بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله وبعد
هذه المرأة بذلت سنين طويلة من عمرها للدراسة والبحث والتقصي

بدأت من الصفر ولم تنتظر عوناً من أحد اعتمدت بعد الله على نفسها

بدأت بجمع مادة البحث التي بلغت عدة فصول

حينما بدأت في جمع الفصل الأول كان ذلك قبل خمسٍ و ثلاثين سنة

كانت من مصاعب هذا البحث أنها حينما تبدأ في إخراج هذا الفصل أو ذاك لابد أن تنزف دماً من صعوبة هذه الرسالة

نالت هذه المرأة ثمرة هذا البحث بأن حازت امتياز مع مرتبة الشرف الأولى متمثلاً في بر أبناءها بها

الحقيقة نالت هذه المرأة رسالة الدكتوراة في التربية من جامعة الحياة

هذه المرأة هي الأم ...

وهذه هي الرسالة الحقيقية الأساسية للمرأة أن تكون أماً مربية للأجيال وهم أبناءها

هذا هو النجاح ... وهذا هو التفوق ....

أقول هذا الكلام بعد أن سمعت من إحدى قريباتي تحكي عن أخت جارتها أنها تُحضر للماجستير – وليس هذا غريباً- الغريب أنها أحضرت خادمتين الأولى للطبخ والتنظيف والثانية لتربية الأبناء وتنظيفهم والعناية بهم ...

فما الذي تبقى لهذه المرأة لتقوم به في بيتها

وما هي الرسالة التي ينبغي أن تقدمها لأبناءها وزوجها – استغربت أنها لم تستقدم امرأة ثالثة لزوجها لرعايته والقيام على خدمته الخاصة –

العجيب في الأمر أن رسالة الماجستير في علم التربية – كلية التربية

عجباً لمن تذهب لتصلح بيوت الآخرين وبيتها خراب

عجباً لمن جعلت وظيفتها التنظير للآخرين في التربية وغفلت عن تربية أبناءها

وأسندت تلك المهمة لامرأة غريبة أعجمية عاداتها و ثقافتها وخلفيتها الدينية تختلف عن بيئة أبناءها ومجتمعهم وكان الله في عونهم ....


كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ *** والماء فوق ظهورها محمول
وصدق أمير الشعراء :


الأم مدرسة إذا أعددتها ****أعددت شعباً طيب الأعراق
الأم أستاذ الأساتذة الأولى**** شغلت مآثرها مدى الأفاق


كلمة أخيرة :

المرأة مثل وزارة الداخلية إذا لم تقم بواجب حفظ أمن المنزل وقيمه وأخلاقه وانشغلت بشئون الدول الأخرى انعدمت الأخلاق والقيم وضاعت التربية