ذكرت صحيفة "مشرق" الباكستانية الأحد 5-5-2002 أن أعضاء جمعية "علماء الإسلام" وجمعية "طلبة الإسلام" أكدوا أنهم لن يسمحوا للقوات الأمريكية بدخول المدارس الدينية؛ بحثًا عمن تسميهم بالإرهابيين من تنظيم القاعدة وحركة طالبان.
وأوضحوا في الاجتماع الذي عقدوه في المدرسة النظامية بمنطقة "عيدك" في وزيرستان الشمالية في منطقة القبائل الباكستانية المتاخمة لأفغانستان أن العلماء والطلاب وجميع القبائل الباكستانية مستعدون للدفاع عن مساجدهم ومدارسهم الدينية وجميع المقدسات الإسلامية في البلاد.
وأشارت الصحيفة الباكستانية إلى أن المولوي "محمد ديندار" أمير جمعية علماء الإسلام في وزيرستان، عضو البرلمان الباكستاني سابقا قال في الاجتماع: "لن يتم السماح للقوات الأمريكية بأن تدهس مدارسنا الدينية بأقدامها النجسة، وسندافع عن جميع المدارس الدينية في باكستان".
وأكد كل من المولوي "عبد الرازق مجددي" أمير جمعية علماء الإسلام في مدينة "بنو" الباكستانية، و"قارئ حضرت جل" أمين مكتب الجمعية في مدينة بنو، و"دلرو بازخان" القائد العام للجمعية في بنو أن القوات الأمريكية تصر عل اقتحام المدارس الدينية في باكستان بحجة البحث عن الإرهابيين بعدما قامت بقتل المسلمين وإسقاط حكومة طالبان، و"لن نسمح للقوات الأمريكية بالقيام بعمليات عسكرية في وزيرستان الشمالية".
وقال المتحدثون في الاجتماع: إنه إذا كانت الولايات المتحدة صادقة في ادعائها بأنها تحارب الإرهاب، فالأولى لها أن تحارب إسرائيل والهند؛ لأنهما يقتلان المسلمين في فلسطين وكشمير.
وأضافوا أن القوات الباكستانية تستطيع أن تقوم بتفتيش المدارس متى شاءت إذا كانت لديها شكوك، ولكننا لن نسمح لها بإهانة المساجد والمدارس الدينية باسم التفتيش.
إعلان حرب:
وقال "زرنور أفريدي" سكرتير الجماعة الإسلامية في ولاية سرحد الباكستانية: إن قيام القوات الأمريكية بعمليات عسكرية في مناطق القبائل الباكستانية يعتبر بمثابة إعلان الحرب ضد البلاد.
وأضاف زرنور أن السلطات الأمريكية تريد أن يكون الوضع في المناطق القبلية في باكستان مماثلا للوضع في أفغانستان، وأشار زرنور إلى أن اليهود يحاولون من أول يوم القضاء على القوة النووية الباكستانية، كما أنهم يريدون اقتلاع الإسلام من أصوله في المجتمع الباكستاني.
وطلب سكرتير الجماعة الإسلامية من الرئيس الباكستاني "برويز مشرف" أن يخرج القوات الأمريكية من المناطق القبائلية في أقرب فرصة، وإلا فستقع مسئولية حوادث العنف على عاتق الحكومة.
من جهة أخرى ذكرت صحيفة "شهادت" الأفغانية الأحد 5-5-200 م أنه يتم توزيع منشورات مكتوبة بخط اليد على سكان منطقة وزيرستان الشمالية تحثهم على الجهاد ضد القوات الأمريكية وكل من يتعاون معها في عملياتها بالمناطق القبائلية.
كان الرئيس الباكستاني مشرف قد صرح السبت 4-5-2002 بأن تنظيم القاعدة لا يستطيع أن ينظم صفوفه في باكستان، مشيرًا إلى أن باكستان تفرض إجراءات أمنية مشددة على حدودها مع أفغانستان.
وقال مشرف: لا شك أن بعض أفراد القاعدة وطالبان الذين يحاولون إلحاق الأضرار بالمصالح الباكستانية قد تسللوا بالفعل إلى الحدود الباكستانية، غير أنه نفى وجود زعيم تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن" في باكستان، وقال: "إما أن يكون قد مات أو موجودا حاليًا في أفغانستان".
وأشار الرئيس الباكستاني إلى وجود 12 مستشارا أمريكيا في البلاد يساعدون القوات الباكستانية في عملياتها ضد تنظيم القاعدة على الأراضي الباكستانية.
من جانبه نفى المتحدث الرسمي باسم الحكومة الباكستانية وجود قوات أمريكية داخل البلاد، وقال: إن جميع ما نشرته الصحف الباكستانية من الأنباء حول وصول القوات الأمريكية إلى مناطق وزيرستان الشمالية والجنوبية بهدف القيام بعمليات ضد القاعدة وطالبان -ليس صحيحا، بل كذب محض ويهدف إلى تشويه صورة الحكومة.
خطة العمليات ضد القاعدة:
من جهة أخرى ذكرت صحيفة مشرق الباكستانية الأحد 5-5-2002م أنه قد تم وضع خطة لإجراء عمليات تفتيش عن أعضاء القاعدة وطالبان في أحياء المهاجرين الأفغان في مناطق سهراب كوتهو وملير في ضواحي مدينة كراتشي الباكستانية.
وأشارت الصحيفة إلي أن القوات الأمريكية والباكستانية المشتركة ستقوم بتنفيذ تلك العمليات في الأيام القادمة، وأن إدارة التحقيقات الفيدرالية الأمريكية "إف بي آي" ستجري التحقيق مع من ستلقي القبض عليه.
وقررت السلطان الأمريكية والباكستانية إجراء هذه العمليات بعدما تم القبض على 18 فردا من حركة طالبان قرب منطقة سهراب كوتهو بأيدي قوات رنجرز الباكستانية قبل أيام، فضلا عن أن السلطات الأمريكية لديها معلومات حول تواجد أعضاء القاعدة وطالبان في المنطقة المذكورة.
www.islamonline.net