100 مليون مارك لتطوير المضمار العريق··· وإنشاء فندق عشاق الخيل !
كل المشاهد تؤكد انه لن يكون مجرد اختلاف في رقم!
فالعام الرابع سيكون مختلفا تماما عن الأول والثاني أو حتى الثالث·
فسباق الإمارات الدولي للخيول العربية الأصيلة الذي سيدخل دورته الرابعة على التوالي السبت المقبل على مضمار فرانكفورت الدولي برعاية سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم سيكون مختلفا تماما هذه المرة··· سواء على صعيد السباق داخل الميدان، أو حتى على صعيد الأنشطة التي ستصاحبه خارج المضمار··· وبالتالي فإننا ننتظر أن يكون المردود على مستوى الحدث أيضا· والأمر في حد ذاته أشبه بالبنيان الذي استغرق ارساء أساساته وقتا وجاء الآن الأوان لنرى أركانه وجدرانه تظهر فوق الأرض··· ومازال العمل متواصلا··· وسيتواصل·
فسباقات الخيول العربية الأصيلة التي كانت إلى عهد قريب مهملة تماما في اوروبا بدأت الآن تحظى بالاهتمام والرعاية·
وربما يكون سباق الإمارات الدولي ذاته هو الذي يقدم لنا أكبر دليل على ذلك في سباقه السبت المقبل عندما نشاهد 52 جوادا عربيا أصيلا جاءت من شتى انحاء اوروبا لتشارك في خمسة أشواط من الستة التي يتضمنها السباق·
وهذا الرقم له دلالة كبيرة على مدى تطور سباقات الخيول العربية الأصيلة في اوروبا عموما - وفي ألمانيا على وجهد التحديد - إذا ما عرفنا أن الاوروبيين كانوا يمنعون الخيول العربية - في الأساس من التسابق على ميادينهم··· وحتى بعد أن سمحوا لها بالتنافس كانوا لا يسمحون لها بخوض أشواط يوم كامل، كما أصبح معتادا الآن·
ولكي ننسب الحق إلى أصحابه، عندما نتحدث عن تطور اهتمام الألمان - على وجه التحديد - بالخيول العربية العربية الأصيلة، فلابد أن نشير إلى جهود صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة وسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة··· فصاحب السمو الشيخ زايد رعى أول سباق للخيول العربية الأصيلة في هامبورج عام 97 ثم في جوته عام 98 وبادن بادن في العام الماضي، وستشهد بادن بادن ايضا في الأول من سبتمبر المقبل بطولة أبوظبي الدولية للخيول العربية·
أما سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم فقد بدأ رعاية سباقات الخيول العربية الأصيلة في فرانكفورت لأول مرة في عام 98 واستمر سنويا حتى سباق هذا العام الذي سيجرى السبت المقبل· ولا عجب أن تؤتي الرعاية ثمارها·· فبعد أن شهد السباق الأول في عام 98 ستة خيول فقط من أوروبا فإذا بالعدد يرتفع في سباق هذا العام إلى ·52
والألمان أنفسهم يعترفون للإمارات بجميلها وبأنها كانت وراء أحياء سباقات الخيول العربية الأصيلة من مواتها، بل وأيضا تقديم العون لسباقات الخيل بصفة عامة - بما فيها المهجنة- وذلك من خلال إعادة احياء مضامير السباق الألمانية العريقة التي كانت تعاني كثيرا ايضا، والتي باتت تنتظر موعد سباقات الخيل العربية الأصيلة لتشهد عملية تطوير وصيانة شاملةتتطرق لكل شيء داخل الميدان وخارجه·
وهناك رجل شاب في الثلاثينات من عمره هو أكثر من يعبر عن روح التطوير والتجديد في المضامير الألمانية لسباقات الخيول فهو يحمل بين يديه خطة طموحة قد تجعل من ميدان السباقات في فرانكفورت مضمارا فريدا من نوعه في العالم·
فهذا الرجل هو فيليب روثملر مدير مضمار فرانكفورت والمكلف بتنفيذ اعادة تطوير شاملة للمضمار تنتهي في العام ،2003 وتتضمن انشاء فندق ضخم خمسة نجوم يطل مباشرة على المضمار مع اعادة بناء المقصورة الرئيسية للميدان ومدرجاتها·
التقى روثملر الوفد الاعلامي الإماراتي الذي سيقوم بتغطية سباق السبت المقبل، حاملا بين يديه احلامه التي يطير معها فرحا·· فالمضمار العريق الذي يبلغ عمره الآن 125 عاما سيجمع الحداثة أيضا مع العراقة من خلال المشروع الضخم الذي سيتكلف مائة مليون مارك ألماني - أي نحو 160 مليون درهم - ويقول روثملر: الفندق سيتضمن 285 غرفة و20 جناحا وقاعة اجتماعات في الطابق السابع والأخير تتسع لـ 400 شخص بإمكانهم مشاهدة السباقات - من القاعة ، وكل الاجنحة ستطل مباشرة على المضمار وبإمكان نزلائها المشاركة وهناك 8 أماكن مخصصة للجلوس وسط مناظر خلابة··· أما المبنى الرئيسي للمقصورة فقد استوحينا تصميمه من نادي ند الشبا لسباقات الخيل في دبي وسقف المبنى سيكون على هيئة مجموعة خيام ملتصقة·
وإذا كانت شركة سويستيل العالمية لبناء الفنادق قد تكفلت بتشييد الفندق، فإن البحث عن ممول لبناء المنصة الرئيسية للمضمار مازال جاريا·
وقبل ان يختتم روثملر كلامه قال: حقا فإن سباقاتكم أحيت سوق خيولنا وجددت مضاميرنا وأنعشت أحلامنا·
