بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصتي الاولى التي كتبتها.
قد افتح لها معرض(جاليري) ان شاء الله.
==========================================
بسم الله الرحمن الرحيم
ارض السحاب1-الرحلة
في تلك الليلة الباردة , على غير عادة تلك المدينة الساحلية , ازاح ذلك الشاب النحيل ستائر نافذة غرفته ,وظل يتطلع في هدوء الى الامطار الغزيرة, والتي نادرا ما يراها في مدينته , ثم رفع بصره الى السحب البعيدة السوداء , والتي انهمرت منها الامطار بغزارة , قبل ان يغلق الستائر , ويجلس على سريره البسيط, وينزع نظارته من على عينيه , ويضعها جانبا ,ثم فرك عينيه قليلا , واغمض عينيه.
وعلى الرغم من الهدوء الشديد ,لم يشعر بالباب من ورائه وهو يفتح , ويدخل منه رجل في متوسط الخمسينات , ليقول :
ــ هل مازلت عازما على الامر يا(رامي)؟
اطلق (رامي)تنهيدة طويلة , ثم قال :
ــاجل , لم يتغير رأيي .
سكت الرجل قليلا ثم قال :
ــ حسنا يا بني, ولكن احذر .
وعلى الفور قام (رامي) واخذ يجهز حقيبته ,ويضع فيها ما يحتاجه من خزانته ومكتبه, والاب ينظر لابنه .
وعندما انصرف الاب , تاكد الشاب انه خرج حقا , قبل ان يزيح مرتبة سريره, ويلتقط من تحتها صندوقا مقفلا برقم سري , ثم يضع الرقم السري ويفتح الصندوق ..
وتلفت حوله مرة اخرى ليتاكد انه لا احد يراقبه, ويفتح الصندوق في حذر,الذي كان يحتوي على.... مسدس, واخذ المسدس ووضعه في حقيبته .
ثم التقط نفسا عميقا......... ومضى.
* * *
الطريق طويل جدا ......
هذا ما دار في عقل (رامي) وهو يقود السيارة , فالامطار الغزيرة , والظلام الحالك , قد اطالا الطريق مهما كانت مسافته ..
ولكن ما باليد حيله, فعليه الوصول في اقرب وقت ,لمساعدة ابن عمه (زاهر) ,فقد اتصل بهم قبل نصف ساعة فقط .
وابلغهم انه على هذا الطريق ..
ويشعر بارهاق شديد ,بعد ان تعطلت سيارته .
فطبعا عزم (رامي) على مساعدته.
وعلى الرغم من الوقت المتاخر ,والامطار الغزيرة ,لم يتردد في الذهاب لمساعدته ,ومؤازرته في هذا الموقف الصعب.
احس بالملل قليلا ,فاشعل المذياع واستمع الى احد البرامج .
وبينما هو يستمع اليه . غلبه النعاس و..
* * *
احس (زاهر) بالتعب الشديد وهو مستلق في المقعد الخلفي لسيارته , وسعل كثيرا في تعب , ثم اطلق زفرة قوية وقال في ارهاق:
ــ يا ليتني لم اخرج في حالتي هذه , يا ليتني .
وفجاة.. سمع صوت صرير عجلات سيارة ,فارهف سمعه , وحاول الاعتدال لرؤيتها ,ليجد انها قد انحرفت عن الطريق, وصاحبها يحاول السيطرة عليها , ولكن لا جدوى .
ثم انها قد اتجهت الى تل صخري ...و
واصطدمت به ..
وبينما هو يتابع هذا المشهد المروع,اذ سمع صوتا مرهقا يقول :
ــ (زاهر) , حمدا لله اني وجدتك ,حمدا لله .
فالتفت ليجد (رامي) وهو يبتسم في ارهاق , ويسير في صعوبة , فقال(زاهر) مستغربا:
ــ من اين جئت يا (رامي)؟
ــانا صاحب تلك السيارة .
اتسعت عينا (زاهر) ذهولا, وقال بعد ان ازدادت دهشته:
ــ كيف نجوت من الاصطدام؟
ــ قفزت من السيارة قبل ان تصطدم بالتل .
ــ بهذه البساطة؟!!!!
ضحك (رامي) في تعب , وقال :
ــ لا بالطبع , فقد كان الفارق بين الحياة و الموت ثانية واحدة , واختار الله لي الحياة.
خرج (زاهر) من السيارة و وقف بصعوبة, ووضع يده على كتف (رامي) قائلا:
ــ لم اتخيل ابدا انك تستطيع القيام بهذا!!!
ابتسم (رامي) وقال:
ــ دعنا الان من هذا ولنحل هذه المشكلة , فنحن الان في وسط منطقة مقفرة لا يوجد فيها الا هذا الطريق الخالي , واقرب محطة بنزين توجد على بعد 9 كيلو مترات , ولذلك نحن مضطرين الى الذهاب سيرا على الاقدام اليها.
تلفت (زاهر) حوله قليلا قائلا:
ــ لاانتظر , فقد وجدت شيئا قبل..
قطع عبارته فجاة , واشار الى شيء منير بعيد قبل ان يقول:
ــ ثمة منزل, لنذهب اليه .
قالها ,وهم بالتحرك بالفعل لولا ان استوقفه (رامي) قائلا:
ــ انتظر قليلا فانا اود اخذ شيء من حطام السيارة
وذهب .
* * *
يتبع ان شاء الله...