في الهند مسلمون أكثر من باكستان



عند الحديث عن المواجهة بين الهند وباكستان لا تتبادر إلى الذهن عادة حقيقة أن في الهند مسلمين أكثر عددا من مسلمي باكستان.
وتعتبر الهند بلدا علمانيا حيث لا يسمح قانونيا بالتمييز الديني. لكن كيف يؤثر التهديد باشتعال الحرب بين الهند وجارتها المسلمة باكستان على المسلمين الهنود وعلى موقف الهندوس وغيرهم منهم؟

ويعرب المسؤولون الهنود دائما عن فخرهم بالقول بأن في بلادهم مجتمعا علمانيا متعدد الأديان.

ففي دلهي القديمة يقطن الكثيرون من أبناء الجالية المسلمة في المدينة، والذين يعتبرون أنفسهم في أمان مع الاحتفاظ بهويتهم الهندية.


مسلمو الهند يخشون من تأزم ا لموقف ضدهم

ويقول أحدهم: "نشعر بأمان كامل في وطننا الذي نحبه لكن باكستان تحاول تضليلنا بالقول إن المسلمين لا يعيشون أمانا في الهند. وهذا أمر غير صحيح".

إلا انه بينما تواجه الهند خطر الدخول في حرب أخرى مع باكستان فإنه ينظر إلى المسلمين الهنود البالغ عددهم 135 مليون مسلم، بعين الريبة كلما تعمقت الأزمة بين البلدين.

توتر

ويقول سيد شهاب الدين محرر مطبوعة "مسلمو الهند" إنه "كلما ظهر توتر بين البلدين كلما كان الموقف من المسلمين في الهند سلبيا بسبب النظر إليهم على أنهم طابور خامس وعملاء محتملين لباكستان".

ويضيف: "على سبيل المثال ينظر، في الآونة الأخيرة ،إلى المدارس الدينية في المساجد في أنحاء الهند وكأنها أوكار للمخابرات الباكستانية".

ويتهم جهاز المخابرات الباكستاني بأنه اليد الشريرة التي تقف وراء الأعمال المعادية للهند.

لكن المسؤولين الهنود يكررون الفخر بأن الهند موطن آمن للمسلمين الهنود الذي اختاروا البقاء بعد استقلال الباكستان كدولة للمسلمين عام 1974.

ويقول رئيس الوزراء الهندي السابق، أي كي جوجرال، إنه لا ينبغي توجيه أي شك بإخلاص المسلمين في الهند، مذكرا بأنهم لم ينخرطوا في القتال مع أسامة بن لادن.

وقال إن الحكومة "لم تمنع أحدا من التطوع للقتال مع بن لادن لكنهم اختاروا عدم الذهاب طوعا لسببين. الأول هو إرث النضال من أجل الحرية في الهند والإيمان بالديمقراطية الحقة فيها. والثاني هو الإيمان بحقيقة إن الديمقراطية الهندية لا تميز بين المواطنين على أساس معتقداتهم الدينية.

هيمنة المتشددين

لكن الحكومة الهندية الحالية يهيمن عليها المتشددون الهندوس. وكثيرون منهم وقفوا قبل عشر سنوات إلى جانب القرار بهدم جامع أيوديا، الذي قيل إنه بني على موقع هندوسي مقدس.

وبعض أعضاء الحكومة لهم صلات مع منظمات ترغب بإن تكون الهند موطنا للهندوس فقط. ورغم أن هؤلاء خففوا من لهجتهم المتشددة بعد مجيئهم للحكم إلا أن مسلمين كثيرين لا يزالون يتوجسون من مواقفهم.

ويقول البروفسور رضوان قيصر من جامعة الجمعية الإسلامية "إن المسلمين على أي حال أصبحوا معتادين على ذلك فهم مهما فعلوا لوطنهم ومهما قدموا من مساهمات يظلون موضع شك".

ومع أن الهند التي يزيد عدد سكانها على مليار نسمة نجحت بالإبقاء على التنوع الديني فيها. لكن الغضب من الهجوم على البرلمان والتهديد باندلاع حرب مع باكستان قد يضر بهذه الإنجازات.