بسم الله الرحمن الرحيم
هذه رسالتي لك أختي المسلمة .. أسأل الله تعالى أن يتقبل منا جميعاً ..
ولكن قبل كل شيء .. الموضوع طويل قليلاً .. لذا أرجو أن تنسخي الموضوع على جهازك وتقرئيه بتأني بعد قطع الخط ..
أختي الكريمة .. أرأيت ما الذي يصيبنا نحن المسلمون الآن .. بل وليس الآن .. بل هو منذ أمد بعيد .. ها هي فلسطين احتلت من قبل اليهود (لعنهم الله) ولم تستطع سبع جيوش عربية أن تفعل شيئاً حيال ذلك .. وماذا بعد ذلك .. حرب الخليج ويا لمصيبة حرب الخليج من آثار سيئة .. فها هي المملكة العربية السعودية محملة بالديون لأمريكا من وراء تلك الحرب .. ثم الحرب على أفغانستان (البلد الذي كان الأكثر تطبيقاً للشريعة الاسلامية في المجال المدني والسياسي في حكم طالبان) .. وحالة إخواننا في فلسطين التي تزداد سوءاً بعد سوء .. ثم ماذا الآن .. ها هي أمريكا تريد إجراء الحرب على العراق من أجل ماذا ؟! من أجل النفط وحماية اليهود في فلسطين ..
بعد كل هذا .. هل سألت نفسك ما هو دوري في هذه المآسي المتكررة منذ حوالي نصف قرن مضى ؟؟ لا تقولي لي أنا إمرأة ولا أستطيع الجهاد وحمل السلاح !! ولا تقولي لي أنا لا أحب السياسة ولا أحب المناقشة بها.. فهذا الكلام ليس عذراً ولا مبرراً تقوله مسلمة .. صحيح أنك لا تستطيعين حمل السلاح والجهاد بالنفس لكنك تستطيعين فعل الكثير جداً غير ذلك .. اقرأي عن حيات الصحابيات – رضوان الله عليهن – كم كان لهن الأثر الكبير على الدولة الاسلامية ..
المهم في كلامي .. ما هو المطلوب منك أختي المسلمة ؟ المطلوب هو أن تربي لنا جيلاً جديداً يحب الله ورسوله ويؤمن به حق الإيمان .. نريد جيلاً يفخر بدين الإسلام ويدافع عنه .. نريده حافظاً للقرآن .. مطبقاً للسنة النبوية .. ساعياً وراء نصرة الدين وحمايته ..
انظري إلى حال الفسوق والعصيان التي نحن بها .. وهي بالتأكيد سبب كل المشاكل التي يعاني منها المسلمين بالتأكيد وليس لدي أدنى شك في ذلك .. شبابنا وفتياتنا هذه الأيام بعيدون عن الله ورسوله .. اسألي من شئت منهم عن طموحه وأحلامه ماذا سيقول لك ؟؟ أحلم بشراء سيارة .. أحلم بصحبة الفتاة الفلانية .. أتمنى أن تحبني جميع الفتيات .. إلخ .
ثم كيف يقضون أوقاتهم .. صياعة في الشوارع بالسيارات ومعاكسة الفتيات .. يمضون الساعات الطويلة على الانترنت ويا ريت على شيء مفيد كل أوقاتهم تشات ومع مين مع إنسانة ما يعرف عنها شيء ويا ريت تطلع فتاة في النهاية .. إلخ . طبعاً إلا من رحم ربي منهم ..
ولكني أسأل نفسي دائماً متى سيأتي اليوم الذي يكون فيه طموح الشباب هو الجهاد وتحرير فلسطين والإبتعاد عن المعاصي وطاعة الله والسعي وراء رضوانه .. متى ؟؟ أسأل الله أن أعيش لتلك اللحظة ..
جاء دورك الآن أختي الكريمة .. عليك أن تجعلي طموح الشباب هكذا ؟! كيف ؟ سأقول لك ..
أولاً ابدأي بنفسك منذ الآن .. هل تشعرين أنك منتمية لدين الإسلام ( سؤال وجيه ) .. هل لله سبحانه وتعالى مكانة كبيرة في قلبك حتى أنه أحب إليك من كشف شعرك وووضع المكياج أمام الرجال الأجانب والتحدث إلى الرجال بطريقة توقع القلب أم إظهار شعرك للرجال الأجانب والتمكيج وذلك الحديث هو أحب إليك من الله سبحانه ؟؟!!
لا تقولي لي ليس لهذه الدرجة .. وأن الله غفور رحيم .. صحيح أن الله غفور رحيم ولكنه شديد العقاب أيضاً .. قد ترين هذه المعاصي صغيرة بالنسبة لك .. ولكنك بها تعصين من ؟ تعصين الخالق تعالى .. ولا تقولي لي كيف أحب إظهار شعري أكثر من الله ؟ أنا سأجوابك .. الآن عندما يطلب منا شخص نحبه جداً أي طلب قد نفعل المستحيل لتلبيته لماذا فقط لأننا نحبه .. فكيف بالله عز وجل يأمرك بوضع الحجاب وانت مصممة على عدم وضعه ..
أختي الغير متحجبة .. أرجو أن تقبلي مني هذا الكلام ! هل فكرت يوماً من الأيام كيف ستقابلين الله عز وجل يوم القيامة وقد عصيته بتلك المعصية؟ ماذا ستقولين له تبارك وتعالى؟ هل ستقولين له كنت منشغلة عنك (استغر الله العظيم) وكان المهم أن يعجبوا بي الشباب؟
وهل فكرت يوماً كيف ستقابلين الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة؟ هل سيراك ويعرض عنك بسبب معاصيكي وعدم تطبيقك لسنته؟ أم يشهد لله أنك نصرت الاسلام وكنت طائعة؟
هل سألت الله عز وجل رؤيته يوم القيامة؟ وهل سألته صحبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى؟ أم أن ذلك لم يخطر ببالك ؟!
إن لم تفكري بها جميعاً فيا للخسارة الكبيرة .. وأنا أتألم قبلك من ذلك ..
أختي المتحجبة .. هل تفخرين بحجابك؟ أم أنك لا تصدقي أن تأتي أول فرصة لخلعه؟ وهل تضعينه بالشكل الذي يرضاه الله تعالى؟ أم أنك تخرجين خصلة منه لإظهار لون شعرك وكي تزدادي جمالاً بها؟ رجاءً لا تشوّهي صورة الاسلام بذلك الأمر .. وهل تنصحين صديقتك الغير متحجبة بالحجاب أم أنك تقولين هذا الأمر ليس من شأني وهو من خصوصياتها؟! صدقيني هذا كلام ليس واقعي أبداً وليس ذو فائدة .. بل هو الذي سيجعلنا باقين على حالنا .. وبالنسبة لحجابك صدقيني أنت بجرد وضعك إياه بالطريقة الصحيحة الموافقة لشرع الله فأنا أقول لك أنت إمرأة عظيمة الشأن ومكانتك كبيرة جداً بيننا نحن المسلمين .. ونسأل الله أن يهدي اخواتي الغير متحجبات للحجاب ..
الأمر الآخر اختي المسلمة.. قراءة القرآن .. هل تحفظين شيئاً من القرآن؟ وهل تقرئينه كل يوم؟ هل القرآن غالٍ عندك؟ أم أنك لا تشاهدينه إلا بالشهر مرة أو مرتين؟
القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل .. وعليه ترتكز الشريعة الاسلامية طبعاً مع السنة النبوية .. ما أجمل أن تكوني من أهل القرآن .. ذلك أمر في غاية الجمال والروعة .. وخاصة عندما يكون له تأثير عليكي .. وتذرف منك الدموع عندما تتفكرين بجمال آياته .. صدقيني هذا الشعور إن لم يمر عليكي فأنا أقول لك أنك خسرت ذوق حلاوة ليس لها مثيل قط ..
الآن وبعد انتهائنا من أنفسنا .. دعينا نعلّم أولادنا ذلك .. دعينا نبني ذلك الجيل الصالح .. بالله عليكي لا تخيبي أملي وأمل جميع المسلمين بك .. صدقيني لن يحرر المسجد الأقصى إلا بذلك الجيل الخارج من بطنك إن شاء الله .. إلا إذا شاء الله غير ذلك .. أنت يا أختي مكانتك كبيرة جداً في الاسلام .. لا تنغرّي بما عند الغرب .. وما يفعلونه بالمرأة .. لقد ضحكوا عليك بتلك السخافات .. الحضارة ليس بجعل المرأة بضاعة للتسلية .. ولا حتى لغرض سد الشهوة .. انت أكبر من ذلك بكثيييير .. مكانتك اختي الكريمة باسلامك وحشمتك وطاعتك لله تعالى .. وليس بتلك الخزعبلات الشائعة .. انت تمثلين نصف المجتمع بل المجتمع كله .. فأنت نصفه وتنجبين نصفه الآخر .. دعينا نكون مؤثرين بالمجتمع وليس متأثرين .. لنا مكانة به ولسنا عالة عليه ..
أنا قد انتهيت .. وليس عندي ما أضيفه .. إلا أنني لست شيخاً وليس لي علاقة مباشرة مع أي واحد منهم حتى تقولي أن الكلام تعوّدنا عليه من الشيوخ وقرنائهم .. أنا شاب مسلم يغير على دينه .. كما أغار عليكن أخواتي مثل غيرتي على أختي من أمي أخاف دخولكن النار والعياذ بالله كما أخاف أن أدخلها أنا .. فهناك حديث شريف وصحيح يقول أن معظم أهل النار من النساء (بالمعنى) .. كما أنني لا أستطيع السكوت عن تلك الأفكار التي زرعها الغرب بكن ..
أسأل الله تعالى أن يتقبل مني ومنكن ..
أرجو منك أختي المراقبة تثبيت الموضوع لفترة من الزمن وأرجو أن لا تكون بالقليلة ريثما تنهي بقيت الأخوات من الامتحانات .. وبالله التوفيق ..
