الهدف: مخيمي صبرا وشاتيلا / جنوبي بيروت
التاريخ: 16 ايلول 1982م
الشهداء: 3500
الولايات المتحدة تقف بالمرصاد لمحاكمة من قام بجريمة صبرا وشاتيلا؟!
في مخيمات صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت وقعت المذابح التي قتل فيها أكثر من
(6.000) لاجيء، وقد اتهمت الكتائب اللبنانية بقيادة إيلي حبيقة بتنفيذ هذه المجزرة بتحريض من شارون الذي كانت بلاده تحتل لبنان.
التاريخ:16 ايلول 1982م
الشهداء: 3500
الهدف: مخيمي صبرا وشاتيلا / جنوبي بيروت
قامت قوات الاحتلال بارتكاب افظع مجازر العصر في المخيمين بالتعاون مع ميليشيات تابعة لها، وتنفيذ حقدهم في النساء والعجائز والاطفال من الفلسطينيين بعد رحيل المقاتلين الفلسطينيين بـ 14 يوما
التفاصيل: تعتبر مجزرة صبرا وشاتيلا وهما اثنان من اثني عشر مخيما فلسطينيا في لبنان التي اقترفت في 16،18-9-1982، من ابشع المجازر الجماعية التي نفذت ضد الشعب الفلسطيني، ورغم ان منفذيها كانوا من قوات الكتائب اللبنانية العميلة، الا ان مخططيها ومصمميها والمشرفين عليها كانوا قادة جيش الاحتلال "الاسرائيلي" آنذاك وعلى رأسهم أريل شارون الذي شغل منصب وزير الدفاع "الاسرائيلي"، ورفائيل ايتان الذي شغل منصب رئيس اركان الجيش "الاسرائيلي".
ففي أوج الحرب "الاسرائيلية" - الكتائبية ضد الفلسطينيين والحركة الوطنية اللبنانية قامت قوات الكتائب التي قدر عددها بـ 12 مسلحا باقتحام المخيمين حيث قاموا بالتنكيل بسكانهما وذبح عدد كبير من اهل المخيمات من نساء واطفال وشيوخ، اما بالنسبة للشهداء الذين ذبحوا ذبحا وقتلا بالرصاص فقد تفاوتت اعدادهم مع تفاوت واختلاف المصادر، فبينما تحدثت بعض المصادر عن استشهاد 3000-3500 بين طفل وامرأة وشيخ ورجل وشاب، تحدثت مصادر فلسطينية عن استشهاد اكثر من اثني عشر الف فلسطيني.
من الجدير ذكره أن تقرير "لجنة كاهانا" التي تشكلت في تل أبيب للتحقيق في ملابسات المجزرة اعترفت صراحة بمسئولية رئيس وزراء العدو مناحيم بيغن وأركان حكومته وجيش عن المجزرة، استناداً إلى اتخاذهم قرار دخول "حزب الكتائب" ممثلاً بمقاتلي "القوات اللبنانية" بقيادة إيلي حبيقة وعدد آخر من لجنتها التنفيذية ومساعدتهم أولئك المقاتلين المخيمين وجوارهما، إلا أن اللجنة اكتفت بتحميلهم مسئولية غير مباشرة والمطالبة بإقالة وزير الدفاع آرئيل شارون وعدم التمديد لرفائيل إيتان كرئيس لأركان الجيش بعد انتهاء مدة خدمته في شهر أبريل/نيسان من عام 1983، وهو ما حصل بالفعل. وكان من البديهي أن تلقي اللجنة تبعة المسئولية المباشرة والكاملة في ما جرى على قادة ومقاتلي"القوات اللبنانية" ومن خلالهم على "حزب الكتائب" باعتبار أنهم كانوا رأس الحربة، لا بل رأس الأفعى، في المجزرة والأداة التنفيذية الرخيصة لها. لكن ضابطاً كبيراً في الأسطول البحري الأميركي الذي كانت بعض قطعه راسية قبالة شواطئ العاصمة اللبنانية بيروت ويدعى ونستون بيرنيت دحض مزاعم "لجنة كاهانا" من خلال تأكيده على أن "النخبة القيادية الصهيونية" في تل أبيب تتحمل المسئولية المباشرة للمجزرة وأن ما جرى في صبرا وشاتيلا كان جرائم حرب حقيقية. وفي تقرير رسمي رفعه إلى قيادته في وزارة الدفاع "البنتاجون" عبر عن استخفافه بتقرير "لجنة كاهانا" بالتساؤل:"إذا لم يكن كل ما جرى جرائم حرب، فما الذي يكون؟". لكن من المؤسف أن تقرير الضابط الأميركي لم يحظ باهتمام مماثل للاهتمام الذي حظي به تقرير "لجنة كاهانا"، برغم أن الضابط واسمه ونستون بيرنيت قد سجل بدقة كاملة ولحظة بلحظة جميع ملابسات وتفاصيل المجزرة والاجتماعات المكثفة التي جرت بين كبار القادة العسكريين والسياسيين للكيان الصهيوني والقادة الكتائبيين وعلى نحو خاص مع إيلي حبيقة.
وعلى الرغم من تأكيد جهات رسمية وأخرى خاصة كثيرة ما جاء في تقرير الضابط الأميركي بيرنيت ومن بينها منظمة هيومان رايتس وتش التي قال مديرها التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هاني ميغالي "أن هناك الكثير من الدلائل التي أشارت إلى أن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية قد ارتكبت على نطاق واسع في مجزرة صبرا وشاتيلا"، إلا أنه لم يتم ليومنا هذا جلب أي من المجرمين المباشرين وغير المباشرين أمام القضاء الإقليمي أو القضاء الدولي. ولقد جرت محاولات عربية وأخرى دولية غير حكومية لمحاكمة هؤلاء في لاهاي وأماكن أخرى من العالم، إلا أن الكيان الصهيوني ومن ورائه الولايات المتحدة تمكن من إحباطها كلها. ومن الغريب أن الولايات المتحدة التي تعقبت من أسمتهم مجرمي حرب في أماكن مختلفة من العالم، تواصل منح حصانات وحمايات وتغطيات خاصة لمجرمي الحرب الحقيقيين في الكيان الصهيوني وعملاء هذا الكيان من أمثال شركائها في هذه المجزرة متحصنة هي الأخرى بالنظام العالمي الجديد الذي استأثرت به وطوعته لخدمة مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني الذي يشكل قاعدة أمامية لتنفيذ استراتيجيتها الهدامة في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط كلها.
ترى هل نرى يوماً قريباً يقف فيه من ارتكبوا مجزرة صبرا وشاتيلا ومن ساهموا فيها بشكل مباشر أو غير مباشر أمام القضاء الوطني أو الإقليمي أو الدولي لا فرق في ذلك ليلقوا جزاءهم العادل؟ بعد صبر طال ستة وعشرين عاماً، نأمل ذلك!!