النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: هـــــــــــــيــــــــــــــــــــلة ..احــــــد شافها ؟

  1. #1
    التسجيل
    12-10-2001
    المشاركات
    6,549

    هـــــــــــــيــــــــــــــــــــلة ..احــــــد شافها ؟

    السلام عليكم

    مبروك المنتدى ..جميعا ,,


    هيلـــــــــــــة



    لم يزل البحث عن "هيلة" جاريا‍!



    لم تحفل باكتشاف أنوثتها! وهل إ أحدا يحتفل بـ "الدم"...؟ وما تلبث أمها منذ أن بلغت هيلة مبلغ الحريم وهي تبين لها بين فينة وأخرى أنها "خلق آخر" غير إخوتها! قدر هيلة أن تكون البنت من بين ستة أولاد... هي لم تكد تجد كبير فارق بينها وبين أشقائها سيما الخضاب والحناء! عندما يزين يدها وأحيانا يمس أطراف قدميها... ومن حينها وهيلة تروح في اقتفاء أثر أشقائها حتى عندما يعتمرون كوفية أبيهم والشماغ والعقال ـ في سبيل من محاكاة والدهم تفعل هيلة ذات الفعلة وتتقن الأداء بأحسن مما يصنعه إخوتها... في الأثناء التي تأنف معها أن تحاكي أمها في أي شيء من سمتها الحريمي... ولربما أن نرى هيلة تلك الأنثى ـ الوحيدة ـ التي تأتي المسجد دون أن تأبه لنظرات جماعة المسجد ولم تستنكف أن تؤم إخوتها يوم أن تخلفوا مرة عن صلاة الجماعة، وألحت عليهم ألا يتقدمها أحد حيث إنها ـ فيما تظن وتفقه ـ الأولى بالإمامة نظير أنها وحدها من أتقن حفظ جزء عم فيما أخفق إخوتها في مقاربة حفظه! أليست هي الأقرأ ؟ هكذا أوحى لها فقهها! بالمناسبة هيلة لا تعرف سيما فقه الحنابلة ولم تكن تعرف حينها أن ثمة عالما نحريرا اسمه أبو حنيفة.


    * (ياهيلة اعقلي وأنا أمك لم تعودي تلك الصغيرة التي...) تقاطع هيلة أمها بقولها: (يمه وش تبين أسوي ... عجزت أتصور أن أكون امرأة من بعد أكثر من أربعة عشر عاما تبين أنسى... يمه أنا ما نيب دفتر تمزق صفحاته الأولى حتى أبدو جديدة من أي شخمطة سابقة... يمه اسمحي لي أن أقول لك أن الخطأ خطاك أنت وأبوي ليش لم تذهبوا بي إلى العيش في كنف خوالي من أجل أن عندهم بنات في مثل عمري) الأم وهي تعبث بطرف خمارها تحاول أن توقف هيلة بقولها: (صح... بس وشلون تبين أفرط فيك وأحطك عند خوالك وأنت فلذة كبدي) كما هو الشأن دائماً ينقطع حوارهما عند سماعهما جلبة الباب إيذانا بمجيء الأب الصارم.


    ... عبثا كانت هيلة ترجىء سالفة الزواج، هكذا كانت هيلة تسمي الزواج مجرد سالفة وتنعته بـ: سباحين تنتهي بقصص معاناة الضحية فيها تلك المتعوسة ما غيرها! من هنا كانت هيلة يقشعر بدنها ساعة أن يطرق خاطب باب بيتهم ابتغاء أن يطلب يدها وبقية أطرافها! استنفدت كل الأعذار التي تمارس عادة في مكابرة من الرد والرفض إلى أن تمت الموافقة على شاب يكبرها بسنتين يمارس عمل من لا عمل له! بالضبط إنه مدرس في مدرسة قريبة من دارهم حيث إن والده كان مستخدما في مكتب وزير التربية والتعليم وبحسب الأقربين أن يكونوا أولى بالمعروف!
    هيلة من بعد البارحة باتت زوجة معزبة! أمها لا تسعها الفرحة إذ إنها وحدها التي كانت تكابد تمرد هيلة على أنوثتها! أما وقد تزوجت فلعل هذا المارد الذي يسكن هيلة يعود أدراجه إلى قمقمه!
    زوج هيلة "علي" في ذات ليل زواجهم تجاسر ومد يده! يروم مصافحتها! هيلة ثنت أصابعه وآلمته! "علي" ببلاهة: (واوه... يا الله والله يا أنت قوية...!)
    ... (اعقل وخلك ثقل.. اركد) بهذا أسكتت هيلة معلم الصبيان: علي! بان الصبح ولم يبرحا مكانهما... علي أمضى ليلة في نفض أصابعه ونفخها وهو يردد: (بجد والله ما توقعتك بها القوة... الله لا يضرك يا بعدي)!


    بادرت أم علي ابنها صباحا: (بشر وأنا أمك كيف هي مصابيح يومك) لم يدعها تكمل سارعها بقوله: (الله لا يوريك... قسما أني لم أر امرأة بقوتها...) ومد بحمق قبالة ناظر أمه أصابعه المحمرة! لم تملك أم علي سوى أن حوقلت ورددت بجوفها: (الله يخلف علي...) ثم انصرفت في حال سبيلها!
    ... (يمه... ألم أقل لك مالي وللزواج؟) لم تشأ أم هيلة أن تعقب على كلمة ابنتها الآنفة... غير أن قالت لها: يا بنت الحلال اذكري الله... المعرس لا يسأل عن عرسه صبيحة يومه الأول.
    هيلة بصوتها اليائس قالت: (أيه... هين اللي هذا أوله... الله يعين على تاليه...)!
    علي ينتصب قبالة السبورة في فصل سادس (أ) ... الدرس كان نحوا / قواعد يراجع لطلابه الدرس الغائت في موضوع الممنوع من الصرف من يأتي بمثال لممنوع من الصرف لعلة أو لعلتين!؟ بالضبط أنت يا محمد هات مثالاً.
    محمد ينتهض من مقعده ويجيب هيلة ينتفض علي وترتعد فرائصة، ضعها ـ يقولها بارتجاف ـ إذن بجملة مفيدة؟
    محمد: (هيلة امرأة قوية)!
    تنفلت من علي قولته وما رأيك بعلي!؟ يضحك التلامذة! في حين يبتلع علي ريقه، وينقذه جرس الحصة الثانية!.


    ... سبعة أشهر وهيلة لم تكن تمارس مع علي سوى أن تلقنه دروساً في الرجولة غير أنه ظل كما هو على طمام المرحوم، ثمة سريران يتنازعان غرفة النوم الخاصة بهما! لم تشأ هيلة أن يجمعهما سرير واحد وهو لم يزل بعد دون رجولة هيلة!
    ... تطاول أفغاني صاحب مخبز على "علي" وتلاسنا! وما إن كادت الأيدي تتلامس حتى كف علي بتأخره المفاجئ! ولم تبرحه سورة غضبه! غير أنه لم يصنع شيئاً ذا بال وبخاصة أن الأفغاني راح يردد بصوت مرتفع وأصبعه تتجه صوب علي: أنت ما فيه رجال! إبانها تمنى علي لو أنه استعار من هيلة شيئاً من قوتها ليلقن الأفغاني درسا! تفطن علي لشيء ما وبصق على الأرض في محاذاة قدمه وهو يقول: واعيباه ... بس! دلف بيته ولم يكن معه الخبز والفول ومن أجل أن يسلم من المساءلة ساق كذبته: "شفتي يا هيلة لأول مرة يأخذ إجازة الأفغاني".


    دست هيلة بقية أشيائها في شنطتها في مشهد من وداعية "مبكية" من "علي" وهو بمكان قصي من "الصالون" يرقبها بعينين دامعتين! (من جد أنت عازمة على الذهاب لأهلك والله إني مستأنس بالمرة... وبعدين كيف تتركيني وحدي في هذا البيت الكبير، أقسم لك أني لا أجسر على البقاء وحدي هنا) أوقفت هيلة عليا عند هذه الجملة ورمقته وهي تغالب ضحكة تقتحم شفتيها ثم نهضت وهي تأخذ طريقها للباب قالت له: (أنت كنت الوحيد ولدا ـ من بين شقيقاتك الأربع! بينما كنت ـ أنا ـ الوحيدة بين ستة من الأشقاء... أتمنى أن تجد لك بنتا تناسبك! ولعلي أن أوفق بـ "رجل" أكتشف معه أنوثتي...) أوصدت الباب ولم تأبه لشأن علي حيث راح يبكي وأظنه لم يزل للتو يبكي، وبحسب أم علي أن تكفكف أدمع ضناها /علي في مشهد جنائزي كئيب يموت فيه علي أكثر من مرة في الأثناء التي تحيا فيها "هيلة" مرة أخرى!

    منقول من الكاتب /خالد صالح السيف ..

  2. #2
    التسجيل
    28-03-2001
    الدولة
    الجمهورية التونسية
    المشاركات
    4,242
    روعة حلو القصة
    خاصة و هي تعكس امرا هاما في مجتمعنا فالفتاة التي تحيا في بيت كله اشقاء شبان من الطبيعي ان تنشا مثلهم و ان تكتسب رجولتهم

    انها قصة رائعة
    منتدى المنتدى . . . اول منتدى عرفته في تاريخ اللإنترنيت


  3. #3
    التسجيل
    12-10-2001
    المشاركات
    6,549
    العفو اختي الكريمة ..

  4. #4
    التسجيل
    20-04-2002
    الدولة
    زمــان يافـن يا منتدى زمـان
    المشاركات
    2,393
    مشكور يا هارب على القصه اللي شدت كامل انتباهي..
    وجعلتني اطنش كل اللي بالمسنجر
    I'm crying everyone's tears
    And there inside our private war
    I died the night before
    And all of these remnants of joy and disaster
    What am I suppose to do

    The DJ's playing the same song
    I have so much to do
    I have to carry on
    I wonder if this grief will ever let me go
    I feel like I am the king of sorrow, yeah
    The king of sorrow

    I'm the king of sorrow

  5. #5
    التسجيل
    12-10-2001
    المشاركات
    6,549
    العفو يادير ديفل .. وفعلا القصه جذابه

  6. #6
    التسجيل
    15-09-2001
    الدولة
    لندن
    المشاركات
    23,971
    مشكور اخوي على القصة
    وفعلا قصة حماسية




  7. #7
    التسجيل
    10-02-2001
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    5,379
    سلمت يداك يا هارب ..أقصوصة جميلة ..

  8. #8
    التسجيل
    12-10-2001
    المشاركات
    6,549

    Re: هـــــــــــــيــــــــــــــــــــلة ..احــــــد شافها ؟

    خنباج ,,
    الله يسلمك .. بالفعلا انها اقصوصه ..
    تساهيل ..

    سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر
    سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله واكبر


    يالله ان تهديني واياكم

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •