عندما نذكر جيل الثمانيناتـ للكرة السعودية فإننا سنذكر حقبة زمنية كنا فيها الافضل اسيويا
بصفة رسمية و كانـ منتخبنا عقبة حرجة لمنتخباتـ كإنجلترا و الارجنتين ..
حتى و إنـ تأخر حصاد التأهل لكأس العالمـ لأول مرة لعامـ 94 بأمريكا ..
بعدما لمـ يبقى من الجيل الذهبي سوى ماجد و عبدالجواد و الهريفي و جميل
لنتركـ الماضي الجميل و ننظر للحاضر المخيفـ .. لو نظرنا من ناحية هل رعاية الشبابـ
و الاتحاد السعودي مقصرونـ في برامج الاعداد و جلبـ افضل المدربين و المحاضرين
لدى الفيفا فسنجد انهمـ لمـ يقصروا ..
لكن لو نظرنا للاعبـ السعودي الانـ و وضعناهـ في مقارنة مع لاعبـ الامس ..
لوجدنا الكفة تميل بقوة للاعبـ الامس .. ليس تباكياً على الماضي
او اننا كـ عربـ نرفض التخلي عن الماضي .. لكن هي الحقيقة المؤلمة
لاعبـ الامس و لاعبـ اليومـ لافرق ولا جدال على انـ كلا الجيلين يتميز لاعبيه
بمهاراتـ رائعة و تفكير كروي جيد ..
إنما الميزة المفقودة للاعبـ اليومـ هي روح الوطنية و روح المسئولية
و تلكـ الحرقة التي تظهر للاعبـ الامس عندما يخسر مباراة حاسمة .. قد يبكي ايضا
نحن لانقول للاعبي اليومـ اذا خسرتمـ اجتمعوا و تناوبوا على البكاء و الصياح
لكن .. بالفعل لاعبـ الامس كانـ يعيبه مثلا قلة اللياقة و اعتمادهـ الكلي على المهارة
و استنتاجاته على ارض الملعبـ بالاضافة لتوجيهاتـ المدربـ ..
لكن هناكـ دافع قوي لديه يميزهـ .. الاحساس بالمسئولية .. الرجولة .. الشجاعة
الاستماتة داخل الملعبـ .. العنفوانـ المخيفـ للخصمـ
لهذا كانـ المنتخبـ السعودي بالسابق مخيفا .. لأنـ لاعبيه لايرضونـ الخسارة
و إذا خسروا إما لمؤامرة تحكيمية او لمـ يحالفهمـ التوفيق .. لكنهمـ يؤدوا مباراة بمستوى محترمـ
اما الانـ .. اختفتـ كل تلكـ الخصال من لاعبي المنتخبـ اليومـ
فاللاعبـ السعودي اليومـ اشبه بالشبح .. حتى تفكيرهـ الكروي اصبح متواضعاً
لمـ نكن نتوقع كجماهير تساند منتخباتها الوطنية انـ يأتي اليومـ و نصبح فيه
نخافـ من منتخباتـ كأوزبكستانـ و كازاخستانـ او نرتعبـ لمجرد اللعبـ امامـ منتخباتـ خليجية ..
اين ذلكـ المنتخبـ السعودي الذي احرج الانجليز و تسببـ بإقالة مدربهمـ ..
اين ذلكـ اللاعبـ السعودي الذي كانـ اشبه مهاريا بلاعبي امريكا اللاتينية ..
اين ذلكـ اللاعبـ السعودي الذي رغمـ اصابته و قلة لياقته يدفعه حبـ الفانيلة الخضراء
للاحتراق كـ الوقود على الملعبـ و تظهر الشرارة من بين عينيه ..
نحن لا نقول عن لاعبي اليومـ غير وطنيين .. و لا نقول للاعبي اليومـ لاتهتموا بمقدماتـ العقود
الاموال لن تطير و مقدماتـ العقود تنتظركمـ و السياراتـ الفارهة لن تفوتكمـ ..
لاعبوا الامس عاشوا العز و المجد و لكن كانوا ( رجال بمعنى الكلمة ) ..
اتمنى من المسئولين عن المنتخبـ تعيين احد النجومـ القدامى ليعين فهد المصيبيح
فاليد الواحدة لاتصفق .. اين همـ عن ماجد و الهريفي .. اين همـ عن صالح النعيمة
يحتاج المنتخبـ لقائد حقيقي خارج الملعبـ لاعادة الروح المفقودة ..
لا ادري .. الرؤية لمونديال 2006 ضبابية هذا لايعني اني متشائمـ
لكن بمستوياتـ مثل هذهـ نتعادل مع منتخباتـ اوزبكستانـ و نفوز بالعافية على طاجيكستانـ
فهذا ليس المنتخبـ السعودي الذي نحبـ رؤيته ..
كل التمنياتـ للاخضر بالتوفيق
لكمـ كل التحية
tamooree4645@hotmail.com