سالاس...

ماتادور الحلبة الكروية ..

منذ انضمام التشيلي مارسيللو سالاس إلى لاتسيو قبل ثلاث سنوات, عاد النادي الإيطالي إلى عالم الأضواء محققاُ ستة ألقاب.
وهذا اللاعب الملقب ب"الماتادور" والذي اختير أفضل مهاجم في أمريكا الجنوبية عام 1997, أعتبر أفضل اكتشاف في أمريكا اللاتينية بعد مونديال فرنسا بتسجيله 4 أهداف, وقد بلغت تألقاته في أمريكا الجنوبية وإيطاليا حداً رفعه إلى نجومية رونالدو.



بما أن فريق لاتسيو الإيطالي افتقد نجمه وأحد هدافيه مارسيللو سالاس لمدة ليست بالقليلة ربما تعدت الشهرين فأني أحب أن يرجع ولو لدقائق في هذا الموضوع الصغير المتواضع البسيط هذا النجم لأخواني وأحبائي محبي لاتسيو.

لقد سقط سالاس في أشد الأوقات حراجة بالنسبة لناديه الذي كان يعول عليه الشيء الكثير في معركته الضارية في الأسابيع القليلة المتبقية على انتهاء الدوري, فالمركز الثالث الذي ضمنه لاتسيو كانت لسالاس اليد الطولى في تحقيقه بأهدافه التسعة, كان آخرها عندما سجل هدف الفوز الوحيد في المباراة الأخيرة التي لعبها قبل إصابته في مرمى بريشيا في المرحلة ال22 في آذار / مارس الماضي وقد صنفته أهدافه في المركز الثاني بعد زميله كريسبو هداف الدوري؟



عندما وقع سالاس في شباط / فبراير 1998 لمصلحة لاتسيو غير آبه للعرضين الهامين المقدمين إليه من ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين, أطلقت عليه الصحافة الإيطالية حينها تسميت الظاهرة رقم "2" في الملاعب الإيطالية, وبذلك صنف سالاس بالمنزلة ذاتها التي صنف فيها النجم البرازيلي رونالدو عندما وقع لمصلحة أنتر ميلان, وأطلقت عليه الصحافة الإيطالية حينها تسمية الظاهرة رقم "1".

ولا عجب أن يدفع لاتسيو بسخاء من أجل ضم هذا النجم المـتألق الذي كلف النادي زهاء 17 مليون دولار, ويزيد هذا المبلغ الذي قبضه نادي ريفير بليت الأرجنتيني ثمناُ لسالاس الذي دافع عن ألوانه موسمين عشرة أضعاف المبلغ الذي دفعه الفريق الأرجنتيني لضم نجمه التشيلياني عام 1996, وكانت حصة سالاس من العقد المبرم مع لاتسيو 160 ألف دولار شهرياً ولفترة خمس سنوات قابلة للتجديد ثلاث سنوات أخرى, وقد أسهمت هذه الصفقة في إنقاذه مادياً, فقلبت حياته وعائلته من حال العوز والضياع, إلى حال الغنى والاستقرار النفسي.



لم يندم لاتسيو قطعاُ لاستقدام سالاس, لدرجة بدت فيها الملايين ال17 التي دفعها لضمه هزيلة جداً أمام قيمة هذا النجم الذي لا يتحدث سوى بلغة الأهداف والذي تجددت معه أسطورة هدافي لاتسيو مثل بيولا وكيناليا, ولاعب بولونيا الحالي المخضرم سينيوري وشبهه البعض بالإيطالي باولو روسي في حين قال البعض الآخر أنه نسخة طبق الأصل عن الألماني غيرد موللر.

لقد أسهم سالاس في نفض الغبار عن سجل البطولات لنادي العاصمة الذي كان يعفو عليه الزمن فتمكن لاتسيو منذ قدوم نجمه التشيلياني قبل 3 سنوات من أن يغدو أكثر الأندية الإيطالية تتويجاً بالألقاب, فحصد ستة منها.

تعتبر أهداف سالاس تحفاً فنية, وقد ازدادت ثقته بنفسه أكثر إثر تولي دينو زوف مهمة التدريب خلفاً لإيريكسون, فتضاعفت نسبة مشاركته في المباريات, ومع أن سالاس لا يملك قوة باتيستوتا ولا رأس بيرهوف ولا سرعة رونالدو ولا مقاومة ويا, إلا أن أحداً لا يجاري هذا النجم الصامت في سرعته في منطقة الجزاء, وهي ميزة جنبته كثيراُ خشونة المدافعين الإيطاليين, كما أنه لا يغفر لخصومه أية لحظة شرود, كما حدث مع الإيطالي كانافارو ومن خلفه الحارس باليوكا, أو عندما سدد الضربة الرأسية القاضية للنمسا في مونديال فرنسا 1998, ومما يصعب مهام خصومه هو أنه يظهر في اللحظة المناسبة كشبح يصعب تجاوزه.



لا يعير سالاس مسألة الفوز لقب هداف الدوري أي اهتمام, معتبراً أن فوز الفريق أفضل من أي إنجاز شخصي, علما أن مجرد الانتقال إلى أوروبا كان بالنسبة إليه حلماً راوده منذ فترو طويلة وقد سعى جاهداً لكي يثبت أنه يستحق ثقة جمهور النادي به, وهو يفتخر باللعب مع فريق ذي قاعدة جماهيرية كبيرة ومن أوقى فرق القارة القديمة.

كانت تألقات مارسيللو سالاس مثار تعليقات أجمعت جلها على أن النجم التشيلياني أحدث نقلة نوعية في مفاهيم لعبة كرة القدم, حيث ترك بصماته واضحة في أكثر من مناسبة كبيرة.
فقال إنزو فرانسيسكولي الذي جاوره في ريفير بلايت, أنه لم يرى سالاس مرة يسجل هدفاً دون أن يضع الكرة تماماً في المكان الذي يريد.
الجمهور الإنجليزي عبر عن حماسه لهذه الظاهرة, فجاء في الصحافة الإنجليزية أن سالاس هو خليفة مارادونا ( بلشنا نكبر في الحكي ) بدون أي أدنى ريب.



أما نيلسون أكوستا فقال أن سالاس هو اللاعب الوحيد الذي لا غنى عنه في المنتخب التشيلي, وقال الكاتب التشيلي أنطونيو سكارميتا تعقيباً على تألقات سالاس في التصفيات التمهيدية لمونديال فرنسا ! "أدعو الملاك الذي يحرسه لكي يحميه من أي مكروه".
وعلقت الصحف إلأ غرافيكو بعد الهدفين الصاروخين اللذين سجلهما في مرمى إيطاليا, أن سالاس يتمتع بقوة رونالدو وباجتهاد روماريو وبرأسيات زامورانو وبتسديدات باتيستوتا ووصفته باللاعب الحلم.

** البطاقة والإنجازات **

 الاسم : خوسيه مارسيللو سالاس.
 تاريخ ومكان الولادة : 25 كانون أول عام 1974 – في مدينة توموكو جنب تشيلي.
 الطول : 173 سم.
 الوزن : 71 كلغ.



 لعب في فريق أونيفر سيداد دي تشيلي من عام 1994 حتى عام 1996 سجل خلالها 50 هدفاً, وأسهم في فوز فريقه ببطولة الدوري مرتين.
 ثم التحق بريفير بلايت الأرجنتيني من عام 1996 إلى عام 1998 وكنه من الفوز بستة ألقاب في الموسمين المذكورين, ثلاثة في كل موسم, هي بطولة الدري ذهاباً وإياباً وبطولة كأس السوبر الأمريكية الجنوبية وقد سجل مع فريقه الأرجنتيني في المباريات التي خاضها على مختلف الأصعدة 99 هدفاُ, منها 17 هدافاُ في الدوري.
 بانتقاله إلى لاتسيو عام 1998 سجل سالاس قفزة نوعية كبيرة على الصعيد الدولي, فأسهم في إخراج فريقه الإيطالي من عالم النسيان عندما مكنه من الفوز بستة ألقاب منذ انخراطه في صفوفه منها أربعة عام 2000 هي الدوري والكأس الإيطاليين وكأس السوبر الأوربية وكأس السوبر الإيطالية, وتوج سالاس بطلاً لهدافي لاتسيو الموسم الماضي ب12 هدفاُ, وحالت الإصابة قبل انتهاء الدوري الحالي بأحد عشر أسبوعاً من المنافسة على لقب الهداف إذ توقف رصيده عند تسعة أهداف.



أرجو أن يكون هذا الموضوع الصغير المتواضع البسيط قد أعجبكم وهدفي هو إمتاعكم ليس أكثر…سلام..