كم تمنيت ...
أن أجد غريباً في أي بقعة من الأرض ..
ويملك من الاحترام الشيء الكثير ..
وليس له غرائز البشر ..
بل هو ملائكي الطباع والتصرفات ..
نقي القلب ..
مستمع رائع ..
منطقي الردود ..
عقلاني التصرف ..
متسع الذاكرة ..
رفيق رحيم ..
يستمع لما سأبثُه له من هموم كالجبال ...
فأسترسل أمامه في حديثي ..
وأكون أمامه ككتاب مفتوح ...
تُقلب صفحاته بين يديه ولا تتوقف ... إلا بنهاية الكتاب .
ولا يسعى جاهدا لمُقاطعتي .. ليُبرز مواهبه العقلانية والسلوكية ..
ولا يتذمر ..
متفرغاً بوقته ، مستمعا بجوارحه ، هادئاً طويل البال .
فأسكب له ما بجعبتي .. كل مافيها ....ثم أصمت ...
ولا أطالبه برد ..
ويصمت هو أيضاً .. ينتظر الأذن مني ..أن يتحدث ..
كل هذا يحدث .. وهو غريب .. تفصلنا مسافات معقوله .. كمنضدة القهوة التي نجلس عليها متقابلين ...
ويضمنا مكان مفتوح لا خصوصية فيه .. الا حق الحديث فقط
ثم أشير له راغبة في الاستماع الى رده مهما كان ...
وأبدأ بالانصات التام كما فعل هو ..
فيبدأ بإيجاد حلول منطقية ، وأقعية نوعا ما ، قد أتمكن من عمل شيء منها ، وقد لا أتمكن
فينصحني بأن أسعى جاهدة لمواجهة ما يمر بي
ويجتهد في نقل حلوله لي ..
ويفترض فرضياته ..
ويتوقع ما قد ينفع ومالا ينفع ..
ثم يختم حديثه ..قائلا
وفقك الله وإيانا .
فأقف قائلة له ..
وداعاً ..
ولا يستوقفني
قائلا .. مهلا ..
بل يحترم حديثي ، وبراءة موقفي ، وصدق احتياجي ...
فأنطلق بين الزحام مغادرة ..
دون أن ألتفت الى الخلف ..
وهناك سحابة من الهدوء والرضى تخيم على قلبي ..
وأحمد الله أن وفقني أن وجدت غريباً ينصت ، ولا يطلب مقابل ..
وأُصبح على فجر يوم جديد ... مختلف .. تماما كما هو ذلك الغريب المختلف ..
وأجمل مامر بي ، أنه غريب ..
لن يبحث عني ، ولن أبحث عنه .
ليس يملك عني أي فكرة .. سوى ما أستمع له ..
لن يضغط علي ليؤذيني مهما حدث .. فهو غريب أتيته أنا من المجهول ... وتركته إليه ..
كل هذا .. وذاك ... مجرد حُلم .. على أرض الواقع .
مجرد حلم لايمت بالصدق لشيء من واقعي ..
تمتمة قلم
دمية الخيط
