بسم الله الرحمن الرحيم



كثيرة هي المتاهات في هذه الدنيا و كثيرة هي السلبيات و الصعوبات التي نواجهها سواء في علاقاتنا الاجتماعية أو الروحية و النفسية أو علاقتنا مع الشرائع التي فرضت علينا من الله جل و علا ...



في هذه الحياة أمور شتى تصادفنا يكون لها وقع معاكس على حياتنا كمعصية الله جل و علا في تأخير صلاة أو ترك فرض من فروضها .. فالله عز وجل فطرنا على فطرة سليمة .. ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم و لكن أكثر الناس لا يعلمون ) فقد جبلت نفوسنا على الطهارة و النقاء و لكن .. هناك أهواء و شهوات للنفس البشرية تعوق دون الاستمرار في المداومة على الطاعة .. هذه الأهواء البعض يشعر بتأنيب في الضمير جرائها و البعض الآخر يغشى قلبه غطاء يحول دون تأنيب الضمير فأصبح بعيدا كل البعد عن طاعة الخالق الديان .. ( عافانا الله و إياكم )



و النفس الطاهرة تأبى أن يُملك قلبها من قبل أعدائها فتحاول جاهدة العودة إلى طريقها السوي الذي جبلت عليه و مجاهدة أهواءها و شهواتها ... و لكن ما هي الطريقة المجدية لذلك ؟؟



إليكم الطريقة و نأمل أن تزاول القلوب نشاطها المعهود :



إذا رأيت أنك مقصر في واجب ديني فرض عليك حاول جاهدا أن تعرف السبب الذي يجعلك مقصر تجاهه و ضع أمامك السلبيات و الإيجابيات التي تأتي من جراء ذلك الحدث كمثال : سماع الأغاني ... لها عدة سلبيات منها انصراف القلب إلى التعلق بأمور دنيوية تورث نفاقا في القلب و تؤدي إلى سلوك غير مرغوب مع من هم حولك و أيضا تنعكس الصورة مع نفسك فترى قلبك مقيدا بسلاسل و أغلال و تشعر أن هناك شيئا ينقصك في هذه الحياة .. ليست الأغاني وحدها بل كل أمر فيه معصية للإله .. و ترى بعدئذ الإيجابيات سترى أن ليست هناك إيجابية بل هناك شهوات و أهواء .. فإذا كنت تريد التخلص منها ما عليك سوى احتساب أجرك عند الله عند مجاهدتك لنفسك و لتهون عليك ضع الجنة و النعيم الخالد نصب عينيك و أدرك أنها هي الدرجة المبتغاة و أن هذه الدنيا فانية و زائلة .. فأعد أخي ليوم العرض عملا ينفعك ..يوم تعرض الصحاف على الله أمام جموع الخلائق ..



ضع جدولا لنفسك تسير عليه للسلبيات و الأمور التي تريد التخلص منها كالغيبة ، النميمة ، سرعة الغضب ، سماع الأغاني ، كثرة تضييع الوقت .. الخ ، و آخر للإيجابيات التي تريد أن تداوم عليها أو تقبل عليها من جديد كقيام الليل ، و قراءة ورد يومي من القرآن ، تحسين علاقاتك الاجتماعية مع أسرتك أو أصدقاءك ، أداء النافلة دبر الصلاة ، .... الخ ، و تضع علامة على العمل الذي أديته و علامة على الذي لم تؤده و في كل أسبوع ترى السلبيات و الإيجابيات و تحاول جاهدا العمل على تحسين الوضع كل أسبوع .. والله المستعان




حاول أن ترسم الابتسامة على شفاك و تكون من قلبك غير مصنعة فتبسمك في وجه أخيك لك صدقة و ذلك يورث راحة في نفوس من حولك فتنعكس هذه الظاهرة إليهم و تكون بذلك كسبت أجرك و أجرهم ..





افتح كتاب الله العظيم و انهل منه آيات ليزيد إيمانك بالله عز وجل و تدبر كلام الله بخشوع و اطمئنا نين ليكون شاهدا لك يوم القيامة و لا تنسى قراءة السور ذات الفضل و تداوم علها حتى تصبح سهلة ميسرة على لسانك مثل سورة الملك : تنجي من عذاب القبر ، سورة الواقعة : تقي من الفقر ، سورة البقرة تشهد لك يوم القيامة .... الخ






تمعن هذه الآيات و الأحاديث الشريفة : :

( من كان يريد الحياة الدنيا و زينتها نوف إليهم أعمالهم فيها و هم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار و حبط ما صنعوا فيها و باطل ما كانوا يعملون )



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه و سلم : (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله و ما والاه و عالم و متعلم )



و قال صلى الله عليه و سلم : ( الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر )



و عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من أحب دنياه أضر بآخرته و من أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى )



و لا تنسى قوله جل و علا :



( اعلموا أن الله شديد العقاب و أن الله غفور رحيم * ما على الرسول إلا البلاغ و الله يعلم ما تبدون و ما تكتمون * قل لا يستوي الخبيث و الطيب و لو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون )



و تذكر مغفرة الله و منه على عباده بأن جعل بابا مفتوحا إلى قيام الساعة فبادر أخي إلى تغيير نفسك قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم و الحسرة ( يوم لا ينفع مال و لا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم )



قال تعالى : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم )