لماذا احب الناس العفاسي
يخبرني احد الاصدقاء ان ابنه الصغير قام قبل ايام بقص صوره القارىء مشاري العفاسي المنشوره في احد الصحف وقام بتعليقها على جدار المنزل قد لا يبدو الامر مستغربا فلقد قذف الله المحبه هذا القارىء على قلوب عامه الناس فصوته الندي وترتيله المرسل وتلاوته الخاشعه - نحسبه كذلك - كلها دفعت الناس الي محبته الا اني في الحقيقه ارى ان جميع تلك الاسباب لا تمثل الا 50% في المئه فهي وحدها لا تكفي للإجابه عن عنوان المقال فالقراء كثيرون والاصوات الجميله كثيره ولكن لماذا العفاسي خصوصا ؟!!
اظن ان النصف الثاني من الاجابه يمكن في كلمه واحده الا وهي (( الاعلام)) فعندما بدأ الاعلام يظهر القارىء مشاري العفاسي عن طريق اللقاءات وبث التلاوات واخذت كبرى الشركات بتبنيه والترويج لإصداراته بدأت شعبيته تزداد بين الناس - وأخص الاطفال - شيأ فشيأ الي ان بلغت هذا المبلغ
لقد اصبح الاعلام هو مصدر التلقي الاول لدى الطفل ولا اكون مبالغا ان قلت ان تاثير الاعلام اصبح يفوق تاثير والوادين والمدرسه والاصحاب فلقد اثبتت دراسه حديثه اجراها احد العلماء علماء الغرب (اندرو روزكوفسكي ) ان الطفل يمضي قبل ان يدخل المدرسه اما شاشه التلفزيون مابين 2000 الى 4000 ساعه
وعندما يكون قد انهى دراسته الثانويه فانه يكون قد امضى امام التلفاز مايقارب الـ 10000 ساعه هذا عندما نتحدث عن الشاشه التلفزيون وحدها فكيف اذا اضفنا الى ذلك باقي وسائل الاعلام المقروئه والمسموعه والانترنت ؟
لاشك ان النتائج اهول فلا يستغرب اي ولي امر عندما يرى ان المثل الاعلى والقدوه لابنه هو بشار او نانسي او رونالدوو او توم كروز فالعلاقه الاعلام والقدوات واضحه ضرديه لاتحتاج الى تفسير .
ان المهم لآن انما هي مهمه مشتركه بين ولي الامر ووزير الاعلام ففي الوقت الذي يحمل فيه وزير الاعلام على الكهاله على الاهل امانه تقدم القدوات الصالحه لابناء البلد فان لولي الامر دورا لايقل اهميه فهو الفلتر الاساسي الذي ينقي الاعلام قبل دخول بيته اذا لم يعد الاعلام في عصر العولمه مقتصرا على القنوات الكويتيه والصحف المحليه بل ان الفضائيات والانترنت والمجلات هي اشرس واعتى الحرب يخوضها كل ولي امر في القرن العشرين