يسير تائها في الشوارع ، يتمعن في الوجوه ، يراقب الأسطح والنوافذ ، يخترق الجموع ، شارد هو حتى المغيب ، جسد حاضر وذهن يتوه ...
هل لي أن أساعدك يا سيدي قالت سيدة مستهجنتاً نظراته التي تكاد تنهش تقاسيم وجهها ...)
لأ سيدتي لا تستطيعين مساعدتي : (أجاب وهو يتابع مسيره شبه شارد ...)
إمتلكها الفضول وأردة إثارته من جديد ...
ولما كنت تنظر الي بتلك الطريقة ( قالت له مفتعلتاً الوجوم )
أسف اسف لم أقصد أي شيء لكنك سيدتي تشبهينها ...( قال وكأنه أت من بعيد )
أشبه من ؟ وعن ماذا تتكلم ؟ ( أعادة السؤال باستهجان لفت أنظار من حولهما )
لا لا لاشيء سيدتي عفواً عفواً قال وقد أربكته المرأة واخذ يتلفت حوله )
شعرت المرأة بأنه قد أربكته وبدا بأنه سيفلت من براثن فضولها الذي بدأ يبلغ أشده ، لا سيما وأن الرجل بادياً عليه لمسات أناقة ووسامة غائرة في القدم يحفظها له التاريخ وفاءاً منه ، لكن الجغرافيا كانت أشد قسوة عليه ، إذ طبعت عليه خطوط قسوتها فبدا كمن طارده الزمن حتى تقطعت أنفاسه وخارت قواه...
وبمحاولة أخيره منها لاسترجاع زمام المبادره توجهت نحوه بشكل أكثر حنية وقالت : ما الأمر قل لي أيها الشاب علي أستطيع مساعدتك .
(نكمل غداً)