النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ماهية العلاقة بين المثقف والسلطة

  1. #1
    التسجيل
    11-12-2007
    الدولة
    لبنان
    المشاركات
    98

    ماهية العلاقة بين المثقف والسلطة

    الثقافة تحتاج إلى تعلم لتوسيع المعرفة وحسن الإدراك ، ولكن ليس بالضرورة أن كل متعلم مثقف ويحسن القرار ليكون رأيه صواباً يفرضه على الآخرين بما يملك من شهادات عليا.

    فالقرار السليم يحتاج إلى قادة ، ولكن ليس بالضرورة أن يكون صاحبه في موقع السلطة الحكومي ، بل في أي موقع آخر ، وفقاً للحديث الشريف "كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته" كأن يكون في عمله أو تجارته أو بين أهله و أولاده ، أو في سلوكه ونهجه وحسن رأيه في محيطه ومجتمعه أو في تعليقه على قرارات تصدر عن الدولة أو الحكومة أو المؤسسات الرسمية .

    ومن النقطة الأخيرة أود أن أنطلق فالمجتمع العربي بشكل عام من المحيط إلى الخليج عانى ولا يزال ، منذ مطلع الستينات ، عقدة الأنا النرجسية بين مثقفيه من أنصاف المتعلمين من الطبقات الدنيا في معظمهم الذين شكلوا مجموعات وزرافات على ارصفة المقاهي ينتقدون كل قرار أو تدبير يصدر عن الحكومات أو القادة فكانوا بديلا عن الإستعمار، الذي ولى وقتذاك ، في هدم مجتمعاتهم وإعاقتها مع تمددهم وتشكلهم ضمن جمعيات وأحزاب أو مجموعات وصولية استغلت عاطفة الناس في مجتمع يغلب عليه الجهل الذي كانوا قادته فوصل بعضهم إلى السلطة في غفلة من الزمن تحت شعارات العروبة والتحرر ، ومن ثم إلى استغلال الدين بجهل فاضح ، فتاجروا بقضية العرب المقدسة فكان التناحر سيد الموقف بين الشعب الفلسطيني الذي تشظى رأيه وتناثر إلى حد التقاتل والتخوين لسلطته التي تشظت أيضاً فأضحت سلطتان لأرض محتلة ، بفعل تدخلات أدعياء الثقافة والدين والسياسة وبسط رأيهم ، فكان فشلهم مدوياً ولازال في قضية العرب الأولى، وفي حالة التخلف والتردي التي يعيشها العالم العربي.

    لذا فإن الثقافة أو التعلم لاتعتبر كافية وصائبة فيما يصدر عن صاحبها من رأي إذا لم يتمتع بحسن الخلق والصدق ومخافة الله والشعور بالمسؤولية وتقبل النقاش والنقد والحكمة ، كأن يكون له رأس بعير ليستعيد كلمته إن أخطأ ، وكذلك حسن الإداء والتقدير في مجتمعه الذي هو كالجسم الواحد الذي يجب أن تكون سائر أعضائه سليمة ومتناغمة ليستطيع أن يقوم بمهامه بشكل حسن .

    وكذلك الدولة ، بكافحة شرائحها ، يجب أن تتمتع بتلك المواصفات بما فيها من سلطة وشعب أو حاكم ومحكوم دون تذمر أو إستعلاء أو إنتقاص بما في ذلك من تراتبية متمايزة حكماً ، فذلك تدبير إلهي لقوله تعالى في سورة الأنعام :
    " هو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم " وعليه فإن العلاقة بين المثقف والسلطة هي علاقة محكومة ومنظمة بقانون سماوي ووضعي تنظيمي مفصل بتكامل مطلوب لبناء الدولة من أجل الصالح العام .

    ولكن لتحقيق هذا الأمر يجب أن تكون السلطة أيضاً في موقع المثقف المتعلم لتحسن الراي والصواب وتتقبل النقد الإيجابي الوطني لتحسن الإداء الحكومي والإداري . فالمعارضة ليست مسبة أو شتم بل عمل بناء ضروري متمم للسلطة وفق مبدأ العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، لتصويب القرارات الحكومية .

    فالمجتمع العربي مجتمع واحد ولا يمكن القبول بتجزئته بين سلطة وشعب فكلاهما واحد تربطهما علاقة مشتركة وتبادل للمصالح والمنافع من أجل مستقبل الوطن وأبنائه وفق مبدأ الإنتظام العام . فالموظف من حاكم أو وزير أو قاض أو مسؤول أمني أو محافظ ، هو جزء آني من السلطة ولكن بشخصه وليس بعائلته وأولاده الذين يتطلعون هم أيضاً إلى المستقبل لتأمين عيشهم وأمنهم وإستقرارهم في دولة قوية قادرة ، فإن هو أخطأ في عمله وأساء في مهمته ووظيفته فإنه أيضاً يسىء إلى أهله قبل وطنه .

    لذا فإن التعاون مطلوب بين السلطة والشعب على مختلف طبقاته ومواقعه من أجل بناء وطن منيع لغد ومستقبل أفضل واعد.

  2. #2
    الصورة الرمزية chris
    chris غير متصل مراقب منتديات رزدنت إيفيل
    ومراقب المنتدى العام
    التسجيل
    13-11-2001
    الدولة
    jordan
    المشاركات
    13,402

    Thumbs up رد: ماهية العلاقة بين المثقف والسلطة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السويسي;
    [FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]

    لذا فإن الثقافة أو التعلم لاتعتبر كافية وصائبة فيما يصدر عن صاحبها من رأي إذا لم يتمتع بحسن الخلق والصدق ومخافة الله والشعور بالمسؤولية وتقبل النقاش والنقد والحكمة ، كأن يكون له رأس بعير ليستعيد كلمته إن أخطأ ، وكذلك حسن الإداء والتقدير في مجتمعه الذي هو كالجسم الواحد الذي يجب أن تكون سائر أعضائه سليمة ومتناغمة ليستطيع أن يقوم بمهامه بشكل حسن .

    واين سوف تجد هذا الشخص بهذه المواصفات ...
    مستحيل في زماننا هذا ان تجتمع في شخص كل هذه الصفات
    لانها لو اجتمعت في رجل لما قبل على نفسه ان يكون في موقع سلطة او قريب من السلطان
    لان تلك الاماكن بالنسبة له فتنة ....

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من بدا جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلاطين أُفتُتن، وما ازداد عبد من السلطان قرباً إلا ازداد من الله بعداً " . رواه أحمد في المسند، وقال الشيخ أحمد شاكر : إسناده صحيح .

    ثم اخي لديك كلام غريب لايتوافق وبقيت السرد في نفس النقطة ...
    وضعت تحتها خطا ... فماذا تقصد بها .. ؟
    فانت تتحدث عن صفات يجب ان تتواجد في الشخص ليكون حكمه ورايه صائبا فكيف يجب ان يكون راسه مثل البعير ليتراجع عن خطائه
    فهل البعير يستطيع التمييز بين الصواب والخطا ليتراجع عنه
    فماذا تعني بكلمتك هذه .... ؟




    وشكرا لك لطرحك الجميل
    وكل عام وانت بخير



    سلام chris
    chris
    المحب للغير .................

المواضيع المتشابهه

  1. المسابقة الثقافية ( من هو العضو المثقف ؟ )
    بواسطة : PS2PS3 , في المنتدى العام
    مشاركات: 61
    آخر مشاركة: 14-09-2002, 01:29 AM
  2. مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 21-09-2001, 04:47 PM
  3. من هو الأنسان المثقف
    بواسطة : نور محمد , في المنتدى العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 16-06-2001, 01:39 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •