سرير الالم
دنا من جرحه الأغث .
يصغي لزحير الدفة الفاتر .
يتقلب وسط سرير الألم الحاد .
يرقب انبلاج البكور النافر .
لفه سديم الأرق القاتم .
سلبه الهدوء . زاد هواجسه .
مكنها من وقود التأجج والتناسل .
يرنو ، ليشيد الصروح ، ويجهزعليها .
يفرغها ، ويهدمها .
يعد المكان حلبات ، يدبر لها صراعا .
يصفق إثره للمنهزم والمنتصر على السواء .
يلوح بمناديل النحيب ، لمجاهيل مأهولة بفوانيس طائشة .
تبدو للرائي من بعيد أعلاما ناصعة البياض .
يحسها ، حسيس نار طفت شعلتها بين أنامله .
تدر دموع يتمه .
توثق أزرار حزنه .
تصله بماض ولى ، دفين .
قبل انبلاج النور ، تسللت أحلامه عبر بوابة السماء .
تهاطلت على ساحل الراغبين في كسب رغيف نظيف .
مطر وديع ،
تربط خيوطه الرفيعة بين ضفاف الداء الدفين .
يفور دما من عروق شبح يحيل على الطفولة البريئة .
يرسم بلونه الزعفراني وقائع جرفت سهو يأسه .
ألقى بكأسه المحدبة على كاهل الموت الرحيم .
ضاع شذاه في المهب المرير .
أصغى لترنيمة أوتار رافلة في خشوع المتبتلين .
لا صوت له كي يبوح لحتفه بنهايات شوطه الحميم .
استمرأ صهوة الصمت .
انتظم ضمن قافلة النجوم .
نأى عن سماع العويل الفاتك .
رفرفت روحه حلقت . أمدت واحته بشريان الهباء .
أدت هناك مناسك الأسى .
دعت نيازك الحزن ، لتجوب أرجاء الفضاء .
واست الثكلى واليتيم .
أدت صلاة الموت على روح الفقيد .
لا أرض تحتها تستضيفها .
ولا القمر المطل تجاور ، أو تسير على مداره نحو الجوزاء .
هوت من باذخ بعد جهد .
عادت إلى دهشتها في البوح البريئ .
ذلك الذي كانته قبل الدلع و الرحيل .