النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: إلى كل فتاه ... رسالة هامه

  1. #1
    التسجيل
    13-08-2003
    المشاركات
    1,031

    Exclamation إلى كل فتاه ... رسالة هامه

    بسم الله الرحمن الرحيم
    إلى كل فتاه ... رسالة هامه



    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته … وبعد فضلاً منكِ قبل أن تقرئى هذه الرسالة ، كوني على يقين من أننا كلنا ننسى ونُخطئ ، ولكن ليس من الحكمة أن تحزني إذا ذكَّر بعضنا بعضاً ، فهل يضايقكِ أن تعيريني قلبكِ المطمئن وعقلكِ الفاهم دقائق لقراءة هذه الرسالة ؛ عسى أن تجدى في النهاية ما تبحثين عنه!!!

    بداية: أختي الفاضلة إن المصارحة قد تكون مُرَّة الطعمِ ؛ لكن نتائجها محمودة وقد ذُقنا شُؤم دفن الأخطاء باسم المجاملة ، فآمل أن يتسع صدركِ لسماع ما أقول.يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ، فقالوا يا رسول الله : ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى "(البخاري).وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم : "سيكون في آخر أمتي نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ ، علي رُؤُسُهنِّ كأسنمةِ البُختِ ، العنوهُنَّ فإنهن الملعونات" (صحيح) ومعنى كاسيات عاريات أي كاسيات في الصورة ، عاريات في الحقيقة ؛ لأنهن يلبسن ملابس لا تستر جسداً ولا تخفي عورة ، فالغرض من اللباس الستر فإذا لم يستر اللباس كان صاحبه عارياًَ. وهذا ينطبق تماماً على كل الملابس الضيقة والمفتوحة. ومعنى على رؤسهن كأسنمة البخت: أي يصففن شعورهن من فوق رؤسهن حتى تصبح مثل سنام الجمل .وقال الله تعالى : "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يُؤذَين" وهذا أمر صريح من الله تعالى بالحجاب وأتى في صورة أمر إلى النبي لأهميته ، فلو لم يكن الحجاب الشرعي أو الزي الإسلامي ذا أهمية كبيرة -كما يظن البعض - فهل يأمر به الله على هذا الشكل؟ وإذا كان الظاهر غير مهم فهل يأمرنا ربنا بأشياء غير ضرورية ؟!!

    فمن هذا المنطلق نبُيِّن لكم بعض الأحكام التي تُبَصِّرُكِ بمظاهر التبرج ؛ فاجتنبيها:

    أولاً : حكم لبس المرأة البنطلون :

    -أفتى الشيخ صالح الفوزان ، عضو هيئة كبار العلماء ، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية بما يلي لا يجوز للمرأة أن تلبس ما فيه تشبه بالرجال أو تشبه بالكافرات ، وكذلك لا يجوز لها أن تلبس اللباس الضيق الذي يبين تقاطيع بدنها ويسبب الافتتان بها،والبناطيل فيها كل هذه المحاذير فلا يجوز لبسها."وكما أفتى الشيخ صالح العثيمين أنه " لا يجوز لبس البنطلون حتى لو كان البنطلون واسعاً فضفاضاً لأن تَمَيُّز رِجْل عن رِجْل يكون به شئ من عدم الستر، ولأن البنطال من لباس الرجال."

    -وقد أفتت دار الإفتاء المصرية بما يلي : " لبس المرأة للبنطلون الضيق المُفصِّل لجسدها حرام شرعاً وأن عقوبة التبرج والسفور في الآخرة عقوبة شديدة مثل عقوبة تارك الصلاة أو الزكاة ؛ لأن الحجاب واجب شرعي ، والتبرج والسفور من الكبائر المحرمة شرعاً إذْ أنهما يؤديان إلى انتشارالفساد والفاحشة ."وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم : الرجلَ يلبسُ لِبْسَةَ المرأةِ ، والمرأةَ تلبس لِبْسَة الرجل" رواه أبو داود بإسناد صحيح ، وصححه الألباني . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاثٌ لا يدخلون الجنة ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق والديه ، والمرأة المُتَرَجِّلة المتشبهة بالرجال ، والدَيُّوث "(الحديث صحيح)

    ثانياًُ : حكم المرأة التي تخرج متعطرة :

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيما امرأة استعطرت ثم خرجت ، فمرت على قوم ليجدوا ريحها ؛ فهي زانية" رواه أبو داود ، و النسائي .

    ثالثاً : حكم المرأة التي ترقق حواجبها :

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لعن الله الواشمات ، والمُستوشمات ، والنامصات ،والمُتنمصات ، والمُتفلجات للحسن ،المغيرات خلق الله" متفق عليه . والنامصة : هي من ترقق الحاجبين للنساء ، والمتنمصة: هي من يتم ترقيق حواجبها .

    رابعاً : تبرج المرأة بصوتها أو مشيتها :

    قال تعالى : "يا نساء النبي لستُنَّ كأحد من النساء إن اتقيتُنَّ فلا تخضعنَ بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ،وقلن قولاً معروفاً" الأحزاب 32 . ولا تخضعن بالقول: أي لا تُلن القول ،ولا يكن في صوتكن ميوعة الأنوثة عندما تخاطبن الرجال .وقال تعالى : "ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن" وذهب ابن كثير، إلى أن المرأة منهية عن كل شئ يلفت النظر إليها أو يحرك شهوة الرجال نحوها .

    خامساً : التبرج المُقَنَّع :

    فقد رأى أعداء الصحوة الإسلامية أن يتعاملوا مع الحجاب الشرعي بطريقة خبيثة ؛ فراحوا يروجون صوراً متنوعة من الحجاب على أنها حل وسط ترضي المحجبة به ربـها – زعموا!!! - وفي نفس الوقت تساير مجتمعها، وتحافظ على أناقتها .وكانت بيوت الأزياء قد أشفقت من بوار تجارتها؛ بسبب انتشار الحجاب الشرعي، فمن ثَمّ أغرقت الأسواق بنماذج ممسوخةٍ من التبرج تحت اسم (الحجاب العصري) وأحرجت ظاهرة الحجاب الشرعي طائفة من المتبرجات اللائى هرولن نحو (الحل الوسط) ؛ تخلصاً من الحرج الاجتماعي الضاغط، الذي سببه انتشار الحجاب الشرعي ،وبمرور الوقت تفشت ظاهرة (التبرج المقنع) المسمى بالحجاب العصري، يحسب صويحباته أنهن خير البنات والزوجات ؛ لذا فيا صاحبة الحجاب العصري: حذار أن تصدقي أن حجابك هو الشرعي الذي يرضي ربك ، وإياك أن تنخدعي بمن يبارك عملك هذا ، ويكتمكِ النصيحة ولا تغتري فتقولي إني أحسن حالاً من صويحبات التبرج الصارخ" فإنه لا أسوة في الشر، فعليك أن تقتدي بأخواتك الملتزمات بالحجاب الشرعي بشروطه.

    سادساً : ماذا عن الوجه ؟

    اتفق العلماء على وجوب تغطية الوجه في مثل هذا الزمن الذي كثرة فيه الفتنة ، وكثر فيه الفساق الذين لا يتورعون عن النظر المحرم . ويقول تعالى : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك في ما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما " النساء 65 ، ويقول ابن كثير رحمه الله في تفسيرهذه الآية : يُقسم الله تعالى بنفسه الكريمة المقدسة : أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور ، فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له ظاهراً و باطناً ، وإذا حكّموك يطيعونك في بواطنهم ، فلا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما حكمت به ؛ فينقادون له في الظاهر والباطن لذلك فهو تسليم كلي ، من غير ممانعة ، ولا مدافعة ، ولا منازعة .

    والخلاصة : أن أبواب التبرج محدودة ، ويسهل تفاديها وهي لبس القصير أو الضيق أو الرقيق أو المزين اللافت للنظر ، وعلينا أن نرسي مبدأً هاماً ، وهو أن الإسلام هو الاستسلام ، والإذعان والانقياد ، لأمر الله تعالى ، إذاً يكون موضع البحث هو التأكد من أن هذا التكليف قد ورد في كتاب الله أو في سنة رسول الله .

    فهيا أختاه نعود إلى رضا الله الذي خلقنا بيده ، ونفخ فينا من روحه ، فهذا الحجاب أمر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وقد قال الله تعالى : "وما كان لمؤمن ولا مؤمنةِ إذا قضى الله ورسولُه أمراً ، أن يكون لهم الخِيَرةُ من أمرهم ، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً" الأحزاب 32 ، أي أنه إذا حكم الله ورسوله بشيء ؛ فليس لأحد مخالفته ولا اختيار لأحدهم لا برأي ولا بقول . إذاًً المسألة ليست مسألة اقتناع ، بقدر ما هي مسألة إيمان وامتثال لأمر الله. وإنا لعلى يقين من وجود الخير داخلك ، فإنك ما تقومين بمعصية الله عن قصد ، وإنما هي فطرتك في حب الظهور بمظهر الجمال والتناسق ومسايرة أقرانك ، ولكن ما دام هذا يثير الفتنة ويغضب ربك ويؤدي للإساءة إليك ؛ باعتبار التبرج قرينة تشير إلى سوء النية وخبث الطوية ، مما يعرضك لأذى الأشرار والسفهاء ، كما تقومين بتسهيل معصية الزنا بالعين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (العينان زناهما النظر) رواه مسلم ، فعليك ألا تُصِّري على ذلك. فهيا انضمي إلينا ؛ ليُكَثِّرَ بعضُنا بعضاً. واعلمي أن حجابك يَبُث الرعبَ في قلوب أعداء الإسلام. وتحتَجُّ بعض الفتيات حين تنهاها عن التبرج أو تأمرها بالحجاب الشرعي ، أنها مقتنعة تماماً ، لكن شهوة المظهر تغلبها ، وهي لا تستطيع ضبط نفسها. وقد يبدو العذر منطقياً لدى البعض لأول وهلة ، ولكن حين تراها في شهر رمضان وقد التزمت بعض الشيء -وهو سلوك محمود ولا شك- يدل على أنها تملك القدرة على ضبط نفسها و الانتصار على شهوة المظهر.

    أختاه تخيلي بعض الملتزمات في عقلك ، واسألي نفسك هذا السؤال : ألا أستطيع أن أكون واحدة من هؤلاء ؟ كيف نجحوا وهم يعيشون في المجتمع نفسه ، ولهم شهوات وأمامهم عوائق كما أن لي شهوات وأمامي عوائق فقد كان العديد من الفتيات في طريق التبرج ثم منَّ الله عليهن بالهداية ؛ فتبدلت أحوالهن وتغيرت وسرن في رِكاب الصالحات الطائعات ، وربما كانت زميلة لك... فكيف ينجحن في اجتياز هذه العقبة وتفشلي أنت؟! ولماذا استطعن التوبة ولم تستطيعي أنت ؟ إن العوائق عند الكثير من الفتيات عن التوبة والالتزام ليس عدم الاقتناع ، بل هو شعور بعدم القدرة على التغير . أفلا تُعتبر هذه الفتاة الملتزمة نموذجاً لك ، ودليل على أن عدم القدرة لا يعدو أن يكون وهماً نصطنعه ؟!! فماذا يمنع أن تكوني أنت واحدة من هؤلاء ؟ وما الذي يحول بينك وبين ذلك؟ فأعيدي الحسابات ، وصححي الطريق ، ولا تكوني ممن تقتنع بخطأ طريقها وتتمنى التغيير ؛ لكنها تنتظر المناسبة ألا وهي أن يموت قريب لها ، أو تُصاب بحادث فتَتَّعِظ ؛ فيهزها الموقف فيدعوها للتوبة!! ولكن ماذا لو كانت هي ذلك الميت فيتعظ بها غيرها ؟ أو كان الحادث الذي تنتظره ليردها إلى التوبة فيه نهايتها ؟!! أختي الفتاة ليس للإنسان في الدنيا إلا فرصة واحدة، فالأمر لا يحتمل المخاطرة . يقول الله تعالى : "إنما كان قول المؤمنين إذا دُعوا إلي الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون" النور 51 . فهناك غائب ينتظرك وليس له وقت محدد ، إنه الموت.. نعم الموت ، قد يأتي وأنت تأكلين أو تشربين أو نائمة، وربما وأنت تضحكين أو تلعبين... فاتقى الله ، فمهما تهربين منه فإنه ملاقيك "قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم " ماذا أعددتِ له؟ .. ماذا عمِلتِ للفوز برضا الله؟ قولي لي بربك ..كيف ترتاح نفسك وأنت عاصية لله؟ أم كيف يطمئن قلبك ، أم كيف يرضى ضميرك عما أنت فاعلته؟!! أما استشعرتي عظمة الجبار؟! أما تخافين غضب القهار..؟!! نعم لقد أغضبت مولاك من أجل هواك ، من أجل أن يُقال فلانة جميلة .. وليكن ذلك فقد قيل . ثم ماذا . ثم تُلعنين ؟!! إلى متى وأنت في غفلة..؟ إلى متى وأنت تقولين غداً أتوب ! غداً أرجع إلى ربي ! غداً أخلع كل المنكرات و أقوم بكل الصالحات... !!! إلى متى ؟!!

    أختي الغالية كوني شجاعة ولا تترددي ، اتخذي القرار ، واسلكي طريق الصالحات ، ولا تغتري بكثرة الهالكات فعمل الناس ليس هو الحكم يقول الله تعالى: "وإن تُطِع أكثر من في الأرض يُضلوكَ عن سبيل الله" وقول الله تعالى : "قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون" 100 المائدة ، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" .واعلمي أن الله عز وجل يفرح بتوبة عبده ، ويبدل له السيئات حسنات عند رجوعه إليه . "إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً" الفرقان 70عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "للهُ أشدُّ فرَحاً بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دوية مهلكة (الصحراء الخالية) معه راحلته عليها طعامه وشرابه ، فنام فاستيقظ وقد ذهبت ، فطلبها حتى أدركه العطش ثم قال أَرجعُ إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت ، فوضع رأسه على ساعده ليموت ، فاستيقظ وعنده راحلته عليها زاده وطعامه وشرابه ، فالله أشد فرحاً بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده" أخرجه البخاري ومسلم .و عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "قال الله عز وجل يا ابن آدم ، إنك ما دعوتني ورجوتني ، غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ، ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني ، غفرت لك ولا أبالي ، ابن آدم لو أتيتني بِقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتُك بقُرابها مغفرة" أخرجه الترمذي .

    أختاه... إن فيما أوضحته لك ما يكفي لإقناعك بالمنطق السليم الذي لا التواء فيه ؛ بأن اتباع شريعة الله تعالى لا يضمن لك بلوغ مرضاة الله فحسب ، بل هو يضمن لك إلى جانب ذلك تحقيق أسباب سعادتك الدنيوية كلها ، فقد بدا من النادر أن توجد امرأة مسلمة ترتدي الزي الإسلامي قد جاوزت سن الخامسة والعشرين دون زواج ، فالزواج سنة الله ، وما عند الله لا يُنال إلا بطاعته . أمَا وقد تبين لك كل ذلك ؛ فقد آن لك أن تنهضي لاستجابة حكم مولاك العظيم ، وأن تصطلحي مع الله عز وجل بعد طول نسيان وتنكر له ، ودعك من انتقاد الناس وحسابهم ، فإن حساب الله غداً أشد وأعظم . تَرَّفعي عن السعي إلى مرضاتهم وتحقيق أهوائهم فإن التسامي إلى مرضاة الله أسعد لك وأسلم ، ولسوف تجدين وأنت تعزمين على الرجوع إلى صراط الله من يحاول أن يرهق مشاعرك تخديراً تحت وطأة هذه التقاليع التي أحاطت بك ،كما تحيط خيوط العنكبوت بضحيتها الحبيسة. أما نحن فنذكرك بقول الله تعالى "يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يُؤذين" وستجدين من يُذَكِّرك بجمال هذه الدنيا ، ومغريات الارتواء من لذَّاتها وزينتها ، ولكني أذكرك بخطورة عقابها وجسامة ما ينتظرك من آثارها .

    كلمة أخيرة نتوجه بها إلى اللواتي استيقنت أفئدتهن الحق الذي بيَّناه ، غير أن الواحدة منهن تشعر ببعد النَّقلة بين الواقع الذي تعيش فيه والحق الذي آمنت به ، فتركَنُ آسفةً إلى الوضع الذي تعيش فيه ، وتعتذر بأنها عاجزة عن مثل هذا القفز البعيد ،وهكذا فهناك الكثير ممن ليس يلتزمن بالزي الإسلامي ما يمنعهن من السعي إلى إصلاح حالهن ، إلا ما يرونه من بعد الفجوة وعمقها بين الكمال الذي يسمعون عنه ، والواقع الذي يعيشون فيه ، ولكن هذا التصور خاطئ ، فإن الفاصل بين الحق والباطل إنما يتمثل في الفرق بين أبعد طرف عن الباطل وأول درجة من درجات الحق ، وفرق ما بينهما لفتة صغيرة وحركة بسيطة ، إذا فالحق هو سُلَّمٌ ذو درجات متقاربة ، تبدأ أولها عند طرف الباطل الذي تعيشين فيه ،وتقف الدرجة الأخيرة عند نهاية الكمال الذي يشدك إلى تشريع الله وحكمه.. إذا فالمطلوب منك بعد أن انتبهت إلى الحق وآمنت به أن تتحركي صاعدة في درجاته ، لا أن تقفزي قفزة واحدة إلى نهايتها.فإذا كنت لا تملكين من الطاقة أو الإرادة أو الظروف المساعدة ، ما تفرضين به على نفسك حجاباً سابغاً للجسم والوجه ، فلتفرضي على نفسك ما دون ذلك مما تساعدك عليه الظروف والأحوال ، وإذا كنت لا تجدين طاقة كافية لتغيير أي شيء من لباسك وهيئتك ، مهما كانت منحرفة وبعيدة عن الله عز وجل ، فلتفرضي على نفسك ما دون ذلك أيضاً من أداء العبادات المفروضة، وتلاوة شئ من كتاب الله بتدبر خلال كل صباح ومساء ، وإذا كنت عاجزة حتى عن ذلك فلتفرضي على نفسك ما دون ذلك من استشعار خطورة الحال التي أنت فيها والالتجاء إلى الله تعالى بقلب صادق واجف ، تسألينه العون والقوة واستعيني في ذلك بالبكاء والتضرع إلى الله ، وأعلمي -وفقك الله- أنه ما سار إنسان أبداً إلى الحق بادئاً بخطوة من هذه الخطى متجهاً إلى الله بصدق وعزم ، إلا وفقه الله تعالى في السير إلى نهاية الطريق والوصول إلى مجامع ذلك الحق .واعلمي أن المصيبة كل المصيبة ، أن تعلمي الحق وتؤمني به ، ثم لا تتجهي إليه بخطوة أو بعزم كأن الأمر ليس مما يعنيك في شئ ، أو كأن الذي شرع هذا الحق و أمر به لن تطولك يده ، ولن يبلغ إليك بطشُه وسلطانُه ، مثل هذا الحال يعتبر أعظم سبب لاستمطار غضب الله تعالى والتعجيل بعقوبته ، وعقوبة الدنيا هنا لا تتمثل في بلاء عاجل يحيق بالإنسان ، وإنما تتمثل في انغلاق العقل وقسوة القلب ، فلا يؤثر في أحدهما تذكير ولا تخويف ولا تنبيه مهما كانت الأدلة واضحة والنُذُر قريبة... حتى إذا جائه الموت تخطّفَه وهو على هذا الحال ، فينقلب إلى الله تعالى وقد تحول انغلاق عقله وقسوة قلبه إلى ندم يحرق الكبد ، وقت لا ينفع الندم ولا رجوع فيه إلى الوراء. وقد عبر الله تعالى عن هذه العقوبة وسببها بقوله : "ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكِنَّة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذاً أبدا " فإذا كنتِ تؤمنين بالله فلا ريب إنك تؤمنين بشريعته واليوم الآخر الذي هو يوم الجزاء والحساب ، وإن من مستلزمات هذا الإيمان أن تضعي الكلام الذي سردته عليك في هذه الرسالة ، موضع الجد والاهتمام من تفكيرك ، حتى إذا أيقنتِ أنني لم أخدعك بباطل من القول ولم أضع بين يديك إلا الحقيقة الصافية التي يتمثل فيها حكم الله عز وجل ، فإن عليك أن تنهضي إلى تطبيق هذا الحكم بالسير في مراحله المتدرجة فإن رأيت أن حبال الدنيا وأهوائها ، وتقليد الصديقات والقريبات تشدك إلى الخلف وتصدك عن النهوض بأمر الله ، فلا أقل من أن تفيض الحسرة في قلبك ، فيسوقك الألم إلى باب الله تعالى وأعتاب رحمته لتعرضي له ضعفك و تجأري إليه بالشكوى أن يَهَبَكِ من لَدُنه قوةً وتوفيقاً ، وأن يمنحك العون ؛ لتتحرري عن سلطان نفسك وسلطان التقاليد والعادات وسلطان الأقارب والصديقات. أما إن لم ينهض بك الإيمان إلى هذا ولا إلى ذاك ، ولم يتحرك القلب الذي وراء ضلوعك بأي تأثر واهتمام لكل هذا الذي حدثتك به ، فلتكوني في شك من إيمانك بوجود الله تعالى ، ولتعلمي أنك تسيرين -إن استمر بك الحال- إلى نهاية رهيبة ليس منها مخلص ولا مفر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما تركت بعدي فتنة أضَّر على الرجال من النساء" متفق عليه . فاعلمي أنه ما من شاب يُبتلى منك اليوم بفتنة تُغريه ، أو تُشغل له باله ، وكان بوسعك أن تجعليه في مأمن منها ، إلا أعقبك منها غداً نَكالٌ من الله عظيم . ا.هـ. أسأل الله لي و لك الهداية و التوفيق ، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.



    منقوول

  2. #2
    التسجيل
    13-08-2003
    المشاركات
    1,031
    السؤال :
    ما هي عورة المرأة أمام أبنائها (الذكور والإناث) وأمام غيرها من نساء المسلمين؟ أطرح هذا السؤال لأنه نُقل إلى معلومات بهذا الخصوص (لكن بدون دليل)، فقد ذكر الناقل أنه لا يجوز أن ترتدي المسلمة ملابس صيفية (تانك توب والشورت) في البيت أثناء وجود ابنها (الذي قارب سن البلوغ) . كما أن بعض المسلمين يعتقدون أنه إذا كان النساء مجتمعات، فإن يجب ألا يضعن الحجاب . أرجو منك توضيح الأمر.
    وجزاك الله خيرا على هذه المساعدة.

    الجواب:

    الجواب :
    الحمد لله
    1. سئل فضيلة الشيخ محمد الصالح ابن عثيمين عن هذا فأجاب :

    لبس الملابس الضيقة التي تبين مفاتن المرأة ، وتبرز ما فيه الفتنة : محرم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " صنفان من أهل النار لم أرهما بعد ؛ رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس - يعني : ظلماً وعدواناً - ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات " .

    فقد فُسِّر قوله " كاسيات عاريات " : بأنهن يلبسن ألبسة قصيرة ، لا تستر ما يجب ستره من العورة ، وفسر : بأنهن يلبسن ألبسة خفيفة لا تمنع من رؤية ما وراءها من بشرة المرأة ، وفسرت : بأن يلبسن ملابس ضيقة ، فهي ساترة عن الرؤية لكنها مبدية لمفاتن المرأة .

    وعلى هذا : فلا يجوز للمرأة أن تلبس هذه الملابس الضيقة ، إلا لمن يجوز لها إبداء عورتها عنده ، وهو الزوج ؛ فإنه ليس بين الزوج وزوجته عورة ، لقوله تعالى { والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين } [ المؤمنون 5،6 ] ، وقالت عائشة : كنتُ أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم - يعني من الجنابة - مِن إناء واحد ، تختلف أيدينا فيه .

    فالإنسان بينه وبين زوجته لا عورة بينهما .

    وأما بين المرأة والمحارم : فإنه يجب عليها أن تستر عورتها .

    والضيِّق لا يجوز لا عند المحارم ، ولا عند النساء إذا كان ضيِّقاً شديداً يبيِّن مفاتن المرأة . أ.هـ " فتاوى الشيخ محمد الصالح ابن عثيمين " ( 2 / 825 ) .

    2 . وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :

    لا يجوز للمرأة أن تلبس القصير من الثياب أمام أولادها ومحارمها ، ولا تكشف عندهم إلا ما جرت به العادة بكشفه مما ليس فيه فتنة ، وإنما تلبس القصير عند زوجها فقط . أ.هـ " المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح الفوزان " ( 3 / 170 ) .

    انظر - لهما - : " فتاوى المرأة المسلمة " ( 1 / 417 ، 418 ) ، جمعها أشرف عبد المقصود .

    2. وقال الشيخ صالح الفوزان أيضاً :

    لا شك أن لبس المرأة للشيء الضيِّق الذي يبيِّن مفاتن جسمها : لا يجوز ، إلا عند زوجها فقط ، أما عند غير زوجها : فلا يجوز ، حتى لو كان بحضرة النساء ، ( و) لأنَّها تكون قدوة سيئة لغيرها ، إذا رأينها تلبس هذا : يقتدين بها .

    وأيضاً : هي مأمورة بستر عورتها بالضافي والساتر عن كل أحد ، إلا عن زوجها ، تستر عورتها عن النساء كما تسترها عن الرجال ، إلا ما جرت العادة بكشفه عن النساء ، كالوجه واليدين والقدمين ، مما تدعو الحاجة إلى كشفه . أ.هـ " المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح الفوزان " ( 3 / 176 ، 177 ) .

    وقال المرداوي رحمه الله : ( يباح للرجل نظر وجه ورقبة ورأس وساق من ذات محرم ) شرح المنتهى ج3 / ص7 .

    والله تعالى أعلم.



    الإسلام سؤال وجواب
    الشيخ محمد صالح المنجد (www.islam-qa.com)

    ...... و ايضا سيفيدك هدا الرابط

    http://www.islamqa.com/index.php?ln=...offset=0&dgn=3


    و السلام على من اتبع الهدى ... و جزاكى الله خيرا على المشاركه

  3. #3
    التسجيل
    09-11-2003
    الدولة
    الإمارات العربية المتحدة - أبوظبي
    المشاركات
    9,205

    مشاركة: إلى كل فتاه ... رسالة هامه

    موضوع يستحق الرفع.

  4. #4

    رد: إلى كل فتاه ... رسالة هامه

    جزاك الله كل الخير عالكلام الجميل ^^


    .
    ..




    قد تنسى من شاركك الضحك لكنك لن تنسى من شاركك البكاء
    私の生命は日本である
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  5. #5
    التسجيل
    04-08-2005
    الدولة
    عـلبه بيبسيXD
    المشاركات
    1,979

    رد: إلى كل فتاه ... رسالة هامه

    الله يعطيـــكـ العافيهـ خيوو ^^"

    و يجزااك خير ^^

    ربي يجعله في ميزان حسناتك ^^


    كان يا مكان ..في قديم الزماااان...



  6. #6
    التسجيل
    30-06-2009
    الدولة
    Q8
    المشاركات
    163

    رد: إلى كل فتاه ... رسالة هامه

    شكرا
    وايد حلو كلامج
    ويستحق الردود الطيبة

  7. #7
    التسجيل
    08-08-2009
    الدولة
    My Heart Q8
    المشاركات
    296

    رد: إلى كل فتاه ... رسالة هامه

    شكرا على الموضوع الاكثر من رائع
    [IMG][/IMG]

  8. #8
    التسجيل
    19-09-2009
    الدولة
    الاردن _عمان
    المشاركات
    316

    رد: إلى كل فتاه ... رسالة هامه

    شكرا لكم على المعلومات القيمة
    ليس من الصعب ان تضحي من اجل صديق لكن من الصعب ان تجد الصديق الذي يستجق التضحية
    كلما مات لي صديق حفرت له قبرا في قلبي ..حتى صار قلبي مقبرة للكلاب



  9. #9
    التسجيل
    10-12-2009
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    674

    رد: إلى كل فتاه ... رسالة هامه

    شكرا كثير علي المعلومات الرائعة جزاك الله خيرا

  10. #10
    التسجيل
    26-04-2010
    المشاركات
    5

    رد: إلى كل فتاه ... رسالة هامه








  11. #11
    التسجيل
    14-07-2010
    المشاركات
    3

    Red face رد: إلى كل فتاه ... رسالة هامه

    السلام عليكم
    الموضع واضح وحلو الله يسلم ايدك على هيك موضع
    وكل عام وانتو والجميع بي الف خيرررررررررررر

  12. #12
    التسجيل
    14-07-2010
    المشاركات
    3

    رد: إلى كل فتاه ... رسالة هامه

    كل عام والجميع بي الف خيرررررررررررر

  13. #13
    التسجيل
    27-08-2009
    الدولة
    لـؤلـؤة الخلــــيج
    المشاركات
    1,609

    Thumbs up رد: إلى كل فتاه ... رسالة هامه

    السـلام عليكــم ...

    جزاك الله خيراً على الموضـوع الذي أفادنـي الكثـير ...

    و إن شـاء الله يكون من ميزان حسناتـك

    و الحمدلله على كل حـال

    تحياتـي

  14. #14
    التسجيل
    10-12-2009
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    674

    رد: إلى كل فتاه ... رسالة هامه

    أكثر من رائع
    شكراااااااااااااااااا جزيلا
    اللهم إجعل القرأن العظيم ربيع قلبي
    ونور بصري وجلاء حزني

    و ذهاب همي و غمي و قائدي إلي جناتك جنات النعيم



ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •