغلهم عن طلب العلم النافع، وعن الدعوة إلى الله بالقيل والقال، والكلام عن فلان وفلان، والبحث عما يعتبرونه أخطاء للآخرين وتصيدها وتكلف ذلك.

    كما أنصحهم أن يكفروا عما فعلوه بكتابة او غيرها مما يبرؤون فيه انفسهم من مثل هذا الفعل ويزيلون ما علق بأذهان من يستمع إليه من قولهم، وأن يقبلوا على الأعمال المثمرة التي تقرب إلى الله وتكون نافعة للعباد وأن يحذروا من التعجل في إطلاق التكفير أو التفسيق أو التبديع لغيرهم بغير بينة ولا برهان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما)) (متفق على صحته)

    ومن المشروع لدعاة الحق وطلبة العلم إذا أشكل عليهم أمر من كلام أهل العلم أو غيرهم أن يرجعوا إلى العلماء المعتبرين ويسألوهم عنه، ليبينوا لهم جلية الأمر ويوقفوهم على حقيقته ويزيلوا ما في أنفسهم من التردد والشبهة عملا بقول الله عز وجل في سورة النساء: "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا"

    والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين جميعا، ويجمع قلوبهم وأعمالهم على التقوى وأن يوفق جميع علماء المسلمين وجميع دعاة الحق لكل ما يرضيه وينفع عباده، ويجمع كلمتهم على الهدى ويعيذهم من أسباب الفرقة والاختلاف وينصر بهم الحق ويخذل بهم الباطل إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.

    عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام الإدارة البحوث العلميو والإفتاء والدعوة والإرشاد"

    وصدر هذا البيان بتاريخ(17/6/1414هـ)..وهذا البيان العظيم وثيقة تاريخية، وشاهد باق، وكلمات من نور نطق بها من هو بمنزلة الإمام العام للمسلمين جميعا في هذا العصر..وقد نصح - رحمة الله - لهؤلاء الذين جعلوا عملهم وشغلهم هو الحط من شأن الدعاة إلى الله ونبزهم بالألقاب السيئة، وتحذير الناس منهم أن يتقوا الله ولا يكونوا عونا ( للعلمانيين، والمستغربين، وغيرهم من الملاحدة ) على إخوانهم في الدين والعقيدة.

    ولكن الذين صدر هذا البيان واعظا ومذكرا لهم، اتهموا صاحب البيان في السر وأظهروا خلاف الحق زاعمين أن هذا البيان ليس صادرا من اجلهم، وأن الشيخ لا يعنيهم، وكأنهم ليسوا هم من يقوم في كل مكان بسب الدعاة وشتمهم، وتجريحهم بل وتكفيرهم وتفسيقهم، وبعهذا حرموا انفسهم من هذه الموعظة البليغة التي أسداها لهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، وحرموا أنفسهم كذلك من التمسك بالأصول السلفية الحقيقية، ومنهج أهل السنة والجماعة حقا لا تزييف في الحكم على الرجال والطوائف.

    كما أنّ البيان التالي يعتبر ردّاً على غلاة الجاميّة ودعوة لهم إلى التوبة وتحذيرهم من غيبة الدعاة والمصلحين:

    من عبد العزيز بن عبد الله بن باز الى حظرة الاخ المكرم /


    ************* وفقه الله لما فيه رضاه آمين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمابعد:
    فقد وصلني رسالتكم التي تسألون فيها الاستماع الى اشرطة وخطب ومحاضرات وكتب الدعاة والعلماء مثل :الشيخ عائض القرني وسلمان العوده والشيخ ناصر العمر والشيخ سفر الحوالي والشيخ عبدالوهاب الطريري . وهل هم مبتدعه وأنهم من بعض الجماعات المنحرفه . وأنهم ليسو بسلفيين وانما هم من الخوارج . وعن حكم اغتيابهم . وصلكم الله بهداه.

    الجواب:

    أشرطتهم مفيده وليسوا مبتدعه وليسوا خوارج ولا تجوز غيبتهم ويجب الذب عنهم كغيرهم من أهل العلم من أهل السنه والجماعه وليس واحد منهم معصوما .وهكذا غيرهم من أهل العلم بل كل واحد يخطئ ويصيب فيؤخذ من قوله ما أصاب به الحق ويترك ماخالف به الحق ويحمل على أحسن المحامل مهما استطاع المؤمن ذلك احسانا للظن بالا خوان وحملا لهم على أحسن المحامل . وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ).

    وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال( إن الحاكم إذا إجتهد فأصاب فله أجران وإذا إجتهد فأخطأ فله أجر ) وهكذا بقية العلماء من أصاب فله اجران ومن اخطأ فله أجر إن كان من اهل العلم بشرع الله وأخلص في عمله لله وأسأل الله للجميع التوفيق لما يرضي الله وينفع عباده مع العافيه من مضلات الفتن إنه سميع قريب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    مفتي عام المملكة العربية السعودية

    ورئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والإفتاء

    رقم الفتوى

    970/خ تاريخ 10/4/1414هـ


    اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وعضويّة كلّ من العلماء: الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل شيخ و الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الغديان والشيخ بـــــكر بن عبد الله أبو زيد والشيخ صــــالح بن فوزان الفوزان
    فتوى رقم (16873 ) و تاريخ 12 /2 / 1415 هـ. الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده .. و بعد: فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي / محمد بن حسن آل ذبيان ، و المحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (3134 ) و تاريخ 7 /7/ 1414 هـ.

    و قد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه : ( نسمع و نجد أناسا يدعون أنهم من السلفية، و شغلهم الشاغل هو الطعن في العلماء و اتهامهم بالإبتداع وكأن ألسنتهم ما خلقت إلا لهذا، و يقولون نحن سلفية، والسؤال يحفظكم الله: ماهو مفهوم السلفية الصحيح، وماموقفها من الطوائف الإسلامية المعاصرة ؟ و جزاكم الله عنا و عن المسلمين خير الجزاء إنه سميع الدعاء ).

    و بعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأنه: إذا كان الحال كما ذكر فإن الطعن في العلماء و رميهم بالابتداع واتهامهم مسلك مرد ليس من طريقة سلف هذه الأمة و خيارها، وإن جادة السلف الصالح هي الدعوة إلى الكتاب و السنة ، وإلى ما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة- رضي الله عنهم- و التابعين لهم بإحسان بالحكمة و الموعظة الحسنة و الجدال بالتي هي أحسن مع جهاد النفس على العمل بما يدعو إليه العبد، و الإلتزام بما علم بالضرورة من دين الإسلام من الدعوة إلى الاجتماع و التعاون على الخير، و جمع كلمة المسلمين على الحق، و البعد عن الفرقة و أسبابها من التشاحن و التباغض و التحاسد، و الكف عن الوقوع في أعراض المسلمين، و رميهم بالظنون الكاذبة و نحو هذا من الأسباب الجالبة لافتراق المسلمين و جعلهم شيعا و أحزابا يلعن بعضهم بعضا، و يضرب بعضهم رقاب بعض قال الله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا و كنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون. و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون. و لاتكونوا .......الأية. و ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال ( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض). و الأيات و الأحاديث في ذم التفرق و أسبابه كثيرة ،

    و لهذا فإن حماية أعراض المسلمين و صيانتها من الضروريات التي علمت من دين الإسلام، فيحرم هتكها، و الوقوع فيها، و تشتد الحرمة حينما الوقوع في العلماء، و من عظم نفعه للمسلمين منهم لما ورد من نصوص الوحيين الشريفين بعظيم منزلتهم، و منها أن الله سبحانه و تعالى ذكرهم شهداء على توحيده فقال تعالى شهد الله أنه لا إله إلا هو و الملائكة و أولو العلم قائما بالقسط لاإله إلا هو العزيز الحكيم ).

    و الوقوع في العلماء بغير حق تبديعا و تفسيقا و تنقصا، و تزهيدا فيهم كل هذا من أعظم الظلم و الإثم ، و هو من أسباب الفتن، و صد المسلمين عن تلقي علمهم النافع و ما يحملونه من الخير و الهدى.

    و هذا يعود بالضرر العظيم على انتشار الشرع المطهر، لأنه إذا جرح حملته أثر على المحمول. و هذا فيه شبه من طريقة من يقع في الصحابة من أهل الأهواء، و صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم هم شهود نبي هذه الأمة على ما بلغه من شريعة الله ، فإذا جرح الشاهد جرح المشهود به.

    فالواجب على المسلم إلتزام أدب الإسلام و هديه و شرائعه، و أن يكف لسانه عن البذاء و الوقوع في أعراض العلماء، و التوبة إلى الله من ذلك والتخلص من مظام العباد ، ولكن إذا حصل خطأ من العالم فلا يقضي خطؤه على ما عنده من العلم، و الواجب في معرفة الخطأ الرجوع إلى من يشار إليهم من أهل العلم في العلم و الدين و صحة الاعتقاد، و أن لا يسلم المرء نفسه لكل من هب و دب فيقوده إلى المهالك من حيث لا يشعر. وبالله التوفيق و صلى الله على نبينا محمد و آله و صحبه و سلم ......


    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإ فتاء. الرئيس : عبد العزيز بن عبد الله بن باز عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل شيخ عبدالله بن عبد الرحمن الغديان بـــــكر بن عبد الله أبو زيد صــــالح بن فوزان الفوزان


    الشيخ عبد الله بن جبرين حفظه الله
    ثم لما كثرت أراجيف هؤلاء المبطلين على عدد من الدعاة بأعيانهم واتهامهم بالخروج واتلمروق، والجهل والبعد عن منهج أهل السنة والجماعة، وتلقيبهم بالسرورية، والقطبية، والاخوانية...وقيل فيهم (هم أشر من اليهود والنصارى)...كثر السؤال عنهم لدى أئمة الدعوة السلفية، فكان مما أجاب به فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين - عضو هيئة كبار العلماء - في شريط مسجل له برقم (1883) نشر تسجيلات صوت الحق الإسلامية: "فنحن نقول لهؤلاء - أي لطائفة الجراحين - فرق بينكم وبينهم أي قياس يحصل بين الاثنين بين من ينصحون المسلمين ويوجهونهم ويرشدونهم، وبين من لم يظهر منهم أية أثر ولا نفع بل صار ضررهم أكثر من نفعهم حيث صرفوا جماهير وأئمة وجماعات عن هؤلاء الأخيار، وأوقعوا في قلوبهم حقدا للعلماء، ووشوا بهم، ونشروا الفساد،ونشروا السوء، وأفسدوا ذات البين التي أخبر النبي ; أن فساد ذات البين هي الحالقة، لو يظهر لهم أثر فنحن نسائلهم ونقول لهم: أقلـوا عليـهم لا أبا لأبيكـم من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا متى عملتم مثل أعمالهم؟ متى نفعتم مثل نفعهم؟ متى أثرتم مثل تأثيرهم؟ ويحكم سوءكم وشركم وضرركم على إخوانكم الذين يعتقدون مثل ما تعتقدون، ويدعون إلى الله تعالى، أنتم كالذين قال فيهم أحد العلماء: متى كنتم أهلا لكل فضيلة متى كنتم حربا لمن حاد أو كفر متى دستم رأس العدو بفيلق وقنبـلة أو مدفع يقطع الأثر تعيبون أشياخا كرما أعـزة جهابذة نور البصيرة والبصر فهم بركـات للبلاد وأهلها بهم يدفع الله البلايا عن البشر

    وهذه كلمات من نور نطق بها هذاالحبر العظيم والشيخ الجليل، ولكن هل نفعهم ذلك؟ بل رموا الشيخ بالميل إلى القطبية والسرورية...الخ والله المستعان


    وهذه أيضاً من الشيخ بن جبرين حفظه الله:

    الجامية قوم يغلب عليهم أنهم من المتشددين على من خالفهم ، والذين يحسدون كل من ظهر وكان له شهرة فيدخلوا عليهم ، ويصدق عليهم الحسد فلأجل ذلك صاروا يتنقصون كل من برز من العلماء ويعيبونهم ويتتبعون عثراتهم ويسكتون عن عثرات بعض فيما بينهم ، ونسبتهم إلى أول من اظهر ذلك وهو محمد أمان الجامي وقد توفي وأمره إلى الله تعالى ، هذا سبب تسميتهم .

    http://207.44.196.190/voice/ALGBREEN.ram


    الشيخ محمّد العثيمين رحمه الله
    وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن أن بعض طلاب العلم العائدين من المدينة بدأوا في الوقيعة ببعض المشايخ وأنهم - أي المشايخ - مخالفون لمذهب السلف الصالح وأنه لا يجوز الاستماع إلى أشرطتهم فقال: "أرى أن مثل هذا العمل عمل منكر وأنه لا يجوز أن يفرقوا بين العلماء بدون حق، وأذكر من المشايخ الذين تقدم السائل بأسمائهم فأنا لا أعرف عنهم إلا خيرا. وهم من إخواننا الذين لا نسيء الظن بهم ونرى أن من ذمهم فعليه أن يتقي الله، وأن ينظر في الأمر الذي ذمهم من أجله، وأن يتدبر فيما يقولون، وفيما يدعون إليه، فإن كان حقا فهو المطلوب، وإن كان خطا فقد يكون الخطأ عنده ولا عندهم، فحين يتكلم عنهم ويبحث فإن الحق ضالة المؤمن أينما كان"انتهى(1)


    الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله
    ولا شك أن أكثر هؤلاء العلماء تصنيفا في هذه المجموعة، وأعمقهم علما بأصولهم الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد – شفاه الله - الذي جمع أصولهم وعرف مقاصدهم، وأدرك أخطار منهجهم فكتب فيهم كتابا فريدا جامعا سماه (تصنيف الناس بين الظن واليقين) وأكتفي هنا بنقل بعض هذه العبارات، وقد جمعت جميع ما ذكرته أنا في كتابي:

    يقول - حفظه الله - في هذه المجموعة التي سماها (القطيع):

    "وإذا علمت فشوّ ظاهرة التصنيف الغلابة، وأن إطفاءها واجب، فاعلم أن المحترفين لها سلكوا لتنفيذها طرقا منها: إنك ترى الجراح القصاب كلما مر على ملأ من الدعاة اختار منهم (ذبيحا) فرماه بقذيفة من هذه الألقاب المرة تمرق من فمه مروق السهم من الرمية، ثم يرميه في الطريق ويقول: أميطوا الأذى عن الطريق فإن ذلك من شعب الإيمان!! وترى دأبه التربص والترصد: عين للترقب وأذن للتجسس، كل هذا للتحريش وإشعال نار الفتن بالصالحين وغيرهم. وترى هذا "الرمز البغيض" مهموما بمحاصرة الدعاة بسلسلة طويل ذرعها، رديء متنها، تجر أثقالا من الألقاب المنفرة والتهم الفاجرة، ليسلكهم في قطار أهل الأهواء، وضلال أهل القبلة، وجعلهم وقود بلبلة وحطب اضطراب!! وبالجملة فهذا (القطيع) هم أسوأ "غزاة الأعراض بالأمراض والعض بالباطل في غوارب العباد، والتفكه بها، فهم مقرنون بأصفاد: الغل، والحسد ، والغيبة، والنميمة، والكذب، والبهت، والإفك، والهمز، واللمز جميعها في نفاذ واحد. إنهم بحق (رمز الإرادة السيئة يرتعون بها بشهوة جامحة، نعوذ بالله من حالهم لا رعوا)" (التصنيف/22-23)

    فانظر رعاك الله كيف وصف هذه الطائفة (بالقطيع) وهم كذلك لأن لهم شيخا كبيرا أو شيخين وباقيهم من حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام تجد أحدهم يجرح كل دعاة الأرض من المسلمين شرقا وغربا وهو لم يقرأ له كتابا ولم يعرف له عقيدة!!

    وانظر كيف وصف أمراضهم من الغل، والحسد، والغيبة، والنميمة، والكذب، والبهت، والإفك، والهمز، واللمز، وأنهم قد جمعوا ذلك في نفاذ واحد، وان عمل هؤلاء القطيع هو تمزيق أجساد الدعاة إلى الله...

    ويقول أيضا فيهم الشيخ بكر أبو زيد رعاه الله وسدده:


    "وكم جرت هذه المكيدة من قارعة في الديار بتشويه وجه الحق، والوقوف في سبيله، وضرب للدعوة من حدثاء الأسنان في عظماء الرجال باحتقارهم وازدرائهم، والاستخفاف بهم وبعلومهم، وإطفاء مواهبهم، وإثارة الشحناء والبغضاء بينهم، ثم هضم لحقوق المسلمين في دينهم، وعرضهم، وتحجيم لانتشار الدعوة بينهم بل صناعة توابيت، تقبر فيها أنفاس الدعاة ونفائس دعوتهم...انظر كيف يتهافتون على إطفاء نورها فالله حسبهم" (التصنيف/24)

    وقال أيضا - شفاه الله - :


    "ولا يلتبس هذا الأصل الإسلامي بما تراه مع بلج الصبح وفي غسق الليل من ظهور ضمير أسود وافد من كل فج استعبد نفوسا بضراوة، أراه - تصنيف الناس - وظاهرة عجيب نفوذها هي (رمز الجراحين)، أو (مرض التشكيك وعدم الثقة) حمله فئام غلاض من الناس يعبدون الله على حرف، فألقوا جلباب الحياء، وشغلوا به أغرارا التبس عليهم الأمر فضلوا، وأضلوا، فلبس الجميع أثواب الجرح والتعديل، وتدثروا بشهوة التجريح، ونسج الأحاديث، والتعلق بخيوط الأوهام، فبهذه الوسائل ركبوا ثبج تصنيف الآخرين للتشهير والتنفير والصد عن سواء السبيل" (التصنيف/29)

    وقال :

    ويا لله كم صدت هذه الفتنة العمياء عن الوقوف في وجه المد الإلحادي، والمد الطرقي، والعبث الأخلاقي، وإعطاء الفرصة في استباحة أخلاقيات العباد، وتأجيج سبل الفساد والإفساد إلى آخر ما تجره هذه المكيدة المهينة من جنايات على الدين، وعلى علمائه، وعلى الأمة وعلى ولاة أمرها، وبالجملة فهي فتنة مضلة، والقائم بها (مفتون) و(منشق) عن جماعة المسلمين" (التصنيف/29)

    وقال أيضا - حفظه الله -:

    "وفي عصرنا الحاضر يأخذ الدور في هذه الفتنة دورته في مسالخ من المنتسبين إلى السنة المتلفعين بمرط ينسبونه إلى السلفية - ظلما لها - فنصبوا أنفسهم لرمي الدعاة بألسنتهم الفاجرة المبنية على الحجج الواهية، واشتغلوا بضلالة التصنيف" (التصنيف/28)

    وقال متوجا ذلك القول البليغ في هذه المجموعة:


    "ولكن بلية لا لعًا لها، وفتنة وقى الله شرها حين سرت في عصرنا ظاهرة الشغب هذه إلى ما شاء الله من المنتسبين إلى السنة ودعوى نصرتها، فاتخذوا (التصنيف بالتجريح) دينا وديدنا فصاروا إلبا إلى أقرانهم من أهل السنة وحربا على رؤوسهم وعظمائهم، يلحقونهم الأوصاف المرذولة، وينبذونهم بالألقاب المستشنعة المهزولة حتى بلغت بهم الحال أن فاهوا بقولتهم عن أخوانهم في الاعتقاد والسنة والأثر (هم أضر من اليهود والنصارى) و(فلان زنديق)... وتعاموا عن كل ما يجتاب ديار المسلمين، ويخترق آفاقهم من الكفر والشرك، والزندقة والإلحاد، وفتح سبل الإفساد والفساد، وما يفد في كل صباح ومساء من مغريات وشهوات، وأدواء وشبهات تنتج تكفير الأمة وتفسيقها، وإخراجها نشأ آخر منسلخا من دينه، وخلقه... وهذا الانشقاق في صف أهل السنة لأول مرة حسبما نعلم يوجد في المنتسبين إليهم من يشاقهم، ويجند نفسه لمثافنتهم، ويتوسد ذراع الهم لإطفاء جذوتهم، والوقوف في طريق دعوتهم، وإطلاق العنان يفري في أعراض الدعاة ويلقي في طريقهم العوائق في عصبية طائشة" (التصنيف/39-40)

    وأكتفي بهذه النقول من كتاب شيخنا بكر أبو زيد - حفظه الله -، وهذا كلام ينبغي أن يكتب بماء الذهب، ويتعلمه المسلمون في كل مكان، ووالله لوددت أن يكون هذا الكتاب العظيم تذكرة لكل طالب علم في هذا العصر.

    هذا وقد نقلت ما تقدم عن العلماء ليعلم الجميع أن القضية كلها ليست من اختراعاتي، ولاهي مفتراة، ولم نكن جميعا في حلم مزعج هنا حتى جاءنا ذلك الفاضل الذي نكن له - والله - كل احترام، ليوقظنا من (الكابوس) كلا.

    للأخ سند 2003 بتصرّف.....

  10. #10
    التسجيل
    01-06-2005
    المشاركات
    3

    مشاركة: ليس دفاعاً عن سيد قطب فحسب..بل دفاعاً عن منهج أهل السنة في نقد الرجال ومؤلفاتهم !!..

    تفضل اخي المسلم اقوال علماء المنهج السلفي في سيد قطب
    الامام الشيخ ابن باز رحمه الله
    http://www.islamway.com/bindex.php?...a&fatwa_id=1001
    الامام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
    http://www.geocities.com/khawarij/uthaimin.rm
    العلامةالحافظ عبدالرحمن الدوسري رحمه الله
    http://sound.sahwah.net/sounds.php?mqtaa=29
    الشيخالامام ناصر الدين الالباني رحمه الله
    http://sound.sahwah.net/sounds.php?mqtaa=40


    الشيخحمود عقلاء الشعيبي رحمه الله
    http://www.saaid.net/Warathah/hmood/h17.htm
    الشيخعبدالله الجبرين حفظه الله
    http://www.sahwah.net/mag/modules/n....php?storyid=63
    الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله
    http://www.geocities.com/khawarij/golden_speach.htm



    ان التكلم بغير علم هو افة بعض الجراحين بغير حق فقد كتب احداهن كتاب وسمته واوردت هذه العبارة*لحوم العلماء مسمومة* ثم نسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم حيث قالت كما ثبت ذلك في الصحيح والعام والخاص يعلم انه من كلام بن عساكر رحمه الله وتفضل اخي المسلم العبارة كاملة(أعلم يا أخي وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب بلاه الله قبل موته بموت القلب-مع العلم ان الذي قدم لهذة الاخت هو الشيخ ربيع.

    اخواني الكرام لم نعرف فمن ضللتموهم من العلماء والدعاة وقمتم بالرد عليهم انكم ابقيتموهم مع اهل السنة والجماعة او السلفية بل جميع من رددتم عليهم اخرجتموهم من السلفية كما فعل الشيخ ربيع حفظه الله مع سلمان العودة في كتاب ومع العلامة عبد الخالق في كتابين ومع سفر الحوالي في كتاب ومع بكر ابو زيد في كتاب ومع العلامة عدنان عرعور في كتاب حيث وصفه قائلا*بل انت ابو الفتنة تركض بها في مشارق الارض ومغاربها مؤصلا لها ولحماية البدع واهلها* وقال ايضا* لا تعرف الدعوة السلفية خصما افتتنت به في غربتها وتكالب اعدئها عليها وعلى اهلها مثل عدنان عرعور* ومع سيد قطب رحمه الله باكثر من سبعة كتب وجميع هؤلاء خلعتم عليهم صفات الخروج ومناصرة البدعة والكذب والافك والضلال وحذرتم من كتبهم واشرتطهم واصبح همكم باليل وشغلكم بالنهار هو حرب هؤلاء الدعاة وقدمتم حربهم على حرب اليهود والصلبيين علما ان هؤلاء كلهم سلفيون ولله الحمد وقد بينا لكم اقوال علماءنا الكبار فيهم .

  11. #11
    التسجيل
    30-12-2004
    المشاركات
    528

    مشاركة: ليس دفاعاً عن سيد قطب فحسب..بل دفاعاً عن منهج أهل السنة في نقد الرجال ومؤلفاتهم !!..

    الأخ العميد حفظه الله .

    أسألك بالله لا تجادل (( واتبع هواه وكان أمره فرطاً )) ، ويكفي الطعن في الشهيد بإذن الله سيد قطب .


    الذي أريد قوله لكل المعارضين والمنتقدين قول الشيخ الألباني رحمه الله ، عندما سؤل هل تحذر من كتب سيد قطب ؟

    قال : (( نعم لمن ليس عنده ثقافة إسلامية ))

    فاتقوا الله ولا تخوضوا في أعراض الفضلاء ، فسيد قطب ليس علماً بل أديب ، وهو يخطئ ويصيب .



    فاحفظوا ألسنتكم ، وأتمنى عدم الخوض أكثر من ذلك .

  12. #12
    التسجيل
    30-06-2004
    الدولة
    مُسْـلِمٌ مِنْ أُمَّةِ الإسِــلامِ
    المشاركات
    3,266

    مشاركة: ليس دفاعاً عن سيد قطب فحسب..بل دفاعاً عن منهج أهل السنة في نقد الرجال ومؤلفاتهم !!..

    السلام عليكم
    الاخ الكريم
    السلفى الغريب
    اهلا بك معنا اخى الكريم
    وجزاك ربى كل الخير
    ولكن عفوا اخى الفاضل
    ممنوع رفع المواضيع القديمه
    وارجوا الانتباه جيدا لقوانين القسم
    والسلام عليكم

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •