السلام عليكم
الإبداعات الصوتية في التلاوة والأذان-الجزء الأول/
بعد الفتوحات الإسلامية كان الاداء القرآني والأذان يصدح في كل أرض الحجاز ونجد واليمن والحبشة والعراق حتى وصل إلى أفغانستان قلب آسيا بعد معركة نهاوند وكما هو معروف فإن لكل شعب أساليبه الأدائية ولأن الأذان يعتمد على الارتجال دخل الإبداع الأدائي في صوت
(الله أكبر) وتلونت الأساليب ولما كانت البلاد الإسلامية تشهد تطوراص موسيقياً كبيراً وكان للفن حضور بين المجتمعات دخل أهل الفن إلى الإسلام واعتنقوه ونقلوا طاقاتهم الأدائية معهم فكما كانوا يلحنون القصائد العاطفية والغزلية ويشدون بها بدأوا يحفظون القصائد النبوية الكبيرة والقصائد المليئة بالمناجاة ويتنغمون بها، أخذوا كذلك يتلون قصائدهم في ليالي الجمعة وفي رمضان بالذات وذلك هو التشويق أو التذكير أو التمجيد في عرض البلاد وطولها.
وكان للبعض الدور الكبير في هذا الإبداع ولا بد للمذكر أو المشوق أن يقوم بأداء الأذان ومن هنا دخل الأسلوب التطريبي في الأذان وكانت الناس تذهب إلىالمساج ليلة الجمعة للاستماع وكانت النسوة يتجمعن خلف المساجد ساعة ارتقاء المؤذن منارة المسجد وأصبح لكل بلد مؤذنون يؤدون الأذان الذي يحمل هوية بلادهم النغمية، ففي مآذن العراق كان أغلب المؤذنين يؤدون الأذان على نغمة الحجاز مدني والقسم المتبقي منهم يؤديه من نغمة البياتي وكان المسلمون في تركيا وإيران الذين يمتازون بأصوات عالية ولهم حناجر مليئة بالطقطقة أو ما يسمى بالحنجرة المتكسرة يؤدون الأذان على نغمة الدشت وفي نفس طويل جداص، أما في مصر فقد أسس الأذان أهلها على نغمة الرست وبقى أهل الحجاز يتمسكون بنغمتهم التأريخية كما ورقوها وشيئاً فشيئاً بدأ أهل الأذان يخرجون عن المألوف فكما نعلم بأن الأذان مر بحقب مختلفة متباينة ولكن المسلمون تمسكوا به حتى وصلنا بالتواتر.
وبعدما كان المؤذن يبذل جهداً كبيراً كي يجعل صوته يصل إلى أبعد نقطة يجب عليه أن يستخدم الطبقات العالية وهي الجواب مما يجعله محدوداً في التصرف النغمي لذلك نقول أن دخول مبكرة الصوت أثرت تأثيراً مباشراً في الإبداع الذي وضعه لناكبرا المؤذنين في العصر الحديث فإنك تسمع كل الأنغام منسجمة بأداء راقٍ مهذب من خلال أصوات وهبها الله تعالى لأشخاص كانوا أهلاً للفضل والنعمة ذلك لأن الأذان هو أقوى دليل لحياة الإسلام وبقاءة وتنفسه فإنك تشعر بالبهجة حين تسمعه في لندن أو في الهند أو في أي بقعة بعيدة.. تسمعه بصوت يلفت الانتباه وتطرب له الأذان ومن أهم الأسماء التي لا بد أن نقف أمامها هو صوت الشيخ الحافظ خليل إسماعيل الذي اشتهر بصوته الرخيم ,أداء متنوع وهو خير من أدى الأذان في نغمة الحجاز مدني وهو الطريقة العراقية الموروقة حتى أصبح كل عراقي مبتدئ بالأذان يقلد هذه النغمة حيث رسخت بالآذان وتقبلتها النفوس.
كذلك الحال مع الراحل محمود عبد الوهاب وصلاح الدين وغيرها، أما في مصر فلكل من القراءة صوت خاص، فالشيخ محمد رفعت يؤذن بنغمة السيكا والشيخ عبد الباسط عبد الصمد يؤذن بنغمة الرست وقد عرفت مصر بالإعلام الذين نقلوا نغماتهم إلى معظم البلدان الإسلامية ومنهم أبو العينين شعيشع وعبد الفتاح شعشاعي ومحمد صديق المنشاوي والبنا والسديوني وأسماء لا حصر لها.
وما زال الأذان بتناول الحناجر الشابة التي تبدع له وتسمعه لكافة الناس.

والجزء الثاني من الإبداعات الصوتية في طور الطبخ عفواً الإعداد والطباعة.
واللقاء بكم يتجدد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته