نور الصباح يملأ أنحاء الغرفة المكتظة بالاثاث والأجساد كأنها قطار هندي
يختنق بركابه الذين تحولت الوان ملابسهم الزاهية الى لون رمادي قاتم
يرفع رأسه قليلا لينظر من خلال باب المطبخ لا سجائر لقد اخذها
رائد معه هو الوحيد الذي عليه ان يشتغل اليوم
كلهم اكاديميون ويشيغلون الان في تنظيف الغرف
عماد يشخر الان ام هو احسان؟
تتحاور عيناه مع السقف لقد قرأ في مكان ما عن قوة الايحاء وعن انك
تستطيع ان تحرك الأشياء بعينيك
ربما اليوم يريد ان يجذب السقف اليه ليسكت احسان ام هو عماد؟
ربما سيكتشف يوما لم لا يستطيع ان ينام هو ايضا في الصباح
الكل يقدسون النوم في هذا الوقت الا هو 0 كأنه عجوز ريفيه تنافس
الديكة في اكتشاف خيوط الفجر الإولى
الضباب يلف كل شي. في الخارج الان
تدور عيناه الى الورقة الصفراء على الحائط المقابل لفراشه
لا تلوموا الميت في بلادنا اذا انتحر
لا زال يتذكر يوم علقها وكيف بقي يدافع عنها حتى اليوم لقد مر على
ذلك عقد كامل
كان يقول لهم ّانا سأنزلها بيدي يوما يوم تشرق الشمس على موطننا
من جديد
وفعلا كاد يرفعها يوم سقط تمثال ابي الهول
كاد يفرح
كاد يتفائل
حتى انه فكر ان يعود
ربما سيعلق الان اخرى واخرى واخرى
لم لا يحاول ان ينام هو الاخر
ربما يحلم حلمه المضل حلمه الشصي
يغلق اجفانه ليدفع بيديه باب الدهليز الطويل
يعرف عدد الخطوات التي ستؤدي به الى حديقة القصر
وجوه جديدة كل يوم
الضحكات تملأ اذنيه لتطير به الى مكانه المعهود
يرى وجهه في مياه النافورة ويتعجب من شدة بياض اسنانه
الجميع فرحون يتحدثون يتغامزون يرقصون
تغمره النشوة فيمد يده الى كاسه التي يكاد يرفعها من غير ان ينظر
اليها كأنها قدر لا مفر منه
يرفعها ليحتسي
ليحتسي
عصير الخنافس
تمت