إقتاد الحراس الخمسة مالك الى السجن الخاص في قصر الحاكم سيف الدين
وأخذ مالك .. يضرب القضبان .. وهو يصرخ ..
اين زوجتي .. أين بسمة ..
أخبروني .. مالذي حدث لأهل البلدة ..
ولم يهتم لصراخه احد ..
في نفس الوقت في غرفة الإجتماعات الخاصة
.. إجتمع سيف الدين بمستشاريه .. وقادته العسكريين ..
وقال : هل تم التعرف على هويتها .. ؟
اجاب احد المستشارين : نعم .. هي وبلا شك " حاملة الوباء "
واكمل الحاكم : الجميع يعلم خطورة الموقف .. وأن اي تهاون في تنفيذ الخطة ..
سيؤدي الى كارثة عظيمة .
وإذا كانت هناك مشاكل في الإستعدادت يفضل ان تذكر الآن قبل لحظة الصفر ..
قام احد قادة الجيش .. وأكد على إستقرار الوضع .. وبدأ بشرح الخطة
على لوحة كبيرة .. رسم عليها خريطة مكان محدد
وأضاف : أفضل لحظة للهجوم هي بعد غروب الشمس بلحظات ..
حيث تكون اجسادهم خاملة .. ويحتاجون الى ساعة من التجول تحت ضوء القمر ..
ليحصلوا على طاقتهم الكاملة ..
وبهذا يعتبرون صيداً سهلاً .. يا سيدي الحاكم .. انا اتقدم بطلب البدء في التنفيذ
اليوم .. مع غروب الشمس .. ولنضربهم بأكبر قوة ممكنة ..
وأجاب الحاكم : حسناً .. ولكن .. التزموا بالحذر .. والدقة ..
اريدها ضربة كاملة .. أريد ان أمسحهم من الوجود ..
وبعد ساعة من الإجتماع
خلف قصر الحاكم .. قبل تنفيذ العملية.. إجتمع القادة بجنودهم
وأملوا عليهم الخطة .. وتم تقسيم ألفي جندي على فرقتين ..
فريق يتحلق حول الوكر .. ويطلق أسهم نارية حارقة .. لتدفع بالأهداف الى الخروج ..
ويتكفل بهم الفريق الآخر المجهز بالرماح النحاسية الحادة ..
وإستعدت الكتائب للمضي نحو المقبرة ..
وخرج الحاكم ليراقبهم .. والشمس تدنو بجانبهم ..نحو مصيرها ..
وغربت الشمس .. ولم تمضي دقائق قليلة حتى خيم الليل بظلامه .. وسكونه ..
إتخذت الفرقة الأولى مراكزها حول الوكر .. بعد غروب الشمس بقليل ..
إنزوت الفرقة الثانية خلف الأشجار إستعداداً للهجوم ..
ومرت الدقائق كأنها ساعات .. وحانت اللحظة ..
وأطلقت السهام .. وتعالت الصرخات ..
التي بدت .. أكثر براءة مما يجب ..
في نفس الوقت .. في قصر الحاكم ..
بينما كان الحاكم سيف الدين ينتظر خبر نجاح العملية .. على أحر من الجمر ..
دخل احد الحراس عليه وهو يقول :
سيدي الحاكم .. لدي أخبار سيئة ..
فهناك مجموعة من سكان المدينة .. تم إختفائهم في ظروف غامضة ..
ولم يرهم احد منذ الليلة الماضية ..
شعر الحاكم بالقلق .. فالأمر يبدو مريباً ..
وأمر بإرسال فريق بحث ليتحرى عن الأمر ..
- جيش الظلام -
كاد مالك ان يفقد الأمل في سماع صوت آدمي .. يرد على صرخاته ..
حين سمع صوت همهمة .. قريبة .. من الزنزانة المجاورة ..
إقترب مالك من الحائط .. وسمع صوت عجوز ..
تقول : .. النهاية قادمة ..
المنبوذون .. قادمون ..
هي لهم .. وهم لها ..
لقد كتب هذا الرجل نهايته .. واول فصل لنهايتنا جميعاً ..
حينما .. إرتكب الخطيئة .. وهرب بالثمرة ..
قطع نصف الأرض وأبتعد .. ظن انه نجى .. ولكن .. لا احد ينجو ..
قال مالك بإهتمام واضح : .. من انتِ .. ؟ وعن من تتحدثين .. ؟
سادت فترة من الصمت .. قبل ان ترد ..
وقالت : .. أنا .. من ترى القبح خلف قناع الجمال ..
أرى النور خلف الظلام .. اعلم بالعقارب .. تحت الرمال
ولكن .. لم يعجبهم هذا .. واتهموني بالجنون ..
لإن .. رؤيتي صافية لدرجة .. اخافتهم ..
.. اعلم ماذا حدث لك يا مالك ..
وأعلم ماحدث لأهل البلدة ..
إنهم المنبوذون .. لا يعلم بأمرهم إلا القليل في هذا العالم ..
ولهذا تم إختلاق حادثة الوباء التي أدت الى حرق البلدة ..
لمسح أي أثر لهم .. وانت تعلم ماذا اقصد يا مالك .. الجثث البيضاء ..
وقاطعها مالك : .. ماذا تقصدين بالمنبوذون ؟
وقالت : .. قبل مئات السنين .. كانوا بشر مثلنا ..
وهم ليسوا من هذه البلاد ..
عاشوا في مملكة بعيدة ..يحكمها رجل يدعى..
.. أليتوس .. غريب الأطوار ..
كان يحب تعذيب المساجين .. بطرق مبتكرة ..
و يحتفظ بدمائهم ..إعتقاداً منه بإن هناك وسيلة ما .. للخلود ..
وضاق الشعب به ذرعاً .. وكذلك وزراءه ..
وتم نفيه .. هو وعائلته .. إلى احدى الجزر القريبة من هنا ..
والبعيدة عن مملكته .. وأقسم اليتوس بإنه سينتقم يوماً..
وعاد بعد سنة واحدة من نفيه .. وتسلل الى القلعة ..
من إحدى الممرات السرية ..
ونجح في شق طريقه نحو غرفة الملك الجديد ..
وفتك به .. هو وزوجته
وتم حصار أليتوس .. في منزل احد الوزراء ..
وقاتل الحراس بشراسة .. وطعن في قلبه .. وإستمر في القتال ..
وأخذ يضحك بشكل جنوني .. وهو يقول : أنا لا أقهر .. لن يستطيع احد قتلي ..
أصيب بسهم في رقبته .. وتفجرت الدماء بشكل مخيف ..
وإتسعت عيناه .. غير مصدقاً لما حدث ..
هوى على الأرض.. وقال كلمته الأخيرة .. بصوت مختنق ..
فلورا ..
قال مالك : وما علاقة بسمة بكل ماحدث ..؟
قالت العجوز : .. بسمة ..
قاطع حديثها .. صوت هزة قوية ..
وإذا بالحراس يتدافعون الى الخارج
والجدار يهتز
ومالك يحاول ان يخرج .. ليسأل العجوز .. عن بسمة ..
هوى جدار السجن متأثراً بضربة من الخارج ..
وقضى على العجوز الغامضة ..
حاول مالك الهرب .. لكن جزء من الجدار هوى عليه وأفقده الوعي
فتراكمت الحجارة فوقه حتى أصبح محاصراً تحت الأنقاض ..
توالت الضربات .. والصيحات ..
والجثث تتساقط .. والدماء تختلط بالطين ..
في مكان مجهول .. على مشارف المدينة ..
في قاعة مظلمة .. جلس رجل طويل القامة .. حليق الرأس ..
يرتدي وشاح أحمر .. عليه قلادة ذهبية على شكل رأس اسد ..
ممسكاً .. بكأس يرتشف منه ببطئ ..
لم تمر دقائق .. حتى دخل احد المعاونين .. وقال :
بدأت عملية الغروب
هز الرجل رأسه وأمر معاونه بالإنصراف ..
ورفع كأسه عالياً .. محدقاً فيه ببرود .