النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: قصة قصيرة_"كل سنة و انت طيب"..

  1. #1
    التسجيل
    01-11-2006
    المشاركات
    20

    قصة قصيرة_"كل سنة و انت طيب"..

    كل سنة و انت طيب!

    (...... و عشرين سنة)..قالها فى خفوت بعد أن أطال النظر فى بطاقتة الشخصية القابعة على المنضدة , لقد ساوره الشك ان يكون اليوم هو عيد ميلادة فأخرجها خائفاً و متمنياً أن يكون مخطئأً...لكن كما توقع .. رفع نظرة عنها و ألقى به الى مدخل المقهى..لا لم يأت صديقة بعد..كان يريد أن يهرب من تلك الا فكار الكئيبة التى تقفز فرحاً و تتسابق لكى تنال من عقلة..أشار بيده الى عامل المقهى و طلب كوب أخر من القهوة ..مرر يداه الاثنين على وجهه و أستغفر ربة..أنه يعلم ما ينتظرة أذا سمح لفكرة واحدة أن تأخذ مقعداً مريحاً فى ذهنة ..لكن لا ..ليست تلك المرة,ان له باع فى التعامل مع تلك الافكار ..سيقضى عليها ..سيتذكر الاشياء الجيدة التى حدثت له أمس..لا,أذن أول أمس..أول أول؟!..لا طبعأً ليست شرط أن تكون جيدة !, سيتذكر أى حدث من الاسبوع الفائت..أخذ ينقب فى ذاكرتة عن أى شىء له بريق و لكنه لا يجد ألا صخر و حصى..لا , لا يريد أن يذهب تلك الاراضى البعيدة فأنها لا تستحق العناء , فلقد أخرج كل ما فيها من خيرات و أستهلكه مراراً و تكراراً .. .
    من يخدع.. انه يعلم أنه يستسلم دوماً ..لكن تلك المرة تختلف , أنه خائف منها بشدة ..عقله و كأنه جندى أستنفذ كل قواه و حماسة فى أول ساعات المعركة فسقط ملىء بالاصابات لا يدرى كيف سيستمر فى المعركة و هل كان له دور فى المعركة؟ و هل سيظل يتسائل الى الأبد؟! , يريد ما يضمد جراحة و ليس ما يزيدها عمقأً و عددأً.. .
    أتخذ أكثر الاوضاع أسترخاء على مقعده و ترك تلك الافكار تتصارع على عقله و كأنه مُعارض داخل قسم شرطى .. أبتسامة خفيفة بلا معنى تبدو على وجهه .. تلك الافكار لم ترفق به , كانت كثيرة الى درجة أنه لا يعرف بأيهم يبدأ! .. لم يعمل بعد؟؟ قديمة ..لا يوجد أرتباط من أى نوع ؟؟ أستهلكت .. أذن فكرة أن لا يزال حاضرة هو ماضية و ماضية هو حاضرة ؟؟ لم يستعملها منذ فترة بسبب الملل منها و لكن سيعيد النظر فيها ! .. فكرة ان – مفيش فايده فى أى حاجة– تأكدت ؟؟ ..الأبتسامة الخفيفة تحولت أبتسامة أستهجان لم يستطيع ان يمنعها! ..مرت الكثير من الأ فكار على عقله وأزداد أبتسامته ثقة ..كلها أفكار تقليدية , بعضها يحاول ان يتخفى فى شكل جديد ,لكن كلها من اهل البيت و ليسو بغرب .. مثلاً فكرة أنه وصل ذلك العمر دون أن يحقق أدنى شىء من أحلامة ؟؟ قد تكون فكرة جديدة و لكن لماذا يشعر بالألفه عند التفكير بها ؟! ..لا ليست جديدة أنها قديمة جداً و لن تخدعة ككل مرة ..مثلها مثل فكرة ان فى حالة موته فى ذلك العمر سيكون فى جنازتة لفيف من الاصدقاء و الاقارب كل منهم سينساه وليس يتنساه بمجرد خروجهم من السرادق, ليس خطأ من احد الطرفين و لكن بعد فيلم جيد سيخرج المشاهدين يتذكرون الابطال سواء كان أدءهم جيد ام لا و لكن لا احد يتذكر- لا ليس الكومبارس!- العامل الذى كان يحمل اجهزة التصوير! .. الابتسامة تلاشت و حل مكانها وجه بارد ..أنه يعلم الان ماذا كان يخشى .. لقد تراكمت تلك الافكار على عقله بقوة..انه لا يستطيع التعامل معها و هى بهذه الكثافة ..لا يستطيع ان ينفضها عن عقله بتلك البساطة , لقد سيطرت على عقله و وضعته فى تابوت و تراكمت عليه ..لم ينقذه من نفسه الا عامل المقهى و هو يضع كوبى القهوه و الماء و هو يسئله ( مجتش أبارح أنت يا باشا,ها؟) ..بتلقائيه رد (ها!) ..(طيب!) .. نظر الى مدخل المقهى و رأى صديقه يتهادى نحو المنضدة الجالس عليها ..رأى فية النجدة على غير العادة ! ..لكن سيرحب بأى مدد..و بعد أن رحب به أستئذن لكى يذهب الى دورة المياة ..أراد أن يضع رأسه تحت مياه بارده املاً أن تطفىء الحمم البركانية الهائمة فى عقله .. يكاد يقسم ان كل مره يفعل ذلك يسمع ذلك الصوت المميز , الصوت الناتج عن سقوط ماء على حديد ساخن! ..نظر الى المرأه و فى خفوت قال (هتعدى) .. خرج منتعشاً و اتجه نحو المنضدة الجالس عليها صديقه ..ان فى يده ورقة ما ,لا أنها بطاقة شخصية.. وعند أقترابة صاح صديقه (أيه يا عم, كل سنة و انت طيب!)........(مالك فى ايه؟!) .

    محمد فوزى قطب

  2. #2
    التسجيل
    19-12-2005
    الدولة
    الأردن
    المشاركات
    432

    رد: قصة قصيرة_"كل سنة و انت طيب"..

    مشكور أخي
    وكل سنة وانت طيب
    ومالك في ايه
    وعبارة سقوط ماء على حديد ساخن أعجبتني
    وجميل وصفك لأفكار رأسه بالحمم البركانية
    وهل عدت أم لا

  3. #3
    التسجيل
    01-11-2006
    المشاركات
    20

    رد: قصة قصيرة_"كل سنة و انت طيب"..

    شكرً غادة...هذه مجرد لمحة من مأسى نعانيها نحن الشباب

  4. #4
    التسجيل
    18-10-2006
    المشاركات
    26

    رد: قصة قصيرة_"كل سنة و انت طيب"..

    رائع يا عزيزى
    رائع.
    صدقنى قصتيك تنبضان بالصدق , و لكأنه يسيل منهما سيلاً,
    تشبيهاتك فيها بلاغة جيدة
    يكاد يقسم ان كل مره يفعل ذلك يسمع ذلك الصوت المميز , الصوت الناتج عن سقوط ماء على حديد ساخن


    تلك الا فكار الكئيبة التى تقفز فرحاً و تتسابق لكى تنال من عقلة

    هذا التشبيه, ألا ترى يا عزيزى أن كلمة تتقافز فرحاً لا تتناسب مع طبيعة هذه الأفكار نفسها؟
    كنت شخصياً أفضل أن تكتفى ب تلك الا فكار الكئيبة تتقافز و تسابق لكى تنال من عقله

    وكقصتك السابقة , النهاية فيها ضحكة كبيرة على البطل ,السخرية الخفية من البطل نفسه,المدمجة فى عبارة أخيرة قاسية على بطلك كالعادة.
    تحياتى
    عــــمرو

  5. #5
    التسجيل
    01-11-2006
    المشاركات
    20

    رد: قصة قصيرة_"كل سنة و انت طيب"..

    أخ عمرو...أشكرك جداً على تعليقك المُشجع لى , و بالنسبة لكلمة تتقافز فرحاً , فأنى أشير إلى تلك الافكار كالوحوش التى وجدت ضالتها..فهى بذلك تسعد...أشكرك مره أخرى على تعليقك الموضوعى

  6. #6
    التسجيل
    18-02-2005
    المشاركات
    9

    رد: قصة قصيرة_"كل سنة و انت طيب"..

    سرد مميز
    جمل تصويريه رائعه ، (قفلة) للقصة في نظري موفقه

    رأي لا يفسد جمال القصه " كانت مضغوطه بالافكار"


    سجلني متابع لك

  7. #7
    التسجيل
    01-11-2006
    المشاركات
    20

    رد: قصة قصيرة_"كل سنة و انت طيب"..

    armd80 أشكرك على رأيك...و لى الشرف ان تكون متابعاً لى

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •