http://www.al-jazirah.com/311122/hv.jpg
ليس هناك من أنجز كتاباً يوثق تاريخ رأس تنورة لأنها في نظر الجميع من أحدث المدن على خريطة العالم والمؤرخون مشدودون عادة إلى القديم ولكن فات على المؤرخين أن رأس تنورة ليست مثل المدن الحديثة حيث تترك أثراً لا تتركه دول فهي بمساحتها الصغيرة تعتبر «أم الخير» حيث انطلقت من أرضها بذرة النهضة الشاملة التي اختصرت الزمن ونقلت المملكة في سنوات قليلة من صحراء ليس فيها سوى الجوع والخوف إلى ما هي عليه اليوم.
فقد شهدت رأس تنورة تدفق أول برميل من الزيت الخام حين أدار الملك عبدالعزيز رحمه الله في الأول من شهر مايو 1939م الصمام لتحميل الناقلة «سكوفيلد» عشرة آلاف طن من الزيت الخام السعودي إلى الخارج عبر ميناء رأس تنورة التي أصبحت فيما بعد تمثل مركز صناعة الزيت والمصدر الرئيسي لنحو 90% من صادرات المملكة من المنتجات البترولية المكررة.
محافظ رأس تنورة عبد الله العثمان
الموقع
تقع مدينة رأس تنورة على بعد 58 كم شمال عاصمة المنطقة الشرقية الدمام في اتجاه الشمال الشرقي للخليج العربي وهي عبارة عن رأس ممتد في البحر باتجاه الجنوب الشرقي بطول 20 كم تقريباً وترتفع عن سطح البحر بمقدار 15 متراً وتحدها من الشمال مدينة الجعيمه وقرية شعاب ومن الشرق الخليج العربي ومن الغرب والجنوب خليج جزيرة تاروت.
أسباب التسمية
للمدينة اسمان رأس تنورة و(رحيمة) والأول هو اسمها الرسمي منذ سنوات وقد أطلق عليها لوجود دوامة بحرية أشبه ما تكون بالفرن أو التنور في نهاية الرأس الممتد داخل البحر مما يجعل السفن تتحاشى الاقتراب من تلك المنطقة المحاطة من الجهات الثلاثة بمناطق تسمى (رأس مشعاب) و(رأس الغار) و(رأس أبو علي) كما أن اسم رحيمه اطلق قديماً عليها لأن الأسماك كانت في مواسم جزر تعلق بالشجيرات والنباتات البرية فيأتي الأهالي لأخذها دون عناء فسميت رحيمة لرأفتها بهم.. وهاتان الروايتان هما المعتمدتان في أروقة الأجهزة الرسمية ولكن هذا لا يمنع وجود روايات أخرى تختلف عن هذه الروايات.
المساحة
تبلغ مساحة مدينة رأس تنورة حوالي 604 هكتار وتتكون من حي شركة الزيت العربية والمنطقة الغربية والمنطقة الشمالية والمنطقة الرئيسية التي تتركز فيها الأسواق والدوائر الحكومية ومراكز الخدمات وبالمدينة مستوصفان حكوميان وثالث أهلي وتوجد بمنطقة رأس تنورة محطة كهرباء غزلان والتي تبعد عنها حوالي 26كم وهي أول وأكبر محطة لتوليد الكهرباء بالبخار في المملكة حيث تنتج أكثر من 40% من انتاج الشركة الموحدة للكهرباء في المنطقة الشرقية «سكيكو» والبالغ 3500 ميجاوات.
المحافظة
وتضم محافظة رأس تنورة مدن رحيمة والنجمة وقرية شعاب والظليفين والخكشاوي وجاوان الأثرية وجزيرة زعل وميناء رأس تنورة ومصفاة رأس تنورة والجعيمة وغزلان وقد أنشئت أمارة رأس تنورة في عام 1363هـ.
جولة الجزيرة
أثناء جولتنا في رأس تنورة قمنا بزيارة محافظها الأستاذ عبدالله بن سعد العثمان حيث استقبلنا وأوضح لنا أن عدد سكان رأس تنورة يبلغ نحو 65 ألف نسمة كما أوضح أن رأس تنورة تنفذ العديد من المشاريع الخدمية ومنها كورنيش محافظة رأس تنورة الذي يعتبر من أجمل الواجهات البحرية في المنطقة الشرقية.. موضحاً أنه تم افتتاحه رسمياً في يوم الثلاثاء الموافق 26/2/1418هـ من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية والكورنيش يشتمل على واجهة بحرية بطول 6 كيلو مترات وعرض يتراوح بين 125 و250 متراً ويحتوي على طريق مزدوج بعرض 25 متراً مع 7 مواقف للسيارات وعلى امتداد الطريق الساحلي مسطحات خضراء بعرض 20 متراً محددة بممرات المشاة مع حدائق منارة ومزودة بمجموعات من ألعاب الأطفال والبوفيهات ودورات مياه.
كما كشف العثمان عن مشروع عملاق تجرى دراسته حالياً من قبل لجنة تم تشكيلها بأمر من المقام السامي ويحظى باهتمام كبير من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهدبن عبدالعزيز أمير المنطقة وسمو نائبه الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز وهو عبارة عن مشروع ربط رأس تنورة بمنطقة صفوى من جهة البحر بحيث يلتقي الطريق مع تقاطع مطار الملك فهد الدولي.
أما فكرة المشروع من ناحية مبدئية فيقول عنها العثمان: إن الفكرة تقوم على ايجاد مخارج أخرى لرأس تنورة وهناك مسافة بحرية بين رأس تنورة وصفوى من الجهة الغربية تبلغ 4 كيلو مترات ويمكن ردمها بالخرسانة مع إيجاد ممرات مائية وفي حالة إنجاز المشروع فإن ذلك يوفر مخرجاً ثانياً للمحافظة التي تحتل معامل أرامكو نسبة كبيرة من مساحتها كما سيوفر مسافة 20 كيلو مترا بين الدمام ورأس تنورة كما ستصبح رأس تنورة من أقرب المدن إلى مطار الملك فهد الدولي.
وعن استقطاب المشاريع السياحية أوضح العثمان أن المحافظة تسعى حالياً إلى إنشاء منتجع سياحي على كورنيش رأس تنورة عن طريق دعوة رجال الأعمال إلى الاستثمار في هذا المكان المميز حيث من المعروف أن شاطىء رأس تنورة يتفوق بنعومة رماله وصفاء مياهه بصورة ملحوظة.
المشاريع البلدية
أما مشاريع البلدية فقد تحدث عنها رئيس بلديتها المهندس محسن العريني موضحاً بأن البلدية قد قامت بتكثيف الجهود لزيادة الرقعة الخضراء داخل المحافظة وذلك بزراعة العديد من الحدائق والطرق الرئيسية حيث أصبح اجمالي المسطحات الخضراء أكثر من 000 ،200م2 وعدد الأشجار تجاوز 000 ،30م شجرة منها العديد من أشجار النخيل المثمرة.
وأضاف أنه في إطار الجهود التي تبذلها أمانة مدينة الدمام في سبيل تطوير المنطقة وتقديم الخدمات والمراقبة العامة تقوم بلدية محافظة رأس تنورة بالعديد من المشاريع التطويرية المهمة وذلك بتوجيهات من صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه ومتابعة شخصية من معالي أمين مدينة الدمام المهندس إبراهيم بن سلمان بالغنيم ومن ضمن هذه المشاريع الحديثة مشاريع السفلتة، حيث تقوم البلدية بتنفيذ مشاريع سفلتة بتكلفة اجمالية 000 ،000 ،10 ريال، ويشمل هذا المشروع تطوير طريق الأمير فيصل بن فهد بطول 7كم وذلك بإضافة حارة مرور بكل اتجاه مع إنارة الشارع بأعمدة إنارة ارتفاع 14 مترا مع فوانيس 400 وات صوديوم مزدوج ويشتمل المشروع على تطوير الجزيرة والأرصفة الجانبية وذلك بتركيب البردورات والبلاط المتداخل (اْنتر لوك) بأشكال هندسية متناسقة علاوة على ذلك ستقوم البلدية بسفلتة طريق لقرية شعاب.
وأضاف بأن البلدية تقوم بتنفيذ مشروع ردم وتسوية المخططات السكنية برأس تنورة بتكلفة اجمالية 000 ،000 ،7 ريال، ويشمل المشروع ردم مخطط للأراضي التي توزعها البلدية على المواطنين ويقع المخطط غرب محافظة رأس تنورة بمحاذاة مياه الخليج العربي.
وعن المشاريع التي تعتبر قيد الترسية فيوجد مشاريع للسفلتة كما يجري حالياً العمل على ترسية مشروع سفلتة ورصف وإنارة بتكلفة اجمالية 000 ،000 ،7 ريال، ويشمل هذا المشروع سفلتة بعض الشوارع الداخلية وإنارة وتطوير بعض الشوارع الرئيسية ومن ضمنها شارع المطار وطريق الجعيمة.
المصدر :
http://www.al-jazirah.com/images/jazlogo.jpg