6 - آيات محمد وآيات المسيح
العجائب التي وهبها الله لمحمد هي آياته الفريدة في سور القرآن. فليس آيات محمد أعمالاً بل كلاماً.
ويشهد القرآن للمسيح بكلمات محدودة. إنما يبرز أعماله العجيبة وشفاءاته المتعددة. لم يلعن المسيح أعداءه? ولم يتصرف كجبار شقي? بل أظهر نفسه أنه ينبوع اللُّطف ومصدر المحبة والرحمة. وعظمت قوة الله فيه بآيات متعددة عجيبة.
الطبيب الأعظم المبارك
أ - لقد برهن القرآن أن المسيح شفى العمي بدون عملية جراحية وبلا أدوية? وأبرأهم بكلمته القوية? وتضمنت كلماته قوة شافية آنذاك وحتى اليوم. فالمسيح هو المبارك أينما يكون ومنبع البركة لجميع الناس في كل العصور - سورة آل عمران 3:49 ? وسورة مريم 19:31 - .
ب - لم يخفْ ابن مريم من الأبرص بل لمس جلده وشفاه بكلمة سلطانه? فالمسيح هو الطبيب الأعظم في كل أوان. أحب المساكين وقبل المرضى وخلق فيهم رجاءً وإيماناً بقدرته? وشفى كل مريض تقدم إليه.
محيي الموتى
ج - وأعظم عمل قام المسيح به هو إقامة الموتى المشهود له من الإنجيل والقرآن. لقد أقام ابن مريم طفلة صغيرة? وشاباً راشداً? ورجلاً بالغاً من الموت. فمن يقدر أن يقيم الأموات ويعيدهم إلى الحياة إلا الله?! فيجب علينا إدراك عمق هذا المعنى في الآيات القرآنية أن المسيح استطاع إقامة الموتى مراراً.
ويقول الناقد إن ابن مريم لم يقدر أن يقوم بآية ما من تلقاء نفسه? بل الله هو الذي أيده بروح القدس ليستطيع أن يتمم مشيئة الله. وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ا بْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ ا سْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ - سورة البقرة 2:87 - .
تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ا بْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ - البقرة 2:253 - .
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ا بْنَ مَرْيَمَ ا ذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ والْحِكْمَةَ والتَّوْرَاةَ والْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ والْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي,,, فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ - سورة المائدة 5:110 - .
فيا للعجب! القرآن يشهد مراراً بتعاون الله مع المسيح وروحه القدوس! فالثلاثة اجتمعوا وتعاونوا في آيات المسيح في وحدة متكاملة. فقوة الله عاملة في ضعف جسد ابن مريم بسلطان إلهي.
الفتى الخالق
د - ونقرأ في القرآن أن المسيح وهو طفل خلق من الطين كهيئة الطير ونفخ فيه فأصبح حياً طائراً في الفضاء. أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرَاً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ والْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ - آل عمران 3:49 - . نجد في هذه الآية العبارة المدهشة أخْلُقُ الدالة على أن المسيح هو خالق مقتدر. لا يقدر إنسان أن يخلق من العدم شيئاً? ولا أن يُعيد المادة الميتة إلى الحياة. إلا المسيح. ويشهد القرآن بقدرة المسيح الخالقة بواسطة نفخته المحيية. فنفخ في هيئة الطير فأصبحت طائراً حيّاً كما أن الله نفخ نسمته في آدم سابقاً. فكان المسيح قادراً أن يبث الحياة في الطين الميت.