النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: كيف نقلت أمريكا صدام حسين من «مصاف عملائها» إلى «محور أعدائها» ؟!!

  1. #1
    التسجيل
    22-04-2002
    المشاركات
    2,837

    كيف نقلت أمريكا صدام حسين من «مصاف عملائها» إلى «محور أعدائها» ؟!!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله

    4 عقود من العلاقة الملتبسة
    أميركا نقّلت صدام من «مصاف عملائها» إلى «محور أعدائها»

    هل كان الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين «طاغية شريرا» ام «حليفا تكتيكيا» للولايات المتحدة؟!
    يمكن القول ان صدام حسين حمل هذين الوصفين خلال العقدين الماضيين. وكان المعيار في الحالين هو أين ترى الولايات المتحدة مصالحها؟

    في الثمانينات عندما كان العدو، هو الخميني، الزعيم الروحي للثورة الايرانية، وكان العراق في حرب مع ايران، توددت واشنطن الى صدام ودعمته كحائط مقاومة امام التوسع الايراني. وعلى رغم علمها بانه استخدم اسلحة كيماوية وشكوكها في انه يحاول انتاج قنبلة نووية، فان ذلك لم يقف حجر عثرة امام زواج المصالح او بلايين الدولارات في صورة ائتمانات تجارية او ضمانات قروض زراعية اميركية.

    وفي التسعينات بدأت الولايات المتحدة تتعامل مع صدام في «مصاف الشياطين»، وهذا لم يكن جديدا على السياسة الخارجية الاميركية التي تضع حلفاء سابقين في «مصاف الشياطين اذا تحولوا الى اعداء»، وهذا المفهوم بدأت اميركا تطبقه على الرئيس العراقي المخلوع منذ ان غزا الكويت عام 1990. اذ اصبح في نظرها عميلا جشعا، ومنذ تلك اللحظة تحول اتساقا مع السياسة الخارجية الاميركية «شرا مجسدا».

    وفي بداية القرن الحادي والعشرين، ومع مجيء جورج بوش الى سدة الحكم، ثم احداث 11 سبتمبر 2001 «الاميركية العالمية الواضحة» التي استمدت من مشروع «القرن الاميركي الجديد». وهو المشروع الذي بدأ منذ التسعينات مع ديك تشيني ودونالد رامسفيلد وبول وولفويتز وريتشارد بيرل وبقية الصقور والمحافظين الذين انضموا الى ادارة جورج بوش الابن وملخص «القرن الاميركي الجديد» هو «السيطرة العسكرية على العالم، والحرب الاستباقية، وتغيير النظام في العراق لاعادة تشكيل الشرق الاوسط».

    11 سبتمبر اللحظة المناسبة

    ثم جاءت احداث 11 سبتمبر، اللحظة المناسبة للبدء في تنفيذ مشروع «القرن الاميركي الجديد». هنا اصبح صدام في قلب التغيير الاستراتيجي الاميركي، ظهر ذلك واضحا في خطاب بوش في الاول من يونيو 2002. وفيه حدد الخطوط العريضة لسياسة الدفاع الاميركية عن امنها القومي.

    و هي: التحول من الردع الى الحرب الاستباقية، والتحول من الاحتواء الى تغيير النظام.

    بعد ذلك بأربعة اشهر، اي في سبتمبر 2002 نشر البيت الابيض «استراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة». وهي الوثيقة التي وثقت مبادئ مذهب ادارة بوش (خطاب 1 يونيو 2002).

    وهكذا كانت الحرب على العراق في مارس 2003 اول تطبيق عملي لمبادئ هذا المذهب: التحول من الردع الى الحرب الاستباقية. فالولايات المتحدة كانت على قناعة تامة منذ 11 سبتمبر انه ليس هناك من يمنعها من مثل هذه الحرب ضد «نظام دكتاتوري يقهر شعبه ويهدد جيرانه»، ثم المبدأ الثاني - اي تغيير النظام - بهدف احلال نظام ديموقراطي ولو بالقوة، وثم القيادة الاميركية للعالم. فأميركا انطلقت من مسلمة انها باحتلال العراق ستحوز من المقدرة الاقتصادية والقوة العسكرية والدور الثقافي ما يؤهلها لان تكون امبراطورية، بمعنى الهيمنة - اي باستخدام القوة لفرض المثل الاميركية.

    لقد خاضت اميركا الحرب ضد العراق على الرغم من كل مخاطرها (اقليميا ودوليا). فطبقا للقانون الدولي كان صدام يتصرف داخل حدوده، وبالتالي ليس لاميركا اي ذريعة للقيام باي عمل عسكري ضده، الا ان الذريعة التي استخدمتها الولايات المتحدة في الحرب وبموجبها اعتبرت طغيان صدام شأنا اميركيا هي امتلاكه لاسلحة الدمار الشامل وتهربه من تنفيذ قرارات الامم المتحدة على مدى 12 سنة. وقالت انها بالاطاحة بصدام حسين تريد ان تجعل من العراق «الديموقراطية الاولى في العالم العربي» مما يعني ـ في زعمها ـ التوافق للمرة الاولى بين المصالح الاميركية والمثل الاميركية في الشرق الاوسط. فهي تزعم الاميركية فان الديموقراطية ستجعل الشرق الاوسط اكثر امنا واستقرارا.

    ولكن لم يكن الامر بهذه الصورة دائما بين اميركا والعراق، اذ ان وزير الدفاع الاميركي الحالي دونالد رامسفيلد، على سبيل المثال، التقى صدام في بغداد في ديسمبر 1983 (ابان الحرب العراقية - الايرانية)، عندما كان مبعوثا الى الشرق الاوسط في ادارة الرئيس رونالد ريغن، وسلمه برقية تؤكد اهمية تطوير العلاقات المشتركة.

    وكشفت وثائق سرية اميركية اخيرا عن ان الادارة الاميركية كانت تعرف آنذاك ان العراق كان يستخدم بشكل يومي تقريبا اسلحة كيماوية ضد القوات الايرانية، وان وكالة الاستخبارات الاميركية شكت في ان صدام كان يحاول انتاج قنبلة نووية.

    بعد زيارة رامسفيلد استؤنفت الدبلوماسية بين العراق والولايات المتحدة بعد انقطاع استمر 17 عاما. ويكشف مراقبون ان صدام استطاع بعد ذلك مواصلة برامجه للاسلحة بدعم مباشر او غير مباشر من الاموال والتكنولوجيا الاميركية. وتدفقت ائتمانات تجارية وضمانات قروض زراعية اميركية ضخمة على العراق حتى اغسطس 1990 عندما غزت القوات العراقية الكويت، على رغم وجود ادلة قوية على انتهاكات قوية لحقوق الانسان وبرامج اسلحة غير تقليدية. وعلل ذلك الرئيس جورج بوش الاب بمصالح قومية وهو يوقع قرارا في يناير 1990 لتجاوز قانون اصدره الكونغرس بوقف الائتمانات التجارية للعراق، بعدما استخدم صدام اسلحة كيماوية ضد اكراد العراق.

    وقالت منظمة «ميدل ايست ووتش»، المعنية بمراقبة حقوق الانسان، في تقرير عن العراق في ابريل 1990 «انه بسبب ثروات العراق النفطية وافاق التجارة فان واشنطن جعلت لدعم علاقات الصداقة الجديدة مع حكومة صدام حسين الاولوية على الطبيعة العنيفة والقمعية لنظامه».

    صنيعة أميركية

    ولعل الرواية الموثقة - وصاحبها علي صالح السعدي الذي شغل مناصب قيادية عالية في النظام السابق ابرزها منصب نائب رئيس الوزراء - التي تقول «ان صداما ونظامه هما صنيعة اميركية جاءت لتحد من التيار الاسلامي المتنامي في الوطن العربي»، قد تكون الاوضح والاكثر جرأة في هذا المضمار، فقد صرح السعدي «اننا وصلنا الى السلطة بقطار انغلواميركي».

    ومن الذين اكدوا رواية السعدي عضو القيادة القطرية السابق في حزب البعث هاني الفكيكي. والملك الاردني الراحل الحسين بن طلال الذي قال في مقابلة صحفية اجراها معه محمد حسنين هيكل بعد 8 اشهر من انقلاب 8 فبراير 1957 «اعلم بالتأكيد ان ما حدث في العراق كان بدعم من المخابرات الاميركية. بعض الذين يحكمون الان في بغداد لا يعلمون شيئا عن هذا، ولكنني عالم بالحقيقة، لقد عقدت عدة لقاءات بين البعث والمخابرات الاميركية، وكان اهمها تلك التي عقدت في بلد خليجي».

    مقهى تريامف وكازينو الهرم

    ومن الوثائق التي تؤكد ان صداما ونظامه «صنيعة اميركية» ما جاء في ارشيف الادارة العامة بمباحث أمن الدولة المصرية، وهو الكتاب المعنون «سري جدا» تحت رقم 16839/د بتاريخ 19/6/1961 مرسل الى المدير العام لشؤون السياسيين ونصه: «اثناء مراقبة المستر وليام نائب القنصل الاميركي تكررت عدة تقارير عن لقاءاته باللاجئ السياسي العراقي صدام حسين، وشوهدا معا في مقهى «تريامف» في مصر الجديدة و«كازينو الهرم السياسي».

    وفي جانب من مذكراته فضح حردان التكريتي طبيعة انقلاب 17 يونيو ودور المخابرات الدولية في التخطيط له. وقال «لو سئلت الان عن اسباب انقلاب 17 يونيو و30 يونيو لما ترددت في الاشارة الى واشنطن كجواب عن السؤال الاول والى بريطانيا كجواب عن السؤال الثاني.. ففي اتصالات جرت بيننا وبين صدام (الذي كان آنذاك في بيروت) اخبرناه بضرورة اقامة حوار مع السفارة الاميركية واجراء اتصال مع ميشال عفلق بهذا الشأن.. وبعد اقل من اسبوع اخبرنا صدام ان الحكومتين الاميركية والبريطانية ابدتا استعدادهما للتعاون الى اقصى حد بشرطين: اولا ان نقدم لهما تعهدا خطيا بالعمل وفق ما يرسمونه لنا، وثانيا ان نبرهن على قوتنا في الداخل، وقد وافقنا على الشرط».

    ويقول حسن العلوي، الاعلامي الاول لحزب البعث ومرافق صدام، ان قرار شن الحرب على ايران كان مخططا غربيا قدم المشورة فيه لصدام وزير الخارجية البريطاني آنذاك جورج براون.اما بالنسبة لحرب غزو الكويت فهي الاخرى مشورة قديمة لجورج براون. فبعد زيارة الاخير الى بغداد عقب اعلان الوحدة بين سوريا والعراق عام 1978، نقل صدام ملاحظات براون الى اعضاء حزبه قائلا «يقول الوزير البريطاني ان اتفاقنا مع سوريا اكبر خطأ نرتكبه، وقد سألته كيف يرى البداية فقال لي من الكويت.. وانه من يمتلك الكويت يستطيع ان يصل تطوان».

    واخيرا الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في قمع انتفاضة 1 مارس 1991. فبعدما كانت جادة في مشروع البديل عقب حرب تحرير الكويت بادرت الى فسح الطريق الرئيسي الذي كانت تتركز عليه القوات الاميركية على بعد 50 كلم من بغداد، وسحبت القوات ليتسنى للجيش العراقي الوصول الى الجنوب وقمع المنتفضين سامحة له باستخدام طائراته المروحية والمقاتلة معرضة بذلك عن القرار من مجلس الامن، الامر الذي مكن النظام من قمع الانتفاضة وارتكاب مجازر مروعة بحق الشعب .
    القبس الكويتية 15/12

  2. #2
    التسجيل
    15-06-2002
    المشاركات
    1,793

    Re: كيف نقلت أمريكا صدام حسين من «مصاف عملائها» إلى «محور أعدائها» ؟!!

    جزاك الله خيرا على تحليلك الموضوعي ولكن لي تعليق صغير:

    فليحيك أعداء الله ما يحيكون و يمكروا ما يمكرون و لكن وعد الله الحق قادم لا محالة مايزال الاسلام في قلوب بعض المؤمنين المنصورين باذن الله المصلين الفجر جماعة الصوامين القوامين الحافظين للقرآن الساعين وراء دار الخلود و المتخلين عن دار الفناء.......
    والله لو يفعل الكفرة ما يفعلون سيظل الايمان في قلوب المؤمنين يؤجج أفئدتهم و يحثهم لنصرة دين الله ......

    فليبق بصيص الأمل مشعا في قلوبكم يا مسلمين فوعد الله قادم لا محالة و ليخسأ أعداء الاسلام........

  3. #3
    التسجيل
    07-10-2003
    الدولة
    جوانتا نامو
    المشاركات
    862

    Re: كيف نقلت أمريكا صدام حسين من «مصاف عملائها» إلى «محور أعدائها» ؟!!

    اكاد اصدق هذه الروايه لولا نهايتها التي لم تقنعني
    ان كل كل ما ورد من وقائع حقيقي 100% و لكن ما دام ان الحكومه الامريكيه راضيه عن صدام حتى ما بعد اجتياح الكويت و اعادة احتلالها و الدليل وارد في نص المقاله حيث فتحت له المجال لوقف تمرد الجنوب فماذا فعل بعد ذلك ليستحق هذه النهايه؟ ويتحول الي محور الاعداء باعتبار ما ورد

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •