ـــــــــــــــــــــــ

65 أفغانيا يلقون مصارعهم في غارة أميركية على موكب لوجهاء القبائل الأفغانية شرقي أفغانستان
ـــــــــــــــــــــــ
بوش: لا أعرف مكان وجود بن لان، وأنتظر بفارغ الصبر إلقاء القبض عليه
ـــــــــــــــــــــــ
واشنطن تعتزم إرسال قنبلة جديدة إلى أفغانستان تحدث انفجارا مصحوبا بضغط عال لتفريغ الهواء من داخل الكهوف والأنفاق الجبلية
ـــــــــــــــــــــــ

نفت وزارة الدفاع الأميركية علمها بالأنباء التي تحدثت عن قصف موكب في أفغانستان أسفر عن مقتل العشرات من الأعيان المتوجهين لحضور حفلة تنصيب الحكومة الأفغانية الجديدة في العاصمة كابل. في هذه الأثناء نفى الرئيس الأميركي جورج بوش علمه بمكان وجود أسامة بن لادن. يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان قائد قبلي أفغاني أن بن لادن موجود في الجبال شرقي أفغانستان. وفي سياق متصل أعلنت واشنطن أنها بصدد إرسال قنبلة جديدة إلى أفغانستان تحدث انفجارا مصحوبا بضغط عال لتفريغ الهواء من داخل الكهوف والأنفاق الجبلية.

فقد أعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) فيكتوريا كلارك أن الوزارة "ليست على علم" بما أوردته وكالة الأنباء الأفغانية بشأن قصف موكب في أفغانستان أسفر عن مقتل عدد من الأعيان كانوا متوجهين لحضور احتفال تنصيب الحكومة الأفغانية الانتقالية الجديدة غدا.

وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية عن احتمال ارتكاب القاذفات الأميركية خطأ في التهديف بعد أن أعلنت وزارة الدفاع من جهتها أن طائراتها دمرت موكبا للعدو قالت كلارك أن الهدف الذي قصف "كان بالتأكيد هدفا عسكريا".

وكان 65 أفغانيا قد لقوا مصارعهم في غارة نفذتها طائرات أميركية مساء الخميس شرقي أفغانستان. وقالت وكالة الأنباء الأفغانية إن الموكب المكون من عدد من رؤساء القبائل والقادة كان متوجها إلى غردس في ولاية خوست مساء الخميس وكان يفترض أن يتوجه من خوست إلى كابل الجمعة.

ونقلت الوكالة عن سيد يقين عضو مجلس الشورى الإقليمي القول إن 14 عربة من عربات القافلة دمرت تماما من جراء القصف الذي وقع قرب ساتو كانداو القريبة من عاصمة الإقليم، وحسب المصادر الأفغانية فإن من بين القتلى عددا من أعيان القبائل المحلية وقادة الفصائل الأفغانية التي قاتلت الغزو السوفياتي لأفغانستان.

لكن مسؤولا في وزارة الدفاع الأميركية قال في أعقاب الإعلان إن طائرات عسكرية أميركية من طراز إي سي 130 ومقاتلات تابعة للبحرية هاجمت ودمرت قافلة من العربات في أفغانستان لأن القافلة كانت تضم قيادات من طالبان أو تنظيم القاعدة.

وقال الجنرال بيتر بيس نائب رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة إن القافلة التي كانت تسير بالقرب من بلدة خوست جنوبي غربي إقليم توره بوره الجبلي كانت مؤلفة من نحو 10 إلى 12 عربة دمرت كلها، وأضاف للصحفيين بالبنتاغون "دمرت العربات وقتل الركاب ودمر المجمع الذي غادروا منه"، وقال المتحدث الأميركي أن المجمع كان يضم "قيادات"، وأضاف "المعلومات التي جمعناها دلتنا على أن هذه كانت في الواقع قيادات فضربنا القيادات".

مكان بن لادن



في هذه الأثناء أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أنه لا يعرف مكان وجود أسامة بن لادن. وقال بوش في تصريح للصحفيين "لا أعرف أين هو" وأضاف أنه ينتظر بفارغ الصبر إلقاء القبض عليه.

يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان قائد قبلي أفغاني أن بن لادن موجود في الجبال شرقي أفغانستان. وقال حضرت علي أحد القادة الثلاثة الرئيسيين للقوات الأفغانية للصحافيين في جلال آباد عاصمة ولاية ننجرهار حيث تقع منطقة توره بوره "إن الملا عمر وأسامة بن لادن مازالا على قيد الحياة. ومازال بن لادن في الجبال".

ولم يوضح القائد الأفغاني المصدر الذي استقى منه هذه المعلومات، وقال حضرت علي "هناك مغاور أخرى في الجبال".

وبينما اعتبر زعماء أفغان محليون آخرون أنه تم تطهير المنطقة من شبكة القاعدة اعتبر حضرت علي أن بعض عناصر القاعدة مازالوا موجودين في المنطقة.

وأكد "أن القاعدة لم تنته بعد" مشيرا إلى أن مقاتلي القاعدة مازالوا متحصنين في الجبال البيضاء وأن الوضع تدهور منذ أن توقف القصف الأميركي على منطقة توره بوره.

وقال "إن الأمر الآن أخطر بالنسبة لقواتنا" مضيفا "مازال هناك مقاتلون من القاعدة في المغاور". وأشار إلى أن عددا كبيرا منهم فروا إلى المناطق القبلية في باكستان، بدون أن يعطي تقديرات لعددهم.

وفي سياق متصل قال رئيس إدارة المشتريات بوزارة الدفاع إن واشنطن بصدد إرسال قنبلة جديدة إلى أفغانستان تحدث انفجارا مصحوبا بضغط عال لتفريغ الهواء من داخل الكهوف والأنفاق الجبلية.

وقال إدوارد الدريدج وكيل وزارة الدفاع الأميركية في تصريحات صحفية إن القنبلة الموجهة بالليزر والتي اختبرت حديثا في صحراء نيفادا "هي شيء نحن في حاجة له في أفغانستان وهم في سبيلهم لإرسالها إلى هناك".

وتطارد القوات المناوئة لطالبان مدعومة من الولايات المتحدة أي عنصر من الموالين لأسامة بن لادن يكون قد نجا من قصف المخابئ الجبلية شرقي أفغانستان.

الحكومة الأفغانية الجديدة


في غضون ذلك أعلن الموفد الأميركي الخاص إلى أفغانستان إن الولايات المتحدة ستعترف بالحكومة الأفغانية الانتقالية الجديدة التي ستتولى مهامها غدا السبت في كابل.

وقال جيمس دوبينز إن الحكومة الانتقالية ستكون الحكومة الأفغانية الوحيدة المعترف بها في واشنطن. ومن المقرر أن يؤدي حامد كرزاي وهو من أنصار ملك أفغانستان السابق محمد ظاهر شاه ووزراؤه التسعة والعشرون القسم رسميا السبت في حفل رسمي يستمر ساعتين في وزارة الداخلية.

ويفتتح الحفل عند الساعة 11.00 بالتوقيت المحلي (6.30 بتوقيت غرينتش) بتلاوة من القرآن والنشيد الوطني ويلقي بعد ذلك الزعيم البشتوني الأكثر نفوذا في تحالف الشمال عبد رب الرسول سياف خطابا.

وستتعاقب بعد ذلك خطابات مقتضبة يلقيها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ومهندس الاتفاقات الأفغانية في بون الأخضر الإبراهيمي ومبعوث منظمة المؤتمر الإسلامي.

ثم يلقي الرئيس برهان الدين رباني كلمة يليه خلفه على رأس الدولة رئيس الحكومة الانتقالية حامد كرزاي الذي سيؤدي اليمين الدستورية. ويتحدث أخيرا وزير الداخلية يونس قانوني المكلف تنظيم الحفل بوصفه ممثلا للحكومة الجديدة.

ويتوقع مشاركة العديد من شخصيات المجتمع الدولي منها وزير الخارجية الباكستاني عبد الستار وموفدو فرنسا وألمانيا وبريطانيا وكذلك وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي.

وسيكون من مسؤوليات السلطة الانتقالية التحضير للدعوة في غضون ستة أشهر لانعقاد "لويا جيرغا" مجلس الشورى التقليدي المكلف التحضير لتشكيل حكومة انتقالية قبل إجراء الانتخابات بحلول عامين.


مهمة فندريل


وفي السياق ذاته أعلن أحمد فوزي الناطق باسم الممثل الخاص لأمين عام الأمم المتحدة في أفغانستان الأخضر الإبراهيمي أن مهمة الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى أفغانستان فرانسيسك فندريل ستنتهي في نهاية يناير بطلب منه.

وقال إن مهمة فندريل التي كان من المقرر أن تنتهي في هذا التاريخ لن تمدد. وأوضح فوزي "إن هذا القرار جاء في الوقت المناسب, عند انتهاء مرحلة بالنسبة لهذا الدبلوماسي المشارك منذ زمن طويل في مهمة الأمم المتحدة في أفغانستان".

وتابع "أن رحيله يبعث فينا الحزن. والإبراهيمي ممتن له لكل ما أنجزه. كان لفندريل حياة مهنية ملفتة استمرت 34 عاما في الأمم المتحدة".