حسين الزيرة ووليد عبيد وسعود سالم قالوا كلمتهم وسط هوامير اللعبة

عشنا وعاشت معنا جماهير ادلب السورية لحظات لا تُنسى، ونحن نتابع باهتمام بالغ وانبهار فعاليات ومنافسات البطولة العربية العاشرة للرجال، والأولى للسيدات للعبة الدراجات التي استضافتها تلك المحافظة السورية الخضراء خلال الفترة من 20 إلى 28 يونيو الماضي بمشاركة 10 منتخبات في بطولة الرجال هي: مصر، سوريا، الجزائر، تونس، الإمارات، السعودية، العراق، الأردن، البحرين، واليمن، ومشاركة ثلاثة منتخبات في بطولة السيدات هي سوريا، الجزائر، ومصر، حيث شهدت البطولة بوجه عام نجاحاً باهراً تنظيمياً بعد نجاح الأشقاء السوريين في استضافة البطولة بصورة رائعة تنم عن الخبرة والدراية التامة للأشقاء في تنظيم مثل هذه البطولات العربية التي تجسّد في مضمونها معنى التلاحم والترابط المشترك الذي يجمع أبناء الأمة العربية الواحدة بغض النظر عن الفائز والخاسر كما أشار سعادة الشيخ فيصل بن حميد القاسمي رئيس الاتحادين العربي والإماراتي للعبة أثناء كلمة الاتحاد العربي الذي ألقاها في حفل الافتتاح مشيراً إلى أن التقاء الاخوة أهم وأسمى من كل ذلك في هذا التجمع العربي لتكون هذه الكلمات المعبرة من قبل سعادته بوابة العبور إلى تحقيق ذلك النجاح الباهر لهذه البطولة التي تعتبر من أنجح البطولات التي أقيمت حتى الآن بجانب البطولة التاسعة التي أقيمت في الإمارات واستضافتها إمارة رأس الخيمة حيث جاءت البطولة العاشرة وسط أجواء تنافسية شريفة ترجمها لاعبو المنتخبات من خلال التجمعات التي تسبق أو تعقب كل سباق مما أضفى على البطولة نجاحاً جديداً بخلاف النجاحات العديدة التي تحققت أبرزها إقامة البطولة على تلك الأرض الرائعة أرض ادلب الخضراء، والتواجد الجماهيري المكثّف طوال البطولة مما أضفى على السباقات إثارة ومتعة أكثر·
كما ان اقامة بطولة السيدات للمرة الأولى جاءت إيجابية، ويحسب للاتحاد العربي للعبة الذي أتاح الفرصة لسيدات العرب لإبراز الموهبة المدفونة داخلهن، وهذا ما حدث بالفعل بعد أن كشفن عن مقدرتهن لمزاحمة الرجال في هذا المجال من خلال الإمكانيات الهائلة التي تفجّرت من قبل اللاعبات، وتحديداً لدى السورية كاترين البطلة المتوجة والنجمة الصغيرة الجزائرية نور الهدى شموني صاحبة الإرادة الحديدية·
ولأن البطولة قد انتهت بأحداثها وإثارتها وأبطالها الذين خطفوا الذهب والألقاب نعرج قليلاً حول مشاركة منتخبنا التي تعد إيجابية بكل المقاييس بالذات وان ما كان ينظر إليه اتحاد الإمارات للعبة من خلال هذه المشاركة قد تحقق وهو الاحتكاك الجيد، واكتساب الخبرة لهؤلاء الشباب الذين يعوّل عليهم الاتحاد الكثير لمستقبل مشرق للعبة الدراجات في الدولة بشرط استمراريتهم كمجموعة واحدة متفاهمة ومتعاونة، وهذا ما نأمله لهذا الفريق الشاب، وأن يجد الرعاية والاهتمام بشكل أوسع حتى يجني الاتحاد ثمار كل ذلك مستقبلاً·· والآن دعونا نقف لحظات لتقييم البطولة العربية العاشرة رجال والأولى سيدات للدراجات تنظيمياً وفنياً وجماهيرياً·

تنظيم أكثر من رائع

لم يخطىء الاتحاد العربي للدراجات عندما أسند مهمة تنظيم وإقامة البطولة العربية العاشرة للرجال والأولى للسيدات إلى الأشقاء السوريين·· فكلمة الحق لابد أن تقال، فما كشفه الاخوان من حسن تنظيم واستضافة يفوق الوصف، ويدعو للانبهار فعلاً، فالمجهود الخرافي لكافة المسؤولين في اللجنة المنظمة للبطولة كان واضحاً بشكل يدعو للاعجاب، فمنذ الوهلة الأولى التي وطئت أقدامنا مقر إقامة الوفود شعرنا بأن البطولة تسير نحو تحقيق نجاح باهر تنظيمياً وفنياً وهذا بالفعل ما تحقق بفضل المتابعة المستمرة من قبل عبدالفتاح بيتماني رئيس الاتحاد السوري للعبة رئيس اللجنة المنظمة الذي بذل جهوداً كبيرة من أجل تهيئة كافة سبل الراحة لضيوف سوريا رغم بعض العراقيل البسيطة التي صادفت الوفود والتي دائماً ما تحدث في أية بطولة كانت لكن يبقى النجاح الذي تحقق بوجه عام هو السمة البارزة الذي أشاد به الجميع·
وفي رأينا ان اختيار الاتحاد السوري لمحافظة ادلب لاستضافة البطولة حالفه التوفيق تماماً حيث كانت هذه المحافظة الجميلة من أسباب نجاح البطولة وذلك لروعتها وجمالها وطبيعتها الخلابة وبساطة أهلها الذين أشعرونا بحق كأننا في بلدنا من خلال التعامل الحضاري، والتسابق في مد يد العون، ولا نبالغ لو قلنا ان أخلاق أهل تلك المحافظة يفوق بعض محافظات سوريا·· هذا الشعور كان طاغياً على الجميع أثناء البطولة· كما ان التحضير جيداً للمحافظة من خلال إعطاء البطولة أهمية كبيرة كان سبباً رئيسياً لنجاحها حيث كان الصغير قبل الكبير يعلم بإقامة هذه البطولة العربية قبل انطلاقها بفضل اهتمام نواف الشيخ فارس محافظ ادلب شخصياً بها من خلال اعطاء توجيهاته بضرورة الإعداد والتحضير للبطولة بالصورة التي تعكس الوجه الحقيقي لأدلب الخضراء وأهلها، وتبقى كلمة نشيد من خلالها بالنجاح الباهر للأشقاء الذين استحقوا عليه ذهبية التنظيم عن جدارة واستحقاق رغم خسارتها ذهبية البطولة التي ذهبت لـ شمشون العرب المنتخب المصري الشقيق·

جماهير ادلب ترد الجميل

ردت جماهير ادلب الخضراء الجميل بالمثل إن لم يكن أكثر من خلال تواجدها المكثّف أثناء سباقات الرجال والسيدات، وتشجيعها المثالي للمتسابقين والمتسابقات، مما أضفى على البطولة جواً من الروعة والجمال، وأعطى السباقات إثارة ومتعة· والأجمل هو ما رأيناه من تساؤل الجميع عن البطولة، والدول المشاركة، ومن الذي كسب الذهب والفضة والبرونز الصغير قبل الكبير يسأل مما شكل لنا استغراباً كبيراً لكن عندما عرفنا السبب تبدد ذلك الاستغراب، والسبب يكمن في إقامة البطولة في محافظتهم ادلب التي أسهمت في تعبيد وتخطيط شوارعها وتجميلها بعد توجيهات المحافظ بالإسراع في تنفيذ ذلك خصيصاً لهذه البطولة، فما كان من الأهالي إلا التعبير عن رد الجميل بالحضور المكثّف، وأثبتت الجماهير أنها ذوّاقة للعبة الدراجات وأثرت المسابقات·· فلها التحية والتقدير·


نقلاً عن جريدة الإتحاد